لا تفرقوا الناس كلنا مسلمون

[الفريق]

لا تفرقو الناس كلنا مسلمون

كانت هذه الكلمه قبل فترة من الزمن قليلة التداول بين الناس، لا تسمعها إلا من عامي غير متعام أو عالم له مقصده من غير هذه البلاد .
وكان هذا العامي يشفع له جهله في الجمله وقبل ذلك يحمل على المحمل الحسن ، والآخر بعيد عنا ولا يستغرب منه هذا الكلام .
وفي هذه السنوات أصبحت تسمعها من متعلمين بل ممن فيهم خير وصلاح وتردد كثيرا وقد يكون لبعضهم العذر وساقه إلى هذا الكلام حسن القصد واخذ الأمور على ظاهرها بسبب تعدد الجماعات وكثرة الكلام بالحق والباطل،
وهذه الكلمة إذا عرضناها على ميزان العلم فلابد من بيانها فما كل من يقولها نحمله على المقصد الحسن إذ أن هذا تصرف أحمق وسطحيه وضعف عقل وغفلة صالح .
لاشك أن التفرق والاختلاف مذموم شرعا وهذا لا خلاف فيه .
ولكن هل كل اختلاف ؟
الجواب طبعا لا .... كيف ؟
اختلافنا مع اليهود واجب، فنحن مأمورون بمخالفتهم ومفارقتهم مثلا ، وهذا خلاف عالي إن صح التعبير أي على مستوى الدين ، إذا ليس كل اختلاف مذموم .
إذن ما هو الخلاف المنهي عنه ؟
يتكلم أصحاب الفرق والمقالات والمذاهب على الموضوع ويقسمونه إلى قسمين :
الأول: خلاف على مستوى الأديان ، الإسلام والنصرانية واليهودية ...الخ
وخلاف أدنى منه وهو إن هذه الأديان فيها فرق فارقت في بعض أصول هذا الدين ففي الإسلام فرق وفي النصرانية فرق وهكذا وقرن الإسلام بالنصرانية للإيضاح فالإسلام ناسخ لجميع الأديان.
إذن دين الإسلام فيه فرق خالفت في بعض أصوله .
هذه مقدمات قبل الدخول في الموضوع .
قائل هذه الكلمة( لا تفرقو الناس كلنا مسلمون) يقصد احد أمرين لا ثالث لهما :
الأمر الأول : هو انه لا يريد تفريق كلمة المسلمين ويريد الاجتماع على الحق وهذا محمود وخير.
والأمر الثاني : هو انه يريد اجتماع المسلمين لأجل الاجتماع فقط بغض النظر عن الحق أو الباطل.
فكل من ثبت إسلامه فهو أخ له لا ينكر عليه الباطل سواء كان باطله في معاصي او كان في اعتقاد وبدع ويقول نبني ولا نهدم يعني نأمر بالمعروف فقط ويؤجل مسألة النهي عن المنكر أو يلغيها ، وهذا هو الاجتماع المذموم وينهى عن تفريق الناس بهذا المفهوم فهذا باطل وشر .
لإن هذا القائل يريد أن يجمع بين من فرق الله بينهم، يريد أن يجمع بين الحق والباطل بين الكفر والإيمان، بين السنة والبدعة، بين الغناء وقراءة القرآن، وهذا هو الذي ينبغي التنبه له وخاصة في هذه الفتره والذي بدأ هذا المبدأ وللأسف يظهر بوضوح ولا حول ولا قوة إلا بالله والمصيبة إذا كان ممن ينتسب إلى الخير .
ومما هو معلوم ومقرر:
أن الإسلام هو شهادة أن لا اله إلا الله وأن محمدا رسول الله ولابد من تحقيق هاتين الشهادتين
وتحقيقهما يكون باختصار:
في شهادة أن لا اله إلا الله وهي التوحيد معرفتها والعمل بمقتضاها ومحبتها ومحبة أهلها والدعوة إليها ، وفي المقابل معرفة الشرك واجتنابه ، جملته وأفراده وبغضه وبغض أهله والتحذير منه .
وفي شهادة أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي السنة معرفتها و محبتها و إتباعها والعمل بها ومحبة أهلها والدعوة إليها ، وفي المقابل وهي البدعة معرفتها و بغضها وبغض أهلها واجتنابها والتحذير منها . وبضدها تتبين الأشياء .
وهذا هو سبيل النجاه والصراط المستقيم وهو المقياس لكل الدعوات الإسلاميه فمن كان كذلك فحيا هلاً به ومن خالف في شيء من ذلك فالحذر ثم الحذر وفق الله الجميع لكل خير.