صدر الديوان الأول
لمشرفنا القدير الشاعر :عبد الملك بن عواض الخديدي العتيبي
والذي يحمل اسم ( نفحات في نصرة الحق ) .. وقد ضمنه الشاعر القصائد ذات الطابع الاسلامي والاجتماعي كأول ديوان يصدره.
يحتوي الديوان على اثنين وعشرين قصيدة .
منها قصائد في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم ونصرته والذود عنه .
ومنها قصائد اجتماعية ونفحات أدبية تعالج بعض السلوكيات في المجتمع بنوع من الشفافية .
نتمنى للشاعر عبد الملك الخديدي أحد شعراء الهيلا التوفيق والسداد.
...
ونقدم لكم بعض قصائد الديوان :
عَظيمةٌ أنتِ يا أرضَ الرسَالاتِ = يا مهبطَ الوحي فِي خَتْمِ النبوَّات
للهِ منْ دَعْوةٍ جَادَ الخليلُ بِها = ودَعْوةُ الخَيرِ جَاءتْ بالمَسَرَّاتِ
فِي أرْضِك الطُّهرُ عِنْوانٌ ومفْخَرَةٌ = يَزْهُو بِكِ الشِّعرُ في أبْهَى العِباَرَاتِ
نَادَى الذبيحُ بها ربًّا فأكرَمهُ = ذريةً فَرْعُها فوقَ المَجرَّاتِ
وأصْلُها ثابتٌ في بَطنِِ بكَّتها = أحْفادُها سَطَّرُوا سِفْرَ البُطُولاَتِ
وصالحٌ جَاء بالأسْفارِ يَحْمِلُها = إلَى المَدَائنِ في عَصرِ البِِدَاياتِ
وقبرُ حوَّاءَ لم تُشْرَعْ زيارَتُه = لحكمةِ الدِّينِ فِي هَجْرِ المَزَارَاتِ
وفي رُبَاهَا تربّى أحمدٌ ونَمَا = وسُطِّرَ المجدُ في أسْمَى الرِّواياتِ
أمّ القُرَى إنَّ قَلْبِي اليَوْمَ في شَغَفٍ = بينَ المَقامِ ورُكن البيتِ مَرْضَاتي
تَعدّدَت في صُنُوفِ العِشقِِ أفْئدَةٌ = وعِشْقُ مَكََة فِي تَركِيبِ ذََرَّاتِي
مَشيئةُ الله في بطحَائها رَفَعتْ = قَواعدُ البيتِ منْ مهدِ الحضاراتِ
والنَّهْرُ يَجْري مريئاً في مَشارِبِها = مِنْ زَمزمٍ فَيضها نَبعُ السِّقَايَاتِ
مليارُ نفسٍ لشطرِ البيتِ وجْهُتُهُم = الله أكبرُ في كلِّ العباداتِ
ومنْ حِرَاءٍ يُشعُّ الحقُّ مُنطلقاً = يؤسِّسُ العَدلَ في كلِّ المَسَاراتِ
يَسْرِي بنا حَاملُ الأمْجَادِ في لهفٍ = لطيبةِ المُصْطفى نبع الهِدَاياتِ
نَرْوي العُرُوقَ التِّي في نبضِها ظمأٌ = ونكسِبُ الأجْرَ منْ وحْيِ المنَاجَاةِ
هُنَا المَدينَة قَد أهْدَتْ لِزَائِرِهَا = فَرَائِدَ التَّمرِ مِنْ طَلعِ النَّـديَّّاتِ
تَعَجَّلَ الرَّكب من أطرَافِها ومضَى = يَسْعى حثيثاً إلَى أمِّ الفُتُوحَاتِ
تَبُوكُ فِي عُسْرَةِ الإسْلامِ مُعجزةٌ = أذاقتِ الرُّومَ منْ كأسِ المراراتِ
وإنْ أتتني رياحُ الشوقِ ثائرةٌ = أرسَلتُ للطائفِ المأنُوسِِ آهاتي
مدينةُ الوردِ والرَّيحانِ قد أخذتْ = ألبَابَ منْ يَمَّـمُوا صَوْبَ الحِدَابَاتِ*
