الرئيسية التسجيل التحكم


اختيار تصميم الجوال

العودة   الهيـــــــــــــلا *** منتدى قبيلة عتيبة > المنتديات العامة > تاريخ قبائل الجزيرة العربية

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: البيت لاعجبني اجاريه باحساس (آخر رد :الريشاوي)       :: كل عضو او شاعر يسجل بيتين غزل الفهاا من قصائده .. بشرط ان تكون غزليه فقط .. (آخر رد :الريشاوي)       :: ودي ولا ودي وابيهم ولا ابيه (آخر رد :الريشاوي)       :: واكتبي هذا أنا أنا ليلى العامرية (آخر رد :الريشاوي)       :: البيت لاعْجَبني اجاريه باحساس (آخر رد :الريشاوي)       :: أنـا لا تلوموني ولو ملـت كل الميل (آخر رد :الريشاوي)       :: اوافق .. واقول النفس صعبه مطالبها (آخر رد :الريشاوي)       :: الحب اقفى في ديانا ودودي (آخر رد :الريشاوي)       :: امير قبيلة المحاقنة قبل الدولة السعودية (آخر رد :متعب الوحيدب)       :: امير قبيلة المحاقنة قبل الدولة السعودية (آخر رد :متعب الوحيدب)      

إضافة رد
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
غير مقروء 23-Nov-2007, 09:00 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ضمير كايف
عضو نشيط
إحصائية العضو





التوقيت


ضمير كايف غير متواجد حالياً

افتراضي حرب المليداء و " يامال صكة بقعا " سرد شيق !

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم


هذه قراءة لحرب المليداء بقلم الدكتور عبدالعزيز الشبل من أهالي عنيزة .

أعجبني سرده للرواية ، فأحببت أن أنقله لكم ، لمن لديه إضافه أو تعليق .
كما أني لا أحمل وجهة نظر ماهو مكتوب ، وإنما كل كتب يمثل وجهة نظر الدكتور الشبل .


الحلقة الأولى :



كارثة " بقعاء " مقدمة لكارثة " المليدا "
قصة: " المليدا " أكثرمن مجرد معركة حربية
- الحلقة الأولى - ( مقدمة)

" يا مال صكة بقعا " وتروى أحياناً بالجمع ( صكات) !!! هذا مثل اشتهر في القصيم في الماضي خاصة في عنيزة. يقال عادة في حالة الزعل أو النرفزة من شخص أو أشخاص غائبين أو سيتغيبون دون رضى أو موافقة أو دون علم من صاحب أو صاحبة الشأن.، فيردد أو تردد " يا مال صكة بقعا" والمعنى المقصود هو: إن شا الله عساك (أو عساكم) ما ترجعون (أو عساهم) ما يرجعون. وبالتعبير المستخدم حالياً: الله لا يردكم، أو لا يردهم. كما أن (صكات بقعا) بصيغة الجمع يقصد بها أكثرمن مأساة بقعاء التي سنتحدث عنها، بل تعني جميع المصائب والشدائد خاصة سنوات القحط وشح الأمطار، يقول أحد شعراء عنيزة مفتخراً بعنيزة ضمن بعض الأبيات:

حيثه على صكات بقعا ما تبيد..........ولا ترف من الخصوم جنوبها

وهنا ينبغي أن نتأمل ونتساءل: لماذا النص على " بقعا" وماعمق مدلول هذه العبارة في " يا مال صكة بقعا" ؟؟ً
" بقعا" أو " بقعاء" بلدة في شمال نجد شرق مدينة حائل إلى الشمال الشرقي قليلاً، وتبعد عن حائل حوالي 90 إلى 95 كيلو متراً.
والمثل في الأساس يشير إلى قصة غزو أهل القصيم لمنطقة بقعاء في جماد أول عام 1257هـ ( يوليو 1841م ) لمحاربة ابن رشيد، حيث انهزم أهل القصيم هزيمة شنيعة وقتل كثيرمنهم في شدة الحر والعطش والبعد عن الأوطان، خاصة أهل عنيزة الذين قتل أميرهم يحي السليم ورجال كثيرون وهم مشاة في أرض فلاة بعد أن هرب البعض بالإبل وتركهم رجال قبيلة عنزة الذين كانوا حلفاءهم في وجه ابن رشيد غيرمتوقعين ما سيحصل لمن ثبت وصبرمنهم، وعلى رأس الذين بقوا وحدهم دون ركايب يحي السليم أميرعنيزة ومن معه ليكونوا ضحايا المذبحة (يحي السليم حاول أن يستجير بـ: عبد الله بن رشيد أمير حائل لكنه خذله فقتله)، أما عبد العزيزآل ابو عليان أميربريدة فقد هرب مع من تمكنوا من الفرار.

