فصل الخطاب في دلف القبيلة في الانتخاب

[سناف الطراد]

قال أعرابي لهشام بن عبدالملك : أتت علينا ثلاثة أعوام : فعام أكل الشحم ، وعام أكل اللحم ، وعام أنتفى العظم . وعنطم أموال ، فإن كانت لله فادفعوها إلى عباد الله وإن كانت لعباد الله فادفعوها إليهم ، وإن كانت لكم فتصدقوا بها عليهم ، فإن الله يجزي المتصدقين .
قال هشام : فهل من حاجة غير ذلك
قال الأعرابي : ماضربت أكباد الإبل أدَّرع الهجير وأخوض الدُّجى ، لخاص دون عام .

يقول سناف الطراد

يقول أحد ( المسؤولين الكبار ) عن الانتخابات البلدية " لقد استطعنا أن نحد من التكتلات القبلية "
يعني هذا ( المسؤول الكبير ) بالاستطاعة المزعومة ، تمكين المنتخِب من الإدلاء بصوته في أكثر من دائرة انتخابي .
وأيضا من الاستطاعة المزوعة ، مزج أكثر من دائرة انتخابية وفق الاختلاف البيئي .
بمعنى جعل الحي الذي يكثر فيه البادية مع حيين أو أكثر ممن يغلب عليه غيرهم ، وأعني هنا الحاضرة .

أقول أنا ياسناف الطراد ، أن كلام معالي ( المسؤول الكبير ) أشبه مايكون خرط القتاد ....... كيف ؟
تابع معنا !
يحاول كثير من المثقفين في بلادنا وخصوصا في المنطقة الوسطى ، تصوير القبيلة أو ابناء البادية، بأنها تصطدم وعائق ( الديمقراطية ) ومسلك الانتخاب ، زعموا
وهذا لعمري لهو قمة الجبل وسفحه في جهل القوم ، في ثقافة ديمقراطية الانتخاب .
فمن المعلوم أن الانتخابات تقوم على رأي الأغلبية من الناس على اختلاف مشاربهم الدينية والعرقية أو خلافه ، وبما ان هذه البلاد السعودية ، ترتوي من مشرب واحد وصافي من العقيدة المحمدية السليمة .
والعرق والحمد لله ، عربي ، وإن كان قد تأثر بعضهم ، بحكم التواجد التركي في بعض البلاد السعودية أبان الحملات العثمانية في القرن الثالث عشر ، وهذا موضع يطول بسطه ، لكن نكاد نعتقد بأن اختلاطهم بالبادية قد كان له تأثير لايستهان به .
فيبقى لدينا الانتماء البيئي ، أو المشرب البيئي إن صح التعبير ، وعليه يرتكز الفكر الانتخابي ، وفق منظور المصلحة لدى الناخب .
مالمصلحة لدى الناخب البدوي .
يزعم مناهضوا المرشح البدوي أو القبلي ، أن الترشيح سيكون وفق ( الفزعة ) أو ( ولد العم أولى من الغريب )
نقول وما الضير في ذلك ، فهذا ماجنته براقش على أهلها ، وهذه سنة ، سنيتموهم ، في الدوائر الحكومية ، والخدمات العامة .
فأكثر من نصف هذا البلد المعطاء من البادية بل يزيدون على ذلك ، وهؤلاء أعني البادية ، يرون أنهم محرومون ومهمشون في المناصب الحكومية ،وتفتقر ديارهم إلى أبسط الخدمات من صحة وتعليم ومواصلات .
وكل هذا وذاك يتم وفق ( الفزعة ) أو ( ولد العم أولى من الغريب ) .
أليس من حق الناخب البدوي ، أن ينظر للأمور وفق منظوركم الذي تكيلون فيه بمكياليين ، وأن يحسبها الحساب الصحيح ، عندما سنح مبدأ تكافؤالفرص .
لا إخالك يامعالي ( المسؤول الكبير ) تخالفني هنا ، وإلا ستكون ( أي كلام )
كما أنني ، لا أنسف المصلحة العامة ، ولا أنثرها رمادا في مهب الريح ، كما فعل غيرنا منذ التأسيس إلى يومنا هذا .
فالناخب البدوي أو القبلي ، أقولها جازما ، لن ينتخب من قبيلته إلا من هو كفؤا لهذا الترشيح ، ولا أطظن عاقلا يقول أن قبيلة بأسرها ، تفتقر للكوادر الوطنية الكفؤة.
إذا لاتحاول يامعاليكم أن تحرفوا الانتخابات عن شكلها الحقيقي ، وأن لاتشيعوا جهارا نهارا أن القبيلة عائق ، لمثل هذه السلوكات الاجتماعية ، والتي كانت القبيلة ، هي صمام الأمان لأمن المجتمع ووحدته ، وكما قيل بالمثال يتضح المقال .
فمكة على نذيرها أفضل الصلاة والسلام ، والطائف على مستَرضعها أزكى الصلاة والتسليم ، والمدينة على ساكنها أطيب الصلاة والتسليم ، هذه الثلاث قرى ، تعتبر من أكبر القرى في ذلك الوقت ، لم تقم ولم يصلح شأنها إلا القبيلة ، سارت وفق فسيفساء اجتماعية ، نحو خير البلاد والعباد .

إن محاولة إبعاد أبناء القبيلة عن المجالس البلدية من قبل معاليكم ومن نهج نهجكم ، ماهي إلا محاولة لإبعاد المجتمع السعودي عن أصالته وتراثه ولحمته العربية التي قامت عليها غزوات الأمة منذ نبيها الكريم صلى الله عليه وسلم ، وقامت عليها خلافات الأمةالاسلامية من بني أمية والعباسية ، مرورا بدعوة المجدد محمد بن عبدالوهاب رحمه الله وأعلى منزلته في عليين ، وانتهاء بتأسيس هذا الكيان الشامخ على يد أبي تركي عبدالعزيز بن عبدالرحمن رحمه الله وألحقه بالصالحين الأبرار.
نعم هذا الموروث هو مايقض مضجعكم يامعالي ( المسؤول الكبير ) ، فقد أختلف عليكم المشرب ورأيتم في المشرق المغرب ، وبحثتم في قدومنا عن المهرب، فتقبل مني هذا الكلام من المبني والمعرب :

لو كنت أحمل خمراً يوم زرتكم = لم ينكر الكلبُ أني صاحب الدار
لكن أتيت وريح المسك يفغمني = والعنبر الورد أذكيه على النار
فأنكر الكلب ريحي حين أبصرني = وكان يعرف ريح الزِّقِّ والقار

دمتم
سناف الطراد