عُكاظُ يا قبلة الآدابِ في زمنٍ = يُعلَّقُ الشّعرُ في أزكَى البناياتِ
وفي بني سَعْدِ للمبعُوثِ نشأتُهُ = يسْترضِعُ الصَّبرَ من أمِّ الفَصيحَاتِ
والصَّافنَاتُ بعَرضِِ البرِّ سَابحَةٌ = إلَى القَصِيمِ وأربَاب المرُوءاتِ
وطرفةٌ يلتقي في البيدِ نابغةً = يُرَدِّدُ الشِّعرَ في هَجْرٍ وسِيهَاتِ
وفِي الجُوَاء لنا لُقيَا بعاشقةٍ = لفارسِ الخيلِ في سرْدِ الحِكَاياتِ
وحَاتمُ الْجودِ يَحْدو في مَضَارِبهِ = وينْحَرُ البُخْلَ في وقْتِ المجَاعَاتِ
ونَجْدُ ريحانةٌ تزهُو بهضْبَتها = والأرضُ من دونِها رَهْنُ الإشاراتِ
هنَا الرِّياضُ وغَيثُ البِشْرِ يَغْمُرُها = وتنشرُ الخيرَ في كُلِّ المَداراتِ
عبدُ العزيزِ الذي أضْحَى الرِّياضُ بهِ = مَدينةٌ تَرتَدِي أبْهَى العَباءاتِ
في وحْدَةٍ خَطَّها بالدِّينِ فاكْتملتْ = خريطةُ المجدِ في أنقَى الصِّياغاتِ
مِنْ قَلْزَمِ البَحْرِ مِنْ شُطآنِ جِدَّتِهِ = إلَى خَلِيجِ الهَنَا بَحْرُ العَطَاءَاتِ
عسيرُ في السُّودَةِ الخضراءِ قد سُقِيتْ = منْ غَيْمةٍ عَانقَتْ -أبها -البهيَّاتِ
وباحَةُ الحُسنِ في رغدَانِها رقصتْ = على ترانيمِ أمطارِ الشتاءاتِ
حَمامَةُ الخَيرِ مِنْ أخْدُودِها انْطَلَقتْ = تَطِيرُ فِي مَأمَنِ حتَّى الْقُرَيَّاتِ*
أرْضُ الجَنُوبِ وقَد كَادَتْ بِرَوعَتِها = تَكُونُ طوبَى بأنْهَارٍ وجَنَّــاتِ
للمُسْلِمينَ جَميعاً فخر مملكةٍ = تَعَاظَمَ المجْدُ فِيها بالقَـدَاسَاتِ
اللهُ يا مَوْطِني يا جَنَّتِي أبَداً = ما حَلَّ في مُهْجَتي غَيرَ الثَّـنيَّاتِ
أنْتِ السُّعُوديَّةُ العَلْيـَاءُ فِي شَمَمٍ = تَعْلُو عَلَى كُلِّ مَنْ تَحْتِ السَّمَوَاتِ
قصيدة / سيد البشرية محمد صلى الله عليه وسلم
مُحَمَّـدٌ .. نَبيُّنَا .. شَفِيعُنَا = صَلَّى عَلَيكَ فِي الدُّجَـى مُوحِّـدُ
حَمْـداً لــك اللَّهم إذْ هديتـنـا = للحقِّ مـنْ نُـورِ النَّبـيِّ تُوقِـدُ
مدَّ الضِّيَاءَ فـي النُّجُـوم بعدمـا = كان الظلام فـي الفضـاء يُمْـدِدُ
دانَتْ لَـهُ كـلُّ العبـاد رغبـة = في العدل لا ظلمـاً ولا تُسْتَعْبَـدُ
بُعِثْتَ فـي كـلِّ الأنـام رحمـة = وبالهـدى مبـشـرا وتُـرْشِـدُ
نِبرَاسُنَا إذا افتَقَدنَا أمْرَنَا= أوصـى إلينـا بالنجـاة أحمـدُ
عليك منْ فضل الإله أنْعُمـاً = طابتْ بك البشرى وطابَ الموْلدُ
بالوحي تمشي والخطا سيَّرْتهـا = سِفْراً عظيماً يستطيـبُ المَـوردُ
داويتَ جهلَ القوم في غلوائهـم = والجُرحُ من هدي النَّبيِّ يُضْْمَـدُ
