د. العصيمي يوضح ((عــــانيــــات الزواج))

[د/ نايف العتيبي]

[

نطلب ترشيد العانيات للزواج
تحت شعار العانية بالميسور[/[/

الحمدلله وحده القائل {لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} (114) سورة النساء
والصلاة والسلام على نبيا محمد القائل : ))لو دعيت إلى كراع لأجبت ولو أهدي إلي ذراع لقبلت)) إسناده صحيح
وآله وصحبه:
بالنسبة لموضوع عانيات الزواج هو من الأمور المتعلقة بباب التعاون على الخير والحق والتلاحم والمودة في القربى لاسيما إذا نظرنا للغايات السامية للزواج فهي من هذا الجانب أمر محمود فإن كان ديننا يحث على مساعدة المحتاجين عامة فما بالكم بالشباب الذي يقترض ويتدين ليعف نفسه بالزواج ومصالح الزواج كثيرة بل والتعاون في مساعدة الشباب على الزواج واجب ديني وأخوي ووطني ومن التعاون في ذلك تخفيض المهور ومن العادات الحسنة عرفا ما يسمى بعانيات الزواج من بذل شخصي للمتزوج مالي أو عيني وهدايا واقتصاد في حفلات الأعراس وعدم المغالاة والإسراف في الولائم وقد أثار تعجبي وأدهشني التصويت على إيقاف المعونات من باب تشريف لا تكليف !
عجبا لهذا المبدأ وليته كان للتصويت على وضع حد للمغالات في المهور!!
أو نبذ المضاهاة والتقليد الأعمى للشباب المنحل والمستهتر!!
فبعض الشباب إذا أقدم على الزواج يظن أنه لابد أن يتزوج في القاعة الفلانية ويسكن ليلتين في الأجنحة الفلانية ويستأجر لزفته السيارة الفلانية ويطبع لزواجه الكروت الفلانية ويسافر للدولة الفلانية ويكلفه ذلك كله ما يتجاوز مئة ألف أو يزيدون
وإذا قيل له:لماذا قال: إنها ليلة العمر!!
لو كان التصويت للترشيد والتوجيه الأمثل لكان أجدر..بحسبي!

أعترض على التصويت على هذه القضية لأنه قد ينطوي تحت هذا المبدأ التقاعس عن الوقوف بجانب شبابنا وأبناءنا وفيه تقاعس عن إجابة الدعوة ونحن جميعا نعلم أن إجابة الدعوة لوليمة العرس واجبة في أصح الأقوال بل نقل عن الشافعي وغيره أن المسلم يجيب الدعوة ولو كان صائما ويبارك وينصرف ولو أفطر إذا كان صيامه تطوعا فذلك أفضل كما نص عليه الشافعي في الأم 6/181. وكذلك نعلم بوجوب إعلان النكاح ومشروعية الاحتفال به بل ونعلم أيضا بفتوى هيئة كبار العلماء التي كان يرأسها ابن باز رحمه الله بجواز دفع الزكاة للشاب المحتاج لزواجه وتدفع لتزويجهم عن طريق الجمعيات الخيرة أيضا..وإليكم جملة من النصوص والأدلة التي يفهم من عمومها وجملتها التواصي على العانيات وأنها من أهم الأمور المشجعة على الزواج والتواصل والأخوة والمحبة ولكن ينبغي التوسط فيها وجعلها شأنا تطوعيا فمن أعان فقد أحسن مشكورا ومن لم يستطع وحضر يشكر على حضوره فالمسألة التي يفترض أن تنشر ويصوت لها هي الحث على ترشيد وتصحيح مفهوم العانيات لاسيما وأنها من العادات الحسنة لآبائنا وأجدادنا فلا يسمح بقطعنا عن جذورنا إذا لم يكن فيها محظور شرعي!



قال تعالى : ({وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِما ملكت أيمانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا وَآتُوهُم مِّن مَّالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ } (33) سورة النــور).
في هذه الآية جاء ذكر الإنفاق من مال الله الذي آتانا في سياق ومعرض الحديث عن النكاح وإن كانت للمكاتبين إلا أن في مفهومها ما يستدل به على الإنفاق في الإعانة على النكاح.

وقال تعالى (كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ (180) فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَمَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (181).

في هذه الآية الحث على الوصية للأقربين من المال في حال الوفاة وإشراكهم من المال في الوصية ففي حاجتهم وإعانتهم عند زواجهم من باب أولى ، في حال نشاط الإنسان وصحته.

