اخي هايل العتيبي
بارك الله فيك وفي جهدك
وجزلك الله خير على حرصك على الدين
اخي الموضوع مكتوب بطريقة ماكرة، وفيها زلة عضيم لعل كاتبها من الصوفه او الشيعه
واعجب ممن علقوا على الموضوع ولم ينتبهوا لما فيه من زلات خطية في اصل الدين
وهذه ملاحظتي على الموضوع وارجوا اخذها بعين الاعتبار
القول بأن أهل السنة والشيعة يوافقوننا في معنى (لا إله إلا الله) كلام غير صحيح.
فالشيعة يخالفوننا حتى في لا إله إلا الله، فنحن نقول لا إله إلا الله المستحق للعبادة الذي لا يدعى غيره، ولا يسجد لغيره، ولا ينذر لغيره.
والشيعة يقولون لا إله إلا الله، ويدعون غيره، وينذرون له، ويسجدون له، كما يصنعون عند قبور أئمة أهل البيت!
وقول: (فمعناه أن ينطق الإنسان بلسانه و يقر في نفس الوقت بقلبه بأنه لا يوجد إله إلا الله وعليه يتوكل المسلم ، وتقتضي الشهادة أيضاً أن يؤمن الإنسان أن لا خالق لهذا الكون إلا الله وحده دون شريك ولا إله ثانٍ ولا ثالث يعبد معه).
مجرد الإقرار بأنه لا يوجد إله إلا الله، ليس هو معنى لا إله إلا الله، لأن هذا يخرج كفر المعاند، فالمعاند يعترف بأن الله تعالى هو الإله الحق، ومع ذلك لا يعبده، فمجرد الإقرار لم ينفعه.
كما أن فيه مخالفة لواقع الحال، فالله تعالى في القرآن الكريم أثبت وجود آلهة كثيرة غير الله، وأرباب متفرقون، ولكن كلها آلهة باطلة، وأرباب باطلة، والله هو الإله الحق، كما قال تعالى: [ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ هُوَ الحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ البَاطِلُ وَأَنَّ اللهَ هُوَ العَلِيُّ الكَبِيرُ] {الحج:62}.
فلا بد من الإقرار بأن الله هو المألوه الحق، والإله الحق، وأن ما يُعبد من دونه مألوه باطل، وإله باطل.
وقوله في الأخير: (ولا إله ثاني .. يُعبد معه) إن أراد نفي الوجود فخطأ، وإن أراد نفي الاستحقاقية فصحيح.
وللعلم اليهود والنصارى يشاركوننا في أنه لا خالق إلا الله ومع ذلك لم يدخلوا في الإسلام.
والمشركون يقرون بأن الله هو الخالق الرازق كما قال تعالى: [وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ] {العنكبوت:61} بل يعبدونه وقت الشدة ويقصدونه كما قال تعالى: [فَإِذَا رَكِبُوا فِي الفُلْكِ دَعَوُا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى البَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ] {العنكبوت:65} .
ومع ذلك ليسوا بمسلمين، لأنهم اتخذوا من دون الله الوسائط والشفعاء يتقربون بهم إلى الله زلفى فكفرهم الله تعالى وقال: [أَلَا للهِ الدِّينُ الخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللهِ زُلْفَى إِنَّ اللهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ] {الزُّمر:3} .
والله أعلم.