أنا لا أسمع مؤقتاً ..

[هايم العتيبي]

أنا لا أسمع ..
كثيراً ما أستخدم جهاز الجوال ..فأستخدم للاستماع أذني التي في الجهة المعاكسة للجهة اليمنى .. فأتحسس الصوت بها وألامس جودة الكلام من خلالها .. والآن !
لا أستطيع أن أسمع الجمال من خلالها فقد خدشتها الذبذبات .. فأصبحت تصارع الالتهابات من فترة لفترة ..
طبعاً أنا المسئول ..عما أرتكبه من أفعال و ضعف في التصرف و إهمال مفرط ..
ما علينا !!
ذهبت أنا ووالدي لفرع الراحجي لتحويل مبلغ مالي ..
وفي طريق العودة ..

قلت له : والله أذني تعورني ..
قال : وش فيك ..
قلت له : والله مدري أنا أكلم أبها وأحط الجوال على أذني اليسار دايم ..
قال : مر المستشفى خلنا نشوف ..
قلت له : طيب ..
نزلنا للمستشفى ودخلنا على الاستقبال دفعنا المبلغ ورحنا للانتظار ..جاء ممرض سعودي
قال : هايم العتيبي تعال نكشف عليك ..
قلت طيب ..
طعباً الوالد الله يحفظه راح معي ..وكان يسولف معي ونضحك وحنا جالسين في غرفة خاصة بالكشف ..والممرض لازال معنا .. أخذ الأوراق ..
قال: اللفت ..
قلت :اللفت اللفت ..
مشينا أنا وأبوي قليلاً .. ونسولف ونضحك في سالفة خاصة ..وقبل ما أدخل المصعد قلت لأبوي تفضل ودخل قدامي ودخلت . ..وصلنا للدور المطلوب وقبل ما ندخل على الدكتور
قال الممرض للوالد : بتدخل معه ؟
قال أبوي : أيه ..
قلت أنا :أبوي رح انتظرني و جايك ..
أستغرب الممرض وقال : أجل أبوك ..
قلت له : أيه ..
قال بإبتسامة صفراء على وجهه :المفروض يكرشك من زمان ..
ضحك أبوي شوي وقال : هذه الحرية ..
شعر الممرض بصدمة لم يتوقعها .. تقدم أمامنا ..حتى وصلنا لغرفة
وقلت له : أنت وش أنت ..
قال : ليه !
قلت له : ما أحد يقول يكرشك هالحين انتهى العصر الحجري الي كانوا يقولون فيه هالكلمة ..
قال : ههههههههه طيب أنا سعودي ..
قال له أبوي : ودنا للدكتور هايم والله ليسولف ساعة ..
قال : طيب بس الاستشاري ماوصل تونا طالبينه ويبي يجي خلوكم في هالغرفة لين يجيكم .
ووضع الأوراق وجلسنا ننتظر .. ابتسمت لأبي وقلت له : وش رأيك فيه ..
قال لي : أكرشك ! ..ونظر للأسفل وقال مهبول ما عنده سالفة ..
دخل الدكتور وقلت لنفسي
يجب أن ننطلق في الجو الفسيح .. متأملين ماذا نفعل بأنفسنا ..
وبعد الكشف قال لي الإستشاري ..: " إن السماعات الخارجية الخاصة بجهازك المحمول .. وجهاز الآي بود .. تسبب الصمم بعد فترة طويلة .. و تؤثر على العصب .. فلا تستخدمها .. وإن كنت تريد الاتصال فعليك بوضع مكبر الصوت .."
نزلنا .. وقال أبوي :شفت قايلك لا تحط السماعات والجهاز حقك لا تأخذه معك ..
قلت له : مكتوب ..
ثم قلت :من حقي أن أنتقد نفسي في مضامين وأشكال القيم السامية والمعاني العظيمة ..لا أن أوبخ الآخرين
قال : الله يستر ..

وتم أعلان حالة من الصمت حتى وصلنا للمنزل ..

فأرجوا الحذر من أي وسيلة للاتصال .. توضع على الأذن


*الآي بود جهاز صوتي صغير جداً ..


..