قال تعالى) وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقرآء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم( النور 32

وأنكحوا تشمل عدة معان منها زوجوا الأيامى والأيامى العزاب وكل من لا زوج له من الرجال والنساء منكم ولا يمنعكم فقرهم من تزويجهم فإن الله وعد أن يغنهم من فضله بزواجهم وبعد أن يتزوجوا .
ومن معانيها ساعدوهم على الزواج بمالكم حتى يعفون أنفسهم .

وأخرج عبد الرزاق وأحمد والترمذي وصححه والنسائي وابن ماجه وابن حبان والحاكم وصححه والبيهقي في سننه عن أبي هريرة قال قال رسول الله  ثلاثة حق على الله عونهم الناكح يريد العفاف والمكاتب يريد الاداء والغازي في سبيل الله .

نوادر الأصول في أحاديث الرسول ج4/ص156
عن ثوبان مولى النبي عليه السلام قال سمعت النبي عليه السلام قال ليتداعى عليكم الأمم كما يتداعى الأكلة إلى قصعتها قلت يا رسول الله ومن قلة بنا يومئذ قال لا بل أنتم كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله المهابة من صدور عدوكم منكم وليقذفن في قلوبكم الوهن فقلت يا رسول الله وما الوهن قال حب الدنيا وكراهة الموت.

وهذا الحديث يحذر من التفرقة ومغبتها ويفهم منه الحث على الترابط والتعاون والتماسك ، فلكم أن تتخيلوا الشاب من شبابنا يتزوج ويتحمل من الديون ما الله به عليم وجماعته كثير وربعه ليس منهم من يقدم له ويعنيه على هذه الديون!!

في صحيح البخاري ومسلم:
عن أبي ذَرٍّ رضي الله عنه قال سَأَلْتُ النبي  أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ قال إِيمَانٌ بِاللَّهِ وَجِهَادٌ في سَبِيلِهِ قلت فَأَيُّ الرِّقَابِ أَفْضَلُ قال أغلاها ثَمَنًا وَأَنْفَسُهَا عِنْدَ أَهْلِهَا قلت فَإِنْ لم أَفْعَلْ قال تُعِينُ صانعا أو تَصْنَعُ لِأَخْرَقَ قال فَإِنْ لم أَفْعَلْ قال تَدَعُ الناس من الشَّرِّ فَإِنَّهَا صَدَقَةٌ تَصَدَّقُ بها على نَفْسِكَ.

صحيح ابن خزيمة ج2/ص374
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كل نفس كتب عليها الصدقة كل يوم طلعت فيه الشمس فمن ذلك أن تعدل بين الإثنين صدقة وأن تعين الرجل على دابته وتحمله عليها صدقة وتميط الأذى عن الطريق صدقة ومن ذلك أن تعين الرجل على دابته وتحمله عليها وترفع متاعه عليها صدقة والكلمة الطيبة صدقة وكل خطوة تمشي بها إلى الصلاة صدقة.

وجاء في الحديث:
قال رسول الله  على كل مسلم صدقة قيل يا رسول الله من لم يجد قال يعمل فينتفع ويتصدق قيل فمن لم يستطع قال تعين ذا الحاجة والملهوف قيل فإن لم يستطع قال يأمر بالمعروف قيل فإن لم يستطع قال يمسك عن الشر فإنها له صدقة .

وقد روى الشافعي عن أنس قال :
قيل يا رسول الله أمن العصبية أن يعين الرجل قومه على الحق قال لا.

وهنا في هذه الأدلة مشروعية إعانة الأخ المسلم في حاجة عامة و القريب أو الصديق المتزوج أولى في إعانته من إعانته الصانع على صنعته إذا لم يكن قريبا.

