الرئيسية التسجيل التحكم


اختيار تصميم الجوال

العودة   الهيـــــــــــــلا *** منتدى قبيلة عتيبة > المنتديات العامة > تاريخ قبائل الجزيرة العربية

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: البيت لاعجبني اجاريه باحساس (آخر رد :الريشاوي)       :: كل عضو او شاعر يسجل بيتين غزل الفهاا من قصائده .. بشرط ان تكون غزليه فقط .. (آخر رد :الريشاوي)       :: ودي ولا ودي وابيهم ولا ابيه (آخر رد :الريشاوي)       :: واكتبي هذا أنا أنا ليلى العامرية (آخر رد :الريشاوي)       :: البيت لاعْجَبني اجاريه باحساس (آخر رد :الريشاوي)       :: أنـا لا تلوموني ولو ملـت كل الميل (آخر رد :الريشاوي)       :: اوافق .. واقول النفس صعبه مطالبها (آخر رد :الريشاوي)       :: الحب اقفى في ديانا ودودي (آخر رد :الريشاوي)       :: امير قبيلة المحاقنة قبل الدولة السعودية (آخر رد :متعب الوحيدب)       :: امير قبيلة المحاقنة قبل الدولة السعودية (آخر رد :متعب الوحيدب)      

موضوع مغلق
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
غير مقروء 07-Oct-2007, 01:09 AM رقم المشاركة : 121
معلومات العضو
خلف العتيبي
إدارة الأقسام العامة والاقتراحات والشكاوي

الصورة الرمزية خلف العتيبي

إحصائية العضو





التوقيت


خلف العتيبي غير متواجد حالياً

افتراضي

مرحباً من جديد...

أخوي الزهراني الله حيه وأنت بين أخوانك...

أنا ما أنكرت أن أسمكم عرب عاربة لاكن قلت لك كيف تجي 1+1=5

.................

أخوي ضنا ال شايب...

الله حي أهل الجنوب كلهم...

أنتم أسمكم في كتب التاريخ عرب عاربة مانختلف لاكن...

أنا سألتك هل الرسول صلى الله علية وسلم أفضل نسباً من قحطان وردك كان أن الرسول صلى الله عليه وسلم هو الأفضل وأنا هنا أقصد في النسب لا الإيمان...

أنت قلت إن أكرمك عند الله أتقاكم وصح لسانك مانختلف معك...

سأصيغ لك السؤال بصيغة أخرى وياليت الجواب يكون واضح...

أبو طالب المخلد في النار هو عم الرسول صلى الله علية وسلم وسؤالي هو...

من هو أفضل ((نسباً)) هل هو أبو طالب الكافر أم قحطان العاربة؟ ولماذا؟















غير مقروء 07-Oct-2007, 01:11 AM رقم المشاركة : 122
معلومات العضو
ضنا ال شايب
موقوف لمخالفة الأنظمة
إحصائية العضو





التوقيت


ضنا ال شايب غير متواجد حالياً

افتراضي

اخي خلف هل تريد ان تثير نزعات بيننا

الكافر مهما كان نسبه هو كافر اذا كانت قحطان كافره فهم جميعهم في النار وعليهم لعنة الله

اما طريقة سؤالك فالله العم بسريرتك

ابو طالب له نسبه وقحطان لهم انسابهم
الاول من شعوب عدنان من ارفخشذ وقحطان من شعوب عاد لا يوجد اي فرق بينهما مرجعهم سام بن نوح ابو البشريه



تحياتي لخلف العتيبي هههههههه



اما اخينا السبيعي فهو مثير للقبيليه حسبنا الله ونعم الوكيل

عنصري في عنصري


يقول السبيعي في رده

بسم الله الرحمن الرحيم

يالقحطاني ماكفاك تبين للناس جهلك فبينت كذبك ونسبت لحمد الجاسر مالم يقله في نسب سبيع واحب اذكرك انك مادخلت نجد الا معلق العاني على سبيع ولااخذ ابل ابن حشر الا سبيع على الحسي وقصيدتك اللي قمت تقص وتلزق من حر ماتونس ابشر بردها ونحن نعرف فضل قحطان قبل تصدر الجهلة مثلك يدافعون عنها لاننا من اهل السنة والجماعة ولا يكمى الحق رجل فيه خير

الرحى دار وابليس المسمـى قبيـح
قام يشعل فتيـل التفرقـه والشقـاق

الرحى دار وشعيل استعـد استريـح
لا هدر لا هبد لا حس قلبـه وفـاق

الرحى دار وغراب الشقاوه يصيـح
كل ما طار من فوق ارضنا قال غاق

الرحى دار والثعبان جا لـه فحيـح
لا غفل عنه سجـان المساجيـن واق

الرحى دار والامه جهدهـا شحيـح
اخ ياثالث الاثنيـن شفـت العـراق

مادرينـا ولكـن الكـلام الصحيـح
نحن الان في رزنامـة الـواق واق

وابشر باللي يلدك ويلجمك حجرا لان فيك زود من كبر جهلك وكذبك والاماني يجعلنا الفتى ملكا يالحبيب

يارخوم (ن) تزاحم أشبعـي يارخـوم
الجيف لك تنادي يوم عـاف الأسـدْ

يارخـوم البقايـا ما أحـد لـك يلـوم
جيفة (ن) من مقامك مابغاهـا أحـدْ

أنهشي في سكوت (ن) عظمها واللحوم
لا تغثين ليث (ن) فـى عرينـه رقـدْ

و (الغراب) أعزميه ولات خليـن (بـوم)
واشبعي من مرار (ن) يوم راح الشهدْ

الأسد له فضائـل واحترامـه لـزوم
حيـث لـولاه انتـي ماتعّشيـن أبـدْ

الأسد فى عرينه يارخوم (ن) تحـوم
والجيف لك تركهـا وعنّهـا مانشـدْ

ارجو من الادارة قفل الموضوع الى ان ياتي من هو اهلا للنقاش في مثل هذا الموضوع الدقيق والحساس والذي يحتاج رجال تمتلك الاداة للنظر في الدليل وليست العنصرية والكذب والجهل من الادواة








واقول كاد المريب ان يقول خذوني

يحسبون كل صيحه عليهم هم العدو ههههههههه

لا حول ولا قوه الا بالله

وش دخل العاني وبن حشر ومدري وش


في سابق مشاركاتك ماشاء الله كان
وفي الاخير زيطه زمبليطه



لبا قلبك ياخلف هههههههههههههههههه عز الله انك ذيب



سبيع قبيلة عزيزه على قحطان بيننا وبينهم عنوه وليست العاني
الى بيننا اكبر من هرطقاتك
وكذالك عتيبة الهيلا لها من المكانه عندنا لايعلم بها الا الله















آخر تعديل ضنا ال شايب يوم 07-Oct-2007 في 01:27 AM.
غير مقروء 07-Oct-2007, 02:13 AM رقم المشاركة : 123
معلومات العضو
خلف العتيبي
إدارة الأقسام العامة والاقتراحات والشكاوي

الصورة الرمزية خلف العتيبي

إحصائية العضو





التوقيت


خلف العتيبي غير متواجد حالياً

افتراضي

ضنا ال شايب...

يعلم الله أن قصدي طاهر لاكن لا أدري لماذا الحساسيات...

سألتك ولم تجاوب...

قلت لي الكافر أصله كافر وأنا ليس هذا محور نقاشي...

وأنا هنا أكرر...

قحطان العاربة المسلمة هي أفضل من أبو طالب الذي ينحدر من قريش العدنانية وهذا شيء لاجدال عليه...

سؤالي هو...

قحطان أفضل من أبو طالب عند الله فهل هم أفضل منه نسباً؟ ولماذا؟

سألتك ولم تجاوب...


خلف العتيبي















غير مقروء 07-Oct-2007, 02:41 AM رقم المشاركة : 124
معلومات العضو
ضنا ال شايب
موقوف لمخالفة الأنظمة
إحصائية العضو





التوقيت


ضنا ال شايب غير متواجد حالياً

افتراضي

اخي خلف

طيب من افضل نسب عندك هل هم اهل باكستان ولا افغانستان؟؟؟؟؟



ابو طالب له نسبه وقحطان لهم انسابهم

لا فرق بين عربي ولا اعجمي الا بالتقوى

كل منهم له نسبه الذي يعتز به

كلهم سواسيه
هل فهمت

الجواب هو لا فرق بينهم جميعهم اولاد ادم















غير مقروء 07-Oct-2007, 02:46 AM رقم المشاركة : 125
معلومات العضو
سبيع بن عامر
عضو فعال
إحصائية العضو





