@@ (( حقيبةالنافذالاخباريه + نشرة Bbc )) @@

[النافذ]

[size=4] نشرة BBCالاخباريه اليوم الاربعاء 2/8/2006

الســــــــــــــــــــــــــــــــــــ(( 7مساء بتوقيت السعوديه ))[/size]

[النافذ]

اغتال مسلحون يشتبه بكونهم من 'فرق الموت' الإيرانية مشرفًا تربويًا في مدينة البصرة, بعد ثلاثة أسابيع من الهدوء النسبي في المدينة التي تشهد حملات إبادة وتهجير لأهل السُنّة.

ونقل مراسل 'مفكرة الإسلام' عن ذوي المشرف التربوي خالد محمد الفهد [أبو وليد] قولهم: إن مسلحين هاجموا بوابل من الرصاص 'أبو وليد' خلال جلوسه بمحل جاره قبيل صلاة العشاء يوم الثلاثاء في منطقة الأصمعي الجديد.

وأضافوا أن 'الفهد' توفي فور وصوله إلى المستشفى بعدما نقله جيرانه في محاولة إنقاذ حياته.

وكان الأستاذ 'خالد الفهد' من المشرفين التربويين الأكفاء في اختصاص التربية الإسلامية واللغة العربية, ويعد من واجهات جامع العتيق في منطقة الأصمعي بالبصرة؛ حيث بقي ثابتًا بالرغم من التهديدات التي وجهت له, وكان دائم المواظبة منذ 40 سنة في المسجد ولم يترك صلاة الفجر حتى في حملات الاغتيال التي شملت العديد من المصلين بالجامع, بحسب ما أفاد مراسل مفكرة الإسلام.

يذكر أن المشرفين التربويين من أهل السُنة في مديرية تربية البصرة كانوا هدفًا لعمليات الاغتيال, فقد اغتيل الأستاذ 'عبد الرحمن الفريح' في الزبير والأستاذ 'عدنان' وغيرهم, كما تعرض الحاج 'كمال فيصل' إلى اعتقال من قبل الشرطة بالرغم من كبر سنه.

تأتي واقعة الاغتيال رغم إعلان محافظة البصرة البدء بتنفيذ خطة أمنية جديدة, أثارت المخاوف من أن يكون هدفها إخراج من تبقى من أهل السُنّة وإشاعة الخوف والذعر في صفوفهم.

وكانت خطة الطوارئ السابقة التي أعلنها رئيس الوزراء العراقي الموالي للاحتلال 'نوري المالكي' بعد زيارته للبصرة, قد تبعها اقتحام لجامع العرب وقتل 8 من الحراس واغتيال أكثر من 100 من أهل السنة على رأسهم الشيخ يوسف الحسان مسئول هيئة علماء المسلمين.

[النافذ]

اغتال مسلحون مجهولون صباح أمس الثلاثاء مراسل قناة العالم الإيرانية 'عادل صبيح ناجي' في منطقه العامرية غربي العاصمة العراقية بغداد.

ونقل مراسل 'مفكرة الإسلام' في بغداد عن مصدر في الشرطة أن مسلحين مجهولين هاجموا الصحافي عادل صبيح عندما كان في سيارته الشخصية مارًا بمنطقة العامرية السنية.

وأوضح المصدر أن 'ناجي' فارق الحياة على الفور إثر تعرضه لسبعة أعيرة نارية في الرأس والصدر.

يُذكر أن قناة العالم الإيرانية تعتبر من أشد القنوات عملاً ضد أهل السُنة في العراق عن طريق تغطيتها الإعلامية المتحيزة، واتهامها لأهل السُنة والمقاومة بشتى الاتهامات الخبيثة الأمر الذي جعل عناصر المقاومة تتوعدهم أكثر من مرة؛ مما دفعهم إلى نقل مكتبهم قرب مقر فيلق بدر في الكرادة.

[النافذ]

فرانك جاردنر
المراسل الأمني لبي بي سي


في مكان ما من أرشيف مكتب بي بي سي بالقدس يوجد تقرير إخباري مصور قبل خمس سنوات، ويحمل عنوان "نقطة الاشتعال على الحدود اللبنانية".

وفي الشريط يبدو مراسل في الثلاثينات من عمره يسير بين تلال الجليل الشمالية بحشائشها المعروفة ويلوح بشكل مسرحي بزراعه باتجاه لبنان شمالا وسورية شرقا.

ويقول المراسل "هذه المنطقة المتنازع عليها هي البقعة التي يعتقد البعض في الجيش الإسرائيلي إنها ستشهد اندلاع شرارة الحرب القادمة في الشرق الأوسط".

وكان هذا المراسل هو أنا، وكنت على الحدود لأنقل من هناك عن أحدث الاشتباكات بين القوات الإسرائيلية وخصمها اللدود حزب الله. هكذا كانت الأمور، وها هي الآن، لم تتغير، أم هل تغيرت؟

تقول أمريكا وإسرائيل إن الأمر اليوم مختلف. إذا لا يمكن السماح للأمور أن تعود لما كانت عليه، مع وجود ميليشيا عربية مدججة السلاح تقبع خلف الحدود مباشرة مع إسرائيل. "الشرق الأوسط الجديد"

يدور الحديث في واشنطن عن "الشرق الأوسط الجديد"، وهو مكان لن تسمح فيه الأغلبية العربية المعتدلة للمنطقة بالانزلاق في صراع بسبب مثيري اضطرابات مثل حزب الله وحلفائه سورية وإيران.

هل هذا أمر واقعي، أم مجرد تمني؟

بالتأكيد سارع منتقدو أمريكا برفض فكرة إقامة شرق أوسط جديد قالوا إنه سيكون مرسوما على خطوط تتماشى مع أهواء الولايات المتحدة وإسرائيل.

حزب الله حركة شيعية، إلا أنها حازت على احترام ضخم بين الكثير من العرب على مستوى الشارع، باعتبار أنها القوة الوحيدة المستعدة لتحدي إسرائيل


وخلال هذا الأسبوع قالت وزارة الخارجية الفلسطينية، والتي تترنح هي نفسها تحت الضربات الجوية الإسرائيلية، إن الخطة الجديدة مبنية على وهم أن القوى السياسية القائمة في المنطقة يمكن إزاحتها.

وقال وزير الإعلام اللبناني مستخفا "أي شرق أوسط جديد؟". وأضاف أن المقترحات الأمريكية لشرق أوسط جديد لم تقد إلا إلى الموت والدمار في العراق.

وفي إيران قلبت الصحف المتشددة الفكرة رأسا على عقب قائلة "لقد قلب حزب الله كافة معادلات الغرب في المنطقة"، حسبما أبرزت صحيفة "رسالة" المحافظة، وأضافت "حزب الله يتحدث عن شرق أوسط جديد - لا مكان فيه لإسرائيل!".

وقد حدت العلاقة الوثيقة بين إيران وسورية وميليشيا حزب الله الشيعية اللبنانية البعض للتساؤل حول ما إذا كان لطهران دور في اندلاع أعمال العنف مؤخرا. صراع متكرر

فقبيل بدء الصراع الأخير، كانت إيران تتعرض لضغوط دولية قوية لوقف برنامجها لتخصيب اليورانيوم، الذي يشتبه أنه سيؤدي إلى الحصول على قنبلة نووية.