وهنا أيضا جملة أدلة ننقلها من جامع العلوم والحكم :
جامع العلوم والحكم ج1/ص235
فخرج الترمذي من حديث أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال تبسمك في وجه أخيك لك صدقة وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة وإرشادك الرجل في أرض الضلال لك صدقة وإماطتك الحجر والشوك والعظم عن الطريق لك صدقة وإفراغك من دلوك في دلو أخيك لك صدقة وخرج ابن حبان في صحيحه من حديث أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليس من نفس ابن آدم إلا عليها صدقة في كل يوم طعلت فيه الشمس قيل يا رسول الله ومن أين لنا صدقة نتصدق بها قال إن أبواب الجنة لكثيرة التسبيح والتكبير والتحميد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتميط الأذى عن الطريق وتسمع الأصم وتهدي الأعمى وتدل المستدل على حاجته وتسعى بشدة ساقيك مع اللهفان المستغيث وتحمل بشدة ذراعيك مع الضعيف فهذا كله صدقة منك على نفسك وخرج الإمام أحمد من حديث أبي ذر قال قلت يا رسول الله ذهب الأغنياء بالأجر يتصدقون ولا نتصدق قال وأنت فيك صدقة رفعك العظم عن الطريق صدقة وهدايتك الطريق صدقة عونك الضعيف بفضل قوتك صدقة وبيانك عن الأغتم صدقة ومباضعتك امرأتك صدقة قلت يا رسول الله نأتي شهوتنا ونؤجر قال أرأيت لو جعلت ذلك في حرام أكان تأثم قال قلت نعم قال أفتحتسبون بالشر ولا تحتسبون بالخير وفي رواية أخرى فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن فيك صدقة كثيرة فذكر فضل سمعك وفضل بصرك وفي رواية أخرى للإمام أحمد قال إن من أبواب الصدقة التكبير وسبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله وأستغفر الله وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتعزل الشوكة عن الطريق والعظم والحجر وتهدي الأعمى وتسمع الأصم والأبكم حتى يفقه وتدل المستدل على حاجة له قد علمت مكانها وتسعى بشدة ساقيك إلى اللهفان المستغيث وترفع بشدة ذراعيك مع الضعيف كل ذلك من أبواب الصدقة .أ.هـ

وأخرج عبد الرزاق وأحمد والترمذي وصححه والنسائي وابن ماجه وابن حبان والحاكم وصححه والبيهقي في سننه عن أبي هريرة قال قال رسول الله  ثلاثة حق على الله عونهم الناكح يريد العفاف والمكاتب يريد الأداء والغازي في سبيل الله.

وأخرج البيهقي عن عبد الله بن شبيب رضي الله عنه قال يقال حسن التدبير مع العفاف خير من الغنى مع الإسراف.

وأخرج البيهقي عن مطرف رضي الله عنه قال خير الأمور أوسطها .
وهاذين الأثرين ذكرتهما هنا لأبين أن العانية ينبغي أن تقبل مهما قلت ولا يزدرا صاحب العانية المقدمة إن كانت قليلة ، بل ينبغي أن يقتسط فيها ولا يبالغ فيها . ولنا في رسول الله أسوة حسنة فقد قال في الحديث المتقدم (لو أهدي إلي ذراع لقبلت ).



الدر المنثور ج6/ص188
وأخرج ابن مردويه عن عائشة أن رسول الله  قال انكحوا الصالحين والصالحات فما تبعهم بعد ذلك فهو حسن.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس وأنكحوا الأيامى منكم الآية
قال أمر الله سبحانه بالنكاح ورغبهم فيه وأمرهم ان يتزوجوا أحرارهم وعبيدهم ووعدهم في ذلك الغنى فقال إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله .
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي بكر الصديق قال أطيعوا الله فيما أمركم به من النكاح ينجز لكم ما وعدكم من الغنى قال تعالى إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله .
وأخرج عبد الرزاق في المصنف وعبد بن حميد عن قتادة قال ذكر لنا أن عمر بن الخطاب قال ما رأيت كرجل لم يلتمس الغنى في الباءة وقد وعده الله فيها ما وعده فقال إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله .
وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة معا في المصنف عن عمر بن الخطاب قال ابتغوا الغنى في الباءة .
وفي لفظ اطلبوا الفضل في الباءة وتلا إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله .
وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود قال التمسوا الغنى في النكاح يقول الله إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله .
وأخرج الديلمي عن ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال التمسوا الرزق بالنكاح .


وأخرج البزار وابن مردويه والديلمي من طريق عروة عن عائشة قالت قال رسول الله  انكحوا النساء فانهن يأتينكم بالمال وأخرجه ابن أبي شيبة وأبو داود في مراسيله عن عروة مرفوعا مرسلا .


المغني ج7/ص5
مصالح النكاح أكثر فإنه يشتمل على تحصين الدين وإحرازه وتحصين المرأة وحفظها والقيام بها وإيجاد النسل وتكثير الأمة وتحقيق مباهاة النبي  وغير ذلك من المصالح الراجح أحدها على نفل العبادة بمجموعها أولى
وقد روينا في أخبار المتقدمين أن قوما ذكروا لنبي لهم فضل عابد لهم فقال أما أنه لتارك لشيء من السنة فبلغ العابد فأتى النبي فسأله عن فقال إنك تركت التزويج .