أنتَ الأمينُ صادقٌ فـي وعـدهِ =في فعْلـهِ فـي كُـلِّ مـا يُـرَدِّدُ
للهِ نحْـيـا والحـيـاة ظلـمـةٌ = وأحمـدٌ بالنـور فيهـا يَعْـهَـدُ
لله آمـنَّــا فـكُـنَّـا أمَّـــةً = ٌالعـدلُ فيهـا والأمـانُ يُعْـقَـدُ
هلَّـتْ بآيـات الكتـاب أمَّـتِـي = والمرسـلات والمثانـي تشْهـدُ
يا فارسَ البُـراقِ قـد سبقْتَهـم = إلـى الفضـاءِ والبـراق يُفْـردُ
والأنبياءُ فـي السَّمـاءِ زرتهـم = فطابَ منك الجمـعُ والمُسْتَفْـرِدُ
وانشقَّ عنك البدر فـي بهائـه = والماء تحت العرش صفواً يَبرُدُ
مكـارم الأخـلاق فيـك شيمـة = أتمَّهـا ربٌّ شـكـورٌ يُحْـمَـدُ
والأرض قـد جعلتهـا مـنـارةً = فيهـا سـراجٌ بالضيـاء يُوقَـدُ
نشرت فيها كـل أمـرٍ فاضـلٍ = والعدل في الإسلام كم يُسْتنجَـدُ
يا من أتاهُ الوحيُ مـن عليائـهِ = منَـزَّلاً والحـرفُ لا يُـبــَـــــدَّدُ
وهـزَّهُ جبريـل فـي أعماقـه = اقرأ ..وبا سم الله ربًّـا يُوجِـدُ
ودثرونـي دثـرونـي قلتـهـا = والرُّعبُ من وحي الالـه يُخْمَـدُ
جاءتْ إِليك حِينَهَا خديجةٌ= والبـرءُ فـي أنامـلٍ لا تَجْحَـدُ
كريمـة فـي أصلهـا شريفـة = وبالوفـاء تُرْتَضَـى وتُحْـمَـدُ
تقـول مـن وفائهـا لخلّـهـا = وقد غشاهُ الخوف فيمـا يَنْشُـدُ
حباك ربي نعمـة تُجـزى لهـا =ما أنـت الا صـادقٌ لا تُغْمَـدُ
إن كان قد أعطاك ربـي وعـده = فالله لـن يخزيـك ربًّـا يُعْبَـدُ
فقمت مثل الليـث مـن عرينـه = تجاهـد الكفـار أنَّـى تَجْـهَـدُ
جـاؤوا إليـك غيلـةً بِشَرِّهِمْ = فكـان ربِّـي للطغـاة يَـرْصُـدُ
وسيـد الفتيـان فـي ريعانـه = يفديكهـا روحـا ذكـاء تُـوْرَدُ
نام الفتى المقـدام فـي فراشـه = فكان ليثا فـي الفـراش يَرْقُـدُ
وصاحـبٌ فـي الغار صديقٌ إذا = ناديت لبَّـى والصديـق يُسْعِـد
إذ أنتما اثنان فـي الغـار معـا = والله من فيـض الثبـات يُمْـدِدُ
هذا هو المحبوب معصوم الخُطَـا = ياعصبـة الكفاركـم ذا نُسْـرِدُ
كم يعبث الاعـداء فـي صفاتـه = وكم بفن الرسـم عجـل يحقـدُ
وكم تنامى الكره فـي أعماقهـم = من خيبر والحصن يروي الموعِدُ
ما ضر أولي العزم ما قد نالهم = بالـنار حرقاً والصليب يُسْنَـدُ
النار بـردٌ والصليب بـدعـةٌ = والرسمُ للمحبوب كفرا يُعْـمدُ
ويلٌ لأهل الشرك مـا أشقاهـمُ = النـار مـأوىً واللعيـن يُرْمَـدُ
ملاحظة : الحروف الاولى من الابيات الثلاثة عشر الاولى من القصيدة .. مكونة من حروف اسم النبي صلى الله عليه وسلم ( محمد بن عبد الله ).