غير أن مصادر استخباراتية غربية تقول إنها لا تملك أدلة ملموسة - لا من عناصر بشرية ولا من اتصالات تم اعتراضها - بأن إيران أمرت حزب الله بخطف الجنديين الإسرائيليين هذا الشهر، ومن ثم بدء النزاع في لبنان.

غير أنه من الواضح أن إيران، التي تود أن ترى إسرائيل وقد اختفت كدولة، سعيدة بأن صراعا عربيا-إسرائيليا آخر عاد ليتصدر بؤرة اهتمام العالم.

لقد ساعدت إيران في تأسيس حزب الله في عام 1982 في محاولة لتصدير ثورتها الإسلامية إلى العالم العربي.

ومنذ ذلك الحين اكتسب حزب الله لنفسه سمعة سيئة لدى بعض الأوساط بقيامه بتفجير انتحاري باستخدام شاحنة، نسف خلاله أهدافا أمريكية في بيروت، ومن خلال خطف رهائن غربيين.

وقد درب الحرس الثوري الإيراني مقاتلي حزب الله اللبنانيين بينما يتم نقل صواريخ إيرانية لهم عبر سورية.

ورغم أن حزب الله حركة شيعية، إلا أنها حازت على احترام ضخم بين الكثير من العرب على مستوى الشارع، باعتبار أنها القوة الوحيدة المستعدة لتحدي الآلة العسكرية الإسرائيلية.

ويعزون لحزب الله على نطاق واسع الفضل في طرد القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان قبل ست سنوات. رقعة شطرنج سياسية

وخلال هذا الأسبوع رفرفت أعلام حزب الله الصفراء في شوارع غزة، ورفعت صور الشيخ حسن نصر الله زعيم حزب الله، بلحيته وعمامته السوداء ونظارته، في سوق دمشق.

كل هذا يزعج بشدة الحكومات المعتدلة الموالية للغرب في السعودية والأردن ومصر.

فتلك الحكومات لا تحب التغيير العنيف ولا تحب حزب الله، ولا تحب النظام الإيراني الحالي وتتوجس من محور قوى شيعي جديد يمتد عبر المنطقة من إيران مرورا بالعراق إلى لبنان.

وآخر شيء تود تلك الحكومات الموالية للغرب رؤيته هو قيام ميليشيا نشطة بتغيير قواعد اللعبة على رقعة الشطرنج السياسي في المنطقة.

وحكام تلك الدول يدركون تمام الإدراك مدى التأييد والتعاطف الذي يحظى به حزب الله بين شعوبهم، إذ يتمتمون غاضبين كيف أن تلك الميليشيا اللبنانية فعلت أكثر من حكوماتهم الخجولة لمواجهة ما ينظرون إليه من "عدوان إسرائيلي".

ولذا فإن مقالة افتتاحية صدرت مؤخرا في صحيفة "الرياض" السعودية الموالية للدولة أكدت على أن "الموقف الحكيم" لعدد من البلدان العربية تصدى "للموقف المغامر" لحزب الله.

وقالت الصحيفة "المطلوب بشكل عاجل الآن هو خطة استراتيجية عربية لمواجهة الخطة الاستراتيجية الإيرانية"، ووصفت ذلك بأنه مسألة حياة أو موت.

ولذا فخلف كل صراع في هذه المنطقة المضطربة تكمن العديد من المصالح المتضاربة، من وطنية ودينية وعرقية، والتي تعمل أحيانا في اتفاق بينها، وغالبا في عدم اتفاق.

وبالنسبة لأي صحفي فإن الإبحار في خضم هذا البحر يمثل تحديا واضحا.

فإذا لم تنحاز لجانب من الجوانب فإن كل جانب بالتأكيد سيعتقد أنك ضده.

ولكنه تحدي طالما استمتعت به، وهو تحدي سأذوق طعمه من جديد إذ اتجه إلى الشرق الأوسط بعد ظهر اليوم لأنقل التقارير مجددا لبي بي سي.

[النافذ]

أبو زياد العربي


مفكرة الإسلام :

هذه أسئلة حائرة تبين تناقضاً قد لاح كالشمس في وسط نهار صيف لا غيم فيه ولا غبار بين تصريحات حسن نصر الله التي يتكلم بها بالنيابة عن حزبه الشيعي الموالي لإيران وسوريا وبين الواقع الملموس . ينادي كل سؤال منها على عقل كل مسلم سني أن يقف وقفة تأمل ليعرف الحقائق . نحن جميعا نفرح ولا ريب بكل ما يلحق باليهود من أذى ولو وقع هذا الأذى من أبي جهل أو أخيه أبي لهب ، فليست هذه قضيتنا إذ لا خلاف فيه ولكن قضيتنا هي : هل يقاتل حسن نصر الله فعلا في سبيل الله ؟ من أجل مصلحة المسلمين جميعا؟ للتخفيف عن الجبهة الفلسطينية؟ دعونا نحاول التوصل إلى هذه الحقائق من خلال هذه الأسئلة الموجهة إلى حسن نصر الله وإلى أعماق عقولن

1. قد علم أنك معين من قبل إيران وأنك موال لها وأنت تعترف بذلك وتفخر به ، وتدلل على ذلك بتعليق صورة الخميني في مكتبك وفوق رأسك ، ذلك الخميني الذي رأيناك تقبل يده مفتخرا بذلك أيضًا ، فلم لم تبعث أمك الحنون إيران الخمسين مليون دولار التي وعدت بها السلطة الفلسطينية منذ أربعة أشهر حتى الآن؟ بل أعلن وزير خارجية إيران أن المسألة ما زالت في مجرى إتخاذ القرار ! أم أن حزبك الشيعي الموالي لإيران والممول من إيران يتكلف ويكلف لبنان مليارات الدولارات بحجة التخفيف عن الجبهة الفلسطينية عسكريًا وإعطاء الحرية للأسرى ثم يبخل بخمسين مليون دولار من أجل التخفيف عن الجبهة الفلسطينية إقتصادياً وإطعام الشعب المحاصر؟!

2. إذا كان حزبك الشيعي يقاتل الآن حقًا من أجل الفلسطينين فلماذا يذبح الفلسطينيون في العراق على يد الميليشيات الشيعية التي دربت أنت بعضها وهذا أمر فاحت رائحته ولا يمكن لمتابع أن ينكره؟! إلا إذا تعطلت لديه حاسة الشم طبعا ! أو تعطلت لديه جميع الحواس !

3. إذا كنت حقا تجاهد في سبيل الله فأين جهاد إخوانك من الشيعة في العراق المحتل يهوديًا ونصرانيا منذ ثلاثة سنوات؟! لماذا أعلن علماؤك الشيعة في العراق من أمثال السيستاني ومقتدى الصدر المسالمة التامة للأمريكيين بل وحرمة قتالهم ثم دعوا لجهاد أهل السنة حتى كفر الشيرازي وغيره من لا يقتل الوهابيين؟! فأين جهادكم في أرض الرافدين؟! أم أنك تركت الجهاد في العراق المحتل ثم أتيت لتجاهد في لبنان المحرر؟!