وهاهنا جملة من الأسئلة وإجابة أصحاب الفضيلة العلماء عليها وهي متعلق بحديثنا في هذا الموضوع:

أنا متزوج وأعول، وأبي متوفى وله معاش يكفي لعيشة كريمة لإخوتي (ثلاث بنات وأخ لم يتزوج) هل يجوز إعطاء أخي من زكاة المال لمساعدته على الزواج؟ وهل لي مساعدة إخوتي في مصاريف الدراسة؟ وهل يمكن إعطاء أمي مبلغا من الزكاة تدخره لزواج البنات؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فما دام معاش والدك يكفي لحياة كريمة -كما ذكرت- بالنسبة لأخيك وأخواتك، فلا يجوز لك أن تعطيهم من زكاة مالك، ولا من زكاة مال غيرك، لأنهم لم يتحقق فيهم وصف من الأوصاف الثمانية المذكورة في قوله تعالى: إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ )التوبة ( ويستوي في ذلك إعطاؤها لهم للزواج أو للدراسة، حتى يتحقق فيهم أحد أوصاف مصارف الزكاة، فإذا تحقق فيهم، جاز لك إعطاؤها لمن تحققت فيه الشروط منهم، وإعانة أخيك على الزواج لعدم استطاعته، تُعد مصرفا من مصارف الزكاة، لأن الزواج من الكفاية التي تعطى الزكاة لتحقيقها، وقد نقل أصحاب الموسوعة الفقهية عن فقهاء المالكية تصريحهم بأن مال الزكاة إن كانت فيه سعة، جازت الإعانة به لمن أراد الزواج. والله أعلم.

هل يجوز دفع الزكاة في مشروع مساعدة الشباب على الزواج ؟
وبعد، يجوز دفع الزكاة لهذا المشروع، فإن الزواج من الضروريات للحياة، وحيث إنه لا يُصرف لهم مساعدة إلا بعد ثٌبوت حاجتهم، وفقرهم، وقلة دخلهم، فإن الزكاة تحل لهم لهذا الغرض؛ لفقرهم، وحاجتهم، وعجزهم عن تكميل حاجتهم وضرورتهم. والله أعلم. المجيب ابن جبرين (الموقع الرسمي له).

السؤال :

أحد أصدقائي يريد أن يتزوج وليس معه من الأموال ما يكفي نفقات الزواج، فهل يجوز لي أن أساعده وأحسب هذه الأموال من الزكاة ؟
المفتي: الإسلام سؤال وجواب
الحمد لله
نعم ، يجوز إعطاء الزكاة لمن يريد أن يتزوج ، إذا كان لا يجد ما يكفيه للزواج ، وهذا لا يخرج عن أصناف الزكاة الثمانية التي ذكرها الله تعالى في قوله : { إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم } [التوبة:60] ، لأن من لا يجد ما يكفيه فهو فقير أو مسكين فيجوز دفع الزكاة إليه .


قال الشيخ ابن عثيمين : " لو وجدنا شخصا يستطيع أن يكتسب للأكل والشرب ، والسكنى لكنه يحتاج إلى الزواج وليس عنده ما يتزوج به فهل يجوز أن نزوجه من الزكاة ؟ الجواب : نعم يجوز أن نزوجه من الزكاة ويعطى المهر كاملا ، فإن قيل : ما وجه كون تزويج الفقير من الزكاة جائزا ولو كان الذي يعطى إياه كثيرا ؟


قلنا : لأن حاجة الإنسان إلى الزواج ملحة قد تكون في بعض الأحيان كحاجته إلى الأكل والشرب ، ولذلك قال أهل العلم : إنه يجب على من تلزمه نفقة شخص أن يزوجه إن كان ماله يتسع لذلك فيجب على الأب أن يزوج ابنه إذا احتاج الابن للزواج ولم يكن عنده ما يتزوج به ، لكن سمعت أن بعض الآباء الذي نسوا حالهم حال الشباب إذا طلب ابنه منه الزواج قال له : تزوج من عرق جبينك . وهذا غير جائز وحرام عليه إذا كان قادرا على تزويجه ، وسوف يخاصمه ابنه يوم القيامة إذا لم يزوجه مع قدرته على تزويجه " . اهـ
( فتاوى أركان الإسلام ص440-441 )


وسئل الشيخ ابن باز رحمه الله عن دفع الزكاة للشاب العاجز عن الزواج فقال : يجوز دفع الزكاة لهذا الشاب ، مساعدة له في الزواج إذا كان عاجزا عن مؤونته .
فتاوى الشيخ ابن باز(14/275)


وسئلت اللجنة الدائمة : هل يجوز صرف الزكاة لشاب يريد الزواج من أجل إعفاف فرجه
فأجابت : يجوز ذلك إذا كان لا يجد نفقات الزواج العرفية التي لا إسراف بها .
فتاوى اللجنة الدائمة (10/17)


السؤال:

شاب عمره 27سنة يريد الزواج وليس له مبلغ كاف من المال للزواج هل يجوز له أن يطلب الزكاة من رجل يريد أن يزكي ....علما بأنه له أسرة كبيرة تتجاوز 15 فردا.

الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا حرج على المحتاج لتكاليف الزواج المعتادة التي لا إسراف فيها ولا تبذير أن يطلب الزكاة وأن يعطاها؛ لأن العاجز عن تكاليف الزواج يعتبر من الفقراء، بدليل قول الله عز وجل: وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكَاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ {النور: 33}، فقوله تعالى: حتى يغنيهم الله من فضله، يدل على أنهم في فترة عجزهم عن تكاليف الزواج معدودون من الفقراء لا من الأغنياء، وما دام الشخص معدودا من الفقراء فيجوز له أخذ الزكاة، لقوله تعالى: إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ ..{التوبة: 60}.



أرجو أن أكون وفق في توضيح الحق في هذه القضية وفي الختام ، أحب أن أخلص ما ذكرت أعلاه في بحث هذه القضية في عدة أمور هامة وهي :
1. أن إجابة الدعوة لوليمة العرس واجبة ومن حق المسلم على أخيه المسلم إلا من عذر مشروع وكذلك إعلان العرس واجب في قول كثير من أهل العلم .
2. أن العانية من المسلم لأخيه المسلم مشروعة ، بل مستحبة لا سيما إذا كانت من قريب أو من صديق . وتكون مما يؤجر عليه المسلم.
3. ينبغي أن يعتدل في موضوع العانية ، ولا يتكلف فيها وتقبل ولو كانت قليلة .
4. لا يعتب على من لا يستطيع العانية بل يحمد ويشكر على حضوره ويقدر لظروفه.
5. لو جعل أمر العانية أمر نسبي وشخصي لاختلاف الناس في تقديمها وقبولها ، لكان أفضل من منعها.
6. التأكيد على أن العانية من العادات الحسنة لآبائنا وأجدادنا .
7. لا يلزم أحد على دفع العانية وإنما هي أمر اختياري وعمل تطوعي وخيري .

هذا ما تم كتابته وأرجو الإعذار فقد اجتهدت في البحث والتقصي لتوضيح هذه القضية ومثلما ذكرت أن السبب في تناولها بالبحث هو الاستفتاء الذي طرح في جوال (القبيلة) حول منعها ، مع أن النتائج المعلنة كانت غير منصفة ولا منطقية فأنا شخصيا أعرف ما نسبته 6%امتنعوا عن التصويت لا برفض ولا بموافقة فكيف تكون النتائج بتلك الحسبة التي أرسلت لنا عن طريق الجوال؟ ، ومع شكري للأخوة الذي تطرقوا للقضية فأعلم أن قصدهم كان حسنا ولكن أرجو أن تكون الأدلة والآثار السابقة في تأصيل القضية هي الفيصل والحكم على هذا الموضوع وأصلي وأسلم على نبينا محمد وآله وصحبه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كتبه
د/نايف بن محمد بن دحيان العصيمي
1/11/1429هـ

التوقيع

[ابن صنهوت]

جزاك الله خير ومشكور يالذيب

[الرومي]

بارك الله فيك ونفع بك وسدد خطاك للخير .

التوقيع

migeed33@hotmail.com

[د/ نايف العتيبي]

أشـــــكركم لمروركم وتعقيبكم

[أخو جوزا]

نشكرك يادكتور علي تطرقك لهذا الموضوع والذي هو بداية لمواضيع

هامة تفيدنا بها ..

ونرحب فيك اخ كريم ومستشار شرعيا.

التوقيع

قال الله تعالى: ﴿وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴾

[طارق النفيعي]

.رائع ما يكتب ولا هنت يالدكتور

وحياك الله في محلك وفي أنتظار ما يفيدنا


أخوك / طارق النفيعي

التوقيع

أخوكم : طارق النفيعي

[د/ نايف العتيبي]

أشكركم على مروركم وتفضلكم بالتعليق

وإنما أنا بكم بعد الله ولكم


وواحد منكم .

[روقي الجمش]

أخي / بن عاصم 1

السلام عليكم ورحمةالله وبركاته

كلام قيم ومفيد ... نشكرك على ما قدمت والترشيد مطلوب والتبذير مرفوض ، وما توفيق إلا بالله .

لك مني كل الحب والتقدير .

والســـــــــــلام ،،،

تقبل تحياتي / روقي الجمش .

آخر تعديل روقي الجمش يوم 06-Nov-2008 في 09:20 PM.

[ابوزعبه]

لاهنت وماقصرت

[محب الهيلا]

جزاك الله خير

مشكور وماقصرت