التوقيت


سبيع بن عامر غير متواجد حالياً

افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

أخواني الكرام حفظهم الله ، لا يوجد ما ينفي إنتماء إبراهيم عليه السلام للعرب . إليك النص المنقول التالي:العرب هم فرع من الشعوب السامية التي قطنت شبه الجزيرة العربية و المناطق المحيطة بها مثل سوريا و جنوب بلاد ما بين النهرين و الذين انتشروا بعد القرن السادس ميلادي في شمال افريقيا و بقية أجزاء الشرق الأوسط . في الوقت المعاصر هذا المسمى قد يحتمل معانٍ عدة ، منها الإشارة للقاطنين في منطقة الشرق الأوسط والجزيرة العربية والمغرب العربي والمتكلمين باللغة العربية كلغة أم . و مدينة أور تقع في أقصى جنوب العراق و بالتالي فان نسب إبراهيم عربي . و هذه إضافة أخرى منقولة . أرجو من الأخوة قرائتها كلها قبل الخروج بقناعة معينة . فالقارئ للوهلة الأولى قد يقول أن هذا الطرح فيه الكثير من الإفتراضات المبالغ فيها (هذه كانت قناعتي أول الأمر). و لكنني أجد في هذه المادة المقروءة مادة تستحق النظر فيها و لا أقول القطع بصحتها .
الجزء الأول: نسب العرب (قحطان وعدنان) والعبريين والآراميين٢٥ آب (أغسطس) ٢٠٠٦ ، بقلم محمد رشيد ناصر ذوق ان المستشرقين قد تاهو في تحديد المعنى الدقيق والصلة الوثيقة بين الاديان والشعوب ، ولم يفطنوا الى ان التعابير والتسميات للبشر كانت تتعلق بدورهم ونتقلاتهم ، منها كلمة (عبري) التي اطلقت على العرب الذين عبروا من الجزيرة العربية الى افريقيا . (( يقول الدكتور ويلفنسون : ان بين كلمتي عربي وعبري ارتباط لغوي متين فهما مشتقتان من مصدر ثلاثي واحد هو ( عبر ) بمعنى قطع او اجتاز وهذا الفعل تبدال فاصبح ( عرب ) ، وفي اللغة العربية نفسها كثير من الكلمات المترادفة الدالة على معنى واحد وليس بينها اختلاف الا بترتيب الاحرف مثل يئس وايس ، ويقول ان الفعلين عبر وعرب يؤديان معنى واحد ويدلان على حياة البداوة الصحراوية التي لا تستقر في مكان بل ترحل من بقعة الى بقعة اخرى بإبلها وماشيتها للبحث عن الماء والمرعى ))-(1) وكلمة عبر تفيد في اللغة العربية التنقل والرحيل من مكان الى مكان ان التاريخ الحديث يؤكد العلاقة بين اللفظتين لكن المهم في طرح هكذا موضوع هو بحثه مفصلا ، خاصة بعد ان قمت بمقارنة كلمة ( ارام - التي اصلها اراب )، في سياق هذه المقارنة بحيث يتبين بشكل واضح ان هذه الشعوب التاريخية الثلاثة شعب واحد ( وهم سكان جزيرة العرب و البلاد المحيطة بها ) وتم لنا فهم الغموض الذي اكتنف استعمال هذه الكلمات في التوراة ، فتارة يكون ابراهيم عبري ، وتارة يكون آرامي ( اربي=عربي). وهذه المقارنة تجعل الارامي هو نفسه العربي وهو نفسه العبري بعد انتقاله الى عبر البحر ، مهما حاول المؤرخون الفصل بينهم . يختلف عدد من العلماء في اسبقيت كل من هذه الشعوب ، ويعزون هذا الى ان الكتاب المقدس تارة يكون ارامي وتارة يكون عبري ( فابراهيم هو ارامي او عبري ) و موسى عبري . الشعوب السامية في الاصل شعب واحد: أّذا من الحقائق التاريخية المقررة ان هذه الشعوب الثلاثة العرب و العبرييين و الاراميين في الاصل شعبا واحدا تاريخا ولغة ، فالتاريخ يقوال ان ابراهيم كان اراميا جنسا ولغة ووطنا ، وان العبرانيين كانوا احفاده ، اما العرب العدنانيين ( بالمفهوم الحديث ) فهم من ذرية اسماعيل بن ابراهيم ( اي انهم ايضا احفاده ) اما العرب القحطانيين فينسبون الى عابر الذي انقسم احفاده الى فصيلتين اقامت الاولى في ( اور كلدن ، حسب تقسيم المؤرخين التوراتيين ) وارتحلت الثانية الى بلاد العرب وهم بنو يقطان ( يقطن ، الفعل المضارع من معنى قطن -سكن ) -( او بنو قحطان ، حسب المؤرخين العرب ، من لفظ قحط ) . مهما كان من امر فان جميع المؤرخين يدورون حول نفس النقطة ، منهم الدكتور اوليري الذي يقول (( الاراميون فرع من العرب ))، وعلى ضوء هذا التحليل التاريخي يمكننا ان نؤكد ان الشعوب الثلاثة شعب واحد في الاصل انقسموا جغرافيا في مرحلة تاريخية معينة ، فسكن الاراميون في الشمال من مكة ( ام القرى ) والعرب في الجنوب منها والعبريين في الغرب منها في عبر البحر الاحمر( في ارتريا واثيوبيا ) . إن المقارنة اللفظية بين ( أرام ) و ( أرمن – ارمينيا ) تجعلنا نقول هذا ايضا عن الشعب الارمني ( المعروف بانه من اقدم الشعوب الهندية الاوروبية ) فنحول بالابدال اللفظي الميم الى باء ( ارمن =اربن - عربا ، بالتنوين )، فتكون بذلك اقدم شعوب الهندية الاوروبية المتفق على قدمها ، قد رحلت الى ارمينيا كقبيلة عربية ، و انها سكنت في العربية قبل رحيلها وكان آدم اول من انطقه الله بالعربية ( وعلمه الاسماء ) فانتشرت هذه الاسماء العربية في ارام و ارمينيا على حد سواء . لذلك فان ( اراب ) أو عرب وارمن ( اربان - عرباً ) هم في الاصل شعب واحد ايضا ، مما يجعل جميع الشعوب التي استوطنت بلاد ارمينيا و فارس و افغان ستان و باك ستان وصولا الى كل بلاد الشرق من اصل واحد ، و لا بد لنا من الذكر أن الفرزيين الذين ورد ذكرهم في التوراة هم الفارسيين ، و العمونيين هم العمانيين ، أما اليبوسيين فهم بني قحطان ( من مصدر يباس القحط ) ، وهم الذين أعطوا اسمهم الى يبوس ( اثيوبيا ) عند ارتحالهم اليها – لذلك نرى أن تاريخ العرب يجعل من القحطانيين سكان اليمن و اثيوبيا على حد سواء .
اللغة الارامية :
يعتقد كثيرون ان اللغة الارامية هي اللغة التي تكلم بها المسيح عليه السلام ، ويحتسبون ذلك على ااساس ان هذه اللغة هي التي كانت تنتشر في طول هذه البلاد وعرضها منذ القرن الثامن قبل الميلاد والتي استمرت بعد ميلاد المسيح بمئتي عام على الاقل ، وتقول كتب التاريخ ان هذه اللغة انتشرت من الهند الى مصر يتمثل ذلك في الشبه بلفظ الكلمات بين الهيراطيه والهيروغليفية واليونانية مقارنة مع الارامية ( ونحن نعتقد انها وصلت الى فرنسا مرورا بالمغرب العرب واسبانيا ) (( في نحو عام 500 ق.م. اصبحت الارامية التي كانت لغة تجارة لاحدى الجماعات السورية ليس فقط اللغة العامة للتجارة والحضارة والحكومة في بلاد الهلال الخصيب كلها بل اللغة التي يستعملها سكان تلك البلاد في كلامهم …. وقبل ان يسمى الاراميين بهذا الاسم كانوا قبائل رحل في بادية شمالي الجزيرة العربية))-(2) ان اسم الاراميين لا تستقيم قراءته بشكل صحيح الا اذا استعملنا الابدال اللفظي بين الباء والميم الذي كان حاصلا عند احد الشعوب الشقيقة للاراميين في ذلك الزمن وهم ( الاشوريين ) فيصبح اسمهم ( الارابيين ) ، في عام 1100 ق. م. اكتسبت هذه القبائل اسمها من التسمية التي اطلقها عليها تغلات فيلاسر حيث ذكرهم هو وحلفاؤه في حملاته في منطقة اسماها ( مات اريمي )، مما جعل المؤرخين يطلقون عليها اسم بلاد الاراميين الاصلية، وبالابدال تصبح ( بات اريبي ) وهو ما معناه بلغة اهل البلاد ( بيت العرب- بيت عريبي) ولقد وصفهم تغلات فيلاسر بقوله (( لقد زحفت الى وسط ( الاكلامي الاراميين )اعداء الاله (اشور) سيدي ))- واللفظ الصحيح لهذه الكلمات هو ( الاكلابي الارابيين- و هم العرب من بني كلاب ) وهذا يعطينا فكرة واضحة ان الاختلاف بين الاشوريين و الاراميين لم يكن في اللغة بل في الاعتقاد والدين ، حيث ان الاراميين ( ومنهم المسيح ) كانوا دائما في حرب مستمرة مع الوثنيين الذين يسكنون في طول البلاد وعرضها و يبدو ان الاشوريين كانوا من هؤلاء الوثنيين ، وعبارة ( مات اريمي ) التي وردت في حولياته قد يفهم منها ان الاشوريين هاجموا ( البيت الحرام ) اذا فهمناها على اساس ( بيت حريمي ) علما ان لفظ ( بيت حريبي ) يفيد المعنى من مصدر ( محراب وحوريب التي هي محرام وحوريم ومعناها جميعها المقدس ). لقد انتشرت لفظة ارام في هذا القرن على ايدي المستشرقين الذين وجدوا في عمق التاريخ مناطق عديدة تنسب الى ارام مثل -ارام النهرين وارام دمشق وغيرها ، لكننا لا نستطيع ان نفهم هذا العدد الكبير من المدن والقرى الارامية الا اذا قمنا بقارنة ذلك على الشعوب العربية في القرن العشرين حيث يوجد الاف القرى التي تنسب الى جماعات القبائل العربية القاطنة فيها مثل - عرب اللقلوق وعرب شكا وعرب وادي خالد وعرب الدنادشة …الخ . وندرك بعدها ان هذه التسمية كانت تطلق على القبائل الارامية ( العربية ) التي كانت تقطن هذه المدن للتفريق بينها وبين القبائل التي استقرت في هذه المدن منذ زمن اطول لتشكل منها السكان الاصليين للمدن فتفرق بينهم وبين السكان المرتحلون اليها حديثا . يذكر التوراة ان العبريين ايضا هم من اصول ارامية حيث يقول عن ابراهيم ( آراميا تائها كان ابي فتغرب في مصر واصبح امة كبيرة) ، والتوراة مليئة بالقصص عن ابوة الاراميين لكل العبريين ، وبالتالي فان عروبة اسماعيل و ( اراميته ارابيته ) تعود الى ابيه ابراهيم . وهذا يطابق الواقع حيث ان ابراهيم واولا ده اسماعيل واسحق سكنوا في ( بيت الله الحرام ) لمدة غير معروفة من الزمن يتبين لنا الان ان الاراميين احتفظوا بلهجتهم زمنا طويلا جدا جدا يمتد الى عصرنا الحاضر في اللغة العربية ( بلهجة قريش ) وهذا يجعل التاريخ الديني مطابقا للتاريخ العلمي ولا يبقى في انبياء الله شك الا عند كل مستكبر عنيد . ان انتشار اللغة الارامية في الالف الثانية قبل الميلاد وفي اللالف الاولى قبله وعند ميلاد المسيح ثم ان انتشار العربية بعد الاسلام امر واحد لا ينفصل يتمثل في تلك النفحات الالهية والنبوة المتجددة .
انتشار الارامية
لقد وصلت اللغة الاارامية كما يقول المؤرخون الى الهند و ارمينيا ، وهذا الامر نراه بشكل جديد وواضح في اسماء ارامية وعربية موجودة في الهند مثل اسم ( بيرام ) ، وهذا الاسم الهندي هو صيغة محرفة لـ ( ابراهيم ) حيث يمكننا ن نرده الى ( بي راحم ) ابو الارحام الذي هو ابراهيم خليل الله ، وديانة الهند ايضا كما نعلم ليست سوى اقتباس اما للدين الابراهيمي الحنيف اوللمسيحية ، وناخذ طائفة تسمى ( السيخ ) وهي صيغة محرفة لكلمة ( النسيخ ) وهي تتمثل في عقيدة التناسخ ، وكهنة هذه الديانة يسمونهم (الخلسا ) وهي من مصدر كلمة ( الخلصاء ) العربية وهم يمثلون الصورة الحقيقية للمؤمنين (( حيث تمتزج الواجبات الدينية والاجتماعية بالسياسة ايضا في نظام واحد هو نظام - الخلسا )) -تسمى معابد السيخ (( جور دوارا )) ومعنناها الادوار المجاورة حيث يلتقي الخلسا بالسيخ وهم عامة الشعب حيث يقوموا بقراءة كتبهم المقدسة ،(3) ويلفت نظرنا ايضا اسم ذلك النهر ( يا مونا ) الذي احرقت جثة غاندي عند ضفته ، وهذا تعبير عربي صرف لكلمة بحرنا ( يمنا ) ، ناهيك ان هذا التعبير موجود في بحيرات وانهار وبرك وبحار في كل البلاد العربية بدا من اليمن ( يما - بالتنوين ) في اقصى الجنوب وصولا الى بركة اليمونة في لبنان الشام ( الشمال) على الساحل السوري. ان المسافة بين الهند وسوريا والجزيرة العربية واليمن ، ثم المسافة بين كل شعوب الارض تختصرها تلك اللغة المقدسة ( الارامية- الاربية - العربية ) لقد لفظ غادي كلمة اخيرة قبل موته هي ( اي رام ) يعتبرها الهنود نداء الى الله ، ويطابق لفظها لفظ اجداد غاندي من الاراميين العرب بعد الابدال الجائز في اللغات السامية بين الميم و الباء لتصبح ( اي راب ) ومعناها ( يا رب ). يقول الاب اسحق سكافي معنى التسميات للشعوب السامية وفي تاكيد رايه ان الاراميون هم السريان (( ضبط اللفظ : الاراميون السريانيون قبائل سامية شمالية ترتقي في نسبها الى ارام واشور ابني سام بن نوح ))-(4) ويقول (( ان لفظ ارام بالعبرية معناه ( المرتفع) و كان الااراميون مثل العرب يتالفون من قبائل ))- لقد سلط الاب سكا الضوء في هذه المقولة على كلمة ( مرتفع ) مما جعلنا نستدرك اصلها في كلمة ( رابية = رامية - رامة ) وفي هذا الابدال تنتقل الكلمة العبرية الى العربية ، وفي العلاقة بين كلمة ( سام ) و( مرتفع ) و بين كلمة إسراء و بين رام و رب التي تعني العالي ايضا . (( لقد اثبت ابن حزم ان العربية والسريانية والعبرية كانت في قديم الزمان لغة واحدة ، وعن طريق الهجرة تفرق الشعب السامي في بلاد شتى ، وبتاثير البيئة كانت لغة كل قبيلة تتعرض للتغيير الا انها بقيت متقاربة لفظا ومعنى فالعربي والعبراني والارامي كانوا يتفاهمون بدون واسطة ولا ترجمان بما يشبه حال ( اللهجات ) العربية العامية المنسوبة الى الفصحى في عصرنا الحاضر)) (5) الحاميون الشرقيون - العرب الذين استوطنوا وادي النيل (6) يقول جرجي زيدان في كتابه ( طبقات الامم والسلائل البشرية ) الصادر عن دار التراث بيروت وهو يصف بعض الاجناس البشرية (( الحاميون الشرقيون هم المصريين القدماء وبقاياهم الاقباط . والبجة بين النيل والبحر الاحمر والدناقيل بين الحبشة وخليج عدن والصومال والغالا والماساي والواهوما او وهيمة المنبثون بين البانتو حول خط الاستواء ))- ص 225 ويقول ان كل هذه الشعوب هي من الجنس القوقازي الذي ينتشر في غرب اسيا وشرق افريقيا واوروبا ، و هذا ما يؤكد ان الاراميين اجداد هؤلاء الشعوب هم الجنس القوقازي نفسه ، بل مما يؤكد ايضا نسبهم جميعهم الى آدم . (( اما البجة ومنهم الهدندوة والبشارون والاشراف والعبابدة وغيرهم لاحظ الشبه في-))) ( مك- ربي ) (فيقال انهم قدماء قد سماهم هيرودوتس ماكروبي التسمية يبن مكارب في اليمن الذين يصح ان نقول عنهم ان اصلهم من مكة او ( المقربين- وما كان يطلق على اهل مكة في العصور القديمة - مكروبي ) ، مما يدل ان هيرودوتس كان دقيقا في نقله للاخبار حين قال (( والمكروبي هم بدو رحل يطوفون الجبال ويحرسون القوافل او يقطعون السابلة من قديم الزمان …. ملامحهم اوروبية لونهم برونزي بلون الشوكولاته الفاتح شعورهم جعدة طويلة يقضون ساعات في تصفيفها ))-ص 226- وهذا اللون البرونزي هو الذي ادرج عليهم وعلى جيرانهم في حوض البحر الاحمر اسم ( الحمر ) او ( الاموريين ) ، ومنها حمير و قان ( قانن ) وقينان وكنان ( كنعان ) وكينيا وبونيقي ( بوني ) او فونيقي او فينيقي في عصر مجاورتهم لليونان . (( والدناقيل ( لاحظ الشبه بينها وبين ادنى او داني بمعنى المنخفض )…يقيمون بين البجة والصومال والغالا في الجنوب وكلاهما من الجنس القوقازي اللطيف ولعل بعض ملامح هذه الامة الحامية قد خالطها من الدم العربي او الزنجي ….الانف مستقيم اعقف قليلا الجبهة مستديرة والعيون كبيرة نوعا ما مع غور قليل وهم قوقاسيون رغم سواد بشرتهم ))..(( والغالا اكثر عددا من سائر الشعوب الحامية الان ويعدهم اهل البحث ارقى عقلا وادبا من الصوماليين والدناقيل ( صمويل ودان ) ونسب اليهم بعض الباحثين دينا توحيديا تخالطه الخرافات ))….(( وقد انتشر الاسلام والنصرانية بينهم تغشاها خرافات الارواح والميثولوجيا وعبادة الاشجار والحيوانات والارواح )) - ص 227 (( وكذلك الماساي ( قد يكون اسمهم نسبة الى موسى ) لكن عبادتهم ارقى قليلا وهم بدو يتنقلون في الجبال المنبسطة بين بحيرة فكتوريا نيانزا ووادي ( وهاد ) الرفت العظيم يخالط معتقداتهم اسماء بعض اباء التوراة ، كقايين وهابيل وابراهيم )) - ص 227 (( المصريون القدماء قوقاسيون اسسوا في وادي النيل اقدم تمدن… والاقباط خلفاء المصريين وقد تعربوا بعد الاسلام ( كما يقول) واحتفظوا بنصرانيتهم على مذهب الطبيعة الواحدة ( بل يمكننا ان نقول اليوم بعد ابحاث الباحثين في العصر الحديث انهم كانوا وما زالوا عربا مع بعض العجمة في لغتهم وما زالوا في مكانهم مع احتفاظهم بنصرانيتهم وطقوسهم حيث ان المسلمين لم يجبروهم على تغيير اي شيء من معتقداتهم ) ص 225 ان لباس وازياء سكان الصعيد المصري والسودان وقسم من ارتريا والحبشة انما تذكرنا بموسى عليه السلام وعصاه وتجعلنا نعتبرهم من اولاد ابراهيم ( الارامي ) ومن العرب ( الارام -الاراب ) الذين تغربوا في مصر كما تذكرنا بقول التوراة عن ابراهيم عليه السلام مرة جديدة (( اراميا تائها كان ابي فتغرب في مصر واصبح ا مة كبيرة)) . ان بعض العلماء يعتبر اهل المغرب العربي امتدادا لانتشار اهل الجزيرة واليمن في شمال افريقيا وقسمها الشرقي وهذ يفسر العلاقة المستمرة بين الحضارة الفينيقية التي انتشرت في شرق المتوسط وشمال افريقيا والاندلس ، كما يؤمن البعض ان الاراميين انتشروا من الهند الى غرب اوروبة وهذا ايضا يجعل نقطة الانتشار لكل الشعوب ( العربية = الارابية = الارامية) من الجزيرة العربية ويجعل امتدادها الى كل اوروبا وشمال افريقيا وايران والهند وتركستان ، كما يجعل كل هذه الشعوب بما لها من ملامح مختلطة تلك التي اطلق عليها العلماء اسم ( الجنس القوقازي ) وهو الذي يسميه الرسول الكريم ( الاحمر أو الابيض ) فمن هذا النوع الانساني يشتد سواد الذين سكنوا في حر الشمس ( والحميم ) ليطلق عليهم اسم ابناء ( حام ) ، ومنهم ايضا يشتد بياض الذين سكنوا في ظل الشمس بعد هجرتهم من الجزيرة العربية الى القطب الشمالي و سكنهم لفترة من الزمن غير محدودة ( في القطب الشمالي ) حيث اطلق عليهم اسم ابناء يافث ( وهي من مصدر هافت او خافت للدلالة على العرق الاصفر ، فصغر حجم عيونهم و تغير لون بشرتهم ) ثم عادوا واستوطنوا شرق اسيا فاختلط اللون الاصفر الذي اكتسبوه بعدم تعرضهم للشمس خلال فترة سكنهم عند القطب بلون لفحة الشمس الذي اكتسبوه بعد هجرتهم الى المناطق الدافئة . من هنا يمكننا التوصل الى تفسير علمي دقيق لما جاءت به الكتب المقدسة ولما اورثتنا اياه الانبياء والعلماء من تقسيم لابناء نوح ( ابو البشر الثاني ) سام ، حام ، يافث .
من هنا ايضا نفهم ان اسم سام الذي يعني ( شام ) او الشمال وهو عكس ( يمن ) التي تعني الجنوب ولا ندري اي المعنى اسبق اهو معنى ( يماً - يممن بالتنوين لمعنى البحر ) ام هو معنى الجنوب خاصة وان سكان اليمن وعمان ( عوما-بالتنوين ايضا من عام يعوم ) هم ( شعوب وسط البحر) مما يطابق اسمهم على الصفة التي كانت تطلق عليهم قديما شعوب وسط البحر لان بلادهم تقع في شبه جزيرة العرب التي يحيطها البحر من جوانبها ، وبالتالي فان كلمة سام ( شام ) قد تكون معنى جديد و حديث ايضا لما يسمى الشمال نظرا لوجود ابناء سام في المنطقة الشمالية من الجزيرة العربية وبالنسبة لاخوه حام . واذا حللنا تاريخ الشرق القديم وقارناه مع قصص العرب القدماء وجدنا الاراميون هم العرب العاربة ( المرتحلة لرعي الماشية ) واليقطانيين و القحطانيين و الفينيقيون ( الكنعانيون ) هم العرب المستعربة ( الذين ارتحلوا بسبب القحط ) ، كما ان ارام ويقطان في الكتاب المقدس يمثلان مجتمعي البدو والحضر فارام هو التسمية للناس المتنقلون - ويقطان هو تسمية للقاطنين المستقرين في القرى ، كما ان ( قنعان ) هو من المستقرين القانعين في بلادهم و مدنهم ، فالاراميون ( الارابيون- العرب ) المتنقلون مع مواشيهم في طول البلاد وعرضها عبر الجزيرة العربية الى سوريا وصولا الى ايران ( البختياريون ) وعرب بخارى في وسط اسيا في الشمال ووصولا الى ارمينيا و من جهة اخرى وصولا الى ارتريا ومصر والسودان والحبشة و كينيا عبر بوابة وادي الرفت العظيم في الجنوب . اما يقطان فكان يمثل كل القاطنين في القرى والمدن من الذين تخلوا عن الترحال والتجول واعتمدوا صيد البحر والبر والتجارة . وكما ان عدنان هم سكان المنطقة العدنانية ( الخضرة ) من المقيمين فيها للزراعة و المتجولين سعيا وراء الخضرة للرعي ، فان قحطان يمثل اولئك الذين يقطنون في القرى التي تقع على حدود القحط والتي تعيش في اغلب اوقاتها على الصيد ( البري والبحري) . بالتالي فان ابناء سام وابناء حام اقوام عديدة منهم العدناني ومنهم القحطاني ومنهم القنعاني ومنهم اليقطاني وجميعهم في الاصل هم الاراميون ( الارابيون ) المتنقلون في اول عهدهم قبل الاستقرار .
عرب البادية :
وعرب البادية كما يسمونهم الناس هم عرب ( البادئة ) او التي كانت في البدء والاوائل ، أما بالنظر الى قحطان وعدنان هناك مفارقة لا بد من ذكرها ان هذه التسمية تطلق على عرب الشمال وعرب الجنوب بالتوالي وهذا مطابق للواقع تقول كتب التاريخ عنهم (( تنسب القبائل العدنانية الى عدنان المتحدر من اسماعيل بن ابراهيم الخليل )) وهذا التحديد يجعل سكان الواحات والخضرة ( العدنانيين ) ينتسبون الى اسماعيل والحقيقة انهم ينتسبون جغرافيا هم واسماعيل الى ( عدنان ، بمعنى الخضرة ) حيث ان سكنهم في المنطقة المخضرة من البلاد وهم يمثلون تلك القبائل التي كانت تتجول في المنطقة الممتدة من مشارف الشام الى اليمن مرورا بتهامة و الحجاز وايضا في مصر والسودان وارتريا حيث ان ابناء اسماعيل ايضا في التاريخ ينتمون الى مصر مما يجعل لقب العدنانية نسبة الى خصوبة المرعى اكثر مما هو الى نسب الى رجل معين . ان كلمة ادونيس ( ادوني ) التي اخذت لقب السيد في بعض الحقبات التاريخية المظلمة من التاريخ في العصر اليهودي لا تبعد عن ذلك التحديد الذي جعل من العدنانيين اسيادا وجعل من سواهم عبيدا ، واستمر في كثير من الحقبات كالقول (( من عتق كذا من ولداسماعيل )) وكأن اسماعيل عبدا مملوكا وليس نبيا رسولا ، مما جعلني اقول ان هذا القول قول مقحم في تاريخ الاسلام مشكوكا بصحته او لا اساس له من الصحة الا بعض الموروثات من عصبية اليهود في محاولة لتاكيد ان اسماعيل وابناءه ( العرب) انما هم من العبيد الذين لا تحق لهم السيادة على الناس . اما في الكتاب المقدس فهناك مايؤكد ان كلمة عدنان ( واصلها عدناً او عدن بالتنوين ) فيقول (( ان الله خلق ادم وحواء ووضعهما في عدن ( عدنا - عدن بالتنوين ) الواقعة في المشرق والتي يسقيها نهر يتفرع منه اربعة انهر هي فيشون وجيحون وحداقل والفرات )) و عدن معناها تماماً الجنة و المكان الاخضر من الارض وقد حقق كمال سليمان الصليبي هذا المكان في كتابه ( التوراة جاءت من جزيرة العرب ) شرق مكة في موقع قرب الطائف يسمى الجنينة ، وقد ذكر الكتاب المقدس جنة ( عدن شرق) لان هناك منطقة ( عدن غرب ) في مصر والسودان وارتريا وكان الفاصل بينها بحر العبور التاريخي البحر الاحمر