باختصار شديد:

كانت معركة بقعاء تمثل حلقة من حلقات الصراع الأولى بين أهل القصيم وآل رشيد
وقد جرت العادة عند تناول " المليدا " أن يأتي ذكرها ومن حارب فيها ونتائجها المأساوية على أساس أنها مأساة أهل القصيم الكبرى أوائل القرن الرابع عشر الهجري ( أواخر القرن التاسع عشر الميلادي) ، وكأنها ليس لها سوابق ومقدمات.
هذا الطرح لا غبارعليه وهو الشائع والمعروف لدى أكثر الناس، وهو الذي يتبادر إلى الذهن عندما تذكر " المليدا "، لأنه في الإطارالإقليمي.
ولكن الكثيرين يغفلون عن مقدماتها البعيدة والقريبة، ويظن البعض بأن " المليدا " حدث كبيرمنعزل ويصابون بالدهشة من هول الكارثة فقط.
لقد وعدت سابقاً بأن أتناول " المليدا " من منظورأوسع وأسلوب مختلف، أرجو أن يجد قبولاً وتفهماً لربط الأحداث ببعضها وإعطائها خلفيتها التاريخية والسياسية الموسعة في إطار نجد كلها وصراع أهل القصيم المتعدد الإتجاهات.
إذاً حتى نفهم وندرك عمق مأساة " المليدا" على أهلنا في القصيم بعقلانية وبحس تاريخي ونظرة بعيدة لا بد أن نضعها في إطار ظروفها السياسية والتاريخية آنذاك.
فلا شك أن نتائج وآثارهزيمة بقعاء قد حفرت في نفوس الجميع العداوة الشديدة والمتبادلة بين أهل القصيم وابن رشيد.
واشتهرعن عبيد بن رشيد الشاعر وهو أخ عبد الله بن رشيد أمير حائل وقت معركة بقعاء أشعار كثيرة يفخر فيها بانتصارهم على القصمان وقتله هو شخصياً تسعين منهم في بقعا، فها هوعبيد بن رشيد مثلاً يقول مفتخراً وشامتاً بالقصمان من قصيدة طويلة:

يانحمد اللي هبهب الريح ياحسين.........صارت على القصمان واولاد وايل
اللي ذبحت بشذرة السيف تسعين.........أيضا ولاني عن طردهم بسايل
نجرهم بالقاع جر الخرافين .............واصبح صفا بقعا من الدم سايل
يا دارنا من جانا جيناه عجلين ............ بالليل نسري والصفر والقوايل
فان كان هم عنا بالانشاد محفين.......... فمن الراس ما نحتاج رد الرسايل
جينا صباح واثرهم مستكنين ............ وثار الدخن من حر صلو الفتايل