قصيدة هذا هو الحال
إضَاعَةُ الوَقْتِ فِيما لَيْسَ يُنْجِِينَا = وكَثْرَةُ النُّطْقِِ بالأوْهَامِ تُغْرِينَا
تَفَاهَةُ الرّأي فِي الأوْراق نَسْكُبُها = وساعةَُ الوقت قد شُلَّتْ بأيدينا
وحِدِّةُ الطَّبْعِ في أخْلاَقِنَا زُرِعَت = فلَمْ نَعُدْ نَرْتَضِي دُنْيا ولا دِينا
تكاثر الزُّورُ فاختلّتْ أمَانَتُنا = والخِلفُ في الوَعْدِ من أسْمَى معَانَِينا
تَطِيبُ فِي حَزَّةِ الأسْحَارِ غَفْوَتُنا = وقلَّةُ الصَّحْو قَدْ أضْنَتْ مَآقِينا
نَسْتَمْطِرُ الشرَّ فِي أطبَاقِ غَفْلَتِنا = ونَشْربُ المَاءَ مِنْ أحْواضِهِ طِيْنَا
والمالُ كُرْهٌ .. لغير الله نُنْفِقُهُ = نَجْزِي العَطَايا لِمَنْ في النَّاسِ يُطرينا
والعلمُ في شَرْعِنا تاريخُ بلْدَتنا = ومَنْ بَنَا سُورَهَا والقَصْرَ والْمِِينَا
والشِّعرُ في عصْرِنا نثْراً نُهَلْهِلُهُ = حَـسَّانُ يُنْكِرُهُ لو جَاء يَرْثينا
والسَّيفُ صَـدْءٌ حبيسٌ لا حِرَاكَ بهِ = يَمُوتُ فِي غِمْدِهِ بالضَّيْمِ مَغْبُونَا
ولم تَعُُدْ رايةًَ للْمَجدِ نرْفََعُها = والدِّينُ ما كانتِ الأهْوَاءُ تُعْطِينا
رُحْمَاكَ ربِّي إذا ما اللّيلُ ألْبَسَنا = لباسَ سترٍ وعفوٍ منك يَكْفِينا
رَأيْتَنَا نَقْتَفِي شَيْطَانَ شَقْوتِنا = نَسْعَى إلى غَيّــهِ والجَهلُ يغْوينَا
هَلْ هَذِهِ أمَّةُ الإسْلاَمِ سِيْرَتنا = وهلْ لنا عَوْدَةٌ للحَقِّ تَثْنينَا
أوْدَى بنا العَجْزُ حتى كادَ يُدْرِكُنا = مِنْ عجْزِنا موتُ أهلِ الكهفِ يَطْوِينَا
يا ثلّةٌ تَرْتَضِي ذُلاًّ تَعيشُ بِهِ = وتَحْتَفِي بالَّذِي منْ صُنْعِ مَاضِينَا
يا ثلّةُ الضَّعفِ لم يَسبقْ لها مثلٌ = منْ ضَعْفِها بَاتَتِ الأجْناسُ تنْعِينا
أليسَ فينَا كريمٌ يَبْتَغِي شَرَفاً = لا بَارَك اللهُ فيمَنْ ليسَ يُحْيِينَا
يا سَيِّدِي يا بنَ عبدِ اللهِ معذرةً = لم نَسْتطعْ غير قولِ الشعرِ يُنْسِينَا
ولمْ نُغَادِرْ بقايا الأمْسِ نَذْكُرُها = فالنَّدْبُ منْ طَبْعِنا والفِعْلُ يشْقِينا
ياسَيِّدي يا حبيبَ الله تأمُرُنا = بالعلمِ والفكْرِ .. للتَّنْويرِ تَهْدِينا
فهلْ لنا حاجةًً في الدِّينِ نَطْلُبُها = في الصِّين أمْ أنّهُ نَهْجٌ فَتُوصِينا
يا أيُّها المسْلمُونَ العلمُ ينقُصُنا = والْعِلْمُ بالْجَهْلِ مِنْ أقوى مآسِينا
الدِّينُ لمْ ينتقدْ علماً نُحِيطُ بهِ = لكنَّهُ العَجْزُ أرْخَى سُمَّهُ فِيْنَا
هذا هُوَ الحَالُ لا زَيفاً ولا كَذِباً = ومنْ يرَى غَيرَ هَذَا الحَال يُفْتِينا
حول الكعبة المشرفة :
وقَفْتُ بِبَابِكَ اللّهُم ربّي = كسِيْرَ القَلبِ معسولَ الرَّجَاءِ
بكعْبتِكَ الشّريفة ِطافَ قلبي = وصَبَّ الدَّمع منْ فَيضِِِ السَّخاءِ
