التعريف بوثيقة حجّة الديرة: وثيقة حجّة الديرة, هي عبارة عن وثيقة قديمة محفوظة لدى رجل من قبيلة النفعة, تنصّ هذه الوثيقة على امتلاك النفعة لبعض البلاد في منطقة الطائف, وهبها لهم شريف مكة الحسن بن أبي نمي المتوفى سنة 1010هـ , بعد أن قدّم كبار النفعة له طلبا بأن يهبهم تلك البلاد, على شرط شرطه عليهم, وأعطاهم هذه الوثيقة؛ لتثبت ملكيتهم لهذه الأراضي الممنوحة لهم من قبله.
وكان سبب ظهور هذه الوثيقة, أنه وقع خلاف بين قبيلة النفعة والطفحة سنة بعد سنة 1343هـ حول ملكيّة بعض الأراضي, فرفعت قضيّتهم إلى قاضي محكمة الأمور المستعجلة بجدّة آنذاك, وهو الشيخ: محمد بن علي البيز, الذي كلّفه الملك عبدالعزيز بن سعود رحمه الله تعالى, بالنظر في قضيتهم والفصل بينهم, وقد أظهرها صاحبها ليثبت حقّ قبيلة النفعة في ملكيّة هذه الأراضي.
وهذه الوثيقة التي نحن بصدد الحديث عنها, هي الوثيقة الصحيحة التي أعتمدها القاضي البيز, حيث يقول: "وأبرزوا قبيلة النفعة حجّة مؤرّخة عام 1005هـ ألف وخمسة بالكتابة والرقم, وبأعلاها ختم منقوش به حسن أبو نمي, وهي تتضمّن أن كبار النفعة قدموا على الشريف حسن بن أبي نمي .. ثم قال القاضي: "هذا حاصل حجّة النفعة, وهي مطابقة لدعواهم, وتاريخها مطابق لوقت ولاية الشريف الحسن بن أبي نمي على مكّة" ا.هـ
وهذه الوثيقة الآن بحوزة الشيخ عبدالملك بن جبران النفيعي .
قلت: هذه الوثيقة تتحدّث عن أن الشريف الحسن بن أبي نمي, أعطى النفعة البلاد المنصوصة عليها في الوثيقة, وعلى هذه الوثيقة ختم للشريف الحسن بأعلاها كما ذكر القاضي البيز, كما كتب الشهود في هامش الورقة بخط كبير, كما هي عادة الوثائق آنذاك, وفيها إشارة للطفحة دون تصريح؛ لأن الوثيقة أسمتهم النفعة ولم تميّزهم عن قبيلتهم, كما لا يوجد فيها أي ذكر لنسب النفعة فيها, ولم يشر إليه بتاتا.
وهذا نصّ الوثيقة, جاء فيها بعد كلام طويل فيه مدح مذموم منهي عنه شرعا قال كاتبها: " .. سيدنا سيد الجميع سيدنا الشريف حسن بن مولانا الشريف أبي نمي شريف مكة المشرفة .. بأن النفعة لفو[ا] على سيّد الجميع المذكور الواضع علامته السنيّة بأعلا هذه السطور .. يستطعطونه ويطلبونه جناحا من ديرته .. فأعطاهم من ديرته وملكهم الشط والراحة والجرد الشطّ, والراحة, والجرد, وما يرفع سلوان. وشرط عليهم, في شهر الحج, يصرخون من البالغ والكسوة والبخشيش للكبار, والتدبير للجبر, وميّة جمل تشيل ذخيرة, من مكة إلى الطائف, والكرا على الأردب ريال حجر, ورضيوا, وسلّموا, وأعطاهم سيدنا سيد الجميع أدام الله تعالى ايامه وأنار بالعدل أيامه, وجه الله ثم جهه على ذلك, وجها ما روث على ذوي نمي, أنها ما تجذب منكم يا غلماني, ما دام الربّ يعبد والغراب أسود والناس يصلون على محمد, وطلبو[ا] منه كبار النفعة, أنه يحدّد لهم الديرة, ثم إن كبار النفعة: خضر بن سماح, وزيد بن يزاد الزيادي, وخاتم بن ضامر الفليت, ومحيّا النخيش, وحسن المسعودي, وحاسن بن رشود, ومحسن بن عويمر الحصيني, وغالي بن ردعانا لحليفي, ومقبل بن مقدم الصويط, ووازن بن زاير الجعيد, وسلمان الحليس. الكل منهم على نفسه وعلى قبايله, اللي وراه, طلبوا من