خادم الحرمين الشريفين خلال جولته في أسواق مكة القديمة والحرف المكية
عرض لفرقة شعبية احتفالاً بمبايعة الملك
مكة المكرمة: علاء عبد الرحيم، سامي علي، محمد دراج
شرف خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الحفل الكبير الذي أقامه أهالي مكة المكرمة مساء أمس بموقف حجز السيارات في طريق مكةـ جدة السريع، لتقديم البيعة وإعلان الولاء بمناسبة توليه ـ حفظه الله ـ مقاليد الحكم. وكان في استقبال خادم الحرمين الشريفين لدى وصوله إلى مكة المكرمة حشد ضم الآلاف من أبناء مكة المكرمة من مختلف القبائل يتقدمهم أمير منطقة مكة المكرمة صاحب السمو الملكي الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز ووجهاء وأعيان العاصمة المقدسة وكبار الشخصيات والمسؤولون في مختلف الأجهزة الحكومية والأهلية.
وفور وصول خادم الحرمين الشريفين إلى موقع الاحتفال، عزف السلام الملكي.
وعبرت مكة المكرمة من خلال هذا الاحتفال المبهر عن صدق مشاعر أبنائها عن قوة الالتحام بين القيادة والشعب في المملكة حيث أكدت الكلمات والقصائد التي ألقيت في هذه المناسبة والفقرات التي تضمنها الحفل على عمق ولاء أهالي العاصمة المقدسة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيزـ حفظه الله ـ والقيادة الرشيدة في المملكة التي وضعت مصالح شعبها على رأس أولوياتها لتحقيق تقدمه ورفاهية أبنائه ورقيه في مختلف المجالات وليبقى الوطن شامخا بشموخ قيادته ومواطنيه.
كما عبر الحاضرون من مختلف الأطياف بعفوية صادقة عن عمق انتمائهم إلى هذه الأرض الطاهرة، بلد الأمن والأمان، تجسيدا للحمة القوية بين أبناء المملكة العربية السعودية في مختلف المواقع وجميع المناطق، وتأكيدا على أن العلاقة بين خادم الحرمين الشريفين ـ رعاه الله ـ وأبناء شعبه السعودي تتجاوز المفاهيم المتداولة في العالم بين الشعوب والحكام لأنها علاقة الوفاء والولاء والحب الكبير المتبادل التي لا تقف دونها حواجز أو موانع لأنها تقوم على سياسة الباب المفتوح وسماع كل صوت أو نداء من المواطنين أيا كان موقع المواطن.
وقد بدأت فعاليات الحفل، الذي حضره أكثر من 15 ألف شخص يمثلون كافة الفعاليات ومختلف الشرائح من أهالي مكة المكرمة بتلاوة آيات من الذكر الحكيم ثم ألقى عبد الرحمن عبد القادر فقيه كلمة نيابة عن الأهالي، قال فيها موجها حديثه لمقام خادم الحرمين:
باسم أهالي مكة المكرمة حاضرة وبادية، أرحب بكم في مهبط الوحي ومأرز النبوة ومنطلق الدعوة والفتح، مرحباً بكم في رحاب البيت العتيق الذي جعله الله مثابة للناس وأمنا.. مرحبا بكم في أحب بلاد الله إلى الله وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم، مرحباً بكم في قبلة الأمة ومهوى أفئدة الناس ومحج أهل الإيمان الذي شرفكم الله بخدمته وأنعم عليكم برعايته وأكرمكم بالانتساب إليه.
لقد كان من أبرز السمات في شخصية والدكم العظيم الملك المؤسس الموحد عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود طيب الله ثراه حبه العظيم لمكة المكرمة وأهلها واهتمامه الشديد بكل شؤونها. وكان من أكرم منجزات عهده رعايته المستمرة للمسجد الحرام وحدبه على ساكنيها واختصاصهم دائما بالإقامة الطويلة بين ربوعها والتفقد الدائم لكل أحوالها، وكل ذلك ميراث عظيم وقدوة حسنة تركها لكم والدكم رحمه الله تعالى، تحرصون عليها وتعتزون بها وتسيرون على هديها، وإنما ما قمتم به- رعاكم الله- من مؤسسات عملاقة باسم والدكم العظيم وأوقاف ضخمة للخير والبر ورعاية الموهوبين لهو خير دليل على استمرارية نهج الملك الصالح عبد العزيز رحمه الله.
وأضاف فقيه قائلا: لقد تعاقبت على خدمة المسجد الحرام أجيال من أهل مكة المكرمة سواء في الإمامة أو التدريس أو الإفتاء والأذان وأن أهلكم في هذا البلد الأمين ليتطلعون ويأملون أن تتواصل خدماتهم هذه في عهدكم الميمون، وأن يساهموا برعايتكم وتوجيهكم في حمل الرسالة، هذا الشرف العظيم في خدمة المسجد الحرام.