4. هل تزعم انك تفعل ما تعتقد حرمته بناء على مذهبك الشيعي إبتغاء مرضات الله؟! أليس جهاد اليهود والنصارى في مذهبكم حرام حتى يخرج المهدي الذي تنتظرونه؟ فهل تفعل ما تعتقده حرامًا ثم تقول هذا في سبيل الله؟!

5. كيف تقول أنك تدافع عن أهل السنة في فلسطين وغيرها مع كونك تعتقد كفر أهل السنة بناء على مذهبك؟! بل ويقول مذهبك أنهم أشد كفرا من اليهود والنصارى والمجوس ! أم انك كفرت بمنهجك الشيعي القائل بذلك ؟ والمعلن أنك عليه ! بل تعتقد أن دم أهل السنة ومالهم حلال لكم ! هل تسعى لحقن دم تعتقد أنه يجب أن يسال؟! هل تسعى لحماية من تعتقد عداوته لك اعتقاداً جازما ؟! ونصوص تكفير أهل السنة وتحليل دمهم ومالهم متوافرة في كتبكم وعلى ألسنة مشايخكم البائسة .

6. كم من عام مضى على الأسرى وهم يعانون أسرهم ؟ فلم لم يحل هذا الأمر إلا الآن؟! هل أردت خطف الأضواء من حماس السنية؟ أم أردت تحسين صورة الشيعة الذين اتضح قبحهم في العراق؟ أم أردت الضغط على أمريكا لتحقيق مصالح سوريا وإيران؟ أم تعمل في إطار المشروع الشيعي لإقامة ما يسمى بالهلال الشيعي الذي تخطط له إيران والممتد من إيران إلى لبنان؟!

7. أليس تأكيد "عنان" الأمين العام للأمم المتحدة على ضرورة إشراك سوريا ولبنان في حل الأزمة وهما دولتان تحكمان بالشيعة وتعملان لحساب الشيعة دليلاً على أنها حرب شيعية؟! وأنك تحارب باسم الشيعة لمصلحة الشيعة بأوامر منهم؟! حيث أثبت أن حل الأزمة بيديهما !

8. لماذا تتحفظ حتى الآن عن إدانة الاحتلال الأمريكي للعراق؟! أين غيرتك يا زاعم الجهاد؟ !في لبنان تجاهد بدمك وتبخل عن الجهاد بكلمة واحدة في العراق؟!

9. بما تفسر قول شارون في مذكراته عند حديثه عن حرب لبنان سنة 1982 :' : [توسعنا في كلامنا عن علاقات المسيحيين بسائر الطوائف الأخرى, لاسيما الشيعة والدروز, شخصياً طلبت منهم توثيق الروابط مع هاتين الأقليتين, حتى أنني اقترحت إعطاء قسم من الأسلحة التي منحتها إسرائيل ولو كبادرة رمزية إلى الشيعة الذين يعانون هم أيضاً مشاكل خطيرة مع منظمة التحرير الفلسطينية, ومن دون الدخول في أي تفاصيل, لم أرَ يوماً في الشيعة أعداء إسرائيل على المدى البعيد] ؟![مذكرات أرييل شارون ص : 583- 584 . شارون لم ير يوما فيكم أيها الشيعة أعداء لإسرائيل ! فلم تقاتلون إذا ؟!

10. إذا كنتم حقا أعداء للصهاينة فلم نثرتم الورود لهم عند دخولهم لبنان سنة 1982 ؟! تنثرون لهم الورود وهم غزاة وتجاهدونهم بعد الرحيل !

11. إذا كانت القضية هي قضية كل المسلمين كما تزعمون فلماذا لا تمدون أهل السنة في مزارع شبعا بالسلاح كي يجاهدوا معكم؟! أو على الأقل تتركوهم يجاهدون؟! أم انه إحتكار شيعي للمقاومة لدرجة دحر كل مقاوم سني لإسرائيل كما قال رجلكم صبحي الطفيلي الأمين العام لحزب الله السابق ؟! حتى قال سلطان أبو العينين وهو أمين سر حركة فتح في لبنان :' لقد أحبط حزب الله أربع عمليات للفلسطينين خلال أسبوع ، وقدمهم للمحاكمة ، إننا نعيش في جحيم منذ ثلاث سنوات ومللنا الشعارات والجعجة '.

12. بما تفسر قول أحد قادة حزبك وهو إبراهيم الأمين حين سئل :هل أنتم جزء من إيران؟ فقال:' نحن لا نقول إننا جزء من إيران ،نحن إيران في لبنان ولبنان في إيران'؟! قال ذلك في جريدة النهار 5-3-1987.

13. إذا كنتم حقا تقاومون أعداء الإسلام فلم تهجم نائب الأمين العام لحزب الله ' نعيم القاسم' منذ أيام فقط على المقاومة السنية في العراق التي تحارب ظهر إسرائيل والمقصود أمريكا كما لا يخفى؟! أليسوا يقاومون أيضًا؟! أم لابد أن يكونوا شيعة وأن يعملوا ضمن خطتكم حتى تقبلوهم؟! لم تعاونوهم لم تسكتوا عن مهاجمتهم بالاتهامات ! ثم قاتلتموهم مع الأمريكين ! يا لكم من مجاهدين !

14. إذا كان حزنك للأسرى وقتالك من أجلهم حقيقيا فلماذا لم تطالب سوريا بالإفراج عن عشرات الأسرى اللبنانيين في سجونها مع أن الأمر مجرد طلب ولن يصل إلى قتال؟! ولماذا تسعى لتخليص الأسرى من الحبس ولا تسعى ولو بكلمة لتخليص السنة في العراق من القتل بأيدي الميليشيات الشيعية التي تم تدريب بعضها على يديك ؟! حتى أن مجلة الجارديان البريطانية اعترفت بوجود إبادة جماعية لأهل السنة في العراق ، والحق ما نطقت به الأعداء في مجال كهذا !

15. بما تفسر اعتراف إسرائيل أن سوريا وإيران بأيديهما القدرة على إشعال الشرق الأوسط بالضغط على زر حزب الله وبما أنك زر تملكه إيران فأسألك وأسأل كل عاقل :'متى رأينا من إيران خيرًا؟ هل رأينا منها غير التصريحات الفارغة؟! هل رأينا منها غير محاربة العراق سنوات مع مسالمة إسرائيل؟! هل رأينا منها غير احتلال ثلاثة جزر إماراتية حتى يومنا هذا؟! هل رأينا منها غير قتل الحجاج في بيت الله الحرام في الثمانينات؟ هل رأينا منها سوى مساندة أمريكا في احتلالها للعراق وأفغانستان كما أعلن أبطحي نائب رئيسها ذلك وتفاخر به ؟! فمتى رأينا منها خيرًا؟!