نسب العرب :
ينسب المؤرخين العرب في اخبارهم و في العصر الحديث الى يعرب بن قحطان ، كما يؤكدون انه جد العرب اليمنيين القحطانيون ويسمونهم المتعربة ، اي الذين اقتبسوا اللغة العربية من العرب البائدة ( واصلها الصحيح البادئة ). وهذا التعريف لا يخلو من التسهيل والتبسيط لتلك العلاقة بين اهل اليمن وباقي بلاد العرب ، كونهم ( اي اهل اليمن ) يسكنون على حدود القحط ، حضرموت -( حضر -موت ، سكان الموت ) او ( سكان القحط) . والتاريخ يقول إن يعرب هو اول ملوك الدولة القحطانية التي استوطنت اليمن وحضرومت وامتد ملكها الى كل الجزيرة العربية ، وان يعرباً قسم البلاد على اخوته العشرة ، فكانت الحجاز من نصيب ( جرهم ) والشحر من نصيب ( عاد بن قحطان ) وجبال الشحر من نصيب ( حضر موت بن قحطان ) وعمان من نصيب (عمان بن قحطان ) ، وهذه التسميات تدل انها من وضع المؤرخين عبر العصور القديمة لتسهيل التعريف بين المناطق الجغرافية لمملكة يعرب . لا بد من المقارنة بين قصة( يعرب بن قحطان ) و يربعام ( يعربا ً) الذي استقل بالمملكة الشمالية واسس دولة اسرائيل ( التي تعني السراة و ايضا قد تعني القبائل الرحل من مصدر – سار – العربي ومعناها رحل ) حيث تقول القصة ان يربعام الذي استقل بالقسم الشمالي من مملكة سليمان هو واخوته العشرة الاسباط وتغلب على قوم عاد ( عاد و ثمود جنوب الجزيرة العربية ) وانه تغلب على العمالقة وولى اخوته العشرة( الاسباط ) على المناطق . ولا بد من لفت النظر ان (عاد هم سكان شرق اليمن ) وان ( العمالقة هو لقب سكان الحجاز القدماء). وندرك بعد ذلك ان الاخين من الاسباط الذين بقيا في الجزء الجنوبي من مملكة سليمان هما يهوذا ( وهي تسمية ايضا لسكان الواديان - الوهاد - وهو لقب ينطبق على ارتريا و جيبوتي- جيء بوتي- وقسم من الحبشة ) و بنيمين ( وهو لقب بني يمن او سكان اليمن او المتحدرين من اليمن) . من هنا ندرك ان مملكة يهوذا انما كانت في ارتريا، موكدين ان ما اطلق عليه العرب في العصور الغابرة اسم ( مملكة اليمن وذي ريدان ) انما هو في الحقيقة تسمية ل ( مملكة اليمن وذي يردان ) او مملكة اليمن وعبر البحر الاحمر، مما يعني الحبشة واليمن او ( يهوذا وبنيامين ).(( ان الجغرافيا دائما محايدة لك او عليك يحدد ذلك البشر انفسهم )) –(7) لذلك نجد في تسمية حائط المبكى التي لا تزال اليوم قائمة لها اسماءها و اسبابها في اليمن – باب المندب- بالاضافة الى قصص تتحدث عن قمران التي تقع في الممر المائي ( ريدان - يردان ) - يقول مصطفى نبيل في استطلاع عن اليمن (( تنقلنا الطائرة من الصحراء الى حائط من الجبال الخشنة . والتي تنتهي بنا الى بحر له شخصية خاصة …على الجانب الاخر يقع القرن الافريقي الزاخر بالتوتر ، وهذه البوابة هي التي تصل البحر الاحمر بخليج عدن جزيرة ميون تشطر الممر المائي الى قسمين ( القسمالشرقي ) والذي لا يتجاوز عرضه ثلاثة كيلو متر ات وعمقه اقل من مئة قدم اما الممر الغربي بين ميون وجيبوتي فيبلغ عرضه 20 كيلو متر وعمقه يقرب من الف قدم مفاتيح بوابة الدموع ومفاتيح باب المندب موزعة على عدد من الجزر والنقاط الاستراتيجية وتعتبر ميون اهمها جميعا يشاركها جزيرة قمران سميت قمران لان ظل القمر يظهر في بحرها كانه قمران وليس قمرا واحدا … وكانت محجرا صحيا للحجاج ))- (8) وهذا يذكرنا بما كان يفعله ( يوحنا المعمدان ) يحي من عمادة الناس في قمران فيقوم بغسلهم و تطهيرهم قبل ذهابهم الى الحج ، والعمادة لا تصح الا في الماء لذلك نجد في جزيرة قمران الواقعة غرب اليمن موضعاً يمكننا القول فيه انه المكان الذي كان يقوم يوحنا بالعمادة فيه . إن الايات القرآنية التي تتحدث عن مريم (( فانتبذت من أهلها مكانا شرقيا ، فأجاءها المخاض الى جزع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا ، فكلي و اشربي )) إنما تتحدث عن المكان الذي ذهبت اليه مريم من عمران في اليمن الى الشرق الى خليج صوقرة ( صوغر مدينة النخل ) حيث أن هناك ينبت نوع خاص من النخيل و هو ( النارخيل – النارجيل ) جوز الهند ، مما يبرر انها أكلت و شربت من هذا الثمر الذي يحوي الماء في داخله . إن العبارة التوراتية التي تقول عن ( صوغر ) أنها مدينة النخل إنما يبينها أن هذه المنطقة تحوي هذا النوع من النخل الذي لا يوجد مثله في أي مكان آخر في جزيرة العرب .
عربية إسماعيل :
يقول المؤرخون ان اسماعيل عليه السلام هو اول من نطق بالعربية ، وهذا لا يمكننا فهمه الا اذا اخذنا انه اول من نطق بلهجة قريش التي كانت تتكلمها ، واننا نقول ذلك لان اسم اسماعيل هو صيغة عربية لمفهوم لغوي ومعنى دقيق ومحدد يذكره القرآن الكريم بوضوح مفسرا معنى اسم اسماعيل ( الله سميع ) ((الحمد لله الذي وهب لي على الكبر اسماعيل واسحق ان ربي لسميع الدعاء )) ، ومن هنا ندرك ان العربية التي قصد منها ان اسماعيل اول من نطق بها هي مفهوم مغاير للعربية التي يتكون اسم اسماعيل منها ، اذا فقبل اسماعيل كانت العربية و بعده اصبحت عربية ذات مدلول ادق . لقد سمى هؤلاء العرب العربية القديمة التي سبقتهم ( بالسريانية الذي معناه بالارامية =الارابية) حين قالوا ان آدم عليه السلام كان ينطق بالسريانية لان علمهم لم يستطع ان يحدد النقطة التي تتمحور عليها هذه السريانية والتي نسميها بالعربية الفصحى (الاولى من مصدر فصح بمعنى بدأ ) . لقد تحدث العديد من المؤرخين القدامى عن اسماعيل بينما لم يتحدث عنه المؤرخون الجدد لانهم لا يعترفون بامكانية الاخذ باراء هؤلاء المؤرخين ، بينما نحن نقول ان المؤرخين القدماء لم ينفردوا برايهم عندما عرضوا لمسائل مثل هذه بل اوردوا اراء كل الناس مما ادخل اعتماد اخبارهم الى دائرة الظن والشك ، ولكننا اليوم بعد ايضاح هذه الامور ووضعها ضمن دائرة الضوء لم يعد من خوف في ايراد مقولاتهم ونقضها بشرح علمي او اعتمادها بادلة علمية. من هذه المقولات التي لا بد لنا من وضعها ضمن دائرة الضوء وتبيان امرها هو الامر الذي عرضنا له من ان اسماعيل هو اول من نطق بالعربية الامر الذي لا يطابق الواقع الا اذا اعتبرنا ان العربية التي نطق بها اسماعيل هي لسانه و لهجته ( في ذلك العصر ). من هنا فان الرسول عليه الصلاة والسلام قال ( اول ما فتق لسانه بالعربية المتينة ) فنسب اليه نوعا من العربية و لم يجعله مطلقا . لقد ذكر الطبري(*) في كتابه تاريخ الملوك والامم نسب اسماعيل على اوجه مختلفة لا يصح اعتماد اي منها بشكل علمي دقيق لانه اوردها على سبعة اشكال فقال انه جد العرب :
1-(لسبعة ) عدنان بن ادد بن ايتحب بن ايوب بن قيذر بن اسماعيل
2- (لعشرة )عدنان بن ادد بن مقوم بن ناحور بن تيراح بن يعرب بن يشجب بن نايت بن اسماعيل.
3-(لثمانية )عدنان بن ادد بن يرى بن اراق الثرى بن يعرب بن يشجب بن نايت بن اسماعيل.
4-(لتسعة )عدنان بن ادد بن زند بن يرى بن اعلااق الثرى بن يعرب بن يشجب بن نايت بن اسماعيل.
5-(لتسعة مختلفة ) عدنان بن ادد بن الهميسع بن نبت بن اعراق الثرى بن يعرب بن يشجي بن نايت بن اسماعيل.
6-(لعشرة مختلفة ) عدنان بن يدع بن منيع بن مجهول بن كعب بن يشجب بن الهميسع بن قيذار بن اسماعيل.
7-(لواحد واربعون ) ولا مجال لذكرهم نظرا لورود اسماء كثيرة فيها. وهذا الامر انما يدل على ان الطريقة التي كتب بها بني اسرائيل تاريخهم لا تختلف كثيرا عن الطريقة التي اورد بها العرب قصصهم ، لذلك اتى القرآن الكريم ليقص على هذه الشعوب والقبائل العربية و الارامية والعبرية قصصم العلمية الصحيحة التي يستطيع بواسطتها وعن طريق القرآن ، ان يصل الباحث العلمي الى ادلة علمية دامغة لامور دينية وتاريخية على حد سواء.
لماذا يـنسب العرب إلى يعرب ؟
إلى من يجب ان ننسب العرب ( بمفهومها المطلق كاهل البادية والرعاة المتنقلون ) الى يعرب بن قحطان ام الى ادم ؟ وان اسم يعرب هو صيغة المضارع من عرب ومعناها عربي ، ونحن اذا نظرنا الى الجدول التاريخي الذي وضعه العلماء للقبائل العربية نرى انهم جميعهم ينسبون الى ( البائدة ) و ( العدنانية ) و( القحطانية) وهذا ترتيب انما هو جغرافي كما اسلفنا وبالتالي فالبائدة او ما يقال عنهم عرب الشمال ، فهم في الحقيقة ( البادئة- مع بعض التغيير في موضع الحروف وهو شائع عند العرب) وهم ايضا ما يطلق عليهم لقب الاميين ( وهي الاوائل من مصدر ام ) ، والمعنى انهم اول العرب ( واول الناس بمعنى البادئة) والعرب العدنانية وهم ايضا سكان الشمال ويسكنون في ( حويلة= خولان ) شمالي اليمن و( شور= ثور) وهذه الارض تشمل حسب المؤرخين الحجاز ونجد وتهامة ومديان وسيناء ، وقد اطلق على العرب في سفر التكوين اسم الاسماعيليين نسبة الى اسماعيل بن ابراهيم الخليل ، واطلق عليهم لقب بني المشرق لانهم يسكنون في شرق بلاد اليهود بالنسبة للبحر الاحمر ( حيث ان بلاد اليهود التي دخلها يوشع بعد موسى هي ارتريا وجيء بوتي وقسم من الحبشة كما سياتي معنا ) . والقحطانيون وهم العرب المستعربة وهم يسكنون ايضا في الشرق من اليمن وصولا الى الخليج العرب او قسما مما يمسى بلاد عمان . من هنا نستطيع تسمية العاربة ( المتنقلين الذين يرعون الابل والماشية بالفطرة) والمستعربة الذين اصبحوا عربا ، ( الذين اصبحوا يرعون الابل والماشية بعد ارتحالهم من بلادهم ).ان جميع هذه القبائل تنسب ايضا الى ابراهيم الخليل ( الارامي ) الذي تغرب في مصر واصبح امة عظيمة.
العدنانيون ، القحطانيون ، الاميون:
العرب الاميون ، هم العرب البادئة ( نسبة الى أم ) . العرب العدنانيون هم العرب الاميون الذين يسكنون في منطقة ( العدنة ) والقحطانيون هم العرب الاميون الذين يسكنون في منطقة ( القحط ) وبالتالي فان قحطان ليس جد العرب بل ان هذه مقولة صادرة عن اليهود في عهد ( رحبعام ) فانهم نسبوا الى يعرباً ( الذي هو يربعام ) عدة اكذوبات سياسية واجتماعية ودينية ، شانهم دائما ، فقالوا ان يربعام ( يعرباً ) الذي سكن في ارض المشرق لا يحق له الملك لانه من ابناء قحطان اي انه ليس من ابناء ( عدنان - ادوني السيد ) فهو اذا عبد مملوك لا يحق له السيادة . وهذا لا يبعد كثيرا عن التفريق الذي اخترعه اليهود للتفريق بين الكنعاني ( كناني من كنانة او مصر والسودان وارتريا والحبشة ) وبين ( ادوني - العدناني السيد ) من هنا فان القحطاني ايضا هو ابن الجارية بالنسبة لهم تم اختراعه في عهد يربعام ( يعربا). فالعداء الذي ناصبوه لكل الشعوب الكنعانية ( القنعانية ) و القحطانية في بداية عهدهم هو نفسه العداء الذي ناصبوه لقسم من اخوتهم بعد ذلك ، بالاختيار المطلق لفرع من الفروع لتكون له السيادة دون سواه ، ونسبوه الى اله لم يكن سوى اداة سياسية لتنفيذ سياستهم في ذلك الزمن . فكان تعيين الحاكم من المحكوم يتم من قبل احبارهم الذين بالتالي ينسبون الى الههم انه اختار هذا السبط من بين الابناء. لذلك نرى ان حضرموت و عمان ويعرب وعاد وجرهم وسبا وحمير وكهلان ، وهي القبائل التي ذكرتها التوراة باسم الشعوب العمونيين ( واصلها الشعوب العمانية ) اما الشعوب الكنعانية ( كنانيين من كنانة ) فهم اولئك المتحدرون من مصر والسودان وارتريا أو من القانعين في ارضهم لا يرتحلون عنها . ولا بد لنا من ان نذكر أن القنزيون الذين ورد ذكرهم في التوراة هم ( قنص - وهي قبيلة متفرعة من معد ). لذلك نقول ان الرسول محمد عليه الصلاة والسلام عندما قال ( ليست العربية منكم باب أو ام انما هي اللسان ) كان يرد على اولئك الذين ينسبون العربية الى اسماعيل او الى يعرب بينما هي اللسان الذي نطق به ابراهيم و اسماعيل و كل سكان البوادي من قبائل ( عربية - أرامية ) منتشرة في الجزيرة العربية وسوريا ومصر والسودان وصولا الى عمق افريقيا وغربها ، كما انها منتشرة في ايران و وسط اسيا( قبائل البختياري والارمن التي اصلها أرباً بالتنوين والابدال ) وصولا الى كل القارات بالتالي عبر الاطلسي منذ اقدم العصور. ان كل هذه القبائل و الشعوب كانت تجمعها اللغة و اللسان والتاريخ المشترك لادم ونوح وابراهيم .
ان هذه القبائل الامية كانت كما اسلفنا ترحل من قلب الجزيرة العربية ( من أم القرى و من سرة الارض ومركزها - وادي مكة ) وتنتشر شعوبا منها العدنانية التي تسعى وراء المرعى ومنها القحطانية التي تهرب من شدة الجفاف ،من الجنوب من شواطيء( اليمن - وحضر موت وعمان ) الى شاطيء البحر المتوسط ومن حورا ( قرية في اليمن ) الى حوران ( قرية في سوريا) . لقد اطلق على ( اور كلدان) لقب كلدان ( و اصلها عروق الكدن ) تفريقا لها عن ( حور الكنعانية- الكنانية التي تقع في بحر الجليل ( من جل مرتفع ) قرب قانا ( قرية في اليمن ). أما اور كلدان التي انطلق منها ابراهيم و اهله فهي في و سط الجزيرة العربية الى جهة الجنوب و الشرق و تسمى الى يومنا هذا ( العروق ) او ( العروق المعترضة ) أو بتسميتها القديمة ( عروق الكدن ) ، لاحظ كيف تحور اسمها الى ( اور كالدان ). أما بما يختص بقبيلة قريش فان المؤرخين يجهلون نسب قريش واصولها وتاريخها بالتحديد ، لكنهم يقولون ان قصيا جمع شملها وشتاتها ووطنها في مكة حيث تولت امور الكعبة ( وهنا ندرك ان السبب الذي جعل قصيا ياتى بقريش الى مكة هو كعبة الله المشرفة ) في القرن الرابع الميلادي حسب المؤرخين ، واصبح مركز قريش مرموقا على الصعيدين الديني والسياسي والتجاري ، و لقب قبيلة قريش يعني أهل القرية بلهجة الشنشنة المعروفة في لهجات العرب .
ينتسب الى هذه القبيلة بني هاشم او الهاشميون ابناء هاشم الجد الاعلى للنبي ( عليه الصلاة والسلام ) -ويمكن ان نطلق عليهم اسم (بني هـ-شم ) او ( اشم ) وهم الذين جبروا قريشا فاصبح لقبهم الجبوريين . ( اهم فروع قبيلة قريش ، هاشم - امية - نوفل - وزهرة ومخزوم واسد وجمح وسهم وتميم وعدي )- (9) عندما نقوم بمقارنة التوراة و التاريخ العربي القديم ناخذ الفقرة التوراتية من سفر التكوين التي تتحدث عن ( انوشي هشم ) او ( اهالي هشم ) تقول التوراة باللفظ العبري الاتي :
ا- ويهي كي-هحل هادم لروب عل-فني هادمه ، وبنوت يلدو لهم
- ب- ويراو بني-هالوهيم ات-بنوت هادم كي طوبوت هنه ويقحو لهم نشيم ، مكول اشر بحرو
ج – ويامر يهوه ، لوا يدون روحي بادم لعولم ، بشجم هوا بشر، ويهيو يميو ماه وعشريم شنه.
د- هنفليم هيو بارص ، بيميم ههم ، وجم احرو-كن اشر يبواو بني هالوهيم ال-بنوت هادم ، ويلدوا لهم : همه هجبوريم اشر معولم ، انشي هشم
وترجمتها العربية هي الاتية :
ا- وها هو الذي حصل أدم يربو على افناء (وجه) الاديمة ، و يولد لهم بنات
ب- ويري بني ( هؤلاء ) ان بنات ادم طيبات هناك وياخذوا لهم نساء من كل الذي يختاروا
ج- ويامر (يقول اياه ) لن تدوم الروح بادم الى الابد ، بكونه بشر ( من لحم ) وها هي ايامه مئة و عشرين سنة .
د – (بني نوفل ) كانوا بالارض بتلك الايام وايضا اخرين من الذين وجدوا ، وبني هؤلاء و بنات ادم ولد لهم (ابناء) ، الذين هم (الجبارين) الذين سيبقوا الى الابد بني هاشم .
أما ترجمتها التوراتية المعتمدة فهي كالتالي :
( وحدث لما ابتدا الناس يكثرون في الارض وولد لهم بنات ان بني (هـ ء ل هـ ـي م) ابناء الالهة- و تصحيحها هؤلاء ( والمقصود اولاد نوفل - يترجمها التوراتيون ابناء الالهة ) راوا بنات ادم انهن حسناوات فاتخذوا لانفسهم نساء من كل ما اختاروا ،وقال ( لء دون روحي بءدم ل علم ) او ( لا يدوم روحي بعدن ل علن ) ( بشجم هو ) وايامه مئة وعشرون سنة . وكان ( هـ نفليم ) في تلك الايام . وبعد ذلك دخل ابناء ( هـ ءلهيم - يترجمها التوراتيون ابناء الالهة بينما هي تعني ابناء هؤلاء ) هؤلاء على بنات ادم وولدن لهم اولادا هم ( هـ جبوريم ) الذين منذ ذلك الوقت ( انوشي هشم ) ….)- لقد تم ترجمة كلمة (هـءلهيم) على اساس انها تعني الالهة ، ونحن نفسرها بكلمة ( هؤلاء - بالجمع العبري و المقصود ابناء نوفل ) لا بد من لفت النظر الى تقارب هذه الاسماء التي ورد ذكرها في الكتاب المقدس( بشكل متشابه للاسماء التاريخية عند العرب ) في الفقرة في سفر التكوين مما تجعل اصول قبيلة قريش وبني هاشم تعود ادم و الى نوح عليه السلام ، و هذا ويؤكد انها من العرب البائدة كما يقول المؤرخون ( البادئة) ويتحقق لنا كونهم اميين ( من مصدر ام فهم من الاحفاد الذين يعودون الى نوح مباشرة ) ويذكرنا هذا ايضا بالمراة الاممية ( الامية - بتشديد الميم ) التي تحدث معها المسيح عليه السلام في محاورة تلفت نظر الناس الى وجود خلاف على مكان بيت لله الحرام الذي يحج اليه الناس ، فيتحقق لنا وجود البيت ( الهيكل ) الذي يعتقده بني اسرائيل و البيت الذي تعتقد فيه هذه المراة الاممية ( الامية ) .
ان التسميات التي اطلقها الكتاب المقدس والانجيل والقران على الاماكن والاشخاص انما هي سجل تاريخي جغرافي للامكنة التي تواجد فيها الانبياء ، فالتشابه موجود ولكن علينا ان نكون حذرين فلا يتم الخلط بينها بدون اساس ، فاننا من خلال اللغة العربية بمنظورها التاريخي نستطيع وضع الاحتمال الاخر الذي يحدد معنى الاسم اذا وجد المكان والمبرر ( مثلا نستطيع ان نقول ان لقب مريم ابنة عمران - هو نسب بانها من مدينة عمران في اليمن ، التي قد تكون منسوبة الى والد مريم ايضا (عمران) او الى فرع من فروع البشرية ، ويوسف النجار يمكننا نسبه الى نجران ، كما ان يسوع الناصري ( نازري - نازاريت ) الىقبيلة نزار ، وبالتالي ينسب هؤلاء كلهم الى اليمن ، ان موسى ينسب ايضا الى عمران ويظن العلماء ان ( عمران ) هو اسم ابوه وقد يكون من هذه القرية نفسها التي ظهر بها المسيح ايضا ، واذا قلنا ان عمران هي القرية التي تقع في جبال اليمن والتي هاجر ابو موسى منها الى ( عبر البحر الاحمر ) وهناك اصبح من امة ( عبرانية - اي عبرت البحر لتصل الى مصر ) ، فتعرضت لضغوط فرعون الذي كان يمنع العبرانيات من انجاب الاولاد الذكور خوفا من تكاثر بني اسرائيل - المرتحلون الى مصر .) فان عودة موسى الى المكان عينه الذي انطلق منه ابوه و ذلك قبل عبور بني اسرائيل الى ارتريا و مصر مرة جديدة تصبح مفهومة بشكل دقيق و ذلك يجعلنا ندرك سبب عودته .
لقد تعرض ابن خلدون وغيره لمثل هذه التفسيرات فلفت النظر الى ان التوراة تحكي عن ابناء نوح الثلاثة ، لكن اليهود نسبوا الى حام الزنوج مع ان التوراة لم تذكر انهم الزنوج ، من هنا يتبين لنا ان اسئلة عديدة عند علماء التاريخ القديم والحديث تبقى عرضة لاحتمالاات الخطا والصواب ( عن قصد أو عن غير قصد) ، لقد درج التاريخ عليها فكان من السهل على البسطاء فهم امور التاريخ على هذا الشكل المبسط . ان موضوع التفرقة العرقية بين حام وسام ويافث ليس الا مقولة سياسية في زمن رديء استغلت الفرق بين الوان البشر لتنسب هذا التقسيم الى ثلاثة اشخاص اسم كل منهم يطابق صفة لونه وحدود سكنه على الارض وابن خلدون تنبه الى ذلك ولكنه لم يخرج عن الحقيقة الثابتة الواحدة. لقد قسم ابن خلدون الكرة الارضية الى سبعة اقاليم مناخية وجغرافية ، الاقليم الاوسط والذي يتوسط الارض جعله قسمين ( الاول والثاني ) ثم الثالث والرابع شمالا وهكذا حتى نصل الى الاقليم السابع وهو الاشد برودة ثم بنفس الترتيب جنوبا حتى نصل الى الاقليم السابع ، وعلل ان خير الامور اوسطها فالشمس اكثرها والرطوبة اعلاها لان البحار تحيط بها من كل جانب وتخمتها من الاكل اقلها وصفاء ذهنها اصفاها ولغتها انقاها . لقد حاول ابن خلدون ان يعلل الامور بشكل جغرافي حتى لا يبقى عالقا في التعليل الديني لابناء نوح ، ففتح الباب امام كل مؤرخ اذا وجد اسسا جديدة ان يجدد طرح مسالة من المسائل دون حرج طالما ان النقاش بين الفكر والعقل . الهوامش
(1) - العربي عدد 91- صفحة 146
(2) - فيليب حتي-تاريخ سوريا ص 174 -
(3) - العربي عدد 416-اب 1995 ص 45
(4) - العربي عدد91- صفحة 48
(5) - عن التمدن الاسلامي ص24-العربي-عدد91- صفحة 145
(6) - جرجي زيدان ( طبقات الامم والسلائل البشرية )
(7) - - العربي عدد 261 -صفحة 70
(8) - العربي عدد 261 -صفحة 78-79
(9) – هنري عبودي - معجم الحضارات السامية - صفحة 684
(*) - الطبري - تاريخ الملوك والامم
مادة علمية دسمة تستحق القراءة أكثر من مرة ، على الرغم من إختلافي مع بعض تفاصيلها.