لمسْتُ ستارها فارتدَّ كفّي = إلَى وجْهٍ تَغَسَّــلَ بالبَهاءِ
أُقَبََِّلُ ثوبَهَا شوْقاً وحبّاً = ويشْخَصُ ناظري نحوَ السماءِ
وطابَتْ نظْرتي حين استقامت = على الحَجَر المقدَّسِ بالنَّقَاءَ
وتنْطِقُ مُهجَتي بالحبِّ جهْراً = لخالقها وتطمَعُ في الثّنَاءِ
ومَا اسْتعْصَتْ لمن تَهْوى عَظيماً = عَلِيماً بالظَّوَاهِرِ والخَفَاءِ
وتَدعُو ربَّهَا طَمَعَاً وخَوفَاً = وترجُو العفْو منْ جَهْدِ البلاءِ
وتُوقِنُ بالإجَابَةِ منْ كَرِيمٍ = جَزِيل المدِّ ينْبُوع السَّخَاءِ
إلَهي فَرّجِ اللّهُمَّ هــمِّي = وزِدْ لي فِي النّعِيمِ وفي الهنَاءِ
وهذا القَلبَ تملؤهُ يقِيناً = بنُورٍ منْكَ موفُورَ الضِّياءِ
وتجبُرُ عَثْرتي وتُعينُ نفسي = على الشيطان مفتاح الشَّقاء
أعِذني باسمكَ اللّهُمَّ ربِّي = من النيران والطفْ في القضاءِ
وقرِّبْني بعَطْفِكَ وارضَ عنِّي = وزدْنِي بالمحبَّة والرّضاءِ
وجاوِرْ بي نَبِيَّكَ في جنانٍ = بها ما لا رَأى بالعينٍ راءِ
وغايةُ مقصَدي وغِذَاءُ روحي = شفاعةُ أحمدٍ يومَ اللِّقاءِ
الشيخ الشهيد
لاتَحْسَبُوا الشَّيْخَ الشَّهيدَ قَدِ انْتَهَـى = بالْغَدْرِ بلْ هُـوَ عِنْـدَ رَبٍّ مُنْعِـمِ
لَمْ يَقْتُلُـوا شَيْـخَ الجِهَـادِ فإنًّـهُ = حَيٌّ ويُـرْزَقُ بالْجَـزَاءِ الأَعْظَـمِ
لَمْ يقْتُلُـوهُ وإِنَّمـا قَتَلُـوا الَّـذِي = خَذَلَ الكَرَامَةَ .. لا لِعَيْشِ النُّـوَّمِ
يَا وَيْحَهُمْ خَذَلُوكَ لَيْتَ عرُوشَهـمْ = تَبْقى حَطِيْمـاً لِلْغُـرَابِ الأَفْحَـمِ
إنَّ الْقُلُوبَ تَفَطّرَتْ مِـنْ مَنْظَـرٍ = شَيْخٌ جَليْلٌ بِالْمَدَافِـعِ قَـدْ رُمِـي
وتَقَطَّعَـتْ أشْـلاْؤُهُ فـي سَاحَـةٍ = طَهُـرتْ ثَرَاهَـا مـنْ دِمـاءِ الْمُحْـرِمِ
واهْتَزَّتِ الدُّنــيا لِوَقْـعِ جَرِيْمَةٍ = مِنْ فِعْـلِ شَارُون الأَََضَلِّ الأَشْرَمِ
باتَـتْ فِلسْطيـنُ الَّتـي أحْبَبْتَهـا = ثَكْلى تُعَانِـي البَيْـنَ مثـلَ الأيِّـمِِ
والمُسْلمُوَنَ جَميعَهُم فـي رَهْبَـة = ممّا أصَابك يـا سَليـلَ الضّيْغـمِ
في طَيْبةٍ فِي القُدْس فِي أمِّ الْقُرَى = يُدْعَى لِرُوحِكَ بـا لنَّعِيْـمِ فَتُكْـرَمِ
أمّـا بوَاشُنْطُـنْ فأَنْـتَ عَدُوَّهُـم = أرْهَبْتَ إسْرَائيـلَ فيهُـمْ تَحْتَمِـي
يَـا شيخنا والْحَمْـدُ لله الَّــذِي= أَعْطَـاكَ تَاجـاً لا يُقَـاسُ بِمَغْنَـمِ
تَاجُ الشَّهَادَةِ فَوْقَ رأسِكَ مُشْرَعـاً = لا تَاجَ مُلْـكٍ فَـوْقَ رأسٍ مُعْـدَمِ
يَا قَائِداً أعْطَـى فِلَسْطيـنَ الًّتِـي= فِي قَلْبِهِ رُوحـاً عَطَـاءَ الْمُكْـرِمِ
فِي غَزَّةٍ كَـانَ الرِّبَـاطُ فَرِيضَـةً = لِلْمؤمِنِيـنَ وَكُنْـتَ نِعْـمَ الْمُلْهِـمِ
أهْديْـتَ رُوْحَ الْكِبْرِيَـاءِ لِغِلْمَـةٍ = هدُّواا مَضَاجِعَ كُلَّ جَبَّـارٍٍ عَمِـي