16. لماذا تدافعون عن اللبنانيين والفلسطينيين اليوم وقد سجل التاريخ بحبر لن يمحى أنكم قتلتموهم في مخيماتهم في لبنان في الثمانينات بعد إجبارهم على أكل لحوم القطط والكلاب؟! أم أنك نسيت ذلك يا زعيم حرب الله لا حزب الله؟!

17. رأيناك تقبل يد الخميني ، فهل نسيت رفض الخميني طلب العراق أثناء حربهما إيقاف الحرب حتى يستطيع العراق مساندة لبنان أثناء غزو إسرائيل لها؟! هل نسيت أن الخميني قال يومها لشعبه 'لا تلهيكم الحرب الصغيرة عن الحرب الكبيرة فمحاربة العراق أهم لنا بكثير من محاربة إسرائيل'؟! وهذا ما نقله الدكتور الشيعي موسى الموسوي في كتابه الثورة البائسة . ومما قاله في هذا الكتاب : ' إن الحرب العراقية الإيرانية كانت في ضمن التخطيط الأساسي لدعم الكيان الصهيوني وهدفها إضعاف أقوى دول المجابهة مع إسرائيل بعد خروج مصر من حظيرة الدول العربية'. وقال أيضا :'أما إيران فكانت منذ قيام دولة إسرائيل صديقا حميما لها سواء في عهد الشاة أو بعد سقوطه ، وكانت إسرائيل على علم ويقين أن تصريحات الخميني وسائر زمرته من احتلال القدس والحرب مع الكيان الصهيوني هي للاستهلاك المحلي ومزايدات داخليه وخارجية وقد ثبت ذلك حين زودت إسرائيل إيران بقطع الغيار والأسلحة أثناء حربها مع العراق ذاك الأمر الذي افتضح بعد ذلك. فهذه شهادة كاتب شيعي ، وهذا هو الخميني أستاذك يا نصر الله أم انك تتبرأ منه؟! ما نراه أن الله بريء منكم جميعا .

18. بما ترد على قول صبحي الطفيلي الأمين العام السابق لحزب الله أن الحزب تحول إلى حام للكيان الصهيوني والمستوطنات الصهيونية ومن أراد التأكد من ذلك فليحاول مهاجمة إسرائيل وسيرى من سيحاربه ويقبض عليه ويحاكمه؟! قال ذلك في لقاء مع قناة العربية .

19. بما تفسر عرض سوريا التي يحكمها الشيعة وتساهم في تدريب قواتك على أمريكا أن تساعدها في ملاحقة تنظيم القاعدة في لبنان؟! لماذا تساندكم سوريا في لبنان ثم تعرض ملاحقة تنظيم القاعدة السني الذي يعادي من تعادون ويحارب من تحاربون؟!هل تريد إفساح المجال لكم لتقومون بعمل ما؟! هل هي حرب ضد قوة أهل السنة في المنطقة ؟! أم لها معنى آخر؟ وكان هذا العرض من سوريا يوم الاثنين 24-7-2006 .

20. لماذا تترك سوريا مصر والأردن وجاراتها الأقرب ثم تذهب لتتحالف عسكريا مع إيران الأبعد ؟! ثم يمول حزبك منهما ويدرب فيهما ؟! والغريب أنك شيعي وهما دولتان شيعيتان؟! فلم هذا التحالف؟! وإذا كان جوابك هو تقوية المسلمين عموما فلم لا تتحالفون مع تنظيم القاعدة الذي علمت سوريا بوجوده في لبنان ؟! بل وتعرض سوريا على أمريكا المساعدة في القضاء على تنظيم القاعدة في لبنان !

21. بما تفسر سكوت أمريكا عن احتلال إيران التي ترعاك للجزر الإماراتية الثلاثة منذ سنوات؟! أليست أمريكا هذه هي التي أتت بنصف مليون جندي من ثمانية وعشرين دولة لمحاربة العراق حين احتل الكويت ؟ فلم لم تفعل نفس الشيء مع إيران إذا كان حقا هناك عداوة بينهما ؟! أليست هذه فرصة عظيمة لأمريكا لتجميع العالم لتدمير إيران كما جمعته لتدمير العراق؟! أم أن كل ما نسمعه من تصريحات تدل على عداوة أمريكا لإيران هي لخداعنا حتى تنفذوا ما اتفقتم عليه من تدمير أهل السنة والسيطرة على المنطقة ؟ هل هناك تفسير غير هذا ؟!

22. بما تفسر سماح أمريكا لخمسة وثلاثين ألف جندي من الحرس الثوري الإيراني بالانتشار في العراق لقتل أهل السنة حتى قتلوا أكثر من مائة ألف حتى الآن ؟! وبما تفسر سماح أمريكا للمخابرات الإيرانية بالانتشار في الجنوب العراقي واتخاذ مقرات لها أصبحت معروفة حتى لسائقي التاكسي؟! أليس هذا دليلا على تحالف مع أمريكا ؟!

23. من المعلوم المقطوع به أن السنة في العراق أغلبية ،إذ نسبتهم في العراق 52% بينما نسبة الشيعة 43% والباقي طوائف أخرى . فلما مكنت أمريكا الشيعة من حكم العراق؟! كل المناصب الكبرى بداية من رئيس الدولة إلى رئيس الوزراء إلى وزير الدفاع إلى غيرها يشغلها الشيعة ! فهل فعلت أمريكا ذلك لأنها تعاديكم أيها الشيعة ؟! لعلها إذا تريد إشغالكم بزينة الحياة الدنيا حتى تخسروا الآخرة فعينتكم في هذه المناصب ! وهل عزلت السنة عن الحكم وقتلتهم لأنها تحبهم؟! خوفا عليهم من فتنة الدنيا ولابد ! وهل بعد ذلك تتعالى أصواتكم أنكم أعداء لأمريكا؟! ألا قد ذهب الحياء وتوارى والله كذب أبي لمعة أمام كذبكم .

وهل بعد كل هذا تريدنا يا نصر الله أن نصدق تصريحاتك البليغة ؟! فوالله لو فعلنا فلا بصر لنا إذا ولا بصيرة . بل قد علمنا عملك لمصلحة الشيعة في لبنان وأن هذه الحرب التي قدتها كانت لضرب عصفورين بحجر أبي لهب الذي ألقاه حين قال لمحمد – صلى الله عليه وسلم - ' تبا لك ألهذا جمعتنا؟' قد والله أمسكته بيدك ، وهذين العصفورين هما : الأول الضغط على أمريكا بإظهار القدرة على إيذاء إسرائيل كي تترك أمريكا إيران وسوريا يفعلان في المنطقة ما يشاءان من تصنيع القنبلة النووية الإيرانية والسيطرة على المنطقة . والثاني إضعاف لبنان من خلال إستفزاز إسرائيل لتقوم بتدميرها حتى يسهل السيطرة عليها في إطار خطة ما يسمى بتكوين الهلال الشيعي من إيران إلى لبنان . ويا لهما من هدفين كبيرين لا يغلو على تحقيقهما وقوع بعض القتلى من حزب الله .

هذا نداء إلى كل مسلم سني أن أفق من غفلتك وكفى انخداعا بحزب الله وأعد العدة كما يعدون وسر كما يسيرون إذ لو ظللت واقفا فسوف يلحقون بركبك وساعتها لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة والعراق يشهد .

وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين

[النافذ]

الأحد 30 تموز/يوليو - الساعة 14:00

ما أن وصلنا الى دمشق حتى فجعنا بالخبر.

كأن الغول الإسرائيلي لم يرو عطشه لدماء الأطفال في لبنان. فلم يكتف بجريمته سنة 1996، وعاد بعد عشر سنوات بنفس الثوب وتحت نفس الإسم: مجزرة قانا.

أمام تلفاز صغير، في دكّان صغير في منطقة البرامكة في دمشق، فجعنا بالخبر الكبير ... أكبر من أي وصف وتعبير.

كأن الغول الإسرائيلي لم يرو عطشه لدماء الأطفال في لبنان


وقفنا مجموعة من اللبنانيين. كاليتامى. العيون غارقة في الدموع والأفواه فاغرة. خليط من عدم التصديق والغضب العميق.

مجزرة قانا من جديد! يا الله ... يا الله ... ماذا فعلنا حتى نفجع هكذا مرتين؟!

الصور على التلفاز تبعث على الصياح... من يقتل أطفالا، نصفهم معوّقون؟ يعيدون مسلسل القتل الهمجي دون حساب ودون عقاب.

اتصلت بأهلي في البقاع. اتصلت بأصدقائي في بيروت. الغضب عارم. والحزن اخرس. ولا قوة ولا حيلة لمن لا ينصفهم المجتمع الدولي ولا تحميهم الشرعية الدولية.

الأحد 30 تموز/يوليو - الساعة 8:00

قصفوا المعبر الحدودي الشرقي الى سوريا، المعروف باسم "المصنع" ليل السبت-الأحد. لكن رحلتي الى سوريا والأردن لم تتأجّل، فالمعبر الشمالي الداخلي ما زال سالكا.

عبرنا الى سوريا. المعبر شبه خالي. معاملات العبور كانت سريعة بشكل لم يسبقه عابرو هذه الحدود قبلا.

في طريقنا الطويل الطويل الطويل الى دمشق، أخبرنا سائق التاكسي السوري أنّه يوؤي عائلة لبنانية في منزله، وبأن معسكرات "طلائع البعث" فتحت للبنانيين المهجّرين من بيوتهم. وهو يقول أن المهجّرين مسلمون ومسيحيون.

في نبرة صوته شفقة على اللبنانيين، وفخر بالسوريين لما يقدمونه من عون لهذا "الشعب المسكين". مساكين نحن بالفعل!

سائق التاكسي السوري يوؤي عائلة لبنانية في منزله


راكب تاكسي لبناني الجنسية من زغرتا. إسمه كلود وهو هارب/عائد الى فرنسا حيث يتابع دراسته.

أخبرني كلود بلهجته الزغرتاوية القاسية المحبّبة في آن ما حدث أمامه من يومين: كنا جالسين نتكلّم عن القصف وكيف أنّه لن يطال منطقتنا.

وفجأة، سمعنا صوت صاروخ ينفجر مسقطا عامودا حديديا مركّز على تلة عالية. كان العامود يحمل هوائيات عدّة. لا نعرف وظيفة هذه الهوائيات بالتحديد. كل ما نعرفه أنّها لا تعمل منذ زمن بعيد."

الكلّ عرضة ... حتى الأشياء التي لا وظيفة لها.

السبت 29 تموز/يوليو - الساعة 16:30

البحث عن المازوت. مهمة شاقة في زمن الحرب على لبنان. والبحث عن الطحين هو المهمة المستحيلة.

بعد ساعتين من البحث، وحوالي الأربع عشرة بلدة وقرية، إضافة الى بعلبك وزحلة، وجدنا المازوت، ولم نجد الطحين!

فالطحين مهم لصناعة الخبز. ومعظم بيوت القرى عادت لصناعة خبزها بنفسها. أما المازوت، فضروري لمولّدات الكهرباء التي تغني بيتنا عن كهرباء "الدولة"، التي شحّت في زمن شحّ فيه كلّ شيء إلا الموت العبثي المفاجئ الآتي من غير موعد أو علّة.

البحث عن المازوت. مهمة شاقة في زمن الحرب


المازوت "مهرّب" من سوريا بكميّات قليلة وإلا لكان البحث طال أكثر. والسوريّون مشكورون على كثير من الأمور. وأعني هنا الشعب السوري.

وبالمناسبة، غدا أخرج الى الأردن عبر سوريا برّا لحاجة عائلية ملحّة ؟ ثمّ أعود الى لبنان والعائدون قلائل! قد أستفيد من رحلتي هذه لأرى الأحداث في لبنان من عيون إخوانهم العرب.

السبت 29 تموز/يوليو - الساعة 7:00

تحليق طيران الاستطلاع الإسرائيلي كثيف في سماء البقاع. له رهبة ما بعدها رهبة. أية أهداف سيحدّد لمقاتلات الموت العبثي؟

أطفأنا أضواء المنزل، نزولا عند إصرار والدتي، فغرق بالصمت والعتمة.

لكن حتى الطيران المعادي لا يمنع اللبنانيين من النقاش السياسي. أبي، وأخي، وأمي، وخالتي، وزوج خالتي، وأنا في صراع كلامي.

اللبنانيون، مهما قيل انهم موحّدون. فهم ليسوا كذلك. وإن توحّدوا في الخوف، فإنهم لن يتوحّدوا في التحليل وفي رؤية الماضي والمستقبل.

أطفأنا أضواء المنزل، نزولا عند إصرار والدتي


نقاش ساخن على الأرض في منزلنا.. وتحليق ساخن للطائرات في سماء البقاع. لا أعلم كيف انقضت الليلة، ولكنها انقضت، ولم يقصف الطيران مدينة بعلبك او على الأقل لم أسمعه يقصفها.

ترى ما كان شعور أهل هذه المدينة وهم يتذوّقون النوم "الخالي من القنابل" بعد ثلاث ليالي متتالية من القصف؟

الجمعة 28 تموز/يوليو 2006 - الساعة 23:30

في طريقي إلى البقاع، قال لي سائق التاكسي الذي كان يقلّني من "برمّانا" الى "فاريّا" شيئا يعكس شعورا عاما لدى الكثير من اللبنانيين. قال "ألا يمكن لهذه القنابل الذكية أن تكون أذكى قليلا فتتجه نحو السياسيين؟!!" وضحكنا ... من الأسى وقلة الحيلة.

الطريق بين المتن وكسروان سالكة وآمنة ... ورائعة الجمال. تجعل المرء يفكّر تلقائيا فيمن يحبّ. فكّرت فيها وفي المسافات التي تفصلنا بسبب هذه الحرب.

القرى على طول الطريق مكتظة بالناس الذين يبحثون في مقاهي الليل عما ينسيهم شقاء أحداث النهار. ساعة ونصف قضيناها في طريق لا يستغرق عادة أكثر من أربعين دقيقة.

وصلت الى مستديرة "عشقوت" حيث كان والدي ينتظرني ليقلّني عبر "فاريا" و"عيون السيمان" إلى البقاع.