مقدمة في تاريخ الاقوام العاربة الباحثة: غادة احمد محمد
المقـدمــة
أن الوقوف على حقيقة الأقوام الأولى التي سكنت الأرض ومنها منطقتنا العربية لمن الأهمية بمكان يجعلنا نتناول هذا الموضوع والتوضيح لغرض الوقوف على ما كان يطلق على هذه الأقوام من تسميات وعلى حقيقة انتماءاتها القومية والبشرية. ولا يخفى على أحد ما للعرب من أهمية متميزة لدى المؤرخين وفي كتبهم التي تتحدث عن شعوب العالم وحضاراتها. ذلك لأن العرب أمة مجيدة ورثت حضارات عديدة لشعوب المنطقة ( منطقتنا العربية ) تحديداً، التي ارتكزت عليها حضارات العالم في الماضي. فلقد نشأت على أرض العرب حضارتان أصليتان هما: الحضارة العراقية والمصرية هاتان الحضارتان اللتان أغنتا العالم بفيض من المعرفة والثقافة والتقدم. ولقد طرحت وجهات نظر مختلفة حول تلك الأقوام التي سكنت منطقتنا العربية ولاسيما جزيرة العرب والعراق واليمن وبلاد الشام وأجزاء أخرى من أفريقية وذهبت في تحديد تسميات لهم مذاهب شتى. كما طرحت وجهات نظر مختلفة حول المصطلح الذي ينبغي تعميمه لمعرفة الأقوام القديمة التي عاشت على أرض الوطن العربي ويجمعها الرابط اللغوي. لذلك فقد تناولت في هذه الدراسة الآراء التي تناولها عدد من الباحثين في أصل العرب ومناقشة ما قيل في تسمية الأقوام القديمة التي سكنت الوطن العربي بالأقوام العاربة ثم ما يعنيه مصطلح جزيرة العرب. وقد ازدهرت هذه الحضارة في بلاد الرافدين فاستقرت فيه أكثر من ألفي سنة وهذا يبرهن على أن حضارة الأمة العربية أم الحضارات القديمة. لذلك سوف أتناول في الفصل الاول من الدراسة الاقوام العاربة وأتناول في المبحث الاول منها حقيقة التسمية ثم في المبحث الثاني مصطلح الساميون وفي المبحث الثالث أقوام الجزيرة العربية ( الجزريون ) وفي المبحث الثالث الأقوام العاربة .أما في الفصل الثاني من البحث فسأتناول في المبحث الأول الأقوام العاربة ( الاكديون – الاموريون – الكنعانيون – الآراميون ) وفي المبحث الثاني موطن الأقوام العاربة وفي المبحث الثالث دوافع الهجرة وفي المبحث الرابع لغة الاقوام العاربة ( اللغة الأم ) .
الفصــل الأول
التسميات
المبحث الأول
في تسميــة العرب
المبحث الثاني
الأقـوام العاربــة
المبحث الثالث
الجزريـون (الساميون)
المبحث الأول
في معنى التسميــة
يذهب علماء اللغة الى أن العرب العاربة هم الخلٌص منهم ، وأخذ من لفظه فأكد به ، كقولك ليلٌ لائل ، تقول عرب عاربة وعرباء : صرحاء ، ومتعربة ومستعربة ، دخلاء ، ليسوا بخلص . والعربي منسوب الى العرب ، وأن لم يكن بدوياً والاعرابي : البدوي وهم الأعراب ؛ واللأعاريب ؛ جمع الاعراب . وجاء في الشعر الفصيح الأعاريب وقيل : ليس الأعراب جمعاً لعرب ، كما كان الانباط جمعاً لنبط ، أنما العرب اسم جنس .والنسب الى الاعراب : أعرابي ، قال سيبويه : أنما قيل في النسب الى الاعراب اعرابي ، لأنه واحد له على هذا المعنى . وعربي بين العروبه والعربية ، وهما من المصادر التي لا أفعال لها . وحكى الازهري : رجل عربي كان نسبه في العرب ثابتاً ، وأن لم يكن فصيحاً وجمعه العرب ، ورجل معرب أذا كان فصيحاً ، وأن كان عجمي النسب ورجل أعرابي اذا كان بدوياً صاحب نجعة وانتوء وأرتياد للكلأ وتتبع لمساقط الغيث ، وسواء كان من العرب أو من مواليهم .ويجمع الاعرابي على الأعراب و الأعاريب . ومن نزل بلاد الريف وأستوطن المدن والقرى العربية وغيرها ممن ينتمي إلى العرب : فهم عرب وأن لم يكونوا فصحاء . ولايجوز القول أن المهاجرين والانصار أعراب ، أنما هم عرب لأنهم أستوطنوا القرى العربية وسكنوا المدن سواء منهم الناشئ في البدو ثم أستوطن القرى والناشئ بمكة ثم هاجر الى المدينة ثم لحقت طائفة منهم بأهل البدو بعد هجرتهم وأقتنوا نعماً ورعوا مساقط الغيث بعد ما كانوا حاضرة أو مهاجرة قبل : قد تعُربوا أي صاروا أعراباً بعدما كانوا عرباً .
ويذهب القلقشندي في " صبح الأعشى " الى أن :" أول ما يجب معرفته من ذلك من تقع عليه لفظ العرب ، قال الجوهري : العرب جيل من الناس وهم أهل الأمصار ، والاعراب سكان البادية والنسب الى العرب عربي والى الاعراب أعرابي ، والتحقق أطلاق لفظ العرب على الجميع وأن الاعراب نوع من العرب ثم أتفقوا على تنويع العرب الى نوعين عاربة ومستعربة ، فالعاربة هم الاوائل الذين فهُمهم الله اللغة العربية ابتداءً فتكلموا بها " . ونجد علماء العربية حيارى في تعيين أول من نطق بالعربية وأختلف الناس أيضاً في العرب لم سمٌوا عرباً فبينما يذهبون الى أن (يعرب) كان أول من أعرب في لسانه وتكلم بهذا اللسان العربي لذلك يقولون عرف هذا اللسان باللسان العربي ، تراهم يجعلون العربية لسان أهل الجنة ولسان آدم ، أي أنهم يرجعون عهده الى مبدأ الخليقة وقد كانت الخليقة قبل خلق ( يعرب ) بزمان طويل. ثم يقولون : أول من تكلم بالعربية هو أسماعيل حيث الهُم اسماعيل هذا اللسان العربي الهاماً وكان أول من نطق لسانه بالعربية وهو أبن أربع عشرة سنة وهو أي أسماعيل هو جد العرب العاربة على حد قول علماء اللغة . والقحطانيون تحديداً هم الذين قالوا أن أول من أنطق الله لسانه بلغة العرب يعرب بن قحطان وهو ابو اليمن كلهم ، وهم العرب العاربة ثم نشأ اسماعيل بن ابراهيم عليهما السلام فتكلم بلسانهم هو وأولاده فكانت العرب المستعربة. وروى عن النبي محمد ، صلى الله عليه وسلم ، أنه قال : خمسة أنبياء من العرب وهو : محمد ، واسماعيل ، وشعيب ، وصالح ، وهود صلوات الله عليهم . وهذا يدل على أن لسان العرب قديم . وهؤلاء الانبياء كلهم كانوا يسكنون بلاد العرب . قال الازهري: والاقرب عندي أنهم سموا عرباً باسم بلدهم العربات . وقال أسحق بن الفرج : عربة باحة العرب وباحة دار ابي الفصاحة اسماعيل بن ابراهيم عليهما السلام .
فالعرب العاربة والمستعربة على ماتبين من روايات علماء اللغة والاخبار من المصطلحات القديمة التي تعود الى الجاهلية حيث قصد الجاهليون بهذا المصطلح القبائل البعيدة عن ارض الحضارة والقبائل القرية منها فقد عرفت القبائل النازلة ببلاد الشام والساكنة في أطراف الامبراطورية البيزنطية بالمستعربة . وقد فضلت غالبية هذه المستعربة السكنى في أطراف المدن في مواضع قريبة من البوادي والصحاري عرفت عندهم , (بالحاضر).أذن فالعرب العاربة على أقوال النسابين هم من أبناء قحطان وأسلاف القحطانيين المنافسين للعرب العدنانيين ، الذين هم العرب المستعربة في عرف النسابين . وقحطان الذي يرد في الكتب العربية ، هو (يقطان) الذي يرد أسمه في سفر التكوين، وهو (قحطان بن عابربن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح) في رأي أكثر النسابين . وهو (يقطان بن عابر بن شالخ بن أرفكشاد بن سام بن نوح) في التوراة .فنرى من ذلك مطابقة تامة بين النسب الوارد في الكتب العربية والنسب الوارد في التوراة . مما يدل دلالة واضحة على أن الآخباريين أخذوا علمهم بنسبه من روايات أهل الكتاب، وهومؤيدين ذلك . أما الاستاذ " طه باقر" فقد قطع شوطا في تحديد مفهوم المصطلح " عربي " ورغب في تعميمه حيث قال :" فالاسم الصحيح من الناحية التاريخية والقومية والجغرافية هو أن نطلق عليه أقوام الجزيرة أو الجزريين (الجزريين) أو "الاقوام العربية القديمة" فقد هاجروا من الجزيرة بموجات مختلفة منذ أقدم العصور التاريخية الى الاجزاء المختلفة من الوطن العربي بحيث يصح القول أن الاصول العربية فيها تطغى على تركيب سكانها وعلى لغاتهم". وأشار الى الاقوام التي سكنت العراق: .... وفي مقدمتهم "السومريين" و"الاكديين" ولغتهم (البابلية والاشورية) التي كانت من أقدم اللغات العربية القديمة (السامية). أما الكتاب الاوربيون اذا ما أستعرضنا ارائهم نراها تحدد مواصفات العربي بمظهرين :-
1- البداوة 2- قصر رقعة تواجدهم على جزيرة العرب المجدبة أو مع قليل من الارضين التي تجاورها كأجزاء من بلاد الشام. وصارت كلمة "عربي" عندهم علماً للشخص المقيم في تلك الارضين من بدو وحضر.
يذهب الفرنسي "دينيه ديسو" في كتاباته الى أن : "ويجب أن لايفهم من كلمة "عربي" مكان الجزيرة العربية فحسب ، ولكنها تتناول أيضاً البدو الذين يجوبون وسط الجزيرة العربية وشمالها وكل بادية الشام ، وعلى هذا فلا يعد عرباً أولئك المتحضرين الذين يقطنون من الجزيرة العربية والملوك الحميريين الذين كانوا يحكمون هذه الاقاليم كان يطلق عليهم ملوك "سبأ وريدان وحضرموت واليمن وعربها" أي أنهم عرب رحل ممن كانوا يدخلون هذا الاقليم أو ذلك" ويذهب الباحث "نولدكه" : " أن مصطلح العرب القدماء يشير الى سكان معظم شبه جزيرة العرب قبل الاسلام. ( وعلى سبيل المثال صحراء سوريا .... ألخ ) ألا أن السكان القدماء المتحضرين لجنوب الجزيرة العربية كالسبئيين والحميريين لايدخلون بضمنهم، ما دامت ديانتهم بحاجة الى معالجة خاصة". ويسترسل نولدكه قائلا "يظهر المعنى الحقيقي للفظ عرب هو صحراء.." وتذهب الباحثة "لوسكايا" الى أن العرب مجموعة الناس يسكنون البلاد العربية في غربي آسيا، وشمالي أفريقيا. كما تذكر أحتمال مجئ الساميين". من جزيرة العرب وهي ترى أن أقدم دول العرب تتمثل في تدمر والانباط واللحيانيين في حدود شمال جزيرة العرب وكندة في وسط الجزيرة.
المبحث الثانــي
الاقــوام العـاربــة
العرب العاربة هم العرب القحطانيون وهم العرب الباقون الذين كانوا يؤلفون جمهرة العرب بعد هلاك العرب الاولى ، فهم الذين كتب لهم البقاء وكان ينتمي اليهم كل العرب الصرحاء عند ظهور الاسلام . هم من أبناء قحطان وأسلاف القحطانيين المنافسين للعرب العدنانيين الذين هم العرب ( المستعربة ) في عرف النسابين . وقـد أختلف النسابون في رواية نسب قحطان وذهبوا في ذلك مذاهب شتى لا مجال لذكرها في هذا البحث الصغير من ذلك على سبيل المثال حيث الحٌ بعض نسابي اليمن على جعل ( هود ) عابراً ، وعلى جعله والد قحطان وأصروا على ورود ذلك في أشعارهم.ولا يعرف من أمر قحطان غير الذي يردده الأخباريون ، وليس لدي العبرانيين من أمره غير ما ورد من أنه أحد أولاد (عابر) وآخرهم ، وأنه جـد قبائل عديدة قديمة ، وسكوت أهل الآخبار عنه وأكتفاؤهم بسرد نسبه دليلُ على أخذهم له من التوراة .وذكر الهمذاني أنه قرأ " في السجل الاول: أولاد قحطان بن هود أربعة وعشرون رجلاً وهم : يعرب ، السلف الكبرى ، يشجب، أزال وهو الذي بنى صنعاء ، يكلى الصغرى، خولان ، الحارث، غوث ، المرتاد، جرهم، جديس، المتمنع ، المتلمس ، المتغشمر ، عباد، ذو هوزن ، يمن، وبه سميت اليمن ، القطامي، نباتة، حضرموت، سماك، ظالم، خيار ، المشفتر ".أما الذي تولى الملك بعد قحطان فكان ـ على رأي الآخباريين ولده يعرب وكان ملكه اليمن ، وقد غلب بقايا عاد ، ووزع أخوته في الاقطار، فأقر أخاه حضرموت على الأرضين التي عرفت باسمه فقيل لها حضرموت، وعين عمان على أرض عمان وولى جرهماً على الحجاز. وكانت أم يعرب من قوم عاد أو من العماليق وله أخوة من أمه وهم : جرهم والمعتمر والمتلمس وعاصم ومنيع والطامي وعامي وحمير وغيرهم. وقد حكم يعرب – على رأي أهل الآخبار- مدة تساوي مدة حكم أبيه أي مئتي سنة . فلا بد أن يكون قد عاش زمناً أطول بكثير من هذه المدة . ونسب أهل الآخبار الى يعرب ، يشجب وقالوا وبه كان يكنى ، وشجبان وبه سميت ( شجبان ) باليمن ، وهي أعلا رَمعْ . وجعل بعضهم ليعرب من أولاد : يشجب ، وحيدان، وحيادة ، وجنادة ، ووائلاً وكعباً . ولم يرد أسم يعرب في الشعر الجاهلي ، وأنما ورد أسمه في شعر ينسب الى (حسان بن ثابت) ، وفي شعر ينسب الى ( مضاض بن عمرو الجرهمي )وهو من جرهم . ويقصد الآخباريون بجرهم جرهماً الثانية ، التي جاءت بعد هلاك جرهم الاولى ، وقد أقامت بمكة ، وكان منها أرباب البيت . ويظهر أن أهل الجاهلية كانوا يتصورون أن قبيلة جرهم كانت ترعى البيت أكرام . وقد ذكر الآخباريون ان اسماعيل نشأ بينها وتزوج منها ، وأن أباه ابراهيم (عليه السلام) بعد أن قام ببناء الكعبة ورفع قواعدها ، ترك أبنه بينهم فصارت له صلة بهم . ثم تغلبت وعلى جرهم خزاعة فانتزعت منها السدانة وأحتفظت بها الى أن أنتقلت الى قريش . وقد نص الطبري على أن اسم جرهـم هـو ( هذرم ) ونص على أن والده هو ( عابر بن سبأ بن يقطان بن عابربن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح ) وهدورام هو الأبن الخامس من أبناء ( يقطان ) أو قحطان وبذلك تكون (جرهم) من القبائل القحطانية بحسب رواية التوراة . وقد استمر ذكر جرهم حتى في صدر الأسلام وهذا حسان بن ثابت يوضح في شعره أن بقية جرهم باقية حين قال :
فلو سئلت عنه مْعد بأسرها
وقحطان أو باقي بقية جرهما
وفي بيت ينسب الى زهير بن أبي سلمى :
فأقسمت بالبيت الذي طاف حوله
رجال ، بنوه ، من قريشٍ وجرهُم
وقد ذكر ( الهمذاني ) أن موضعاً كان بمكة يقال له : ( دوحة الزينون )، كان مقبرة من مقابر جرهم، وان نفراً دخلوا المقابر ، فوجدوا أشياء ثمينة من مصوغات وكتابات والى يعرب ينسب أهل الآخبار نشوء العربية فيزعمون أنه كان أول من اعرب في لسانه ، ولهذا قيل للسانه(العربية) . وهذه رواية قحطانية تعارض الروايات العدنانية أو يظهر من بعض روايات أهل الآخبار أن ( يعرب ) هو الذي جاء بولده الى اليمن ، فأسكنهم بها ألا أنها لم تذكر الموطن الذي جاء منه، وتذكر هذه الروايات أن ولده كان أول من حياُ بتحية الملك فقال له : ( أبيت اللعن ) و ( أنعم صباحاً) وهي تحايا ينسبها بقية الآخباريين الى غيره من الملوك المتأخرين .ثم أنتقل الملك من يعرب على رأي الآخباريين الى أبنه يشجب ، ويقال له ( يمن ) ومن ولده عبد شمس ويقال له عامر ويلقب بـ (سبأ) على زعم بعض الآخباريين ، حيث زعموا أنه هو الذي بنى سبأ ومدينة ( مـآرب ) وأنه فتح مصر وبنى بها مدينة عين شمس، وأنه أول من سٌن السبيٌ ولذلك عرف بـ ( سبأ ) وغير ذلك مما يقصه علينا أهل الآخبار. ويلاحظ أن النسابين قد نسبوا الى يشجب : ( سبأ الأكبر ) وأسمه عبد شمس و (جرهم بن يشجب ) و (شجبان بن يشجب ) فأولد ( شجبان ) صيفياً، وأولاد صيفي مالكاً، وأولاد مالك الحارث ، وقد ملك . ويذكرالمؤرخون أن ملك ( عبد شمس ) أي ( سبـأ ) كانا في زمنا ( كيقباد )، فسار ( سبأ ) في مدن اليمن ومخائبها وكانت حينذاك في بقايا عاد ، فلم يدع بأرض اليمن أحداً منهم ألا سباه وأستعبده فسمي ( سبأ ) ووطد بذلك حكم القحطانيين في اليمن. ثم تواردت الأنساب والاجيال وبذلك أنتشر العرب العاربة أحفاد قحطان بن عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بنو نوح في اليمن وشبه الجزيرة العربية . منقول