سيّدنا سيّد الجميع أن يحدّد لهم الديرة التي أعطاهم فحددها لهم بحدود .. فيحدها من الغرب وادي ليّة, والأثيبة, وأم الوعب, وأم الحفير الشعثاء, ورأس حلات [حلاة] جلدان, والصفا الخضرا[ء], وذا المذكور, ولصبع, والقراين, وحصى البردان, وعليب الهراس, والخليج إلى سلوان, وتغوث, والسفلى, والمجيمر, والمدحال الطويل, والعدلة, والغراب, والخنس, وثميدان عليا. دلو[ا] حارثي, ودلو[ا] عتيبي, وجناب المفلطان أبا الردم, والعارض المنقاد, ورأس صنداد, ورأس غضين, والحلق مهد الطواعن في الشاحطة, والطواعن, ورأس الفرعة الصفرا[ء], والنصب, ومسايل الما[ء] في الحمظة, ومسايل الما[ء] في الصنيع, ورأس القصر, ورأس وادي صلَّا, إلى الفوغة, وبطن وادي دفاف, إلى الحويتيّة, والنصب حقّ طاشت بني هلال, وأبو رخم, ومسايل الما[ء] في اللحيان, وعجام الفرعة, ورأس الملساء, ورأس الفقير, ورأس الرجل, وريع النجيد, وأم سلم, والشاحطة, ووادي جفل, إلى الأصيفر, ومسايل ليّة حادر, وأعطاهم إيّاها سيّد الجميع, عطا تام نافذ .. جاءوا النفعة لسيدهم سيّد الجميع المذكور بعدد وعوض قدره أثنا عشر .. وقبل منهم سيدنا سيد الجميع المذكور للعدد والعوض المزبور وتسلمه له مقدمه يومئذ مقدمه محمد بشهادة من سنذكر شهادتهم في ذيلها والله خير الشاهدين و .. جميع الديرة المحدودة المذكورة, كلها ملكا خاصا من أملاك النفعة, وحق من حقوقهم, يتصرفون فيها تصرف الملّاك في أملاكهم, وذوي الحقوق في حقوقهم, من غير معارض لهم في ذلك, ولا .. ولا دافع يحدهم ولا مدافع, وعلامة سيّدنا سيّد الجميع أعلاه عمدة في ذلك وعلى الله الاعتماد, وإليه الاستناد, وهو حسبنا ونعم الوكيل .. حرّر يوم الجمعة عاشر شهر ربيع الأول سنة 1005خمس بعد الألف من هجرة من له العزّ والشرف صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الشهود [ وقد سجّلوا في ذيل الوثيقة] : شهد أحمد العجّامي الثبيتي, وشهد محمد الشبلي, وشهد حمدان الشلوي, وحميدان الشلوي, وشهد علي المطاري, وشهد يحيى الثمالي, وناصر الثمالي, وحسن العدواني" ا.هـ
وقد عملت نسخة من هذه الوثيقة, نسخت كما كتب بأعلاها سنة 1289هـ , ونصّها نفس النصّ الوارد في الوثيقة المؤرخة سنة 1005هـ إلّا أنه عدل فيها بعض التعديلات التي لا تخل بمضمون الوثيقة كما أضيف فيها قوله: "وتقاروا النفعة على نسبتهم في الجدّان الأنفاع صرار ومجنون أولاد صالح بن نافع بن نفاع بن رايق بن فلاح ... " ا.هـ
قلت: هذا النسب مضاف إلى الوثيقة المنسوخة وليس موجودا في الوثيقة الأصليّة, ممّا يعني أن هذا النسب مضاف من ناسخ الوثيقة وليست في الوثيقة الأصل. كما أنه لا يوجد عليها أي ختم, والشهود هم أنفسهم شهود الوثيقة السابقة, إلذا أنهم كتبوا في متن الوثيقة, وليس في هامشها, مما يؤكّد أنها منسوخة من الوثيقة المؤرخة عام 1005هـ.
وهذه الوثيقة توجد بحوزة الشيخ عيضة بن مسلم الحصيني كبير عشيرة الحصنة من الطفحة.
ثم إنه نسخت من الوثيقة المنسوخة سنة 1289هـ نسخة أخرى, وليس عليها تاريخ يدل على زمن نسخها, إلّا أنها نسخت بعد النسخة الأولى, بدلالة وجود الإقرار في النسب, ونسب صالح بن عمير الحصيني فيها.
