القول الاكيد في مشروعية ( زفة الشهيد )

[الابرق]

كلنا قرأ ما سطره بعض الكتاب فيما يتعلق بما جاء في تسجيل تفجيرات المحيا المسمى بدر الرياض مما أطلق عليه أصحابه زفة الشهيد وقد قررت سؤال أهل العلم في حكم مثل ذلك فطرحت السؤال عنها على أحد علماء أهل السنة من المتخصصين في الحديث من المملكة فكان جوابه حفظه الله كالتالي :

لقد اطلعت على ما ذكرت في سؤالك وقد قال تعالى : ( ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى ) . ونحن وإن اختلفنا مع هؤلاء في مشروعية أفعالهم إلا أن ذلك لا يعني مهاجمة كل ما صدر عنهم وإن كانت له وجهة شرعية دون أن يفهم من ذلك تأييدهم في تكفير ولاة الأمر وقيامهم بهذه التفجيرات في المملكة .

وقولهم : " زفوا الشهيد وخلوا الزفة عالسنة " . وهو ما سألتم عنه فإن جانب السنة فيه واضح من وجوه :

الأول : الإنشاد الجماعي خاصة في الجهاد ، وقد كان من سنة النبي صلى الله عليه وسلم كما ثبت في الصحيحين وغيرهما إنشاده صلى الله عليه وسلم في حفر الخندق وعند بناء المسجد وترديد الصحابة وراءه .

الثاني : خلو هذا الإنشاد من المعازف المحرمة والاقتصار على صوت المنشد ومن وراءه فقط .

الثالث : احتواء كلمات النشيد على التحريض على الجهاد والحث على الشهادة وقد صنف الإمام البخاري بابا للتحريض على القتال وذكر فيه إنشاد النبي صلى الله عليه وسلم في حفر الخندق .

وأما التخوف من كون ذلك بدعة فليس في محله وذلك لأنه يندرج تحت أصول مشروعة وهي التحريض على الجهاد لقوله تعالى : ( وحرض المؤمنين ) ، وإرهاب العدو لقوله تعالى : ( ترهبون به عدو الله وعدوكم ) . وإلقاء الرعب في قلبه لقوله تعالى : ( وقذف في قلوبهم الرعب ) وقوله صلى الله عليه وسلم : [ نصرت بالرعب ] .

وليس كل ما لم يكن موجودا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم يعد بدعة ، وقد ثبت في الحديث أن أبا دجانة كانت له عصابة حمراء كانت تسمى عصابة الموت كان يلبسها عند القتال وقد أخرجها يوما ومشى متبخترا والتبختر محرم أساسا ولكن قال النبي صلى الله عليه وسلم : [ إن هذه لمشية يبغضها الله عز وجل إلا في هذا الموطن ] . وما ذلك إلا لأنها توهن من نفسية العدو وتغيظه .

وأيضا ثبت في الصحيح أن ثابت بن قيس بن شماس لبس أكفانه وتحنط يوم قتال أهل الردة ولا يعرف ذلك في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وإنما فعل ذلك تحريضا لإخوانه على التفاني في القتال ولأنه عزم على الانغماس في العدو والإثخان فيه حتى القتل ، وذكر أن عمر بن عبد العزيز أبقى المسجد الأموي على زخارفه وعمارته المبالغ فيها لما رأى من أثر لذلك في غيظ النصارى .

وأما التعبير بالشهيد فإن كان من باب الجزم بالشهادة لهؤلاء المعينين فهو خلاف مذهب أهل السنة والجماعة ، والصواب عدم الجزم بالشهادة لأحد إلا بوحي لأنه لا يعلم من الذي قتل في سبيل الله إلا الله سبحانه وتعالى وأما على اعتبار التحريض وما يطلبه الفاعل فلا حرج فيه إن شاء الله وذلك كقوله صلى الله عليه وسلم : [ هبوا إلى جنة عرضها السموات والأرض ] . وقول عمير بن الحمام : < لئن بقيت إلى أن آكل هذه التمرات إنها لحياة طويلة > ، فهذا من التصديق بوعد الله عز وجل وإحسان الظن به واعتبار الأحكام المتعلقة بالشهداء عليه في الدنيا من دفن في ثيابه ودمائه وترك للصلاة عليه ونحو ذلك وليس من باب الجزم بالجنة للفاعل بعد التنفيذ والله أعلم .

هذا هو الحكم الشرعي في تلك المسألة بعيدا كل البعد عن الملابسات المتعلقة بها والموضع الذي جاءت فيه والله أعلم .

انتهى جواب الشيخ حفظه الله ولا أريد أن أسميه خشية أن يصاب بمكروه لتعلق ذلك بمسألة التفجيرات مع ما هو معروف عنه من استنكاره لها .

-------------------

منقوول من الساحة السياسية :

[عبد الاله]

ماقصرت اخي
لكني لم افهم شيئا
علما انه يتحدث عن خلو الانشاد
من المعازف المحرمة وهل
هي بدعة اولا..
ولكن الم تسال نفسك
ان النتيجة لم تخلو من
الدماء المحرمة؟
افتنا في هذه الدماء اخي؟