غير مقروء 07-Oct-2007, 03:01 AM رقم المشاركة : 126
معلومات العضو
سبيع بن عامر
عضو فعال
إحصائية العضو





التوقيت


سبيع بن عامر غير متواجد حالياً

افتراضي

يتبع المبحث الثالث
الجزريـــون (الساميـــون)

مصطلح أطلق وما يزال في كتب التاريخ على المجموعة البشرية التي عاشت على الأرض الممتدة ما بين جنوب غربي آسيا ومعظم أقطار شمالي أفريقية وشرقيها ( معظم تلك الأرض تمثله في الوقت الحاضر أقطار الوطن العربي) لأمتيازها بمظاهر حضارية موحدة تأتي في مقدمتها وحدة الأصل اللغوي الذي يمثله التشابه الظاهر في النحو والصرف والمفردات ، وكذلك وحدة العقلية والتفكير والخيال أضافة الى العادات والتقاليد. وأول من أطلــق مصطلح " الساميين" وأذاعه بين العلمـاء ، عالـم نمساوي يدعى ( أوفست لودويك شلوتزر) أطلقها عام (1781)م فشاعت منذ ذلك الحين وأصبحت عند العلماء والباحثين في موضوع لغات الشرق الأدنى علماً المجموعة المذكورة من الشعوب أنها وقد أخذ أيشهورن هذه التسمية وسعى لتعميمها بين العلماء علماً على الشعوب المذكورة.لقد التصقت هذه التسمية بالشعوب العربية ولهجاتها وحضارتها فمن هو سام الذي نسب اليه شعوب ولغات جزيرة العرب ؟
لقد أقتبس وكما قلنا العالمان شلوتزر وأيشهورن هذه التسمية مما ورد في سفر التكوين في التوراة نسبة الى ( شـِم ) وهو سام بن نوح حيث جاء في سفر التكوين آخر الاصحاح السادس " وولد لنوح ثلاثة بنين ساما وحاما ويافث ". وجاء في الاصحاح العاشر من نفس السفر " وهذه مواليد بني نوح سام وحام ويافث الكبير ولد له أيضاً بنون بعد الطوفان … سام أبو كل بني عابر وولد لعابر أبنان أحدهما فالج لأن في أيامه قسمت الأرض وأسم أخيه يقطان ، ويقطان ولد له المودد وثالف وحضرموت ويارح وهدورام واوزال ودقلة وعوبال وابيمائيل وسبأ واوفير وخويلة وبوباب ، وكان هؤلاء بنو سام حسب قبائلهم وألسنتهم ".وقد عرف المسلمون اسم ( سام بن نوح ) ، وقد كان لابد لهم من البحث عن أولاد نوح لما لذلك من علاقة بما جاء عن ( نوح ) عليه السلام وعن (الطوفان) في القرآن الكريم . بسم الله الرحمن الرحيم ( حتى اذا جاء أمرنا وفار التنور قلنا أحمل فيها من كل زوجين أثنين وأهلك ألا من سبق عليه القول ومن آمن وما آمن معه ألا قليل *وقال أركبوا فيها بسم الله مجراها ومرساها أن ربي لغفور رحيم). آية 39-40 ( وقيل يا أرض أبلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء وقضي الامر وأستوى على الجودي وقيل بعداً للقوم الظالمين ) صدق الله العظيم - آية 43. وقد روى أن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال : (سام أبو العرب ، ويافث أبو الروم ، وحام أبو الحبش ) وقد روى الطبري جملة أحاديث عنه في هذا المعنى . تسأل العلماء الباحثون في الأجناس البشرية ، من أين جاء الساميون الاوائل ، أباء الشعوب السامية ؟ وأين كان موطنهم الأول ؟ جاءت أجوبتهم متباينة غير متفقة أرائهم على نظريات وفرضيات عديدة وبحوث لغوية وعلى أراء مستمدة من التوراة عن أصل البشر وعن أبناء نوح والأماكن التي حل بها هؤلاء وأحفادهم ثم أحفاد أحفادهم فرأى نفر منهم أن أرض بابل كانت المهد الأول للساميين ، ورأى آخرون أن جزيرة العرب هي المهد الأول لأبناء سام ، وذهب البعض الى تخصيص موطن معين من الجزيرة العربية ليكون موطناً لسام وأبنائه الأوائل ، وذهب قسم الى أن أفريقيا هي وطن سام لما لاحظوه من وجود صلة بين اللغات السامية والحامية، ورأى آخرون أن أرض (الأموريين) هي أرض سام بن نوح على حين ذهب آخرون الى أن أرض أرمينية بالقرب من حدود كردستان هي المهد الأول للساميين وبعضهم يقول أن هذه المنطقة هي المهد الاصلي للأمم الساميـة والأمم اللآريـة جميعاً ثم تفرعت منها جموع البشر في أرض الله الواسعة . وللتوراة نظرية خاصة عن أقدم ناحية عمرها أبناء نوح وهي أرض بابل وقد تكون هذه النظرية أقرب الى الحقيقة فقد أثبتت البحوث التاريخية أن أرض بابل هي المهد الأصلي للحضارة السامية (الجزرية) .وقد أيد العالم جويدي هذه النظرية في رسالة يقول فيها : (أن المهد الأصلي للأمم السامية كان في نواحي جنوب العراق على نهر الفرات وقد سرد عدداً من الكلمات المألوفة في جميع اللغات السامية عن العمران والحيوان والنبات) وقال (أن أول من أستعملها هي أمم تلك المنطقة ثم أخذها عنهم جميع الساميين (الجزريين) ) . ولكن العالـم ( نولدكه ) يعارضه في هذه النظرية معارضة شديدة حيث يقول من العبث أن نعتمد في أثبات حقيقة كهذه على جملة كلمات ليس ما يثبت لنا أن جميع الساميين أخذوها من أهل العراق.يتبين من هذا أن من الصعب أن نجزم برأي في المهد الأصلي للأمم السامية . والذي يمكن أن يقال في هذا الصدد هو أن أكثر الحركات والهجرات عند أغلب الأمم السامية كانت من نزوح جموع سامية من أرض الجزيرة الى البلدان المعمورة الدانية والقاصية في عصور مختلفة . فأقدم هجرة سامية أتجهت نحو بابل كانت من ناحية الجزيرة وقد أسست تلك الجموع ملكاً عظيماً في بقعة الفرات كان لها من القوة حظ وافر في عصور شتى .كذلك هاجرت البطون الكنعانية والآرامية تاركة جزيرة العرب وكان لحوادثها أثر عظيم في حياة العالم القديم ودخل الهكسوس أرض مصر وهاجر العبرانيون فدخلوا فلسطين. ثم ولي ذلك عدد من الهجرات . وكذلك كانت الهجرة العربية بعد ظهور الأسلام الى جميع أطراف العالم القديم هي آخر موجة سامية عظيمة غمرت وجه الأرض وهزت بأسره وكان من نتيجتها أن تغيرت أحوال أمم كثيرة في آسيا وأفريقيا وأوربا وأنقلبت فيها كل جوانب الحياة السياسية والدينية والاجتماعية والعمرانية. على أن هذا كله لا يدل يقيناً على أن الجزيرة العربية كانت هي المهد الأول للأمم السامية فأنه من المحتمل أن يكون الموطن الأول في منطقة أخرى غير المناطق السامية المعروفة . وكل ما تدل عليه تلك العلاقة المتينة بين الهجرات السامية والجزيرة العربية هو تأثر الأمم السامية بلغات الجزيرة العربية وكذلك يلاحظ في مظاهر أغلب هذه الأمم مظاهر تكاد تكون صحراوية فعواطف هذه الأمم وخيالها وأتجاه أفكارها يشعرنا بروح الصحراء، ورغم أن علماء اللغة العرب عرفوا من أهل الكتاب أن هناك صلة لغوية بين العربية والنبطية والحبشية والعبرانية والسريانية والحميرية، وكذلك علماء اللغة اليهود في المشرق والمغرب والأندلس . إلا أنهم لم يصطلحوا على تسميتها باسم معين ، وإنما تركوها فرادي بأسمائها. ومثلما ذكرنا فإن أول من أطلق عليها مصطلح اللغات السامية هو المستشرق شلوتســــر سنة 1781م مستنداً الى ماجاء من أنساب في العهد القديم في سفر التكوين 10. وشاعت هذه التسمية ، رغم عدم دقتها ، وأفتقارها الى الأساس العلمي، الذي يثبت أن كل هذه اللغات وأهلها ينتسبون الى سام بن نوح . فعدم دقتها يتمثل في أنها تعد العيلاميين من سلالة سام، وكذلك الكوشيين، وهم من سلالات أخرى، فالعيلاميون هم من الشعوب الهندو أوربية، والكوشيون هم من الشعوب الزنجية الافريقية.ولعل الذي أوهم كتاب العهد القديم هو أن العيلاميين كانوا يستعملون الخط المسمــارى الأكدي. وقد أختلطوا بأهل العراق وجزيرة العرب. أما الكوشيون، فإن منهم الأحباش الذين يتكلمون بإحدى اللهجات اليمنية القديمة وبخط مشتق من خطها، المسمى المسند.وقد أختار ، في أيامنا هذه، فريق من الباحثين أن يوسعوا مدلول هذه التسمية ويؤصلوها، فأطلقوا عليها مصطلح (اللغات الآسيو إفريقية)، مشيرين بهذا إلى أوجه الشبه، وأحتمال كون اللغات السامية، ومايسمى باللغات الحامية، ترجع إلى أورمة واحدة، عندما كانت قارتا آسيا وإفريقية رتقاً واحداً، قبل أن يفصل بينهما البحر الأحمر. ولكن بما أن هذه الصلة لم تثبت علمياً بعد، فمن السابق لأوانه أعتماد هذه التسمية، أو اعتمادها في المقارنة.
وأما نحن نقترح تسمية شعوب العاربة ولغات العاربة، والعاربة هم الذين يشير إليهم العلماء العرب في صدر الإسلام بأنهم سكان الجزيرة الأوائل مثل : طسـم، وعـاد، وجديس وثمود وإرم، وأقترح الأستاذ طه باقر أن تسمى اللغات السامية باللغات الجزرية، نسبة الى شبه جزيرة العرب. وهي تسمية جغرافية في الأساس، ولكن يفهم منها في كتب التراث عادة النسبة الى جزيرة ابن عمر الفراتية، وليس إلى جزيرة العرب بأكملها. وأقترح فريق آخر أن تسمى اللغات السامية باللغات العربية القديمة. وهي تسمية جيدة، إذ تشير الى الموطن الأول للغات جزيرة العرب، كما تؤكد قدم اللغة العربية، ولكن من العسير إطلاقها على بقية اللغات التي تختلف عن العربية القديمة والحديثة التي نعرفها. فكيف تكون الأكدية واللغة الفينيقية لغة عربية قديمة وكذلك العبرية والآرامية وكيف نصنف العربية الفصيحة، هل هي عربية قديمة أم حديثة، وأين نضع اللهجات العربية القديمة كالصفوية والثمودية .
اللغـة السامية ( الجزيرية ) الأم
لقد بحث المستشرقون في هذا الموضوع ولايزالون يبحثون فيه ، فمنهم من وجد ان العبرانية أقدم اللغات السامية وأقربها عهداً باللغة الأم ومنهم من رأى أن العربية على حداثة عهدها جديرة بالدراسة والعناية لأنها تحمل جرثومة السامية ومنهم من يرى القدم للاشورية او البابلية وهناك من رأى غير ذلك .فلم يدع أحد من العلماء أنه توصل الى تشخيص لغة (سـام) وتمكن من معرفة اللغة التي تحدث بها مع أبيه ( نوح ) أو مع أبنائه الذين نسلوا هذه السلالات السامـية . على أن هناك جماعة من المستشرقين ترى أن اللغة العربية هي أنسب اللغات السامية الباقية للدراسة واكثرها ملائمة للبحث لأنها اللغة لم تختلط كثيرا باللغات الاخرى ولم تتصل باللغات الاعجمية قبل الاسلام فبقيت في مواطنها المعزولة صافية ثم أنها حافظت على خواص السامية القديمة مثل المحافظة على الأعراب على حين فقدت هذه الخاصة المهمة أكثر تلك اللغات . وقد ذهب بعض علماء العربية الى أن العربية هي اللسان الأول وهي لسان أدم ألا أنها حرفت ومسخت بتطاول الزمن عليها فظهرت منها السريانية ثم سائر اللغات . وقد أدركوا ما أدركه غيرهم من وجود قرابة وصلة بين العربية والسريانية .وقد أخذ علماء العربية نظرتهم هذه من أهل الكتاب ، لما كانت هي لغة الثقافة والمثقفين ولغة يهود بابل وآشور واكثر أهل الكتاب في جزيرة العرب في ذلك العهد ، فلا يستغرب أذا قول من قال أن الآرامية هي أصل اللغات وأنها لسان آدم ولسان سام بنو نوح .والطريقة المثلى للبحث عن أقرب اللغات الساميين (الجزريين) الى اللغة السامية الأصلية ان نبدأ باستخلاص القديم من كل اللغات السامية ثم نكون من هذا القديم لغة واحدة نعتبر كأنها أقرب صورة للغة السامية (الجزرية) ثم نوازن بينها وبين جميع اللغات السامية (الجزرية) فالتي تكون منها أقرب الى هذه الصورة تكون هي الأقرب الى السامية الأصلية.ولما كانت هذه المجموعات البشرية قد أندفعت من شبه الجزيرة العربية سواء من شمالها الغربي ( منطقة الجزيرة الفراتية ) أو من اجزائها الاخرى فيستحسن أطلاق لفظة ( الجزريون ) أو الاقوام العاربة عليها . ويرى بعض الباحثيين أن سلالة كيش الاولى كانت من اولى السلالات التي حكمت في بلاد الرافدين ونجحت في تحقيق الوحدة الداخلية للقطر ، وأن العديد من الحكام والملوك السومريين في المدن الاخرى ، مثل كيش وأور ، تلقبوا بلقب ( ملك كيش ) على الرغم من أنهم كانوا يحكمون في ممالك اخرى لا علاقة لها بكيش . وأذا كانت جميع الادلة الاثارية اللغوية تشير الى وجود الاقوام الجزرية في القسم الجنوبي والاوسط من بلاد الرافدين قبل قيام الدولة الاكدية بمدة ليست بالقصيرة فان الادلة على وجود هذه الاقوام في القسم الشمالي من العراق قليلة نظراً لأن الكتابة لم تنتشر وتستخدم لتدوين اللغة السائدة في المنطقة ألا في اواسط الالف الثالث قبل الميلاد وربما بتأثير وقوع بلاد آشور ضمن الدولة الاكدية التي أسسها سرجون فـــي حـدود ( 2371 ق.م ) ومع ذلك فأن هناك بعض الاشارات وأن كانت متأخرة نسبياً من حيث تاريخ تدوينها قد تلمح الى وجود الاقوام الجزرية في بلاد آشور منذ فترة مبكرة أيضاً .
ويؤكد هذا الرأي أن الآشوريين في عصورهم المتأخرة عندما كتبوا جداول الملوك الآشوريين على غرار جداول الملوك السومريين ظلوا يحتفظون بذكر أصولهم البدوية اذ ذكرت الجداول أن أول مجموعة من الحكام بلغ عددهم سبعة عشر ملكاً حكموا في بلاد آشور في المدة السابقة لحكم سرجون الاكدي ، وقد وصف هؤلاء الحكام الاوائل بأنهم عاشوا في الخيم أشارة الى أنهم كانوا أشبه بشيوخ أو زعماء قبائل بدوية متنقلة تستخدم الخيم للسكنى . وهكذا فأن للاقوام الجزرية (العربية القديمة) دورا" بارزا" في القسم الجنوبي من بلاد الرافدين منذ فترة مبكرة من تاريخ الأستيطان في المنطقة الى درجة أن عدداً منهم تولى الحكم كما في أقدم سلالة حكمت بعد الطوفان وهي سلالة كيش الاولى ثم تزايد تأثير الاقوام الجزرية تدريجياً كما هو الحال في عهد سلالة كيش الثالثة ، وغدت المملكة التي أسسها سرجون ودام حكمها أكثر من مائة سنة (2371 – 2230 ) ق.م أول أمبراطورية عرفها التاريخ القديم . ألا أن أهم ما يميز عهد الدولة الاكدية منذ تأسيسها أنها أتخذت من لغة الاقوام الجزرية التي أسست المملكة لغة رسمية للبلاد الى جانب اللغة السومرية التي كانت سائدة وأطلقت عليها أسم اللغة الاكدية ( لِشان أكديم ) . والدلائل اللغوية كثيرة على وجود عناصر من الاقوام الجزرية في القسم الجنوبي من بلاد الرافدين حيث أثبت الدراسات اللغوية المقارنة أن اللغة التي أستخدمها الأكديون لغة رسمية في بلاد سومر وأكد الى جانب اللغة السومرية ، وهي اللغة الاكدية التي تنتمي الى الشجرة نفسها التي تنتمي اليها اللغة العربية والعبرية والآرامية والآبلية وغيرها .أن تأسيس الاقوام التي عرفت بالاكدية أول مملكة قوية وحدت جميع أرجاء بلاد الرافدين في القرن الرابع والعشرين قبل الميلاد يعني بصورة ضمنية أن هذه الاقوام كانت وقت تأسيس مملكتها الاولى من القوة وكثرة العدد ما مكنها من السيطرة على زمام الحكم وتأسيس مملكة قوية عدها الباحثون أول أمبراطورية في التاريخ .كذلك أستعراض أسماء الملوك والحكام وألقابهم وأسماء الاشخاص الاعتياديين كمل وردت في النصوص المسمارية وبخاصة في الوثائق كالعقود والوصولات وقوائم الجدايات ، تؤكد خلو الاسماء عامة من أية أشارة الى القبيلة أو العشيرة التي ينتسب اليها الملك أو الحاكم أو الفرد الاعتيادي . أن خلو النصوص المسمارية السومرية والاكدية المعاصرة من أية أشارة الى وجود صراع عرقي بين السومريين المستقريين في المدن والاكديين الذين يفترض أنهم جاؤا مهاجرين من موطنهم الأول يؤكد أنه قد مضى على وجود الاقوام الجزرية المهاجرة في المنطقة مدة طويلة أندمجت خلالها الاقوام الجزيرية مع السكان المحليين .وما يؤكد وجود الاقوام الجزرية ( العربية القديمة ) في مناطق جنوبي بلاد الرافدين قبل قيام الدولة الاكدية مدة طويلة ، وأستخدام اللغة الاكدية وجود عدد كبير من المفردات اللغوية الجزيرية دخيلة في النصوص السومرية المدونة قبل تأسيس الدولة. الاكدية وكذلك وجود أسماء أشخاص تحمل صيغاً جزرية في النصوص السومرية المبكرة الى جانب ذلك فأن أسلوب كتابة عدد من النصوص السابقة لقيام الدولة الأكدية تشير الى الاساليب نفسها التي تنسب عادة الى الاقوام الاكدية سواء من حيث شكل العلامات أو أسلوب كتابتها وأستخدامها وما يمكن أستنتاجه من جداول الملوك السومريين وهي جداول دونها الكتبة السومريين أنفسهم في آواخر الالف الثالث قبل الميلاد وأعيد أستخدامها أكثر من مرة .أن انتشار أستخدام اللغة الاكدية في التدوين بدءاً من قيام الدولة الاكدية وشيوع أستخدام الاسماء الاكدية من الافراد الاعتياديين من غير الطبقة المتنفذة كما تؤكد ذلك الوثائق اليومية ، يشير دون شك الى أن عدد الاكديين كان كبيراً ولم يكن مقصوراً على طبقة دون غيرها .
ومن عهد الدولة الاكدية تبدأ الاشارات تردنا عن قدوم أقوام جزرية جديدة بشكل جماعات تارة وبشكل جماعات كبيرة تهدد كيان الدولة تارة اخرى ، وقد عرفت هذه الاقوام بالسومرية مارتسو (( عين الغرب )) أو الذين جاءوا من الغرب ، وعرفوا باللغة الاكدية ( أمُـرٌ ) بالمعنى نفسه ويعني الاقوام الامورية ، وأن أنتشارهم في أرجاء بلاد الرافدين كافة في الالف الثاني قبل الميلاد رجحت كفة الاقوام الجزرية وغدا الجزريون يكونون الغالبية العظمى من سكان بلاد الرافدين بأكملها .
الفصــل الثانــي
الاقــوام العاربــة موطنهــم ولغتهـم
المبحث الأول : تعريف ببعض الاقوام العاربة
أولا ً/ الأكديـون
ثانياً/ الأمـوريـون
ثالثاً/ الكنعانيــون
رابعاً/ الآراميــون
المبحث الثاني
موطـن الاقوام العاربـة
المبحث الثالث
دوافـع الهجرة
المبحث الرابع
لغــة الأقـوام العاربـة
المبحـث الأول
تعريف ببعض الأقوام العاربة
الأقوام العاربة هم سكان الجزيرة العربية القدامى الذين نزحوا منها في عصور موغلة في القدم بسبب الجفاف الذي حل بجزيرتهم وأنتشروا في مناطق الشرق القديم وبخاصة في مواطن الأنهار الجارية مثل بلاد وادي النيل وبلاد الشام وبلاد الرافدين وهناك أنتشرت الحضارات الجزيرية وظهرت بوادرها وأشعت بنورها على الحضارات المجاورة ، تسود هذه الاقوام ، كما هو معروف ، لغة واحدة وعليه فالاكديون والاموريون و الكنعانيون والآراميون والعرب كانوا أمة واحدة . وأن أول الاقوام العاربة التي هاجرت من شبه الجزيرة العربية هم الاكديون الذين أسسوا أول مملكة قوية وحدت جميع أرجاء بلاد الرافدين في القرن الرابع والعشرين قبل الميلاد أن هذه الاقوام كانت وقت تأسيس مملكتها الاولى من القوة وكثرة العدد والعدة مامكنها من السيطرة على زمام الحكم وعدا بعض الباحثيين أن هذه المملكة هي أول أمبراطورية في التاريخ .
أولاً : الأكـديـــون