وهذه الوثيقة اليوم بحوزة الشيخ: صامل بن صالح السواط.
وهذا نص الوثيقتين المنسوختين, التي بحوزة الحصيني والتي بحوزة السواط: "الحمد لله وحده, لقد حضروا كافة النفعة, وطلبوا من سيدهم, سيّد الجميع, الشريف حسن الحسني بن نمي, الديرة, فأعطاهم عفى عنه ومتّع حياته, وبيان العطا: الشطّ, والراحة, والجرد, وما يرفع سلوان. وشرط عليهم, في شهر الحج, يصرخون من البالغ والكسوة والبخشيش للكبار, والتدبير للجبر, وميّة جمل تشيل ذخيرة, من مكة إلى الطائف, والكرا على الأردب ريال حجر, ورضيوا, وسلّموا, وأعطاهم وجه الله [ثم] ووجهه, وجها ما روث على ذوي نمي, أنها ما تجذب منكم يا غلماني, ما دام الربّ يعبد والغراب أسود والناس يصلون على محمد, وطلبو[ا] منه كبار النفعة, أنه يحدّد لهم الديرة, وهم بأسماءهم: خضر بن سماح, وزيد بن يزاد الزيادي, وخاتم بن ضامر الفليت, ومحيّا النخيش, وحسن المسعودي, وحاسن بن رشود, ومحسن بن عويمر الحصيني, وغالي بن ردعانا لحليفي, ومقبل بن مقدم الصويط, ووازن بن زاير الجعيد, وسلمان الحليس. الكل منهم على نفسه وعلى قبايله, الي [اللي] وراه, وحدود تلك الأرض: يحدّها من الغرب وادي ليّة, والأثيبة, وأم الوعب, وأم الحفير الشعثاء, ورأس حلات [حلاةلأ جلدان, والصفا الخضرا[ء], وذا المذكور, ولصبع, والقراين, وحصى البردان, وعليب الهراس, والخليج إلى سلوان, وتغوث, والسفلى, والمجيمر, والمدحال الطويل, والعدلة, والغراب, والخنس, وثميدان عليا. دلو[ا] حارثي, ودلوا عتيبي, وجناب المفلطان أبا الردم, والعارض المنقاد, ورأس صنداد, ورأس غضين, والحلق مهد الطواعن في الشاحطة, والطواعن, ورأس الفرعة الصفرا[ء], والنصب, ومسايل الما[ء] في الحمظة, ومسايل الما[ء] في الصنيع, ورأس القصر, ورأس وادي صلَّا, إلى الفوغة, وبطن وادي دفاف, إلى الحويتيّة, والنصب حقّ طاشت بني هلال, وأبو رخم, ومسايل الما[ء] في اللحيان, وعجام الفرعة, ورأس الملساء, ورأس الفقير, ورأس الرجل, وريع النجيد, وأم سلم, والشاحطة, ووادي جفل, إلى الأصيفر, ومسايل ليّة حادر, وأعطاهم إيّاها سيّد الجميع, عطا تام نافذ, بشهادة من حضر, شهد أحمد العجّامي الثبيتي, وشهد محمد الشبلي, وشهد حمدان الشلوي, وحميدان الشلوي, وشهد علي المطاري, وشهد يحيى الثمالي, وناصر الثمالي, وحسن العدواني, والله خير الشاهدين. وبيان جواب النفعة: لسيّدهم من هدوا اثنعشر ميّة من الغنم, واثنعشر حرّة ركاب, وقبل منهم, وأخذها المقدم محمد عفى الله عنه, وحرّر ذلك يوم الجمعة عشرة في شهر مولد أول سنة ألف وخمس من الهجرة النبويّة, والله أعلم. وكذلك أن المرحول على أبيض الدفّة, ومقبل بن مقدم يفرّق المرحول, على أنه مقدم الشريف, وأربعين على النفعة, وستين على بني عمهم الطفحة, هذا ما سار بينهم الرضا, وكذلك النفعة تراضوا في الديرة, إلة سدهم الله عنها, تحمى سبعين ليلة, وشرهت كل قطر على من يواليه, والتنبيه ثلاث مرات, وبعدها من كابر مذبوحة شاته, يكون لحضر من أهل الحمى لهم ساربتهم ما تلطم, والمنادا بيد النخيش, والباحة بيد الفليت, والحجة تراضوا أنها يلزمها الحصيني والصالح من ذريته, لأجله راعي راسية, ما يشد والله خير وأبقى. وتقاروا النفعة على نسبتهم في الجدان الأنفاع أولاد صرار ومجنون أولاد صالح بن نافع بن نفاع وبركوت ومزروع أولاد علي بن طويفح بن نفاع بن رايق بن فلاح بن شملان بن زياد بن علي بن كتيم بن كعب بن بطيان بن سعد بن حجاج بن مسعود بن أكوع بن عتيب بن كعب بن هوازم بن صالح بن شباب العربي نسب والشافعي مذهب والله أعلم" ا.هـ
