أمهات الفارين من الملز عبر «عكاظ»: سلموا أنفسكم واتعظوا بغيركم

[أبو فيصل]

تحدثن عن زيارات دورية ومحادثات هاتفية منتظمة مع أبنائهن داخل السجن

عبدالله العريفج (الرياض )
عبر آباء وأمهات أربعة من السجناء الفارين من سجن الملز ليل الخميس الماضي عن خيبة أملهم إزاء ما حدث من أبنائهم.. وناشدوا في تصريحات لـ «عكاظ» أبناءهم بالعودة الى جادة الصواب وتسليم انفسهم للجهات الامنية حتى لا يكون مصيرهم مثل الاخرين الذين فروا من السجون وقتلوا في مواجهات أمنية.
والدة تركي بن هلال المطيري بدأت حديثها قائلة: «حسبنا الله ونعم الوكيل في ما حدث.. وفي من فتح المجال أمامه قبل سجنه ليقبض عليه».. واضافت: والده في حالة نفسية سيئة منذ أن علم بنبأ فراره من السجن بحسب محادثة هاتفية تلقاها السبت الماضي من أحد الضباط المعنيين وهو الآن لا يستطيع الحديث مع أي أحد.
وأكدت الوالدة المكلومة ان ابنها تركي «25 عاما» الحاصل على الثانوية العامة القي القبض عليه في الثاني والعشرين من جمادى الآخرة العام الماضي مشيرة الى ان العائلة تمكنت من مقابلته في سجن الملز وكذلك في سجن عليشة بترتيب من وزارة الداخلية.
وناشدت أم تركي المطيري ابنها المسارعة الى تسليم نفسه للجهات الامنية لأنه لا جدوى من فراره وتواريه عن الانظار وليكن في ما حدث لآخرين فروا من سجني الخرج وعليشة وقتلوا في مواجهة أمنية بحي النخيل عبرة له. وقالت: ادعو تركي لأن يتعقل ان كان يقرأ كلامي هذا ويعود الى الحق ويسلم نفسه للسلطات ليحاكم وليعود الينا فنحن احوج ما نكون اليه وليرأف بحال والده المفجوع بنبأ فراره.

والدة القحطاني: واثقة من عودته
بدفء الامومة ونبرات الحزن قالت والدة السجين الهارب محمد عبدالعزيز القحطاني «أسال الله أن يرد محمداً الى الحق والصواب وأن يسلم نفسه لاجهزة الأمن لأنه بهذا الهروب أضاع على نفسه فرصة العفو والعودة الينا مجددا.. في السجن كنا نلتقيه مرتين في الشهر ونسمع صوته بالهاتف كذلك مرتين وبفراره بدد آمالنا بعودته بعدما سلك نفقا مظلما لا يعلم مداه الا الله». وأفادت أم محمد انها قابلت ابنها في سجن الملز قبل اسبوعين وكانت تستعد للقائه الاثنين الماضي غير ان فراره حرمها من اللقاء الذي تعد الدقائق بانتظاره.. مشيرة الى أن ابنها كان مرتاحا في آخر لقاء معه في السجن.. واضافت: كان يتكلم كثيرا عن الجهاد في العراق وفلسطين لكنه كان يخّطئ من يقومون بعمليات التفجير وقتل المسلمين.
وتؤكد والدة القحطاني ان ابنها الذي بدأ دراسته الجامعية قبض عليه قبل نحو سنة بعد زواجه بأسبوعين حيث كان يقيم معها وزوجته في حي العريجا.. وقالت كنا وقتها في سفر خارج الرياض وان عملية القبض تمت بهدوء تام.
واضافت: محمد اكبر ابنائي وزوجناه حفظا له وكنا ولازلنا نأمل فيه ومنه الخير.. باب التوبة مفتوح له ولغيره وما عليه الا ان يكون شجاعا في الحق ولدي أمل كبير في المولى عز وجل في انه سيسلم نفسه ان شاء الله.
أم المسعود: من لنا بعدك؟
ومن محافظة الزلفي «250 كيلو مترا شمال غربي الرياض» تحدثت «عكاظ» هاتفيا الى والدة السجين الفار عبدالعزيز عبدالله المسعود الذي احتل المرتبة الاولى في قائمة الفارين المعلنة ببيان وزارة الداخلية السبت الماضي.
فقالت انها فوجئت بنبأ فراره من سجن الملز مع آخرين «كنت انتظر محاكمته وعودته إلينا بفارغ الصبر لا أن يهرب ويبدد آمالي» واضافت: فقدت شقيقه الاكبر محمد بعدما قتل في العراق العام الماضي ولا اريد ان افقد عبدالعزيز ايضا.. فهو العائل لنا بعد الله اذ توفي والده قبل سنوات ولهذا فعليه ان يعود ويسلم نفسه ليكسب رضا الله ثم رضاي عليه».
واكدت ام المسعود انها وبقية افراد الاسرة كانوا يقابلون عبدالعزيز في السجن.. وقالت: وزارة الداخلية لم تقصر معه وبقية الهاربين بأي شيء كنا نذهب اليه ونجلس معه وقتا ونتناول القهوة سويا ونتحدث الى بعضنا وكان يتكلم معنا بالهاتف مرة كل اسبوعين ولذلك لا ادري ما الذي دفعه للهرب.. انني في حيرة من امري. واوضحت ام المسعود ان ابنها لم يكمل دراسته الابتدائية حيث توقف عند السنة الثالثة وغادر بيت العائلة في الزلفي قبل عامين تقريبا للعمل في حفر الباطن مشيرة الى ان القبض عليه تم قبل اكثر من عام ونصف العام حيث اتصل بنا من سجن عليشة يبلغنا انه موقوف.
ويقول عبدالله سليمان المسعود احد اقارب السجين الهارب ان والد المسعود متوفي منذ سنوات وقد تزوج من امرأتين الثانية هي والدة عبدالعزيز وهو يقيم مع اسرته في محافظة الزلفي.. وناشد عبدالله المسعود قريبه ان يسارع بتسليم نفسه ليستفيد من ايجابيات مثل هذه الخطوة وان يعود الى عائلته التي هي احوج ماتكون إليه الآن.
ابو الوهيبي: فوجئنا بالحادثة
اما والد السجين الهارب اسامة عبدالرحمن الوهيبي فقد كان اول من تحدثت إليه «عكاظ» وكان اكثر الآباء صدمة بنبأ فرار ابنه اسامة من سجن الملز الذي ذهب إليه بين مصدق ومكذب. يقول والد اسامة كان ابني شابا ملتزما كبقية الشباب الملتزمين وكان قبل القبض عليه مسؤولا عن حلقة تحفيظ القرآن في جامع العساف بحي القدس بالرياض وقبض عليه بينما كان يوسف الحياري في منزلنا حيث دارت المواجهة الامنية ليقتل الحياري على إثرها.
لا مضايقات امنية
ونفت عوائل سجناء الملز الفارين ان تكون تعرضت لأية مضايقات امنية في اعقاب فرار السبعة.. وقالت: على العكس تماما فقد ابلغتنا الجهات الأمنية المختصة بنبأ فرارهم ولم يتبع ذلك أية اجراءات بحقنا وهذا ليس بمستغرب على بلد يقوم على كتاب الله وسنة نبيه.

التوقيع

لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين