حنشــولي ... وحكاية لاتصدق

[ابن نجد]

هذا الحكاية عن رجل حنشولي ، والحنشولي عند البادية هو الذي يذهب لوحده ليكسب رزقه بالخفيه ، أي يسرق من القوم الاخرين ، وقد لايقتصر على رجل واحد ، بل على مجموعة رجال حيث يطلقون عليهم حنشولية ، وهذا الحنشولي جاء لوحده الى احد القبائل وتسلل في الليل الى الابل وكانت الابل قريبه من بيت صاحبها وكان بعضها مشدود اليدين بالعقال ، والعقال هو حبل تربط به يد الناقة اليمنى واليسرى حتى لاتذهب بعيدا في الليل ، فأخذ هذا الحنشولي بفك بعض العقل من الابل ، وفي هذه الاثناء رآه صاحب الابل ، فجاء اليه بدون ان يحس الحنشولي به ، ويريد الامساك به حيا ، ومسك به في وسط الابل ودارت بينهم معركة بدون سلاح ، وعندما ضيق الخناق صاحب الابل على الحنشولي وكان ماسكه باليدين وارفعه لفوق فلم يجد الحنشولي له من مخرج الا ان يظهر من الثوب الذى كان يلبسه ، وفعلا ظهر من ثوبه وفر هاربا تحت ظلام الليل عاريا ، وبعد هذا صاح بصوته صاحب الابل ، وانتبه الجميع لصوته وقاموا بمطاردة الحنشولي ولكنهم لم يتمكنوا من الامساك به لشدة الظلام ، وراح هذا الحنشولي بدون أي ملابس ، وبعد مسافة وجد له ملجأ وهو محل تعمله بعض الوحوش البرية مثل الدحل أي جحر عميق ، فدخل في الملجأ ، واخذ له شجرة وسكر بها عليه وهو داخل الملجأ عن البرد والوحوش ، وبعد مده سمع بعض الاصوات التي تقترب منه ، وبعد قليل تبين له ان هذه الاصوات حقيقية وانهم رجلين على ذلول ، أي راحله ، جاءوا الى ان صاروا قرب من الشجرة التي وضعها الحنشولي في باب الملجأ الذي هو فيه ، ونزلوا من راحلتهم واوقدوا نارهم وصلحوا قهوتهم وعشاهم وكان احدهم جالس وظهره على هذه الشجرة وأراد هذا الحنشولي ان يعمل لهم مقلب ، ليتمكن من اخذ راحلتهم ويغنم طعامهم خاصه انه قد وهن من شدة التعب والجوع ، فأخذ يحرك الشجرة قليلا فقال الرجل لصاحبه : يافلان الشجرة التي عند ظهري تتحرك ، فقال صاحبه : هذا غير صحيح وتأكد من هذا وبعد قليل عاود بتحريك الشجرة ، فقال هذا الرجل لصاحبة : الشجرة يافلان تتحرك مثل ماقلتلك ، قال : تعال مكاني وانا اجي مكانك حتى اتأكد منها بنفسي وتراك كلامك موهوب اكيد ، وفعلا جاء في محله وعمل هذا الحنشولي مع الرجل مثل ماعمل مع صاحبه ، وعندما تأكد له بأنهم قد اصابهم بعض الشك في هذه الشجرة ، ظهر عليهم فجاءة من الملجأ وهو بدون ملابس عاريا تماما ومفلول الشعر ، وعندما رأوه فروا هاربين كل واحد الى اتجاه ظنا منهم ان هذا من الجن ، وفروا تاركين راحلتهم وعشاهم وقهوتهم ، وقام الحنشولي بتفصيل ذلك بقصيدة انشدها :

رحت حايف يوم انا راعي حيافه
وابعدوني القوم ماجبت الكسيبه

جاني الرجال في وسط المخافه
والتزمنا لزمة السو والعطيبه

شدني قبل القدم يعطي انحرافه
واختلف فكري على كبر المصيبه

والتهمت وصاة ابوي عن الضعافه
قال ابني لاتهاون للغليبه

واعتزيت وشلت نفسي بانحرافه
اطلب المخراج واترك له نصيبه

وانطلقت ورجلي نوت بالنكافه
ولا غمضني كود ثوبي يكتسي به

واطردوني القوم وانحو بي مسافه
فوق خيل مدربه ولها حطيبه

واحمد الله عودوا منى عيافه
عقب ماذبـيت في راس الجذيبه

والتجيت بجرف من فوقي مهافه
بوسط دهلوس عند البرد التجي به

وعاظني ربي بأهل هجن هدافه
في نصيف الليل والديره رهيبه

شافوا القشعه بغوا فيها سلافه
عن لهيب البرد والطرقة تعيبه

ولعوا نار بسرعه وانحرافه
والركاب بروك مال الخوف ريبه

وأرتكى واحد على القشعه خلافه
والتمس بالعرق عنده من قريبه

ثم تحرك عرقها واونس خفافه
واهتقا ان العرفجه ماهي قطيبه

واعتزا واقفا على طيلة وقافه
خويه قال هالحركه غريبه

ثم رميت العرفجه مثل الحذافه
لين هجوا مثل صيد شاف ريبه

العشا خلوه واخذته اخطافه
والركاب وقشهن جتني كسيبه

هكذا يوم الردى دافي لحافه
جبت هجن جابها الوالي جليبه

نرجوا ان تكون حازت على الاعجاب …والمزيد قادم
-----------------------------------------------------------------------------
زماننا غير زمانهم وحتى نتذكر الاولين
اخوكم ابن نجد

[الشايب]

رائع اخوي ابن نجد وتسلم على القصه والقصيد