ألا يمكن لهذه القنابل الذكية أن تكون أذكى قليلا


فالتاكسي لا يغامر الى مناطق مهددة بخطر القصف، إلا بالثمن المناسب، وهو أكثر مما يمكن تحمّله في مثل هذه الأوضاع.

ما أن قطعنا منطقة "عيون السيمان" الى "حدث بعلبك" حتى تغيّرت الصورة.

البيوت مظلمة، قلّة من الناس خارج منازلها تجلس في صمت. الطرق محفّرة. "هنا قصف الطيران الإسرائيلي منذ ثلاث أيام".

"هذه الحسينية التي استهدفها القصف". "هذه التلال تعرّضت للهجوم مرتين خلال يومين". هكذا شرح لي والدي الأحداث في منطقتنا ونحن في الطريق الى قريتنا.

وصلنا ... ولم أشعر بالأمان حتى دخلت البيت .. لكن هذا الشعور تبخّر ما أن بدأ طيران الاستطلاع الإسرائيلي تحليقه في سماء البقاع بحثا عن هدف جديد.

الجمعة 28 تموز/يوليو - 11:20 بالتوقيت المحلي

اليوم الثامن عشر للحرب. وما زلنا نعاني!

وسط بيروت يضج بالحياة الحذرة ... في عيون الناس قلق وترقّب. الحركة مقتصرة على العمل والتنقّل. فالمقاهي والمطاعم الكبيرة مقفلة، والناس في حالة انتظار.

حتى العاملة في المصرف، حيث مررت لأسحب بعض المال من اجل رحلتي الى البقاع، انحنت نحوي وقالت: "لا يمكنك أن تسحب أكثر من ألفي دولار."

معظم اللبنانيون يشعرون بالامتنان للدعم المالي الذي يقدّمه العرب


يبدو أن البنوك تضع قيودا على إمكانية سحب "العملة الصعبة" في هذه الحالة "الصعبة"، ولمن يصرّ على أكثر من ألفي دولار، عليه أن يدفع عمولة إضافية.

تبدو لي القصة كأنها "قصاص" أكثر من أي شيء آخر.

بالمناسبة، معظم اللبنانيون يشعرون بالامتنان للدعم المالي الذي يقدّمه العرب لاسيما السعوديون والإماراتيون، ولكن يتساءلون أيضا: هل يكفي الدعم المالي؟

أنا متأكد أن الكثير من اللبنانيين، وغير اللبنانيين، سينظرون الى هذه الجملة بعين الريبة، خوفا من أن "ينقطع الدعم" ولكن الأكثرية تتسائل، أيضا، ولو في سرّها، السؤال نفسه.

أركان - الجمعة 28 تموز/يوليو - 01:00 بعد منتصف الليل بالتوقيت المحلي

الحرب دفعتني نحو برمّانا "مؤقتا"، وأصر على كلمة "مؤقتا"!


غدا أذهب إلى محافظة "البقاع" لكي أهتم بشأن عائلي ملحّ.

نعم، فالحياة لم تتوقّف في لبنان، ولن تتوقف! أنا أصلا من البقاع ولكنّي كنصف اللبنانيين على الأقل، أعيش وأعمل في بيروت. والحرب دفعتني نحو برمّانا "مؤقتا"، وأصر على كلمة "مؤقتا"!

يفترض بقريتي "فلاوي" أن تكون مكانا هادئا وسالما فهي تشرف على سهل البقاع الواسع، وهي على بعد 18 كيلومترا من مدينة بعلبك التي استهدفها الطيران الإسرائيلي مسقطا فيها وحدها ما لا يقل عن ثلاثين قتيلا.

هذا مقياس "الأمان" عندنا في لبنان الآن: أن نكون بعيدين بضع كيلومترات عن هدف رئيسي للهجمات الإسرائيلية. أمر محزن ومخيف.

موقع القرية ليس المشكلة الأكبر، بل الطريق إليها.

طريق بيروت-دمشق الدولية مبتورة، وطريق ضهور الشوير أيضا تستهدفه المقاتلات الإسرائيلية...فالبارحة سقطت شاحنة خضار وشاحنة أدوية ضحايا للقصف.

اما طريق عيون السيمان فهي الأقلّ خطورة.

سنأخذ الخيار الثالث إذن والله يسلّم!

الخميس 27 تموز/يوليو - 23:40 بالتوقيت المحلي

كثيرون يقيمون الآن في مناطق لم يكونوا قد زاروها قبلا


من دون شك، الحرب قرّبت الناس من بعضها.

كثيرون يقيمون الآن في مناطق لم يكونوا قد زاروها قبلا.

قال لي رجل كبير في السن، مسيحيّ، يقيم في بكفيّا، أنّه لم ير مسلمين بهذه الكثرة في بلدتهم من قبل.

من "عوارض" هذه الحرب أنّها مزجت اللبنانيين ووحّدتهم في مصابهم مع اختلاف الدرجات طبعا.

الآن أنا جالس في مقهى للانترنت في برمّانا. الساعة تقارب الثانية عشر ليلا...حولي رجلين في أواسط الثلاثينات يتكلّمان، تبيّن أنهما كانا زملاء منذ أيام المدرسة والتقيا بعض سبعة عشر سنة!

قصة حقيقية ...زياد ومالك يشهدان!

الخميس 27 تموز/يوليو - 17:00 بالتوقيت المحلي

بلا مبالغة، أعرف 8 أشخاص كانوا في طور التحضير لزفافهم هذا الصيف، والمعرفة وثيقة ليست عابرة.

واحدة أصرّت ومضت.

كانت تخطط للزواج هذا الصيف ولكن الحرب منعتها


بعض المدعوين لم يأتوا طبعا، حوالي الثلثين! ولكن هذا كان في اليوم الثاني للحرب حين كنّا نظنّ انها مسألة "ضربات انتقامية" من إسرائيل. "يوميين وبيمرقوا". كم كنّا مخطئين!

اليوم كلّمتني زميلة لي من أيام الجامعة. هي أيضا كانت تخطط للزواج هذا الصيف ولكن الحرب منعتها، ليس من الزواج، فهي ماضية ولكن منعتها من إقامة زفافها. مبروك لها وعقبى للسبعة الذين ينتظرون.

الخميس 27 تموز/يوليو - 12:30 بالتوقيت المحلي

في بيروت "مقاتلون" من نوع آخر.

أقسّم وقتي بين عدد من الأمكنة


جيش من الشباب والشابات المتبرعين بمالهم ووقتهم وخبراتهم من أجل مساعدة النازحين الذين ضاقت بهم المدارس الرسمية والحدائق العامة، على قلّتها في بيروت.

أحاول أن أقسّم وقتي بين عدد من الأمكنة التي يتجمّع فيها النازحون.

الحالة أصعب من أن توصف.

أطفال تسأل عن أبائها، وأمهات تسأل عن طعام لأولادها وكبار في السنّ يصرّون على العودة الى "الضيعة".

