فما لهؤلاء الإرهابيِّيْنَ لا يكادون يفقهون حديثاً-بمناسبة قتل السفير-

[أبو عمر العتيبي]

فما لهؤلاء الإرهابيِّيْنَ لا يكادون يفقهون حديثاً-بمناسبة قتل السفير-

الحمدُ للهِ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على رسولِ اللهِ أما بعد:

فقد تعددت مخالفة الإرهابيين والخوارج لكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن أواخر مخالفاتهم وفسادهم وفجورهم قتلهم للسفير المصري في العراق ..


إن الإسلام وأهله بريؤون مما فعله الخوارج المارقون ..

إن الذي لا يتبرأ من أفعال الخوارج -وأضعف الإيمان إنكار القلب- فيخشى عليه من النفاق ..

إن الجهاد في سبيل الله في وادٍ والخوارج هؤلاء في وادٍ..

بل هم أعداء الجهاد على الحقيقة ، وأنصار للشيطان ..

ولو تأملوا حديثاً واحداً لكفاهم ، ولردهم عن هواهم ..

عن حارثة بن مضرب أنه أتى عبد الله فقال: ما بيني وبين أحد من العرب إحنة، وإني مررت بمسجد لبني حنيفة، فإذا هم يؤمنون بمسيلمة، فأرسل إليهم عبد الله، فجيء بهم، فاستتابهم غير ابن النواحة.

وقال له: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((لولا أنك رسول لضربت عنقك))

وأنت اليوم لست برسول، فأمر قرظة بن كعب فضرب عنقه في السوقِ، ثم قال: من أراد أن ينظر إلى ابن النواحة فلينظر إليه قتيلا في السوق.


إن السفير المصري حتى لو كان نصرانياً أو يهودياً لم يجز قتله لأن ((الرسل لا تقتل)) كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لرسولي مسيلمة الكذاب الذي هو أشد كفراً من اليهود والنصارى ..

قال ابن كثير رحمه الله (2/338) : "لما قدم رسول مسيلمة الكذاب على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: ((أتشهد أن مسيلمة رسول الله؟)) قال: نعم

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( لولا أن الرسل لا تقتل لضربت عنقك))

وقد قيض الله له ضرب العنق في إمارة بن مسعود على الكوفة وكان يقال له بن النواحة ظهر عنه في زمان بن مسعود أنه يشهد لمسيلمة بالرسالة فأرسل إليه بن مسعود فقال له إنك الآن لست في رسالة وأمر به فضربت عنقه لا رحمه الله ولعنه.

والغرض أن من قدم من دار الحرب إلى دار الإسلام في إداء رسالة أو تجارة أو طلب صلح أو مهادنة أو حمل جزية أو نحو ذلك من الأسباب وطلب من الإمام أو نائبه أمانا أعطى أمانا مادام مترددا في دار الإسلام وحتى يرجع إلى مأمنه ووطنه.." إلخ كلامه فيراجع فإنه مهم.

طبعاً كلام ابن كثير في الكافر فما بالكم بالمسلم يا عباد الله؟!!


هذا وجه واحدٍ يبين بطلان وفجور أولئك المقاتلين أدعياء الجهاد وأنصار إبليس .

والوجوه المبطلة لفعلهم ، والمبينة أنه إجرام كثيرة جداً.

ولكن هؤلاء الخوارج محادون لله ورسوله ، مشوهون لسمعة دين الإسلام ..

فقتلهم للسفير وصمة عار في جبين قاعدة المفسد الخارجي أسامة بن لادن الذي امتلأ جبينهم بالعار حتى أصبحوا كالحين

على الباطل مصرين

وفي فجورهم غارقين..

أسأل الله أن يجتثهم ، وأن لا يبقي منهم ولا من أعداء الإسلام المحتلين للعراق، والمسعرين للفتن فيها عين تطرف ..

والله أعلم. وصلَّى اللهُ وسلَّم على نبينا محمد

كتَبَهُ: أبو عمر أسامةُ العُتَيْبِي