خادم الحرمين الشريفين إن الدولة برعايتكم الكريمة تبذل جهودا مضنية ونفقات طائلة لخدمة الحجيج وتطوير المنشآت حول بيت الله الحرام وتأمين النقل والطرق والمواصلات والاتصالات وكل ما يلزم الحجيج من خدمات عامة، وفي هذا المجال- وكما لا يخفى عن أنظار مقامكم الكريم- ما أمر به الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز حيث يقول: ( ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله). وبودنا يا خادم الحرمين رعاكم الله أن توجه بعض الجهود لرعاية هذه المنافع بين المسلمين لتفعيل تبادلاتهم التجارية، وأن يكملوا بعضهم الآخر ويتعاونوا تجارياً وصناعياً وزراعياً فهم بذلك يكونون قوة لا مثيل لها في العالم، وأن دولتنا العظيمة هي الوحيدة المؤهلة لذلك النشاط وسيسجل لكم التاريخ هذه الخطوة الرائدة بأحرف من نور علماً أن نسبة الصادرات البينية بين الدول الإسلامية 3.56% وتعادل 17 مليار دولار من إجمالي التبادل العالمي وقدره 477 مليار دولار، فحبذا لو تفضل مقامكم الكريم بالتوجيه بإقامة معرض دائم يحمل اسم مؤسس هذا الكيان الملك عبد العزيز آل سعود طيب الله ثراه، ويكون مقره في مكة المكرمة لتفعيل التبادل التجاري والصناعي والزراعي بين الدول الإسلامية وتوطيد الروابط بينهم خاصة وأن الموضوع الاقتصادي والمالي هو محور هذا العصر، فإن ذلك باب عظيم للخير والازدهار تستفيد به أم القرى وما حولها وينتفع به حجيجها وتتقوى بها أواصر الأمة الإسلامية كلها، ويقوى به التكافل والتكامل بين شعوبها، وتكون مكة المكرمة هي مركز الثقل لهذه الحركة التجارية والمالية والثقافية ويكون كل ذلك معلماً من معالم عهدكم الميمون.
وأود يا خادم الحرمين الشريفين أن أشيد من هذا المكان بما يقوم به أمير منطقة مكة المكرمة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز من دور فعال في تطوير ما حول المسجد الحرام بتوجيه ورعاية من مقامكم الكريم. إن أهل هذا البلد الأمين يفرحون دائما بمقدمكم ويسعدون بزيارتكم، وإنني أجدد الترحيب بكم باسم أهل مكة المكرمة حاضرة وبادية والدعاء لكم بالخير والتوفيق والتأييد حفظكم الله ورعاكم.
وأعقب ذلك قصيدة شعرية ألقاها الدكتور ناصر بن مسفر الزهراني، ثم قصيدة ألقاها عايض بن عبد المجيد آل زيد، أعقبتها كلمة القبائل ألقاها نيابة عنهم سليمان بن عواض الزايدي تبعتها قصيدة شعرية ألقاها فهد بن سالم المعطاني ثم قصيدة شعرية ألقاها علي بن يوسف المهداوي.
وفي كلمته نيابة عن القبائل، قال سليمان الزايدي إن هذه المناسبة عرس من أعراس مكة التاريخية، التي سوف يظل عطرها يفوح على مر العصور، و هذا يوم من أيام السرور التي سيبقى أريجها يسعد القلوب وينعش الضمائر.
وأضاف مخاطبا خادم الحرمين الشريفين: إنها ليلة متفردة تخصون بها أهالي مكة المكرمة وسكان البلد الحرام الذين هم جزء من أجزاء هذه البلاد الطيبة والمملكة الغالية، التي مهما تعددت مشارب أبنائها وتنوعت قبائلهم فهم كالجسد الواحد وكالبنيان المرصوص، يجتمعون على وحدة العقيدة وسمو الهدف وحب الوطن.
وقال الزايدي إن شعبكم في المدينة المقدسة وقراها وبواديها يؤكدون لكم ولسمو ولي عهدكم الأمين البيعة الشرعية بفروضها وشروطها، يؤدونها كاملة غير منقوصة ويعلنون بكل وضوح أنهم سيبقون الأمناء الأوفياء لقيادتهم ووطنهم. وأكد أن أمن الوطن وسلامته واستقراره وتنميته وتقدمه والمحافظة على منجزاته وصيانتها أمانة في أعناقهم.
وأضاف موجها حديثه لمقام خادم الحرمين: شعبك يضع يده في يديك ويقف معك ويبارك خطواتك، وسيكون عزوتك وسندك بعد الله لدعم حركة التنمية الشاملة وتحقيق التحديث والتطوير الذي يخدم بلادنا ومستقبلنا والوقوف في وجه كل من يحاول أن يعبث بأمنها وأمانها وتقدمها واستقرارها أو يمس سيادتها ووحدتها وأرضها وإنسانها.
كما ألقيت كلمة مسجلة، ألقتها الدكتورة رباب بنت صالح جمال، نيابة عن نساء مكة المكرمة، قالت فيها موجهة حديثها لمقام خادم الحرمين:
إننا معشر النساء في حاجة إلى معالجة قضايانا ومشكلاتنا بمنظور إسلامي، واقعي، متجدد. وأملنا أن تعود للمرأة على يديكم مكانتها الأولى التي كانت لها في أوائل عصر الإسلام وأن تنال نصيبها من التكريم.
وأضافت قائلة: أملنا كبير أيضا في الاستماع إلى الصوت النسائي أسوة بنساء الرعيل الأول، وهذا ليس بغريب على حاكم مثلكم- حفظكم الله- ارتضى السير على خطى الرسول صلى الله عليه وسلم في الاستيصاء بالنساء خيرا والاستيصاء بأهل مكة خيرا.
وأطلب منكم- حفظكم الله- باسم المكيات ما طلبته الصحابيات من الرسول صلى الله عليه وسلم حين قلن له: اجعل لنا يوما من نفسك.. وذلك لما لمسناه من كريم رعايتكم وثقتنا كبيرة في حسن الإجابة.
« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
13-Nov-2005, 09:09 AM
أخبار اليوم 11/10/1426هـ
العرض العادي