ثم ذيّلت هذه الوثيقة بنسب حاملها في تاريخ 1289هـ وهو كما جاء في التذييل: "صالح بن عمير بن بكري بن عمر بن عويمر بن عواده بن محمد بن جويفل بن جليدان بن عبدالله بن حصيني بن مزروع بن علي بن طويفح بن نفيع بن رايق بن فلاح بن شملان بن زياد بن علي بن كتيم بن كعب بن بطيان بن سعد بن حجاج بن مسعود بن أكوع بن عتيب بن كعب بن هوازم بن صالح بن شباب العربي نسب والشافعي مذهب والله أعلم" ا.هـ
من خلال ما سبق: يتّضح أن سلسلة نسب قبيلة النفعة إلى شباب, كتب سنة 1289هـ, ولا يوجد دليل واحد, يثبت أنها كتبت قبل هذا التاريخ, مما يعني أن دعوى من يزعم أن سلسلة نسب النفعة خصوصا وعتيبة عموما كان محفوظا إلى شبابة من تلك الأزمنة دعوى باطلة وغير صحيحة,
فيقول أحدهم, وهو تركي بن مطلق القدّاح: "أوضحت الوثيقة السابقة المؤرخة في 10 / 11 / 1005هـ نسب قبيلة عتيبة, وأنها تنتسب إلى جدٍّ معلوم, وهو عتيب بن كعب بن هوازم بن صالح بن شباب" ا.هـ وهذا النسب لم يرد سوى في الوثيقة المؤرخة عام 1289هـ والنسخة المنسوخة منها, ولا يخفى على القارئ مدى التزوير الواضح الذي أرتكبه تركي القداح سهوا أو عمدا.
وقد سبق وأن اشرنا إلى أن الدليل على الوثيقة المؤرخة عام 1289هـ ما هي إلّا نسخة من الوثيقة المؤرخة عام 1005هـ , هو أن نصّ الوثيقة المؤرخة عام 1289هـ هو نفس النص بما يحتوي من أسماء رجال وشهود وبلاد الوارد في الوثيقة سنة 1005هـ , إلا أنه حذف صدر الوثيقة الأصلية, وتصرّف في شيء من تعابيرها وخصوصا آخر الوثيقة الأصليّة, زد على ذلك, عدم وجود أي ختم أو شهود إضافيين على الوثيقة المؤرخة عام 1289هـ.
وهنا نريد أن ننبه على أنه لربما كانت الوثيقة المؤرخة عام 1005هـ كتبت في ورقتين, ورقة بيد النفعة, وورقة بيد الطفحة, فقام الشيخ صالح بن عمير بتجديد الوثيقة التي ورثها عن أسلافه؛ لذلك اختلف التعبير نوعا ما.
ولكن سواء عمل كاتب الشريف ورقتين من الوثيقة المؤرخة عام 1005 هـ أو لم يعمل, فسلسلة النسب الواردة قطعا لم تكتب في هذا التاريخ؛ لأنها لو كتبت من قبل كاتب الشريف في تلك الحقبة, لكتبها في وثيقة النفعة أيضا, ولكن سلسلة النسب هذه, غير مذكورة في الوثيقة التي بيد النفعة.
وبالمرفقات تجدون صورا للوثيقتين الأصل والنسخ لبيان الحقيقة.
إذا نسب النفعة إلى شباب كتب سنة 1289هـ
بينما نسبة عتيبة إلى هوازن كتب سنة 1232 كما ورد في كتاب لمع الشهاب للريكي
والله أعلم
آخر تعديل الفيلق يوم 28-Oct-2011 في 06:34 PM.
« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
28-Oct-2011, 06:31 PM
وثيقة حجة الديرة المؤرخة 1005هـ لم تذكر أي نسب للنفعة؟!
العرض العادي