وبناءً على ذلك كله، فإن الأمور خلال خمسين سنة قبل " المليدا " ازدادت سوءاً وتدهوراً بين آل رشيد وأهل القصيم، وزاد الطين بلة حينما تحالف أهل القصيم مع الدولة السعودية في الجنوب ضد محمد العبد الله ابن رشيد مما أدى فيما بعد إلى الصراع في المليدا.
المسألة إذاً أكبر من كون المليدا مذبحة هائلة فقط لزهرة رجال وشباب القصيم – مع أن هذا لا يستهان به – إنما هي حاسمة في إنهاء تطلعات أهل منطقة القصيم للإستقلال أو التمتع بشبه إستقلال ذاتي كانوا يحاولون أن ينعموا به قبل المليدا. والكلام هنا سيكون مركزاً على المدينتين الرئيستين عنيزة وبريدة أكثرمن غيرهما باعتبارهما دائماً – سواء في مرحلة بقعاء أو ما بعدها- هما واجهة الصراع السياسي والعسكري لمنطقة القصيم لما لهما من مكانة وأهمية لا تخفى على أحد.
لا بد لقارىء تاريخ النطقة تلك الأيام أن يتساءل حول كارثة بحجم المليدا عن خلفيتها وظروفها التي أدت إليها بمعنى: هل تتناسب هذه المعركة مع ما سبقها وما رافقها من ظروف وأسباب؟ والجواب بالطبع نعم، وسأوضح ما أقصد باختصار في الحلقة القادمة إن شاء الله مع شيء من التفاصيل عن معركة " المليدا" وبعض أسماء من قتلوا فيها من أهل عنيزة إن أمكن.


يتبع الحلقة الثانية















رد مع اقتباس
غير مقروء 23-Nov-2007, 09:02 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
ضمير كايف
عضو نشيط
إحصائية العضو





التوقيت


ضمير كايف غير متواجد حالياً

افتراضي

" المليدا " - المعركة
- الحلقة الثانية -

وهكذا- كما أشرت في ( الحلقة الأولى ) زاد الأمر سوءاً بعد " بقعا " بين أهل القصيم وآل الرشيد سنة بعد أخرى، ومن أهم ما حصل بعد بقعا بفترة قصيرة وقعة " الجوي 1261هـ / 1845م " بين ابن رشيد وأهل عنيزة حيث قتل فيها أميرعنيزة عبد الله بن سليم رحمه الله وهو أخ الأمير يحي الذي قتل في بقعا ووالد الأمير زامل الذي سيأتي ذكره. ثم تعقدت الأمورأكثر حينما توسعت حرب المصالح السياسية والإستراتيجية والإقتصادية بالصراع مع طرف ثالث هو الدولة السعودية الثانية، وجرت معها معارك مثل وقعة " اليتيمة 1265هـ / 1849م " و " حرب عنيزة الأول 1270هـ/ 1854م" ثم " حرب عنيزة الثاني كون المطر1279هـ/ 1863م " وغيرها وكانت
نتائجها كلها وبالاً على كل من عنيزة وبريدة على وجه الخصوص وعلى القصيم عامة.
وقد رافق ذلك حرب إعلامية حماسية بالشعر بين عنيزة بالذات وأهل العارض، وقادها عن عنيزة الفارس الشاعر " علي الخياط " الذي امتلأ قلبه حباً ودفاعاً عن بلده فكان يثير حماس أهل عنيزة بقصائده التي لا زالت مضرب المثل ويذكرها أو بعضاً منها كل من ينتمي إلى عنيزة.
في فترات من الهدوء نعمت المنطقة بشيء من الإستقرار والإستقلال النسبي، ولكن الحرب الأهلية بين أبناء الإمام فيصل التي زادت في بداية القرن الرابع عشر الهجري 1300هـ فما بعد، إضافة إلى زيادة نفوذ رجل آل رشيد القوي " محمد العبد الله بن رشيد " ، وانضمام القصيم في تلك الفترة إلى جانب الدولة السعودية، كل ذلك قاد إلى:

حرب المليدا:

لعل جو الضلفعة للدمار........ ولا يدب به الحيا دايم حاف
ترى السعيد اللي قعد له بدار ......... ولاحضركون المليدا ولا شاف
شاعرة عنيزة: " نورة المحمد الهطلاني "