ساعدت الصراعات التي كانت قائمة بين المدن السومرية بعضها البعض وكذلك الحروب التي شنها الملك لوكال زاكيزي ( حاكم الوركاء) السيطرة على المدن السومرية مما أضعف هذه الدويلات فتجمعت كل الظروف وهيأت المناخ المناسب لظهور سرجون الاكدي فاستغل هذه الاوضاع الاستغلال الأمثل وعمل على تأسيس أول سلالة جزرية حاكمة في بلاد الرافدين . ومن ثم أستطاع أن يوسعها ويمد نفوذه في كل الاتجاهات حتى تمكن من أقامة أول امبراطورية شهدها العالم في هذا الوقت المبكر من التاريخ الانساني وقد تركت هذه الامبراطورية طابعاً مميزاً ودائمياً على تاريخ بلاد ما بين النهرين على الرغم من أنها لم تستمر سوى نيف ومائة عام (2371-2230 ق.م) . وقد تعاقب على حكم هذه الامبراطورية أحد عشر ملكاً . وجدير بالذكر أن الاكديين هم اقدم القبائل العربية التي نزحت من جزيرة العرب وأستوطنت في وادي الرافدين منذ أقدم العصور وأستقروا في بداية الامر على ضفة نهر الفرات الغربية ثم أنحدروت جنوباً حتى أتصلوا ببلاد سومر ودام هذا الاحتكاك بين الاكديين والسومريين عدة قرون . وفيما يأتي خلاصة لتاريخ ميزة أبرز الملوك الاكديين : سرجون الاكدي (2371 –2316 ق.م ) / ورد أسمه في النصوص المسمارية الاكدية بتسمية " شاروكين " والتي تعني الملك الصادق أو الثابت او المكين . وقد أستمر حكم الملك سرجون مدة طويلة تجاوزت النصف قرن ( حوالي 56 سنة ) وقد أتخذ القاباً رسمية عدة وردت في نصوص من ضمنها ملك اكد وملك كيش وملك البلاد والكاهن الخاص بالاله آن ( آنـو ) .وعمل سرجون الاكدي في وقت ما خلال النصف الثاني من الالف الثالث قبل الميلاد على الانفصال عن التبعية لدويلة " كيش " وسعى في الوقت ذاته الى اقامة سلالة حاكمة جديدة وبالتالي أستلزم الامر أن تكون لديه مدينة خاصة فكان أول عمل يقوم بتنفيذه هو تأسيس مدينة أكد التي نسب اليها الاكديون .ويرجح الكثير من الباحثين، أن موقع مدينة أكد ينحصر بالقرب من مناطق كيش وبابل وأيضاً بالقرب من مدينة سبار " أبو حبه حالياً " أي ضمن منطقة اليوسفية .تمكن الزعيم سرجون الاكدي من القضاء على المملكة السومرية وأسس أول أمبراطورية عربية ، وهو يعتبر أول قائد عربي عرفه التاريخ ويروى أن سرجون قد وصل الى جزيرة كريت أن في الجنوب فقد أسس أسطولاً في الخليج العربي بعد أستيلائه على الدويلات السومرية في جنوبي العراق ودام حكم سرجون 56 سنة . حيث كانت نهايته محزنة بثورة عارمه من رعاياه ثاروا عليه أشتركت فيها جميع الاصقاع السومرية وما جاورها كبابل وبلاد العيلاميين فاضطر سرجون الى الانتحار .
نرام – سين (2291 – 2255 ق.م )/
كان من أبرز ملوك الامبراطورية الاكدية بعد سرجون حفيده " نرام - سين " الذي لقب نفسه " ملك الاقاليم الاربعة " دام حكمه 37 سنة.
يعني اسم نرام – سين ، محبوب الاله سين . وهو أول ملك في بلاد الرافدين قد كتب أسمه مسبوقاً بنجمة وهي العلامة الدالة التي تسبق اسماء الآلهة .ومن الأعمال التي تنسب الى الملك نرام _ سين وخلدتها الكتابات المسمارية أنه لم يسبقه أحد في تهديمه لمعبد الاله أنليل في " نفـر " وربما كان هدفه من ذلك هو تثبيت ونشر عبادة اله القمر ( سين ) وليس ذلك بغريب ، اذا أنه يحمل اسم نرام _ سين أي محبوب الاله سين . وقد أصبحت اللغة الاكدية بعد أستتاب السلطة الاكدية الحاكمة اللغة الرسمية في جميع أنحاء العراق وفي أكثر الاقطار التي خضعت للحكم الاكدي . والاكديون أول من أبتدع نظام الامبراطورية في تعيين الحكام في الاصقاع التي يحكمون فيها باسم الدولة الاكدية . كما أنهم أول من أدخل الى العراق الحضارة النهرية القائمة على الزراعة التي تعتمد على الري الدائم وبفضل الخبرة التي أكتسبها الاكديون في وطنهم الاصلي في جزيرة العرب تمكنوا من تأسيس اول أمبراطورية عربية في التاريخ في زمن يعد قصير نسبياً . كما برع الاكديون في النحت والنقش كما تظهر ذلك أختامهم وزخارفهم. وفي حدود حوالي سنة 2200 ق.م انهارت الدولة الاكدية ولم تستطع الثبات أمام هجمات قبائل جبلية تعرف بالكوتيين في جبال زاجروس . وذكر بعض المؤرخين أن الآمن قد أختل في العراق في عصر الكوتيين وأنهم لم يهتموا سوى بابتزاز ثروات البلاد وحكمها بالاستبداد .
ثانياً : الآمـوريـون /
في منتصف الالف الثالث قبل الميلاد قدمت الى بلاد الشام جماعات من الجزريين ، عرفوا بالآموريين . وقد شملت العناصر المكونة للاموريين ، الكنعانيين الذين سكنوا سوريا وفلسطين عام (2500 ق.م) وسكان الساحل الذين سموا فيما بعد من قبل الاغريق بالفينقيين .ويرجح أن سكان بلاد الرافديــن من السومرييــن قـد أطلقـوا عليهـم تسميـة 0 ( مارتو MAR –TU ) التي تدل على الغرب ، ومنها جاءت التسمية الاكدية " أمورو " وقد صارت الكلمة الاخيرة تطلق على سوريا . وتعود أقدم أشارة للاموريين الى الملك سرجون الاكدي . ومن الدويلات التي أسسها الاموريون دويلة قوية كانت عاصمتها ماري ( تل الحريري ) ومن وثائق ماري نعرف أن هناك مملكة أسمها يمخاد وعاصمتها حلب .والأموريون اكبر البطون الجزرية التي هاجرت الى بلاد الشام وأستطاعوا أن يؤسسوا سلالات لهم في سوريا والفرات الاوسط في العراق وفي آشور وقد لعبوا الدور الرئيسي في الاحداث السياسية في بلاد الرافدين بعد سقوط سلالة أور الثالثة حيث أشارت الكتابات عن هذا الانتشار السريع في بلاد الرافدين أنهم أسسوا سلالات مهمة في كل من بابل و ماري وآشور ,اشنونا ,ايسن ولارسا .وقد ترك الاموريون جملة من الاثار تدل على مدى تقدمهم الحضاري في مختلف المجالات سواء على المستوى الصناعي ام الزراعي أم التجاري .
ثالثاً : الكنعانيــون /
الكنعانيون ( الفينقيون كما أسماهم الاغريق بعد ذلك ) قبيلة جزرية ، يرجح أنها وفدت الى بلاد الشام في الفترة نفسها التي قدم فيها الاموريون ، وقد كان الكنعانيون الجماعة الجزرية الثانية التي لعبت دوراً مهماً في تاريخ بلاد الشام بعد الاموريين . أما الاختلاف بين الجماعتين الامورية والكنعانية ، فهو أختلاف حضاري ناشئ كون أن الاموريين تمركزوا في شمال سورية ولذلك فقد تعرضوا لتأثيرات حضارة بلاد الرافدين بينما كان مركز الكنعانيين في الساحل ، وبهذا فهم أقرب الى مصر وبالتالي كانت حضارتهم متأثرة بحضارة وادي النيل . وبالرغم أن الكنعانيين لم يتمكنوا من أنشاء دول كبيرة ، الا أن شهرتهم طبقت الآفاق لما كان عليه نشاطهم في المجال الاقتصادي من زراعة وصناعة ، كما نشطوا في التجارة البحرية وأسسوا مستعمرات في مناطق بعيدة عنهم كثيراً . وقد أسست مدنهم أريحا وبيت شان ومجدو ( لها أسماء كنعانية واضحة ) قبل عام (3000 ق.م) ومن مدنهم الاخرى التي ظهرت في الكتابات الاثرية في النصف الاول للالف الثاني قبل الميلاد والتي لها اسماء جزرية واضحة يمكن هي عكر وصور وصيدا وغيرها .وللكنعانيين فضل كبير على العالم هو اكتشافهم للأبجدية وهم أول من أستعمل هذا النظام في الكتابة ونشروه ونقلوه الى العالم .هناك شواهد كثيرة على هذا الابتكار وجدت في منطقة سيناء ( سرابيط الخادم ) وكذلك وجدت كتاباتهم في مدينة الخيش (تل الدوير) جنوب فلسطين وبيت شمس (تل الرميلة) قرب القدس وكذلك في منطقة بيبلوس . بالاضافة الى أكتشاف ثلاثمائة لـوح مسماري في تل العطشانة على نهر العاصي يمثل هذه الابجدية .
رابعاً : الأراميــون /
ورد المصطلح فـي النصوص المسماريـة بصيغــة KUR-aramu وتعنــي " بلاد الآراميين " ألا أنه كتب باللهجة الآشورية آرٌم Arumu أو آرام Areme . وهم أحدى الجماعات الجزرية التي هاجرت من جزيرة العرب حوالي ( منتصف الالف الثاني قبل الميلاد ) وأستقرت في أواسط الفرات وكونت دويلات في سورية مثل مملكة دمشق وحماة وحلب .كــان للجفاف والمجاعة التـي حلت ببلاد آشور وبابل والمناطق المجاورة ما بين( 763-75) قبل الميلاد وما أعقبها من ثورات داخلية في المدن الآشورية والبابلية سببا المزيد من هجومات القبائل الآرامية على بلاد بابل وعلى القوافل التجارية وهذا مما شجع تجلاتبليزر الثالث لتجهيز عدد من الحملات العسكرية ضد بلاد بابل ، وذلك للحد من أستيطانهم وتحالفهم مع البابليين . والنصوص المسمارية المتوفرة حالياً تبين أن القبائل الامورية تلك كانت صغيرة الحجم تعتمد على الترحال على الرغم من أستيطان قسم منهم في المدن البابلية القديمة مثل أوروك ، نيبور، سبار ، كوثا ، كيش كما أنهم أستخدموا المدن المحصنة لحمايتهم من الحملات العسكرية الآشورية وهذا مما يعطي أنطباعاً من أن أندماجهم مع البابليين كان قليلاً وهكذا فقد حافظ الآراميـون على خطهم ولغتهم التي نافست اللغة الاكدية بلهجتيها البابلية والآشورية وتفوقت عليها فيما بعد .
وتأثر الآراميـون بالحضارات المجاورة لهم ، فقد أقتبسوا من الأموريين والكنعانيين وحضارة بلاد الرافدين والحيثيين مظاهر حضارية محددة في اللغة والفن والعمارة، لكنهم مع ذلك حافظوا على لغتهم الخاصة بهم كما ذكر سابقاً بل وأصبح لها تأثيراً كبيراً في جميع آسيا الغربية .
المبحث الثـاني
موطـن الاقــوام العاربــة
لقد أختلف العلماء في الموطن الاول للاقوام العاربة ، فمنهم من قال ان جزيرة العرب هي الموطن الاول، ومنهم من ذهب الى أن العراق هو الاصل ، وفريق ذهب الى القول أن سيناء أو شمال أفريقيا هي المنشأ وآخرين ذهبوا الى أن بلاد الشام هي الموطن الاول . واذا تأملنا موطن الاقوام العاربة منذ بدء العصور التاريخية حتى الان نجد أنهم يتتشرون في جزيرة العرب كلها وفي أطرافها وفي العراق وبلاد الشام وفلسطين وسيناء وفي ساحل أفريقية الشرقي في الحبشة ، ويمكن تعيين الحدود الجغرافية لهذه الاقوام على الأقل في العصور التاريخية بأنها جزيرة العرب ، أما في العصور ماقبل التاريخ فلا نعلم من كان سكان الجزيرة الاوائل .وكانت الجزيرة العربية هي المكان الذي أنطلقت منه الهجرات نحو الاطراف ومنها هجرة الاكديين الذين تذكر نصوصهم أنهم نزحوا من بلاد ( دلمون ) وايدت ذلك الدراسات والحفريات التي أجريت في البحرين والتي أثبتت أنها هي المقصودة بتلك التسمية القديمة. ثم الاموريين الذين نزحوا الى فلسطين وما جاورها وكذلك العبرانيون الذين تروي التوراة أن موطنهم الاول كان أور ، كذلك الكلدانيين في جنوب العراق ومنهم الاراميـون أو كما يسميهم المؤرخون بقوم ارم أو أرمانيين الذين تنتشر كتاباتهم وآثارهم شمال الحجاز وفي أيماء ثم بلاد الشام وربما كان منهم بعض القبائل الثمودية . وبعد أنتهاء هذه الهجرات بقي في جزيرة العرب عرب الشمال العدنانيون، وعرب الجنوب القحطانيون كما تروي ذلك كتب السلف . يذهب الباحثون مذاهب شتى في تعيين الموطن الاصلي للعاربين ويمكن أن نذكر ما أورده هؤلاء الباحثون في هذا السياق كما يأتي :
أولاً / شبه جزيرة العرب .
ثانياً / أجزاء من شرقي أفريقيا .
ثالثاً / أرمينيـة
رابعاً/ بابـل
خامساً/ سوريــة
سادساً/ الأراضي التي كانت تغطي مناطق الساحل السوري وأجزاء تمتد في أعماق البحر المتوسط .
أولاً : شبه الجزيرة العربية /
حازت هذه النظرية تأييد أكثرية الباحثيين والمؤرخين حتى أصبحت هي المقبولة والمعول عليها لديهم وأصبح شبه أجماع على أقرارها . حيث يتفق هؤلاء العلماء على أن سكان جزيرة العرب الاوائل هم العاربة . وكان الى جانب هؤلاء العلماء والباحثين آخرين قد قالوا بأن موطن الاقوام العاربة هي جزيرة العرب أمثال (شبرنكر) حيث يذهب الى أن اواسط شبه الجزيرة العربية ولاسيما نجـد هو المكان الذي يفترض يجب أن يكون الموطن الاول للاقوام العاربة ومنه خرج العاربة – حسب رأيه – الى الهلال الخصيب ومن ثم ومنه انتشروا الى أماكن آخرى .وقد أيد هذه النظرية جماعة من المستشرقين الباحثين والمهتمين بهذا المجال من أمثال سايس وابرهرد شرادر و دي كويه وهوبرت كرمه وكارل بروكلمن وكينغ وجول مابين و (كوك) وآخرين .أما فليبي فقد ذهب الى أن الأقسام الجنوبية من شبه جزيرة العرب هي الموطن الاصلي للعاربين ، ثم هاجروا بسبب حلول الجفاف في تلك المواطن حسب رأيه – في موجات متعاقبة سلكت الطرق البريه والبحرية حتى وصلت الى المناطق التي أستقرت فيها . فاليمن في رأي (فلبي) وجماعة المستشرقين هي ( مهد العرب ) ،ومنها أنطلقت الموجات البشرية الى سائر الانحاء الاخرى .
ويذهب البعض الاخر من الباحثين أن نجـد هي الموطن الاول للعاربيين ويفترضون أن موجات هجرة العاربين أتجهت نحو الشمال كما أتجهت نحو الجنوب والشرق والغرب . وهناك جماعة من الباحثين لا ترى أن نجـد هي الموطن الاول للعاربيين وذلك لأن شروط الحياة اللازمة لم تكن متوفرة فيها .
ثانياً : أجزاء من شرقي أفريقيا /
أما هذا الرأي فقد طرحه الباحث " نولدكه " عام 1781 أذ رأى في الاجزاء الشرقية من أفريقيا موطن من أسماهم بالساميين . وهؤلاء يقدمون بين أدلتهم صلات لغوية ترط بدرجات متفاوتة بين الاحباش والعرب والبربر من تلك الاجزاء الافريقية أنحدروا منها الى شبه جزيرة العرب . ذهب الى هذا الرأي أيضاً ( بلكريف ) حيث كون رأيه من وجود تشابه في الملامح وفي الخصائص الجنسية وصلات لغوية بين الاحباش والبربر والعرب دفعته الى القول بأن الموطن الاول للعاربين هو أفريقيا . أيضاً ذهب الى هذا الرأي ( جيرلند ) و ( بيرتن ) و ( موريس جسترو) و ( كين ) و (ربلي) وغيرهم .
وأختار البعض الآخر من الباحثين أفريقيا الشرقية تحديداً موطناً اولاً للعاربيين بسبب العلاقات ( الاثنولوجية ) بين سكان هذه المناطق والساميين وزعموا أن الساميين (الجزريين) سلكوا في عبورهم الى أسيا أحد طريقين : أما طريق سيناء حيث هبطوا في العربية الحجرية ثم أنتشروا منها الى باقي الاماكن وأما طريق المندب حيث دخلوا العربية السعيدة من مواضع مختلفة من أرض الحبشـة ومـن أرض ( فنـط ) وهــي ( الصومال الحديثة ) .
ثالثاً : أرمينيــة /
ومن القائلين أن المهد الاصلي للعاربين هو أرض أرمينية ( جون بيترس ) وحجته في ذلك أن هذا المحل هو أنسب مكان يتفق مع رواية التوراة في الطوفان وهو المحل الاصلي للامم السامية والآريـة . ثم ان الانف الحثي يشبه كل الشبه الانف العبراني وفي هذه التسمية دلالة على المكان ، وقد نسي أن العرب وهم من الساميين لم يرزقوا هذا الأنف .
ألا أن الواضح أن ما نفهمه من المعلومات التي أمدتنا بها الكتابات المسمارية هو أن الطوفان حدث جنوب العراق ، وأن السفينة التي تتحدث عنها المصادر قد رست عنــد (( جبل نصير )) الى الجنوب من نهر الزاب بل هناك من جعله موطناً للعاربيين والهنود الاوربيين معاً.
رابعاً : ( أمـورو ) :
تشمل هذه الارض – حسب رأي كلاي – بلاد الشام وشمال سوريا ومنطقة الفرات ، ومن هذه المنطقة هاجر العاربيون وقد توصل ( كلاي ) الى نظريته هذه من الدراسات اللغوية ، ولكنها لاتستند الى أدلة قوية . والاموريون من الشعوب الجزرية القديمة التي سكنت فلسطين والشام وأستقرت اخيراً في بابل .
خامساً : الأراضي التي كانت تغطي الساحل السوري /
أما هذا الفرض فهو فرض غريب ، حيث كانت ارجاء من الوطن العربي صالحة للسكن ولا ندري فيما اذا كان هذا الرأي يتضمن فرضاً قوامه أن تلك الاجزاء التي سكنت فيما بعد كانت مهجورة أوتغطيها مجموعات بشرية أخرى . وكل ما تقدم من اراء وأفتراضات لا تخلو من النقد ومن الاراء المعارضة لها وبالتالي لايمكن أثبات أي من الاراء السابقة كموطن للعاربين ، ألا انه من خلال الادلة المتوفرة بين أيدينا ومنها الآثارية واللغوية ، والتقارب في العادات والتقاليد فأن الباحثة تميل الى الرآي الاول وهو أن الجزيرة العربية هي الموطن الاول للاقوام العاربة .
ملاحظــة :
أما عن بابل وسورية فقد تحدثنا عنها في مباحث سابقة .
المبحث الثالث
دوافـع الهجـرة
مما تقدم عرضه من نظريات وأراء باحثين نصل الى نتيجة مفادها أن العاربيين ( الساميين ) قد توطنوا وسكنوا مواطن متعددة وشتى ، غير أن أهم وارجح المواطن هي شبه الجزيرة العربية بأقسامها المتعددة وتضاريسها المتباينة كما ذكر سابقا" اذن قد هجر سكان تلك المناطق من العاربيين مناطقهم لاسباب شتى وعديدة منها ضيق ارض الوطن من تحمل عدد كبير من الناس أضافة الى تزاحمهم على كسب معيشتهم مما دعاهم الى التحاسد والتنافس وحتى الكراهية والتفتيش عن وطن آخر بديل اضافة الى حدوث تغييرات في طبيعة ذلك الاقليم (الموطن الاول) الى جانب عوامل اخرى .وفي هذا السياق فقد أورد العلماء والباحثيين عدة أراء وفرضيات يعزون اليها أسباب ودوافع الهجرة، من هذه النظريات : -أولاً / يرى العالم الايطالي ( ليون كاتياني ) في كتابه (( تاريخ الاسلام )) أن العوامل الطبيعية بما تخللها من تطورات طرات على البلاد العربية بسبب الجفاف البطئ واشتداد حرارة الجو ونضوب المياه قد لعبت دوراً رئيساً في حمل سكان جزيرة العرب على الهجرة من موطنها الاصلي . وكان ( كاتياني ) في مقدمة الذين تبنوا وبحثوا بقناعة عن النظرية القائلة بأن تغيير المناخ كان السبب في اندفاع تيار الهجرة من جزيرة العرب التي ادت الى تكوين الحضارة السامية (الجزرية أو العاربة) . فقد لفتت أنظار العلماء ظاهرة التغيير الذي طرأ على جو بلاد العرب والجفاف الذي حل بها في آواخر الدورة الجليدية الاخيرة ويقول كاتياني في هذا الصدد ( في الوقت الذي كانت فيه معظم النواحي الاوربية تغطيها الثلوج كانت جزيرة العرب تتمتع بمناخ معتدل تصحبه أمطار غزيرة وكثرة الزروع والاشجار ثم أخذت تتقهقر وتفقد رطوبتها واعتدال جوها وأسباب العيش فيها منذ أكثر من أربعة عشر الف سنة …) . وهكذا بدأت أولى هجراتهم التي حدثت غير مرة وان الاثار التي استخرجت من جوف أرض ما بين النهرين ، الفرات ودجلة تبرهن على أن أولى الهجرات السامية العربية قد بدأت قبل نحو خمسة الاف سنة قبل ميلاد المسيح . وقد لاقت نظرية (كيتاني) هذه رواجاً بين عدد كبير من المستشرقين، وأعتبرها (السير توماس ارنولد) من أهم النظريات التي اكتشفها المؤرخون الحديثون بالنسبة الى التاريخ العربي . أيضاً من الذين أيدوا هذه النظرية المستشرق الالماني ( فرتز هومل ) أيضاً. ثانياً : يذهب فليبي الخبير بشؤون الجزيرة العربية في كتابه " تاريخ العرب قبل الاسلام " " أني أعتبر بلاد العرب الجنوبية هي الموطن الام لهذا الجنس من البشر المعروف عند البعض الان باسم " الساميين " وهو أي هذا الشعب يمتاز عن سائر الشعوب بلغته المعروفة الان باسم " اللغة العربية " وقد هاجر هؤلاء الساميون (الجزريون) من أوطانهم في جنوبي الجزيرة العربية بعد أضطرارهم الى ترك منازلهم القديمة بسبب الجفاف الذي ظهرت بوادره بعد العصر الباليوليسين ( العصر الحجري القديم ) الذي يبدأ حسب تقدير العلماء قبل حوالي 35 الف سنة . ثالثاً : يرى العالم تويني في كتابه " دراسة في التاريخ " أن عامل الجفاف الذي حل في أعقاب العصر الجليدي الاخير كان حافزاً في قيام الهجرات المتواصلة من جزيرة العرب وبالتالي نشؤ الحضارات المهمة في وادي النيل ووادي الرافدين ، أما الذين لم يبدلوا موطنهم ولا أسلوب عيشهم فقد صار منهم البدو في بوادي افريقيا وآسيا . وكان من بين الذين أختاروا تغيير مواطنهم دون تغيير أسلوب عيشهم جماعات أنهمزمت من الجفاف بأن أتبعت سير أعاصير الامطار الى الشمال فوقعت في ورطات أمر بان تعرضت الى برد البحار الشمالية ووقعت الجماعات التي هربت صوب الجنوب الى منطقة الامطار الموسمية تحت تأثير مخدر هو لاطراء المناخي في المنطقة الحارة وأستجابت اخرى من البشر الى تحدي جفاف البيئة بل غيرت وطنها وأسلوب عيشها على السواء وكان هذا أستجابة مضاعفة نادرة، وكانت السبب في نشؤ الحضارتين المصرية والعراقية . رابعاً : يرجع ( موسل ) سبب الهجرات ، وتحول الأراضي الخصبة الى صحارى الى عاملين هما : ضعف الحكومات ، وتحول الطرق التجارية . فضعف الحكومات ينشأ عنه تزعم شيوخ القبائل والزعماء المحليين ، وأنشقاقهم على الحكومات المركزية ونشوب الفتن والاضطرابات وأشتعال نيران الحروب وانصراف الحكومة والشعب عن الاعمال العمرانية ، وتلف المزارع والمدن وتوقف الاعمال التجارية وحصول الكساد وأنتشار الامراض والمجاعات والهجرة الى مواطن اخرى يأمن الانسان فيها على نفسه وأهله وماله . يتبين مما تقدم أن الاستشهاد بموضوع الهجرات هو موضوع غامض يحتاج الى دراسة علمية عميقة ، لأن الأخذ بالقياس وبمجرد الملاحظات والمشاهدات لايمكن أن يكون دليلاً علمياً مقنعاً في تثبيت الموطن الاول الذي ظهر فيه النسل الذي نسميه بالنسل السامي وأن كانت جزيرة العرب قد أمدت الأقسام العليا منها وهي بلاد العراق والبادية وبلاد الشام بفيض من الناس بصورة دائمة ومستمرة وذلك لأسباب عديدة عسكرية وأقتصادية وأنها لم تأخذ من تلك الأرضين مثل هذا الفيض .