هناك الكثيرون ممن يساعدون ولكن نريد المزيد. فعندما يصبح حوالي المليون لبناني من دون منزل، بين نازح داخل البلد ونازح الى خارجه، تبرز الحاجة الى المزيد من هؤلاء "المقاتلين المسالمين".

الأربعاء 26 تموز/يوليو - 17:40 بالتوقيت المحلي

ظاهرة جديرة بالاهتمام، مع أننا كلبنانيين قد لا تفاجئنا على الإطلاق.

هذا التحديق بوجه الموت، ماذا يقول لنا؟


برغم القصف وأعداد الضحايا المتصاعدة، هناك الكثير من اللبنانيين الذين ما زالو يقيمون في مناطق تعتبر تحت تهديد إسرائيلي مباشر.

أعرف كثيرون ما زالوا في الضاحية الجنوبية لمدينة بيروت على مسافة خطوات من ما يسمى "المربّع الامني".

هذا التحديق بوجه الموت، ماذا يقول لنا؟

هل يعبر عن "روح قتالية"، أو عن التزام بنداء الصمود، أو عن ضيق في الخيارات الاخرى؟

أم هل يعبّر عن يأس واستسلام لما هو أقوى من منطق "تحييد المدنيين" وحماية العزّل؟

الأربعاء 26 تموز/يوليو - 15:45 بالتوقيت المحلي

لا أعتقد أن باستطاعة أي إنسان واقعي أن يتكلّم عن مجاعة أو فقدان لمصادر الطعام على نطاق واسع في لبنان، باستثناء المناطق التي تتعرض للقصف بشكل دائم مثل بعض قرى الجنوب ومناطق الضاحية الجنوبية.

المطاعم الكبيرة مقفلة، مع ان بعضها يصرّ على تأمين خدمات التوصيل


هذه المناطق صارت خالية من معظم سكّانها أصلا الا القليل الذي يرفض الخروج لعدة أسباب أكثرها الحاحا هو عدم وجود مكان آخر يذهبون إليه!

المطاعم الكبيرة مقفلة، مع ان بعضها يصرّ على تأمين خدمات التوصيل، كشكل من اشكال الصمود، ربّما.

وحتى الأمكنة الصغيرة التي تبيع سندويشات تعاني من عدم طبيعية الحركة. البارحة، شعرت بالجوع ولكن "أبو بكر" قال لي: "ما في شي الا شاورما"، فانتهى بي الأمرأن التهم سندويش شاورما بدون ثوم على قارعة الطريق.

وطبيعي في هذه الحالات أن يزدهر سوق "المناقيش" وهو ما يحدث فعلا اليوم، فهذا النوع من الطعام، كما نقول في لبنان، "رخيّص وكويّس"! نعم، الكل يأكل منقوشة! والمنقوشة معروفة لكل لبناني أو عربي زار لبنان، أما من لم يزره فقد يكون لا يعرف عماذا أتكلّم.

نصيحتي للذين لا يعرفون: عندما تزورون لبنان في المرة القادمة، إنشاء الله بعد الحرب، عندما يعود لبنان، وسيعود حتما، أطلبوا "منقوشة"، وتذكّروا أننا شعب عانى كثيرا من حروب المناقيش!

الأربعاء 26 تموز/يوليو - 15:00 بالتوقيت المحلي

وصلت الى بيروت اليوم حوالي الثانية عشر ظهرا.

أكاد أقسم أنّه ليس هناك حرب في وسط بيروت! سيارات وأعمال وناس حتى ورش بناء!

كل ما أعرف انني اليوم أكثر تفاؤلا من البارحة


كلام نصرالله البارحة بعد نصف الليل يرنّ في أذني: "الأسبوع المقبل أو الأيام العشرة القادمة ستكون حاسمة". اما نوع "الحسم" فلم يتحدث عنه أحد.

هل هناك علاقة بين هذه الكلمات وخروج الناس الى العمل اليوم؟ لا أعرف. كل ما أعرف انني اليوم أكثر تفاؤلا من البارحة.

لكن هذا ليس شعور اللبنانيين جميعا.

هناك من زاد خوفه بعد الكلام مجددا عن "ما بعد ما بعد حيفا" وهناك من قرّر أن لا يشعر، وهناك من يبحث عن أي كلام يطمئنه لأنه في صراع بين الخوف الطبيعي والرغبة بالثبات والصمود.

الأربعاء 26 تموز/يوليو - 10.00 بالتوقيت المحلي

بيت مري، برمانا، بعبدات، بكفيا، ضهور الشوير كلها مصايف في منطقة المتن على مقربة من المكان الذي أقيم فيه "مؤقتا" بسبب هذه الحرب.

هذه البلدات، كلها، بلغت سعتها النهائية في موسم "التصييف" الإجباري!

الأسلوب اللبناني لم يتغيّر


البارحة قال لي صديق برمّانيّ أنّه يشعر بالفخر لأن بلدته اتسعت للجميع فالبرمّانيون يؤدّون واجبهم المدني في تقديم المساعدة للمحتاجين والنازحين، ويؤمنون لهم الطعام، والشراب وأمكنة للنوم وأمكنة للسهر!

الأسلوب اللبناني لم يتغيّر إذن فقط أجبر على التراجع الى برمّانا!

أركان - الثلاثاء 25 تموز/يوليو - 22:00 بالتوقيت المحلي

الساعة السابعة مساء والطريق من بيروت الى برمّانا تكاد تكون خالية إلا من بعض المغامرين أو "الواقعيين"؛ فالطريق لم تستهدف بعد ومع ذلك فإن الرحلة مع "التاكسي" لا تستغرق اكثر من عشر دقائق.

يحيا اقتصاد السوق!


التاكسي؟ نعم ما زال هناك تاكسي في لبنان مع انّ سائق التاكسي يقول لك "بتعرف استاذ، هلّق تغيّرت التسعيرة. 22 ألف ليرة بدل 17 ألف ليرة." والمقصود انّه عليّ كمواطن لبناني، ان ادفع ضريبة الحرب إضافة الى ضرائب السلم.

يحيا اقتصاد السوق!

انتظرني التاكسي في شارع خال في وسط بيروت، كنا في السابق نقضي حوالي ربع ساعة لنقطعه بسبب زحمة السير والسواح والساهرين أما الآن فالشارع خال وسائق التاكسي ينتظر والراديو ينقل صوت فيروز: "بحبك يا لبنان"!

أركان - الثلاثاء 25 تموز/يوليو - 17:20 بالتوقيت المحلي

ليس هناك تعبير دقيق عن الشعور الذي يمر في صدر الإنسان حين يسمع صاروخا ينفجر على مسافة قريبة منه!

لست ادري إذا كان يمرّ هذا الشعور في صدره او ظهره أو ذراعه ... كل ما أعرف أنه يمرّ! إلى أين يذهب؟! لا أدري! كل ما اعرف أنه يمرّ! والبعض يقول أنّه يبقى! في الذاكرة ... في الوعي ... في اللاوعي؟ لا احد يعرف!

لقد سمعت أربعة إنفجارات قريبة جدا منّي


لقد سمعت أربعة إنفجارات قريبة جدا منّي، منذ عشر دقائق، وانا في وسط بيروت ... تبيّن انها أصابت الضاحية الجنوبية.