وَتَألَّقُوا مِثْـلَ اللألـئ نُوْرَُهُـمْ = ضوءٌ بلَيْـلِ المسْلميـنَ المعْتِـمِ
هَيَّا إلَى نَبْـعِ الْحِجَـارَةِ واقْذِفُـوا = تِلْكَ الوُجَوهَِ الشَّاحِبَـاتِ بِمِرْجَـمِ
واسْتَذْكَِرُوا شَيْخاً جَليلاً قدْ قضـى = عُمْراً طويلاً في النِّضَالِ المُلْـزِمِ
واسْتَحْضِرُوا روحَ الفِدَاءِ وحَطِّمُوا = سُوراً كَرِيهـاً مِـنْ بَنَـاءِ الأَظْلَـمِ
لايَحْسَـبِ الأَعْـداءُ أنَّـكَ مَيِّـتٌ = كَـلاَّ فَأَنْـتَ بكُـلِّ قَلْـبٍ مُسْلِـمِ
مَا مَاتَ مَنْ زَرَعَ الْجهَـادَ بِقَلبِـهِ = وسَقَى الزُّهُورََ الظامئاتِ بِمِعْصَمِ
طِبْ في جِنَانِ الْخُلْدِ لا تحزنْ عَلَى= دُنْيا تَسُـودُ بِكُـلِّ عِجْـلٍ مُجْـرِمِ
طِبْ في جِنَانِ الْخُلْدِ واسْتَمْتِعْ بِها = واتْرُكْ لَنَا عَهْـداً بثَـأرِكَ وَانْعَـمِِ
لَـنْ تَهْنَـأِ الدُّنْيـا بِأَمْـنِ طَالَمَـا= يَحْيَا بَنُو صَهْيُونَ مِنْ شُرْبِ الـدَّمِ
ستار الكبرياء
علـى مَـهــلٍ سـتـَأْتـي عـن قــريـبٍ = تُطِــلُّ مـن اليـميــنِ أَوِ اليسَـــارِ
وتَسْحـبُ كبــريـاءَكَ فــي قُمـــاشٍ = على الأَكتافِ يُلْبَسُ كـالسِّــتـَـارِ
علـى عجَـلٍ يَهُـبُّ إليك جمـْــــعٌ = يـرشُّـون الزُّهــور علــى الغبـــارِ
يـُدِيرون المـلامــحَ فــي بـــريـــــقٍ = مـن الأحداقِ تخــرجُ كـالشَّــرَارِ
يكيلُــونَ المديـحَ ولــسْتَ تـــــدري = بـأيِّ فصاحـةٍ نُطْــقُ الهَـــــــزارِ
صـفاتُــك تُجْتَبَى منْ كلِّ مدحٍ = وعَيـبُك إنْ بـدا كُـــلُّ الوقَــــــارِ
حديثُـك بينهــم أدَبٌ رفِيـــــــعٌ = ولــو كـان الحــديـثُ عن الفِشــارِ
وبقلُكَ عندهم نخْــلٌ وتيـــــــنٌ = وشــوكُكَ إِنْ بـدا طلْـــعُ الثِّمَــــارِ
يُقِيــمُونَ الـولائــمَ فـي رِهــــــانٍ = علــى ماذا لديـكَ مــن العَقَــــــارِ
وَيَحْصُـونَ الدُّيُـونَ وقد تنـاءَتْ = علـى أَعْنَاقِهم وضـحَ النَّهـَـــــــارِ
يبيــتُـونَ اللَّيــاليَ فــي العَـــرَاءِ = وأنتَ بوسْـطِ قـصْــركَ فـي قــرارِ
وإِنْ وجدوك في حفلٍٍ تـَــنَادَوْا = كأَسْــرابِ الدجاج على البـَِـــذارِ
وطافوا حــول كعبتهم فسُحقاً = لعُبـَّـادِ الرّيال ذوي النُّضَارِ
يقول مـصـالحي فأقـول كلاَّ = فليــسَ صلاحكم فــقْدُ الذِّمَــارِ
وما في الفقـــر عـيبٌ غير أَنِّـــي = أرى أَنَّ التَّسَــــــوُّلَ كـــل عـــارِ
ووجــهُ المرءِ يفقدهُ إذا مــــــــا = تَقَـلَّــبَ صــاغِراً بين الكِبــــــارِ
ويكْبـُـرُ بالتَّــزَهُّدِ ذُو نَقَــاءٍ = ويــبقى أمْــرَهُ في الناس ســــــارِ
ويَصْغُرُ بالفضول أخو الهوانِ = مريضُ النفس يـشْـعُرُ با نكِسَـارِ