المبحث الرابع
لغة الأقوام العاربة
يطلق عادة على مجموعة اللغات التي تكلمت بها الاقوام القديمة التي عاشت في شبه الجزيرة العربية وأطرافها ، ومنهم العرب ، مصطلح " اللغات السامية " أو (الجزرية) ويطلق على المتكلمين بها أسم " الساميين " أو (الجزريين) .وقبيل الحرب العالمية الثانية وبعدها أكتسب مصطلح الساميين معنى سياسياً جديداً ، حيث أطلق على اليهود خاصة . وصارت عبارة العداء للساميين تعني العداء لليهود فزادت التسمية لبسـا . والباحثة لها رأي حول هذا الموضوع سيتم بحثه في دراسة لاحقة أنشاء الله . ويتفق علماؤنا على أن سكان جزيرة العرب الاوائل القدامى هم العاربة ، ومنهم : طسَـْم و عاد و جديس و أميم وحمير وثمود وارم وقوم تُبـع ومدين وسبأ واقوام غيرهم هؤلاء هم الاقرب الينا زمناً . ومن العاربة أيضاً من ذكرهم القرآن الكريم مثل : قوم نوح وقوم ابراهيم ومن ذريتهم اسماعيل وأسحاق ويعقوب ومنهم أيضاً : اليسع وذو الكفل ويونس وأدريس ولوط وبنو اسرائيل الذين يذكرونها أيضاً بقوم موسى وقوم هود وأصحاب الايكة وأصحاب الرس وقوم مريم وزكريا و عيسى كل تلك الاقوام ، التي كان بعضها ينتسب الى بعض ، بألسنتهم المختلفة ، كانت مساكنهم تنتشر في شتى أنحاء جزيرة العرب وأطرافها ، في سبأ والأحقاف ومدين والحجر والعراق وبابل وسيناء ومكة والرقيم ومصر والارض المقدسة فلسطين والمدينة .هؤلاء كلهم هم العاربة ومنهم الاعراب والعرب وتلك هي منازلهم ومواطنهم ومدنهم وقراهم ولكل أمـة منهم لسان وآخرهم اللسان العربي المبين ، الفصيح ، لسان القرآن الكريم. ولقد بحث المستشرقون في هذا الموضوع ولايزالون يبحثون فيه ، فمنهم من وجد أن العبرانية أقدم اللغات العاربة ومنهم من رأى أن العربية على حداثة عهدها جديرة بالدراسة والعناية لأنها أقرب الى السامية ومنهم من رأى القدم للآشورية أو البابلية ، وهناك من رأى غير ذلك وبالجملة ، لم يدع أحد من العلماء أنه توصل الى تشخيص لغة ( سـام ) وتمكن من معرفة اللغة التي تحدث بها مع أبيه (نـوح) عليه السلام أو مع أبنائه الذين نسلوا هذه السلالات . وهناك جماعة من المستشرقين ترى ان اللغة العربية على حداثة عهدها بالنسبة الى اللغات الجزرية الاخرى ، هي أنسب اللغات الجزرية الباقية للدراسة واكثرها ملائمة للبحث لانها لغة لم تختلط كثيراً باللغات الاخرى ولم تتصل باللغات الاعجمية قبل الاسلام ثم أنها حافظت على خواص السامية (الجزرية) القديمة مثل المحافظة على الاعراب على حين فقدت هذه الخاصية المهمة أغلب اللغات الجزيرة ولهذه الاسباب وغيرها رأوا أن دراستها تفيد كثيراً في الوقوف على خصائص اللغات العاربة القديمة ومزاياها . ينقسم الباحثون قسمين بشان اللغة الأقدم ، ففريق ذهب الى أن اللغة الأقدم تدويناً هي الاكدية حيث تؤرخ الكتابات الاكدية القديمة بحوالي منتصف الالف الثالث ق.م كما يستندون الى بعض خصائص هذه اللغة القديمة . وعند اجراء موازنة بين اللغة الاكدية واللغة العربية يتضح ما يأتي : -أن اللغة الاكدية قد أختلطت باللغة السومرية وهي غريبة عن اللغات العاربة، وهي لغة تختلف بكل خواصها وميزاتها عن اللغات العاربة ، وقد تركت هذه اللغة ( السومرية ) آثاراً عميقة في اللغة الاكدية رسماً واصواتاً ومبنى ومعاني وفي كثير من الالفاظ الدخيلة .هذا بشكل عام أما بشكل أكثر تخصيصاً فأن الاختلاف بين اللغتين الاكدية والعربية فهو كما يأتي :-
1- أن العربية أغنى من الاكدية أصواتاً ن حيث يبلغ عدد حروف العربية الجنوبية تسعة وعشرين حرفاً . بينما فقدت الاكدية حروف الحلق ماعدا الهمزة والخاء كما فقدت الثاء والذال والضاد في أحيان عديدة الواو والياء الصحيحتين في الحشود الاخر ، وفي مراحل متأخرة حتى في صدر الكلمة، رغم ان الرسم الاكدي لايعطي صورة دقيقة عن حروف الاكدية وحركاتها .
2- فيما يتعلق بالادغام فالاكدية تدغم النون في التاء في ضمائر الرفع المنفصلة في المخاطب، وفي بعض اوزان الافعال ، لاسيم وزن ، انفعل (ن ف ع ل ) ومزيداته، وهذه كلها من مظاهر الاتجاه نحو العامية ، كما هي الحال في بعض اللهجات العربية اليوم، ومثل ذلك يقال عن أدغام التاء بالشين ثم بالسين والنون بالميم وغير ذلك .
3- أن العربية أغنى اوزان الاسماء ومشتقاتها ، كذلك أوزان الافعال ومشتقاتها من الاكدية .
4- أن العربية أكثر شيوعاً في ضروب أستعمال الصفات والظروف ، والحال والتمييز والبدل والاستثناء والمفعول معه والمفعول لأجله والنفي وكثير من الادوات والاضافة وأنواعها والنداء والمدح والذم .
5- أن العربية أغنى في أستعمال المثنى ، وفيها جموع التكسير ، أما الاكدية فأستعمال المثنى يكاد يكون مقصوراً على أعضاء الجسم المزدوجة، وليس فيها جمع تكسير .
6- أن العربية أغنى في الحالات الاعرابية وعلاماتها ، حيث فقدت الاكدية مثلا الحركة الاعرابية في المضاف ، الذي يرد ساكناً في معظم الاحيان ، كما أن العربية أوسع في أستعمال الممنوع من الصرف . كما ترد في الاكدية اعلام ساكنة لاتنتمي بعلامة اعرابية . وهذا أيضاً من سمات الأتجاه نحو العامية . كما أن المثنى فقد حركته الاخيرة وهي الكسرة وأصبح ساكناً . وفقدت كثير من صيغ الافعال حركاتها الاخيرة . كما زال التشديد في مواضع عديدة من الاكدية .
7- وللعربية مفردات أكثر من الاكدية ، ,اقرب في معانيها للموطن الاصلي للعاربة ، كما أنها أكثر ثراء في التعابير والصور البلاغة .
8- تأثرت الاكدية في بناء الجمل بأنماط الجمل السومرية .
لهذه الأسباب فان العربية هي أقدم في خصائصها الصوتية والنحوية والصرفية ، والمعجمية من الاكدية رغم أنها أحدث تكويناً لأنها قد حافظت على معظم سمات اللغة الاولى . ومع أن الفرق في التدوين بين الاكدية والعربية الجنوبية القديمة نحو الف وخمسمائة عام، وبينها وبين الارغاتية نحو الف عام، وبينها وبين اللهجات العربية الشمالية القديمة، لهجات الرجم العربية، نحو الفي عام ، ألا أن هذه اللغات واللهجات حافظت على سمات اللغة الاولى الصوتية واللغوية والصرفية والمعجمية أكثر من الاكدية، لانعزالها نسبياً عن الاختلاط المبكر بلغات أجنبية لتمسكها بالتقاليد الموروثة . وعليه فأن التدوين وحده لا يصح أن يكون اساساً للتعرف على قدم هذه اللغة أو تلك . أن التغيرات التي طرات على العربية منذ تشعبها عن اللغة الاولى هي أقل كما يبدو من تلك التي أنتابت الاكدية وسائر اللغات الشقيقة . لقد قسم العلماء العرب والاوربيون اللهجات العربية الى قسمين يشتمل القسم الاول على جميع اللهجات العربية في شمال الجزيرة العربية والآخر يشتمل على اللهجات التي في الجنوب .والذي يمعن النظر في اللهجات الشمالية يدرك مبلغ تأثيرها باللغات الجزرية المجاورة لها بالارامية والعبرية ، فقد كانت العرب الراحلة بأمم سورية والعراق منذ قدم الأزمنة التاريخية أتصالاً متنوع الاسباب أما للغزو وأما للتجارة وتبادل البضائع والمرافق وقد يكون لطلب الكلأ والمرعى ونتج عن ذلك تبادل أدبي وعلمي أيضاً . وقد أمتزجت قبائل جديدة آرامية وعبرية بالعرب في الجزيرة العربية أو على تخومها وتركت فيها آثاراً ظاهرة اذ كانت من الوجهة الفكرية أرقى من عرب شمال الجزيرة . واللغات العاربية تشمل جميع لهجات هذه اللغة وهي الاكدية والبابلية والآشورية بمراحلها المختلفة حتى سقوط نينوى سنة (612 ق.م) وسقـوط بابل سنة (539 ق.م) . وقد تواصل تدوين هذه اللغة حتى بعد التاريخ الاخير بعض الزمن ، وتؤرخ أقدم النصوص الاكدية أفتراضاً بنحو3500 ق.م على أقل تقدير وواقعاً بنحو 2500 ق.م . والذي يهم في هذا المجال هو تسليط بعض الضوء على اللغة التي سادت بين الاقوام العاربة وأقصد بذلك اللغة العربية حيث لامجال لذكر اللغات واللهجات الاولى لهذه الاقوام والتي تعددت وتنوعت لاسيما اللغة الآرامية الشمالية والغربية الكنعانية والسريانية وغيرها كثير ألا أن مجال البحث سيتركز على اللغة العربية بأعتبارها اللغة الحالية للاقوام الحالية والعاربة وحتى للعرب باعتبارهم أصحاب اللغة . بعدما عرف الفرق بين اللغتين العربية والاكدية فيما تقدم ذكره فأن العلماء والباحثيين يفرقون بين مجموعتين من اللهجات في الجزيرة العربية: العربية الجنوبية والعربية الشمالية .
فقد سبق أن قامت في العصر الفارسي وكذلك في العصر الروماني حكومات عربية ذات حضارة آرامية أيضاً . وكان لدى العرب قبل مجئ الرسول (صلى الله عليه وسلم) اللغة الشعرية التي تمتاز بالوفرة الهائلة في الصيغ كما تدل بوحدة طريقها في تكوين الجملة على درجة من التطور أعلى منها في اللغات الجزرية ( العاربة ) الاخرى . وكان يعيش الى جانب اللغة الشعرية في شمال الجزيرة العربية ، لهجات القبائل كذلك، تلك اللهجات التي لانعرف عنها ألا الشئ الضئيل عن طريق النحويين المتآخرين . غير أن الهجة الواحدة المعروفة لدينا هي لهجة مكة فهي تكون الاساس الذي بُنـي عليه القرآن الكريم . لذا فقد أنتشرت اللغة العربية عن طريق القرآن الكريم أنتشاراً واسعاً كما لم تنتشر آية لغة آخرى من لغات العالم . فهي لكل المسلمين اللغة الوحيدة الجائزة في العبادة ، ولهذا السبب تفوقت العربية تفوقاً كبيراً، على كل اللغات التي كان يتكلمها المسلمون . وقد أصبحت هي اللغة الادبية المشتركة، فاللغات التي تكلم بها السكان الاوائل سواء في الجزيرة العربية أم في بلاد الرافدين أم في بلاد الشام وأجزاء اخرى باللغات العاربة أو الجزرية بحسب رأي معظم العلماء والباحثين العرب والعراقيين خاصة منهم الدكتور طه باقر والدكتور محمد عزة دروزة والدكتور أنور الرفاعي والدكتور خالد اسماعيل والدكتور جواد علي والدكتور عامر سليمان وغيرهم كثير .
الخاتمــــة
1) يتبين مما تقدم أنه ظهرت في الآونة الاخيرة دعوات ونداءات من قبل كثير من العلماء والباحثيين والمختصين الى ضرورة اعتماد مصطلح " العرب – العاربة" أو " العاربيين – الجزريين " بدلاً من مصطلح " السامية – الساميين " ، كون أن التسمية الاخيرة لاترتكز على أساس علمي أو منطقي أو حتى عرقي لذلك فقد أقترحوا بديلا عنها تسميات اخرى . ومن هؤلاء الباحثين والعلماء الاستاذ الدكتور جواد علي والدكتور طه باقر و
ا لدكتور عامر سليمان والدكتور محمد عزة دروزة والدكتور أنور الرفاعي والدكتور خالد اسماعيل والدكتورة باكزة رفيق حلمي والدكتور فاضل عبد الواحد علي وغيرهم كثيرون . ويذهب هؤلاء الباحثين والعلماء الى أن تسمية ( الساميون – السامية ) تسمية مصطنعة تقوم على أساس التقارب في اللهجات وعلى فكرة الأنساب الواردة في التوراة .
2) أن الجزريين هم سكان جزيرة العرب القدامى وكما تقدم فقد أطلق عليهم تسمية الساميون وكان أول من أطلق عليهم هذه التسمية هو العالم النمساوي شلوتزر سنة 1781م أستناداً لما ورد في التوراة ، سفرالتكوين .وقد وضعت نظريات عديدة حول موطن هؤلاء الجزريون الاوائل ( الاقوام العاربة ) ومن تلك النظريات ما تقول أن أرض بابل في بلاد الرافدين ، وأفريقيا وبلاد آرمينيا وبلاد الشام ، وجزيرة العرب وأجزاء كانت تغطي أجزاء من الساحل السوري، على أن أفتراض جزيرة العرب هي موطن الاقوام العاربة هي النظرية الاكثر تأييداً وقبولاً لدي جمهور العلماء والباحثين لأسباب عديدة مرٌ ذكرها في موضعه من هذا البحث .
كذلك أن من الأسباب التي أدت الى هجرة هذه الاقوام وتركها لمواطنها الأصلية وأتجاهيها الى مواطن اخرى، ما يعزى الى التبدلات المناخية التي شهدتها جزيرة العرب في حوالي الالف العاشر قبل الميلاد في آواخر العصر الجيولوجي المسمى ( الباليوستوسين ) . وأهم تلك التغيرات المناخية هو الجفاف الذي ظهرت بوادره بعد العصر الحجري القديم الذي يبدأ حسب تقدير العلماء قبل حوالي 35 الف سنة قبل الميلاد .
3) كان من نتيجة تلك الهجرات أن نقل المهاجرون الى أماكن أستيطانهم الجديدة حضارتهم من جزيرة العرب حيث أسسوا حضارتهم الكبرى في بلاد الرافدين التي تمخضت عنها أعظم وأقدم الامبراطوريات التي عرفها العالم . كالامبراطورية الاكدية التي أسسها الاكديون في بلاد الرافدين وهم من الاقوام العربية التي نزحت من الجزيرة العربية هذه الامبراطورية التي أستمرت قرناً ونصف قرن وتعاقب على حكمها أحد عشر ملكاً (2334-2154 ق.م) .كذلك الأموريون وهم أكبر القبائل الجزرية التي هاجرت من الجزيرة العربية الى بلاد الشام وأستطاعوا أن يؤسسوا سلالات لهم في سوريا والفرات الاوسط في العراق وفي آشور حيث أسسوا سلالات مهمة في كل من بابل ، وماري ، وآشور، وأشنونا، وأيسن ، ولارسا .كذلك الكنعانيون وهم الجماعة الجزرية الثانية التي لعبت دوراً مهماً في تاريخ بلاد الشام بعد الاموريين . وقد أسسوا لهم مدناً مثل أريحا وبيت شان ومجدو ومن مدنهم الاخرى التي ظهرت فيها الكتابات الاثرية في النصف الاول للالف الثاني قبل الميلاد والتي لها أسماء جزرية واضحة مثل عكر وصور وصيدا وغيرها . أما الآراميـون فهي من الجماعات الجزرية التي هاجرت من الجزيرة العربية (منتصف الالف الثاني قبل الميلاد) وأستقرت أواسط الفرات وكونت دويلات في سوريا مثل مملكة دمشق وحماة وحلب .
4) أن جميع الباحثين يسلمون بأن ما يطلق عليه مصطلح اللغات السامية أنما تنبع من مصدر واحد وأنه كان هناك في الماضي السحيق لغة واحدة أمُ تجمع هذه اللغات وأن القبائل العربية القديمة التي نزحت من مواطنها في الجزيرة العربية كانت كلها تتكلم لغة واحدة هي اللغة العربية الأصلية ( اللغة الأم ) قبل أن تتفرق ثم تفرع من هذه اللغة عدة فروع أنطبع كل منها بطابع المكان والبيئة الجديدة التي أستقرت فيه تلك القبائل والاقوام . وما تلك اللغات واللهجات التي أنتشرت في الجزيرة العربية وبلاد الرافدين وبلاد الشام والحبشة ألا فروع من ذلك الأصل الأول المشترك (اللغة العربية الأصلية).ومهما تباعدت هذه اللهجات المختلفة بألفاظها أو تراكيبها فأنها بقيت محتفظة بخصائصها الأصلية التي تتميز بها لأنها تعود الى أصل واحد مشترك .في ختام بحثي هذا أرجو أن أكون قد وفقت في طرح فكرة البحث وأيضاح جوانبها بشكل يحظى بقبول ورضا أساتذتي الأفاضل وأن يكون مفيداً لزملائي الطلبة .
ومن الله أستمد العون والتوفيق …
المصــــــــــــادر
1- القرآن الكريم
2- أبن منظور، لسان العرب، المجلد الاول، بيروت، 1990م.
3- البستاني ، عبد الله، معجم البستان، جزء1، الطبعة الامريكية، بيروت،1927م.
4- د. الجبوري، علي ياسين، القبائل العربية القديمة في بابل خلال الالف الاول قبل الميلاد، وقائع ندوة الوطن العربي- النواة والامتدادات عبر التاريخ – دائرة التراث العربي
الاسلامي، منشورات المجمع العلمي، 2000م.
5. الجبوري, عبدالوهاب محمد , محاضرة عن اللغات الجزيرية , كلية الاداب / جامعة الموصل
5- د. الشمس، ماجد عبد الله، في أصل العرب ومواطنهم، دار علاء الدين، سوريا ، دمشق ، 2000م.
6- الطائي، أبتهال عادل ابراهيم، اليهود في النصوص المسمارية 1000-539 ق.م ، أطروحة دكتوراه غير منشورة، جامعة الموصل، 2002م .
7- اسماعيل، خالد، فقه اللغات العاربة ، مسائل وآراء، أربد، الاردن ،2000م .
8- الهاشمي، رضا جواد، آثار الخليج العربي والجزيرة العربية، وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، بغداد، دون سنة طبع .
9- الشرجي، جمال عبد الواسع قاسم، الجزريون هجراتهم ومراكز حضارتهم في بلاد الرافدين حتى نهاية الالف الثالث ق.م ، رسالة ماجستير، كلية الآداب، جامعة بغداد، 1994م .
10- د. الاحمد، سامي سعيد، المدخل الى تاريخ اللغات الجزرية، منشورات أتحاد المؤرخين العرب، بغداد، 1981م .
11- الكيلاني ، لمياء والالوسي، سالم، أول العرب من القرن التاسع وحتى القرن السادس ق.م ، منشورات نابو، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت 1999 .
12- بروكلمان ، كارل، فقه اللغات السامية، جامعة الرياض ، 1977م .
13- د. جواد ، علي ، المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام، جزء1، طبعة1، دار الملايين، بيروت، 1968م .
14- د. سليمان ، عامر ، الاقوام الجزرية (العربية القديمة) في بلاد الرافدين حتى نهاية الالف الثالث ق.م ، وقائع ندوة الوطن العربي – النواة والامتدادات عبر التاريخ – دائرة التراث العربي الاسلامي، منشورات المجمع العلمي،2000م .
15- د. سليمان ، عامر، اللغات العاربة، لغات العرب القدماء، مجلة المجمع العلمي، ج3، مجلد 51 ، بغداد، 2004م .
16- د. سليمان ، عامر، اللغة الاكدية (البابلية – الاشورية)، وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، جامعة الموصل، 2005م.
17- د.ساكز ، هاري، عظمة بابل (موجز حضارة وادي دجلة والفرات القديمة) ، ترجمة وتعليق د. عامر سليمان ، طبعة اولى، لندن 1966م، 1979م .
18- د. سوسه ، احمد، مفصل العرب واليهود في التاريخ، بغداد، 1981م .
19- د. سوسه ، احمد، حضارة العرب ومراحل تطورها عبر العصور، بغداد، 1979م .
20- د. عبد الله، عبد الكريم، ملامح الوجود السامي في جنوب العراق قبل تأسيس الدولة الاكدية، مجلة سومر، مجلد 3 ، عدد 1-2 ،1974م.
21- د. غزالة ، هديب حياوي عبد الكريم ، دورة حضارة العراق القديمة في بلاد الشام، أطروحة دكتوراه، كلية التربية، جامعة القادسية،2002م.
22- د. فيليب متي ، تاريخ سورية ولبنان وفلسطين، ترجمة د. جورج حداد وعبد المنعم رافق، دار الثقافة، بيروت، 1958م.
23- نولدكة، تيودور ، اللغات السامية، 1899م.
24- ولفنسون ، تاريخ اللغات السامية، دار القلم ، بيروت 1980م.
25- د. يحيى ، لطفي عبد الوهاب ، العرب في العصور القديمة، مدخل حضاري في تاريخ العرب قبل الاسلام، دار النهضة العربية، بيروت، 1979م .
26- اليعقوبي، مروج الذهب1/221 .
27- الموازنة بين اللغتين العبرانية والعربية بأشراف الجبوري، عبد الوهاب محمد .
28- ورد ذكر العيلاميين في سفر التكوين 10/22 Encyclopaedia of Religion and Ethics, vol , 5.p. 250-251.
29- Encyclopaedia of Religion, vol , 8. p. 407.
30- السيوطي، المزهر 1/31؛ وذكر أبن الأثير مايشبه ذلك عن طسم وعاد وجديس ، وأن مساكن ثمود بالحجر، بين الحجاز ومكة، الكامل في التأريخ 1/45، 50 .
GVG 1/5; HdO, III Bd. Semitistik (1964) P. 3-25. منقول