يكفي الآن أن احاول تصوّر شعور من كان في الضاحية الجنوبية فعلا، ومن كان على الأرجح "هدفا" لهذه الصواريخ.

ما هي الفكرة الأخيرة؟ هل كان هناك فكرة أخيرة؟ ما أبشع أن يموت الإنسان دون فكرة اخيرة!

ما زلت في وسط بيروت حريصا على أن أتمسك بفكرتي "الأخيرة"، فيما احاول البحث عن وسيلة للخروج من هذه المدينة، في سباق مع زحف الليل الذي يحمل معه ضوء القنابل الإسرائيلية!

أركان - الثلاثاء 25 تموز/يوليو - 15:30 بالتوقيت المحلي

الحياة في لبنان في اليوم الثالث عشر للحرب بدأت تتأقلم مع ما يبدو انه قدر اللبنانيين ؟ الحرب التي لا خيار لهم فيها!

وليس المقصود بكلمة "الخيار" هنا أن يختاروا قتال العدو ام لا، بغض النظر عن هويته،

بل المقصود ان يكون لديهم الحرية في أن يختاروا التوقيت والطريقة والمدى من دون ضغوط وإملاءات "أخلاقية" أو إيديولوجية. متى نفكّر إنطلاقا من المصلحة؟ المصلحة الحقيقية وليست المفترضة؟

أقيم مؤقتا في برمانا، ولي حديث آخر عنها! وأتنقل الى بيروت يوميا تقريبا، ليس بحكم عملي، وما زال هناك عمل في بيروت، ولو محدود، وليس بحكم حاجة ملحة. أتنقل بحكم الرغبة في رؤية أقرب ودور أفعل في هذه الحرب "اللعبة"!

ولا داعي لأقول كم تحذير أسمع في اليوم. "إنتبه". "خفف تنقلاتك". والسؤال هل أن من قتل أو جرح لم يكن منتبها؟!

الكهرباء والماء وخطوط الهاتف والانترنت ما زالت تعمل ولو جزئيا


أكتب الآن من وسط بيروت. منطقة ما زالت بعيدة عن الاستهداف الإسرائيلي.

الكهرباء والماء وخطوط الهاتف والانترنت ما زالت تعمل ولو جزئيا ولكن هذا ما لا أستطيع قوله عن باقي المناطق اللبنانية!

لو أردت أن اغمض عيني وأصغي لما حولي لظننت انه يوم احد عادي (واليوم هو الثلاثاء). أصوات سيارات قليلة ؟ آذان يطلقه جامع هنا وجرس كنيسة يدق هناك وما اكثر الجوامع والكنائس في وسط بيروت!

معظم البيروتيين إما في بيوتهم وإما خارج بيروت، بعضهم في الجبال، وبعضهم في سوريا وبعضهم في الأردن وبعضهم في دول أبعد!

غريب كيف ان كثير من اللبنانيين اقتنعوا أنهم فعلا أميركيون أو بريطانيون أو فرنسيون أو سويديون!!!

كل اللبنانيين في حالة ترقب إلا حوالي 400 لبناني! أولئك الذين اختارتهم القنابل الذكية!!!

[أبو مرحبا]

يعطيك الف عافيه

يامراسل البي بي سي

التوقيع

إن قلَّـت الوزنـه وربعـي مشافيـح ** أخلـي الوزنـه لربعـي واشـومـي

[النافذ]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قحص

يعطيك الف عافيه

يامراسل البي بي سي

اخي قحص

الله يعافيك على المرورالكريم

وانا مرسل الهيلا ماهوالبي بي سي اهههههههههههههههه

شرفنا حضورك الكريم

[النافذ]

مفكرة الإسلام [خـاص]: قال النقيب أمد فاضل العزي الناطق باسم شرطة 'أبوغريب': إنه تم العثور صباح اليوم الأربعاء على خمس جثث عند طريق إبراهيم بن علي السميلات الترابي شمالي أبو غريب وعليها آثار إطلاق نار في الرأس.
ونقل مراسل مفكرة الإسلام في 'أبو غريب' عن العزي قوله في تصريح صحافي وزع على عدد من وكالات الأنباء في مركز شرطة المدينة: إن الجثث تعود لعناصر مليشيات شيعية كما ظهر في هوياتهم التي وجدت ملقاة بجوارهم دون أن يذكر اسم تلك المليشيات، إلا أنه اكتفى بقوله مليشيات شيعية متنفذة في الحكومة الحالية.
وكانت مفكرة الإسلام قد نشرت أمس خبرًا يفيد بأن عناصر المقاومة نجحوا في القبض على خمسة عناصر من 'فيلق بدر' كانوا يحاولون تسميم مياه الشرب في منطقة إبراهيم بن علي قرب أبو غريب.
ونقل مراسل المفكرة عن مصدر في المقاومة قوله: تمكّنا من القبض على خمسة عناصر من فيلق بدر يحملون مادة سيانيد البوتاسيوم القاتلة، وهم يحاولون رشها على مستودعات تصفية مياه الشرب الخاصة بمنطقة إبراهيم بن علي.
وأوضح المصدر أن المقاومة أفشلت محاولتهم لتسميم مياه الشرب، لافتًا إلى أنه لو نجحت محاولتهم لتسميم مياه الشرب لقضت على أكثر من عشرة آلاف مواطن من أهل السُنة في ساعة واحدة.

[النافذ]

مفكرة الإسلام [خـاص]: عرضت قوات الاحتلال البريطانية في مدينة البصرة جنوبي العراق صباح اليوم الأربعاء على أهل السنة المهجرين من منازلهم قسرًا العودة إلى بيوتهم لقاء حماية بريطانية لهم من بطش شيعة إيران.
ونقل مراسل مفكرة الإسلام في البصرة عن أحد أهل السنة المهجرين قسرًا، وهو من عشيرة الدواسر، والذي طلب الاكتفاء بذكر اسم عشيرته فقط لإثبات أحقية أهل السنة في البصرة تاريخيًا أن قوات الاحتلال البريطانية أرسلت وفدا عراقيا مؤلفا من تسعة أشخاص إلى مجمع يضم عددًا كبيرًا من عوائل أهل السنة الهاربة من بطش شيعة إيران في البصرة، حيث وعدهم الوفد بتوفير الحماية الكافية لهم إذا ما عادوا إلى منازلهم مع ونسائهم وأطفالهم.
وأوضح المصدر نفسه لمراسل المفكرة أن قوات الاحتلال البريطانية عرضت أيضا مبلغًا قدره عشرة آلاف دولار أمريكي لكل من يعود إلى داره إضافة إلى تعويض لمنزله إذا كان قد نُهب من قبل الميليشيات الشيعية أتباع إيران.
وأكد المصدر أن أهل السنة رفضوا العرض البريطاني لكونه نابعًا من خطة تهدف إلى إفهام العالم أن الوضع في البصرة جيدٌ وآمنٌ فيما يستمر الذبح فينا وفي الذين لا زالوا بالبصرة حتى الآن من أهل السنة.