قرر محمد بن رشيد أن يحسم الأمور لصالحه ويسيطر على كل نجد بكسرشوكة أهل القصيم وإخضاعهم أولاً، ثم القضاء على ما تبقى من الدولة السعودية الثانية.
حسن بن مهنا أمير بريدة أخذ يستفز ابن رشيد بالغارات المتكررة واستطاع أن يستميل إليه أمير عنيزة زامل بن سليم بالعودة إلى مصادقته وتكوين حلف معه باجتماعهم وأنصارهم في " نفود الغميس " حيث اتفقوا على حرب ابن رشيد ، وفي نفس الوقت تحالفوا مع الإمام عبد الرحمن الفيصل وأهل العارض بأن يأتوا ويحاربوا معهم. كانت هذه التطورات في أوائل عام 1308هـ .
ابن رشيد علم بهذه التحركات فصمم على ضرب هذا الحلف الثلاثي وتشتيته بأسرع ما يمكن قبل وصول أهل الرياض والعارض وسدير إلى القصيم. كان استعداده قوياً حيث استثار نخوة أهل الشمال وقبائل العراق من شمر والظفير وعنزة وغيرها وزحف بجيش قوي إلى القصيم حتى وصل إلى " القرعاء ".
من جانبهم أهل القصيم كانوا قد استعدوا استعداداً كبيراً وخرجوا من كل بلدانه بقيادة بريدة وعنيزة بانتظارأن ينضم إليهم أهل الرياض ومن معهم، وكانوا أيضاً قد تحصنوا في " القرعاء " بكثبانها الرملية التي تصعب حركة الخيل فيها، كما كانت بنادق القصمان فعالة بشكل جيد. ولهذا تمكنوا في حرب القرعاء من الإنتصارعلى ابن رشيد وصد هجومه القوي إضافة إلى تحييد جيش الفرسان لديه الذي شلت حركته، وكانوا يحرصون على المطاولة دون الدخول في معركة فاصلة وذلك بسبب انتظارهم وصول الإمام عبدالرحمن ومن معه، فبقوا في القرعاء أكثر من شهر، حيث كان جيش أهل العارض يسير ببطء باتجاه القصيم وينتظر في كل مكان يصل إليه انضمام محاربين من كل بلد.
أدرك ابن رشيد ومن معه أن المطاولة والانتظار ليسا في صالحه، وأنه لا بد من خدعة يقضي فيها على القصمان لوحدهم كما أشارعليه أحد أنصاره من زعماء القبائل " الذويبي " ( بأن يخرج القصمان من جحورهم) يقصد حفرالنفود التي احتموا بها وهي محاجي ومزابن حفروها ليتمترسوا فيها.
انسحب ابن رشيد بجيشه فجأة غرباً، وبعد فترة - ودون تفاصيل كثيرة – نزل في الطرف الشمالي من " المليدا" قرب الضلفعة.
هنا يقال بأنه وقع الخلاف بين أهل القصيم فمنهم من رأى العقل والحكمة في الإكتفاء بانتصارهم في القرعاء وأن ما يحصل من انسحاب هو خطة حربية للإيقاع بهم، ورأى هذا الرأي زامل أمير عنيزة ومن معه، ولكن للأسف تغلب الرأي المعاكس الذي تبناه حسن بن مهنا أمير بريدة والذي يقال بأنه عير زامل بالجبن والخوف
وأ قنعه أن ابن رشيد انسحب راجعاً إلى بلاده، فاضطر زامل كما روي عنه – أمر وأراده الله- لمجاراة ابن مهنا، ( وهذا تقريباً نفس ما حصل في بقعا بين يحي السليم أمير عنيزة وعبد العزيزآل أبوعليان أمير بريدة الذي صمم وقتها على محاربة ابن رشيد في حائل.)
المهم أن أهل القصيم اندفعوا بمن معهم وراء جيش ابن رشيد حتى وصلوا سهل المليدا وهو مكان مناسب جداً لتصول فيه الخيل وتجول وكان ذلك يوم 13 جماد ثاني 1308هـ ( فبراير1891 م)، هنا طبق ابن رشيد الجزء الثاني من الخطة فارتد عليهم جيشه يتقدمه عدد كبيرمن الإبل المسماة " المسيوقة "، البارون نولده المبعوث الروسي الذي زارالمنطقة بعد سنة ونصف فقط من العركة، وقد سبق التعريف به، قدرعدد هذه الإبل بعشرين ألف في كافة الإتجاهات. والمسيوقة هي إبل تغطى عيونها وتدفع في المقدمة لتحمي المشاة خلفها وتتلقى الضربات الأولى من العدو، وفي نفس الوقت أيضاً هاجم فرسان ابن رشيد المختبئون مشاة القصمان الكثيرين من الجهة المقابلة فوقع أهل القصيم في الفخ وأطبقت عليهم كماشة جيش لا يرحم.