فَيَــا للهِ كــم تاهتْ عقــــولٌ = وكـم ضـاعتْ عيونٌ في القِفَــــــارِ
رجـالٌ للثيـابِ قد اسْتـَفَـاقَت = وللألــوانِ مـالتْ كــالصـِّــغــــارِ
وغرَّتْها الحياةُ بكــلِّ لونٍ = وتسعى خلفَ أسباب البـــوارِ
صدام .. بين العروبة والإسلام
شُنِقَ المقاتلُ في ( سقيقةِ ) حُكمهِ = واستُشْهِدَ البطلُ الذي لم يُهْزَمِ
قَوْلانِ قيلا فارتضيتُ بثالثٍ = اللهُ أعْلمُ بالمَصِيرِ المبهَمِ
قُرِِئَتْ صلاةُ الشَّامِتينَ فَرَدّها = صَوتُ الشَّهادة من لِسِان الضَّيغَمِ
هل أُعْدِمَ الظُّلمُ الذي أغرَاهُمُ = أم أعْدِمَ السّرُّ الذي لم يُعْلـَــمِ
أنا لن أمجدَ فيك سلطاناً طَغى = أوْ قائداً للبَعْثِ لم يسْتَسْلِــــمِ
بل حيرة للحقِّ في أمرٍ مَضَى = والحقُّ يُخْـفَى في الزمَان الأظْلَمِ
أغريتَ نفسَكَ بالبرَاعَةِ إذ رَأى = فيكَ العَدوّ صَفاقة المُسْتَعْصِم
غَلَبَتْ عليك من البِِطََانَة ثلةٌ = ورمَتْ برأسكَ تحتَ وَطْءِِ المَيْسمِ
ولقد حَكَمتَ تفرّداً وتجَبراً = وغَزوتَ أهَلكَ ثمَّ لمْ تَتنَدَّمِ
وتجمّعتْ كل الطُّيوفِ وأقبلتْ = بملامحِِ العدوان إذ لم تَفْهَمِ
أُعْطِيتَ غَدراً للمجوس وحاقد = ذلّ العروبةَ في خباءِ المحْرَمِ
ووثقتَ فيمَنْ قالَ عاشَ مَليكُنا = يا ( بَخْت نصَّرَ ) والإمَام الأعْظَمِِ
يا بْنَ الحُسينِ وما سِواكَ لقدسِنَا = أحْرَقتَ نِصْفَ الأرْضِ قولاً بالفَمِ
خمسُونَ صَاروخاً رَميتَ فهلْ رمَى = قلبٌ صدوقٌ أم شِعارُ المُرْغَمِِ
عَجبَاً لأحوالِِ العِراق وفُرْسِهِ = والأعجب الحَجَّاجُ لم يتَكَلَّمِ
أخُذَ العراقُ بليلة قد أُحْكِمَتْ = بتآمُرِ الأشْرَارِ وابنَ العَلْقََمِي
نضبَ الفرات فأعقبته دجلةٌ = والنيل يرقبُ في الخليجِ المعْتِمِ
هل هذه حربً المَجُوسِ وقدْ بَدتْ = في يومِ ذي الأضْحَى وذي قَارِ الدّمِ
شَنَقوا العُروبةَ في خَيالٍ يائسٍ= عافَ الحياةَ وعَانقَ الحَبلَ الظَّمي
مضيفة الطائرة
رََكِبْناها على حََــذََرٍ فطَـَــارتْ = كصَقْرٍ فُكَّ من أسْرِ القُــــيُودِ
تجوبُ الريحَ في الأَجْواء تدْوِي = بمن فيها تطيرُ بلا حُـــدُودِ
تُلاطِـمُ في السَّــحابِ فتعتليهِ = وتضربُ بالجناح ذُرى البُدودِ
وتحْملُ فــي دواخِلِها نفـوسٌ = تُسَـــلِّمُ بالحيــاة وبــالوجودِ
طلبتُ مضيفةً تمشي الهُويْنا = فجاءتنـــي بـباقاتِ الورودِ
فقالت لـــي سُعوديٌّ وإنِّـــي = إليكم كم يُجَاذبـُـي سُعـُــودي
وتطْربُ مُهْجتي شوقاً إليكمْ = وشـــوقي دائماً نحوَ النقودِ
ألا تبّاً لما قالتْ فإنَّا = كرامٌ في العطاءِ وفي النَّضِيدِ
نعم أنَّا سُعوديُّون فينا = صِفاتَُ النُّبْلِ والشَّرف التَّليدِ
فشَاطتْ بالأسَى ورمتْ لِحاظاًً = سِهامُ القهْرِ منْ قولِي السَّديدِ