غير مقروء 07-Oct-2007, 03:11 AM رقم المشاركة : 127
معلومات العضو
ضنا ال شايب
موقوف لمخالفة الأنظمة
إحصائية العضو





التوقيت


ضنا ال شايب غير متواجد حالياً

افتراضي

نفس الكلام المنسوق سابقا لم تأتي بجديد جديدك هو ابل بان حشر ومدري وش تقول



الى فهمت من كلامك انت قربت الهنود والبنقاليه من انساب ال ابراهيم وهذا غير صحيح



انت تقول
قحطان وهو ابو اليمن كلهم ، وهم العرب العاربة ثم نشأ اسماعيل بن ابراهيم عليهما السلام فتكلم بلسانهم هو وأولاده فكانت العرب المستعربة.



هذا هو كلامك
انت الان نسخت كل شي ونسيت تمسح هذه الجميل فكانت دليل عليك





ولكنك استطعت ان تزود في عدد الانبياء العرب الذين عددهم النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه
وخترعت حديث جديد الا وهو



عن النبي محمد ، صلى الله عليه وسلم ، أنه قال : خمسة أنبياء من العرب وهو : محمد ، واسماعيل ، وشعيب ، وصالح ، وهود صلوات الله عليهم . وهذا يدل على أن لسان العرب قديم


هل ذكر الرسول صلواة الله وسلامه عليه اسماعيل؟؟؟

لقد كذبت على رسول الله صلى الله عليه وسلم
وانت تعلم من تبؤا على الرسول الكريم بشي فقد تبؤا محله من النار


اتق الله ولا تجاهد في هذا فانت الخسران دائما وابدا



انت مجرد ناسخ فقط
وذا كتبت فانك تسب وتاتي بكلام شوراع لا يمت الى الحوار بأي صله

ابل بن حشر والحسي او الحيسيه والعاني؟؟؟؟؟















غير مقروء 07-Oct-2007, 03:16 AM رقم المشاركة : 128
معلومات العضو
الجعفري
موقوف لمخالفة الأنظمة
إحصائية العضو





التوقيت


الجعفري غير متواجد حالياً

افتراضي

قال الامير محمد الاحمد السديري من قصيدة طويلة بالشيخ خالد محمد الخليفة من امراء البحرين
واصفاً معركة ذيقار واقتصاص احدى القبايل العدنانية من الفرس ثأر لــ قحطان
بعد ان رفضت القبايل ادخال بنات النعمان خوفاً من بطش كسرى
وقد ادخلتهن قبيلة ربيعة بقيادة هاني بن مسعود ابن شيبان وقد اطلق على قبيلة ربيعة [ ربيعة الفرس]

خالد سنام المجد من نسل عدنان
ـــــــــــــــــــــــــــ يسلب فؤاد مخاطبه بتعبيره
ربعه بني وايل بروغات الأذهان
ــــــــــــــــــــــــــ للمجد ساروا بالدروب العسيره
في معركة ذي قار ذربين لايمان
ــــــــــــــــــــــــــ ارووا مراهيف السيوف الشطيره
صانوا شرف عذراتسمي بقحطان
ـــــــــــــــــــــــــ وراحت علي فرسان فارس كسيره
بجيوش كسري فعلهم للملاء بان
ــــــــــــــــــــــــ كم طاح عند وجيههم من عقيره
واهتز عرشه من عطيبين الأكوان
ـــــــــــــــــــــــ من حس رجد خيولهم بالمغيره
ساروا بدرب المجد شيبً وشبان
ــــــــــــــــــــــ وسادوا بضرب اسيوفهم بالجزيره


ثم يجي من يقول القبايل العدنانية دمهم غير نقي
الله يهدي الجميع















آخر تعديل الجعفري يوم 07-Oct-2007 في 03:18 AM.
غير مقروء 07-Oct-2007, 03:16 AM رقم المشاركة : 129
معلومات العضو
سبيع بن عامر
عضو فعال
إحصائية العضو





التوقيت


سبيع بن عامر غير متواجد حالياً

افتراضي

ياقحطاني هذا كلام اصحابك المستشرقين واليهود واذنابهم من الشيعة والعلمانية لما ابيت الحق من الكتاب والسنة رايت ان ابين لك كلام من تعتمد عليهم بالامس واليوم قلبوا لك ظهر المجن والا انا الحمد لله اعرف المخطي من المصيب ولست بحاجة الى توجيهاتك فاحتفظ بها لنسفك















غير مقروء 07-Oct-2007, 03:33 AM رقم المشاركة : 130
معلومات العضو
بدراني دوسري
عضو فعال
إحصائية العضو





التوقيت


بدراني دوسري غير متواجد حالياً

افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سبيع بن عامر مشاهدة المشاركة
ثمانين بالمئة من قبائل الدواسر عدنانية وعائذ في قحطان عدنانية ونصف حرب عدنانية ونسبة كبيرة من شمر عدنانية ويكفي مثلا الرمال ونصف الظفير عدنانية واخيرا اظنك فالج نفسك بنفسك وفالج حجته وش يدعي له ولا يتهجم على الاخرين ولايسب الناس الا ارداهم واعرب العاربة عدنان ومن اختلطت اصولهم بالحبشة والقرن الافريقي هم قحطان وياقشيري لاتفتح على نفسك باب لست كفؤ لان تغلقه وقد اسات لقبيلة الدواسر العزيزة مرات عديدة والاولى ان تعرف نسبك قبل ان تتكلم بامور فوق مستواك يابن عمر
ابا اخذك على قد عقلك !!!

اثبت قدام الرجاجيل اذا انت تعرف قدر الكلمة اذا خرجت من فم الرجل ما يقولها الا اذا هو صادق

اثبت ان البدارين من قبيلة قشير العامرية واتحداك!!!

اما باقي خرطك فهو خرط لا معنى له وتكرر انني اسات لقبيلة الدواسر !!! عجيب والله

وتحط القحطانيين هم اللي اختلطوا بالاحباش!!! وانت تعرف ان جزء كبير من قبائل العدنانية وخاصة في الحجاز ما ترى باس في التزاوج مع التكارنة والبخارية وهذا معلوم واسال اشراف مكة والمدينة!!

وتحط الدواسر اكثرهم عدنانيين تبا تعلمنا نسبنا بعد ؟؟؟؟ الله يهديك















موضوع مغلق

العلامات المرجعية


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



الساعة الآن »12:04 AM.


 Arabization iraq chooses life
Powered by vBulletin® Version 3.8.2
.Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
اتصل بنا تسجيل خروج   تصميم: حمد المقاطي