كانت معركة " المليدا " بإجماع الروايات مذبحة هائلة بكل المقاييس لم يمرعلى أهل القصيم أسوأ منها، حتى ولا " كون المطر" التي قتل فيها الكثير ولكن أثرها لا يقاس بالمليدا. لم يوفرفرسان ابن رشيد أحداً، فكانوا يلاحقون فلول مشاة القصمان المهزومين وقتلوا منهم الكثيربحيث لم ينته النهارإلا وقد فقد القصمان وخاصة أهل عنيزة خيرة رجالهم وعلى رأسهم الأمير زامل بن سليم رحمه الله الذي قتل بينما تمكن ابن مهنا أمير بريدة من الفرار ( قبض عليه ابن رشيد فيما بعد وسجنه في حائل حتى مات)، كذلك قتل أميرالمذنب صالح الخريدلي.
كانت هزيمة شنيعة وضربة ليس لأهل القصيم فقط، بل وأيضاً للإمام عبد الرحمن وجيشه الذي كان قد وصل منطقة الزلفي قادماً وعلم بماحصل فرجع بسرعة إلى الرياض واستعد للخروج منها بأهله والإتجاه شرقاً لأنه أدرك أن دوره سيأتي لا محالة فإن ابن رشيد قادم إليه ولا شك بعد أن يكسرشوكة القصمان ويثبت الأوضاع في القصيم وما يليها لصالحه،
ولهذا تعتبر" المليدا " في نظر بعض المؤرخين بداية المرحلة الأخيرة لنهاية الدولة السعودية الثانية، وقد تمت النهاية فعلاً بعد عدة أشهر (1309هـ ) حيث زحف ابن رشيد على الرياض وكان آل سعود قد خرجوا منها قبل وصوله. ( وهذا موضوع آخر ليس هذا مجاله.)
لا مقارنة إطلاقاً بين تخطيط ابن رشيد المحكم وقوة جيشه ومصادرالتموين المتعددة لديه، وبين اختلاف الرأي لدى أهل القصيم وقلة عددهم وندرة مصادرالتموين - وهذا الغريب في الأمر- على الرغم من كونهم في بلادهم وديارهم. - وسآتي على ذلك وغيره من ملاحظات فيما بعد إن شاء الله. –

قتلى عنيزة وغيرها في المليدا:

لم تسلم بيوت كثيرة جداً في عنيزة وبريدة وغيرهما من جميع طبقات المجتمع من أن يكون أحد أفرادها أو أكثر ممن قتلوا في المليدا وخاصة معظم البيوتات المشهورة. هذا ويتداول بعض الناس منذ مدة طويلة قائمة بأسماء قتلى عنيزة من هؤلاء أو أكثريتهم على الأصح، وقد سبق لي رؤيتها، وسأنشر الأسماء إن وصلتني قريباً إن شاء الله أو يتفضل أحد ممن هي لديهم بنشرها،
لأن المهم وما أركزعليه أنها فاجعة كبيرة بقيت آثارها زمناً ولا زالت حيث ذهب في هذه المعركة فضلاء وخياروزهرة رجال وشباب أهل عنيزة وغيرها في القصيم. كما أشير أيضاً إلى تكرارأهل القصيم وخاصة عنيزة وبريدة لنفس أخطاء سابقة وسبحان الله على نفس الوتيرة. ولله الأمر من قبل ومن بعد.
هذه بإيجاز - وتجنباً لزيادة الإطالة - قصة ملحمة المليدا


يتبع الحلقة الثالثة والأخيرة



ضمير















رد مع اقتباس
غير مقروء 23-Nov-2007, 09:04 PM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
ضمير كايف
عضو نشيط
إحصائية العضو





التوقيت


ضمير كايف غير متواجد حالياً

افتراضي

آثار " المليدا " مع تعليق على بعض النقاط....ورواية البارون " نولده " عن المليدا باختصار، والتعليق عليها

فعلاً لقد غيرت " المليدا " تاريخ ووضع منطقة القصيم لثلاثة عشرعاماً قادمة ( 1308- 1322هـ 1891- 1904م حينما استرد الملك عبد العزيزعنيزة وبريدة في بداية الدولة السعودية الثالثة.)
قام محمد العبد الله بن رشيد أمير حائل والشمال بعد انتصاره الكاسح على أهل القصيم بإجراءات تهدف إلى إحكام سيطرته المطلقة منفرداً على المنطقة، بمعنى أن يجعل أهل القصيم ينسون حتى مجرد التفكير بنزعتهم الإستقلالية ويخضعوا له غصباً عنهم.
وقد خلا له الجو عندما علم بعودة عبد الرحمن الفيصل ومن معه إلى الرياض خائفين على أنفسهم من مطاردة جيش بن رشيد لهم في الزلفي، فتفرد ابن رشيد بالقصمان بإجراءات ما بعد الحرب:
أولاً:
قام بمطاردة " حسن بن مهنا" أمير بريدة الذي نجا من القتل في المليدا في حين قتل في المعركة " زامل بن سليم " أميرعنيزة، حاول ابن مهنا دخول بريدة وجمع الناس من جديد ضد ابن رشيد ولكن الناس لم يكونوا في وضع يجعلهم ينتحرون ويضحون بالغالي والنفيس من أجله، فالتجأ إلى عنيزة وذهب إلى الوجيه" عبد الله العبد الرحمن البسام" التاجر المشهور والرجل الذي يحترمه ويقدره محمد بن رشيد ولا يرد له طلباً، فتشفع له فعلاً عند ابن رشيد فوافق على أن يعفيه من القتل ولكن لابد من سجنه هو وأولاده في حائل، وهكذا نقل ابن مهنا وأولاده إلى سجن القصر في حائل حتى مات هناك.
سبق لي أن قلت في حلقة سابقة، بأن الحديث دائماً عن القصيم في الماضي يركز فيه على " عنيزة " و" بريدة " بشكل أساس أكثر من غيرهما باعتبارهما الواجهة في كل الأحداث. وإذاً فبعد قضائه على الزعامة السياسية والعسكرية فيهما قام بإجراءات أخرى.
ثانياً:
كان غاضباً جداً وخاصة على بريدة التي يعتبرها اساس الصراع معه، وحينما بقي في مخيم خارج البلد كان يفكر بالانتقام من أهلها ولكن وفود العلماء والوجهاء التي جاءته من كل من بريدة وعنيزة وغيرهما تسلم عليه وتبايعه نصحوه بالعفو عند المقدرة فعفى عن الناس.
ثالثاً:
بالنسبة لعنيزة فقد عين عليها أميراً من أهلها هو " يحي الصالح اليحي "، أما بريدة فقد عين عليها رجلاً من حائل هو " حسين بن جراد " وأضاف إليه قوة عسكرية من أهل حائل لأنه كان لا يثق بأنصارابن مهنا المختفين في بريدة بعد مغادرته هو شخصياً، فأراد أن يضمن عدم قيام أي محاولة تمرد على حكمه.
رابعاً:
تأكد قبل مغادرته المنطقة بأن تكون حائل مرجع جميع السلطات وهو الذي عين قضاة جدداً في كل بلدات القصيم وأبقى من يراهم مناسبين على وضعهم، وضمن له أهل البلاد والوجهاء بأن تدفع الزكاة إليه في حائل باعتباره ولي الأمر.
وبعد إجراءات أخرى أساسية وفرعية، غادر محمد بن رشيد إلى حائل وترك أناساً من قبله في القصيم ليراقبوا له الأوضاع، وأخذ يستعد عدة أشهر للقضاء على حليف القصمان في الرياض حيث تمكن ابن رشيد من إحكام سيطرته على الرياض وما يليها جنوباً أوائل عام 1309هـ/1892م.