وألْقتْ ما تبقَّى من حديثٍ = على سمعي ونادتْ بالوعيدِ
أفِقْ يـاسيِّدي واربُـطْ حزاماً = نِظـامُ الطـائراتِ بــلا ردودِ
وشُرْبُ التِّبغِ ممنوعٌ عليكم = اذا ما كنتَ في حالِ الصعودِ
فقلتُ لها أطعْنا كل أمـــرٍ = سوى ربط الحزامِ على القُدُودِ
وشُرْبُ التِّبغ ليس له هواءٌ = بنفسي والشرابُ من الشُّرودِ
ولكنْ دلـَّـةٌ وبهـارُ هيــلٍ = تُزيلُ الرُّعب من قلبي الشريدِ
أجابتني المضيفةُ وهيَ تزهو = بكفيها على خصــرٍ وجــيدِ
تفضَّــلْ هاكها نفــــحٌ عبيرٌ = مــن البُنِّ المحمّص كالبرودِ
فصبَّتها معتَّقةٌ تُبَاهِي = شُعاعُ الفجر في الشَّفق الجديدِ
وجاءتني وراحتْ ثم جاءتْ = فما وجدتْ سوى قلبي العنيدِ
وما وجدتْ سوى أخلاق قوم = تُمثِّلُها المشاعرُ في القصيدِ
وعندي في الفؤاد حديثُ سرِّ= وأصعبُ مايكون على المُرِيدِ
فكيف بمن رأى صدراَ تبدَّى = وأسْراراَ لكاشِفةِ الزنودِ
وأكبرُ من لحاظ الحسْن لحظٌ = يراقبُ خطوتي ربُّ الوجودِ
فأُطْفِىءُ في الفؤاد حسيسُ نبضٍٍ = وطرفي قاصرٌ عن كلِّ غيدِ
مضيناها فكانت مثلُ طيفٍ = سُويْعات تقاربُ في البعيدِ
فألقيتُ التحيةََ من كريمِ = على منْ حاولتْ قطعُ الوريدِ
فما كلّ الطيورِ تطيبُ صَيْدَا = وطيرُ الصّقر يُقْتًلُ في القيودِ
حميم الفضاء ..
طَاشَ الفَضَاءُ بما يُسِئُ فأمْطَرَتْ = شُهُبُ الفسَادِ على العِبَادِ حمَيمَها
طَاشَتْ ومَا طَاشَتْ بغَيرِ رَذِيلةٍ = يَسْقِي الأرَاذِلُ بالفُجُورِ بَهِيمَها
لله يَا رَمَضَانُ باسْمِكَ يُحْتَفى = بالسَّافرَاتِ ولَمْ يخَفْنَ جَحِيْمَها
أصْبَحْتَ يا رَمَضَانُ شهرَ دِعَايَةٍ = ورِوَايةٍ نَفثَ الغَويُّ سُمُومَها
أصْبَحْتَ يا شهرَ الصِّيامِ وَسِيلةً = لمُهَرِّجٍ موبوءُ يَعْشَقُ هِيمَها
أُسِرَتْ شَيَاطينُ الغِوَايةِ فا نْبَرَى = شَيطانُ آدمَ يستحثُّ زَعِيمَها
عجباً لمن ألغى الخشوعَ صراخًهُ = في لحظةٍ تدعو النفوسُ رحيمَها
ويديرُ في كفِّ البلاء جهازهُ = ينسى الصلاةَ ويستثير مُقيمَها
يا مَنْ أقامَ صُرُوحَ فنٍّ فاسِدٍ = أسَفاً لِجَهْلِكَ إذْ بَنَيْتَ رُسُومَهَا
أفْسَدتَّ أخلاقَ العِبادِ فَبِئسَمَا = فَعَلَتْ نُقُودُكَ إذْ أَهَنْتَ كَريمَها
بئسَ القناةُ قناةُ ( شَرْقٍ ) تافهٍ = و( أوَائلٌ ) قَدْ أكَّـدَتْ تَحْـرِيْمَهَا
فُقِدَ الإباءُ منَ الرِّجَالِ فلمْ يَعُدْ = ذاكَ الغَيُورُ الحرُّ يرفَعُ ضَيْمَها
يا قَرْيَةً يأتيكِ رزقُكِ وَافِرَاً = رَغَدَاً وتُتْلِفُ بالضَّلالِ نَعِيمَها
أنْتِ المِثَالُ لأمَّةٍ نَبَوِيِّةٍ = أسْدَتْ لكلِّ العَالَمِينَ عَظِيمَها
هَلاَّ نَفَيْتِ الخُبْثَ عَنْكِ فَإِنَّهُ = جُرْحٌ عَلَى الأَجْسَادِ ضَرَّ سَلِيْمَهَا