تايلور والموقف الشجاع
تايلور رجل اعتلى كرسي الحكم في جمهورية ليبيريا وبعد أن تمكن من الحكم ومسك بزمام هذه الدولة وأصبح هو الآمر الناهي في هذه الدولة و بعد هذا كله رأى أن هناك
نسبة ليست بسهلة من شعبه – الذي عمل من اجله - غير راغبين فيه وغير راضين عنه
وان تمسكه بكرسي الحكم سوف يريق مزيدا من الدماء _ رغم أن هناك مجموعة لا يستهان بها من المؤيدين – والقادرين على الكثير من الأعمال في سبيل بقاء (تايلور) في الحكم وهم مستعدين للتضحية في سبيل بقائه في الحكم – ولكن هذا الرجل الشجاع الذي تفتقد الأمة العربية مثل هذا الموقف الشجاع الجريء – وأدرك أنه لا يعيش لنفسه إنما يعيش لخدمة أمته وشعبه ولكن إذا كان في بقائه إهلاك لشعبه فلا رد الله كرسي الحكم ولا أبقاه إن كان فيه هلاك لشعبه وقومه – وهذا يذكرنا بموقف صدام حسين حينما قال : إنه لن يترك رئاسة الدولة حتى لو كان ذلك فيه فناء الشعب العراقي كله 0 وقال : إن من يريد الحكم في العراق فعليه أن يستلم حكم العراق كرسي بلا شعب 0
إن كثير من حكام العرب لن يرضى بالتخلي عن كرسي الحكم ولو كان ذلك على حساب شعبه وأمته 0 وذلك لأنهم لا يعيشون لأجل أمتهم وشعبهم ولكن يعشون ويعتلون كرس الحكم لمصالح ذاتية لا تتعدى رغباتهم وشهواتهم 0 لذلك فإنهم مستعدون للتضحية بكامل شعبهم لأجل هذا الكرسي 0 بل ولو كان ذلك فيه فناء الكون كله فقط لأجل أن يبقى على هذا الكرسي ولا يتزحزح عنه 0
أما تايلور فقد فضل ترك الحكم والمغادرة إلى نيجيريا ليجنب قومه وشعبه إراقة الدماء وتدخل العداء 0 فهل يمتلك حكام العرب مثل هذه الشجاعة النادرة