رواية البارون " نولده " المبعوث الروسي عن أحداث " المليدا":
>> سبق لي التعريف بـ: نولده ورحلته في هذا المجلس<<.
1- هنا نرى كيف رأى وفسر معركة المليدا حينما جاء إلى المنطقة أوائل عام 1310هـ 1893م، ( بعد مرور سنة وثمانية شهور فقط على المعركة).
2- يعتبر نولده فيما أعلم أقرب الأشخاص إلى المليدا من حيث الزمن فهو الذي مربميدان المعركة وسجل انطباعاً ومسحاً معلوماتياً لما حصل، وإن كانت لديه أخطاء بناء على ما كان يسمع ممن قابلهم ونظراً لعامل اللغة الخ.
3- جاء مبهوراً ومعجباً بمن يعتبره سيد الجزيرة العربية آنذاك وحاكمها القوي " محمد بن عبد الله بن رشيد " فقد وصل نولده بعد أن تمكن ابن رشيد من إحكام سيطرته على وسط الجزيرة من اقصى الشمال حتى وادي الدواسر جنوباً ومن أطراف الحجاز غرباً إلى أطراف الأحساء ومناطق الخليج شرقاً.
4- كان نولده يتابع تطور دولة ابن رشيد ويسعى لمقابلته بناءً على ترتيب مسبق من الإمبراطورية الروسية.

يبدأ نولده حديثه عن " المليدا " بقوله: " أخيراً في ربيع عام 1891م حدث شيء سيحدد مصير نجد لزمن قادم طويل كما أظهرت الأحداث. لقد تشكل حلف كبير ضد أمير حائل القوي الذي كانت قوته تتزايد باطراد...."
سبق لي في الحلقة الثانية أن تحدثت عن هذا الحلف الثلاثي.
ولكن الملاحظ أن نولده يرى حسب " ما سمع" بأن هذا الحلف تقوده كما يقول نصاً: " عنيزة بزعامة المحارب العجوز الشيخ زامل بن سليم..." وأن بريدة وزعيمها إنضما إليه بعد أن كان ابن مهنا مع ابن رشيد وقد أعطاه ابن رشيد 600 جنيه استرليني حتى يكون معه أو يبقى على الحياد، ولكنه غير موقفه. هكذا يرى نولده!!!، ولكن جهله بالمنطقة والزعامات المحلية إضافة إلى تداخل واختلاط المعلومات لديه وقلة إتقانه للغة العربية، كل هذا جعله يتوصل في تقريره عما شاهده وسمعه إلى ما سبق.
والمعروف الثابت طبعاً غير ذلك، كما سبق توضيحه في الحلقتين الأولى والثانية

ثم يصف زامل رحمه الله بأنه العقل المدبر لهذا التحرك ضد ابن رشيد، وأن لديه صفات قيادية أكثر من غيره، يقول:
" القوة المحركة خلف كل هذه المؤامرة هو زامل. كان زامل رجلاً استثنائياً فبرغم بلوغه ستين عاماً من العمر كان يتمتع بشهرة بطل حرب والرجل الأقوى والأكثر شجاعة في الجزيرة العربية. لقد تم تعيين زامل قائداً على قوات الحلف وفي مقر حكومته تم عقد الإجتماع الأخير لقادة الحلف....."
وهكذا يستمر " نولده " في الحديث عن الخطة على اعتبار أن " زامل بن سليم أمير عنيزة " هو الخصم الأساس لابن رشيد. وهذا كما أشرت وهم كبير من نولده وخلط للأوراق. لأن المعروف أن الحلف الثلاثي المكون من : حسن بن مهنا أمير بريدة و زامل بن سليم أمير عنيزة و عبد الرحمن الفيصل ( والد الملك عبد العزيز) آخرأئمة الدولة السعودية الثانية، كانوا جميعاً متساوين في العداء لابن رشيد ومشتركين في إدارة الحلف، وأن المباشر في دفع عملية الصراع في المليدا منهم هو ابن مهنا أكثر من غيره، وهذه أمور تم التطرق لها سابقاً بتفصيل أكثر.

