بسم الله الذي كرّم بني آدم
.
.
حين تأمّل الحياة وما بها مِن أحياء ومنها الإنسان ؛ نجد أن بينها تشابهًا في كثير من الأشياء ؛ فبداءة الخلق نطفة وحمل ، فولادة بعسر ، فنشأة ونموّ ، ثم اكتمال وتمام ، ثم هرم وموت ..
يواكب ذلك الإحساس بالذات و بالحياة المحيطة من أرض وسماء ، وشمس وهواء ، والشعور بالحرّ والقرّ ، والجوع والشبع ، والعطش والريّ ، والخوف والأمن ، وما يتخلّل ذلك من طلب الرزق والتفكير فيه ، والطعام وما يقتضيه ، والمرض وآلامه ، والنوم وسباته إلى آخر ذلك .
فكلّهم والبشر منهم في هذا وغيره سواء لا تكاد تفرق بينهم باختلاف يُذكر .. إلا اختلافًا واحدًا هو ستر البدن والسوءة ، ومنه البعد عن السوء والبذاءة ، فما يستر سوءة بدنه ويبتعد عن سوء الفعل منها إلا الإنسان ليس غير ؛ فلمَ ذلك ؟ وعلامَ يدلّ ؟
والجواب لوجود صفة جميلة و خصلة كريمة خُصّ بها بنو آدم في هذه الحياة عن كافّة الأحياء ، وفضيلة شرّفوا بها عنهم إلا وهي الحياء .. !؟
نعم ، هذا الحياء الذي هو الفيصل بين الإنسان والحيوان في كلّ زمان وفي كلّ مكان .
وهذا سببه ، وأمّا دلالته ؛ فهو التشريف والإكرام لبني آدم والتدليل على اكتمال العقل عندهم بهذا الحياء الذي خصّوا به دون غيرهم وميّزوا به عنهم ؛ فبه كرموا ، وبه امتازوا ، وبه علوا .. فإذا نبذوه في عقولهم ، وزدروه بأقوالهم ، وخالفوه بأفعالهم فرموه عن أبدانهم ؛ فقد تساووا مع غيرهم مِن الأحياء ؛ فهو الرداء الذي إذا خلعه الإنسانُ تساوى مع الحيوان ..!
* فإذن رأس الغباء نزع الحياء !
أبتْ لي عِفَّتيْ وأبى حيائي … وأخذِي الحَمدَ بالثَّمنِ الرَّبيحِ
وقولي كُلمَّا جشأتْ وجاشتْ … مكانكِ تُحمدِيْ أو تستريحِي
لأدفع عن مكارمَ صالحاتٍ … وأحمِيْ بعدُ عن عِرضٍ صحيحِ
.
.
* عاشق الحقيقة *
23 / 2 / 1433
هـ
والنشر هنا :
5 / 5 / 1433
هـ
التوقيع |
الآراء كثيرة مُتباينة .. وتبقى الحقيقة واحدة .. تراها العين التى ترَى بالعقل من منظار النقل و الهُدى ، لا العين التي ترَى من منظار الفِسق والهَوى !؟
.
.
|