ولكن ملاحظات نولدة عن زامل مهمة في أنها تؤكد من شخص غربي أجنبي ما هو معروف عن زامل رحمه الله من صفات قيادية وعقل سياسي وشجاعة.

حينما مر " نولده " بميدان المعركة أصيب بصدمة كبيرة وهاله ما رأى، فقد رأى بقايا ونفايات آدمية وحيوانية – وهي الأكثر- متناثرة على امتداد مساحة سهل المليدا الواسع. يقول بأنه كان يشكك في البداية فيما سمع عن الأعداد الكبيرة للمحاربين من كلا الطرفين التي تصل إلى ستين الفاً ثلاثين ألف من كل طرف تقريباً، ولكنه بعد أن رأى الموقع وسمع بيانات متواترة قدر أن هذا العدد قريب من الصحة.

وأود الإشارة هنا إلى أن هذا الرقم كبيرجداً يصعب تصديقه، ولكن لا شك أن العدد كان يفوق أي معركة أخرى ، كما يقول " نولده " إنه بهذا العدد: " دارت حمى معركة لم يسبق لها مثيل في تاريخ الجزيرة العربية حسبما يمكن أن يتذكر اي إنسان...."
ويذكر" نولده " أيضاً أرقاماً خيالية لعدد الإبل التي استخدمت في حرب " المليدا " وخاصة إبل " المسيوقة " التي أحضرها ابن رشيد لتتلقى الضربات الأولى لجيش العدو ولتحدث البلبلة بين أفراده وتفرق صفوفه حينما تهيجها أصوات البنادق وحماسة الرجال الذين يدفعونها من الخلف وأعينها مغطاة بالقماش لا ترى شيئاً وهذا أسلوب معروف في الحروب الكبيرة في الصحراء.
يقدر نولده عددها بعشرين ألفاً موزعة على كافة الإتجاهات بناءً على ما سمعه من عدة مصادر ولما رآه بنفسه كما يقول من عظام كثيرة جداً متناثرة لهذه الحيوانات بشكل يفوق الحصر، وهذا أيضاً من وجهة نظري رقم خيالي بمقاييس تلك الأيام يصعب تصديقه، ولكن لعل قصد نولده أنه أضاف إلى هذا العدد إبل نقل المؤن التي كانت لا تنقطع من حائل ومن الشمال وإبل الركوب ونقل الماء للجيش من الموارد البعيدة الخ حيث كانت سلسلة لا تنقطع من قوافل هذه الإبل ذهاباً وإياباً.
وهذا ما جعل ابن رشيد يتفوق بشكل لا مثيل له على أهل القصيم أولاً في إحداث الفوضى والبلبلة في صفوفهم واستنفاد ذخيرتهم في رمي الإبل، حيث وجدهم فرسان شمرالذين نزلوا إلى الميدان أثناء هذه الفوضى لقمة سائغة، وأيضاً تفوق على القصمان في تنظيم عملية تموين جيشه الكبير بالإمدادات والمياه المتواصلة، في حين أن أهل القصيم لم يأخذوا ذلك في الحسبان اعتماداً على أنهم في مناطقهم وبين أهليهم وذويهم ولم يتصوروا أن يبقوا بعد معركة القرعا طويلاً.
حتى أنه تروى في ذلك حكاية طريفة وهي مضحكة مبكية:
يقال بأن حسن بن مهنا أرسل إلى زوجته في بريده رسولاً يطلب منها ومن أهله معونة من طعام أوغيره بعد أن طال انتظارجيش القصيم في القرعا وما حولها، فبعثت إليه بستة ريالات لا غير!!!! وقالت للرجل إنه ليس لديها شيء آخر وعليهم أن يتدبروا أمورهم، وقد تردد الرسول في أن يرجع بهذه الستة ريالات فقط قائلاً بسخرية ومرارة: ستة أريل بس....ستة اريل بس.....ستة أريل بس.........


ضمير















رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



الساعة الآن »09:36 PM.


 Arabization iraq chooses life
Powered by vBulletin® Version 3.8.2
.Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
اتصل بنا تسجيل خروج   تصميم: حمد المقاطي