المشركين يمدحون الرسول صلى الله عليه وسلم بقصائدهم !!!!!

[فيصل المسعودي]

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمداللة والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:

إخواني أعضاء هذا الصرح الشامخ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وجدت بين يدي كتاب

(مدائح الرسول صلى الله عليه وسلم ومراثيه في عصره )

للأستاذ الدكتور/ محمد علي الهرفي

وجدت في هذا الكتاب قصائد شامخه لشعراء الرسول صلى الله عليه وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم وأيضاً من شعراء المشركين

وهذا إن دل يدل على عظمة خلق هذا النبي وعظمة ماجاء به

شد تركيزي مدائح الشعراء المشركين في رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا يعطي بالتاكيد لكل مشكك درساً على القوة الكامنة في الدعوة فكما نعلم شهادة العدو في مثل هالمواقف لها أثرها وقيمتها

فقصائد مدح المشركين في رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتبرها صفعه في وجه من أراد الإنتقاص من قدر هذا النبي الطاهر الكامل الخلق والصفات لأنها كما قلت تدل على القوة الكامنة والكبيرة في عظمة هذه الرسالة وعظمة حاملها.

في البداية أردت أن ابتدي بقصائد لشاعر الرسول صلى الله عليه وسلم حسان بن ثابت رضي الله عنه .

قال حسان بن ثابت رضي الله عنه قصيدة يهجو فيها أبا سفيان بن الحارث قبل فتح مكة ويمدح النبي صلى الله عليه وسلم وقد إستطاع حسان ان يبرز شخصية النبي صلى الله عليه وسلم وذلك من خلال تصغير خصومه فأصبح بذلك غير قابل للمقارنة مع ابي سفيان الذي عاداه وحرض المشركين على مقاتلته والقضاء على دعوته يقول حسان :

عفت ذات الأصابع فالجواء=إلى عذراء منزلها خلاء
وقال الله قد أرسلت عبداً=يقول الحق إن نفع البلاء
شهدت به فقوموا صدقوه=فقلتم مانجيب ومانشاء
الا أبلغ أبا سفيان عني=فأنت مجوف نَخِبَ هَوَاءُ
هجوت محمداً فأجبت عنه=وعند الله في ذاك الجزاء
أتهجوه ولست له بكفء=فشركما لخيركما الفداء
هجوت مباركاً براً حنيفاً =أمين الله شيمته الوفاء
فمن يهجو رسول الله منكم=ويمدحه وينصره سواء
فان أبي ووالده وعرضي=لعرض محمد منكم وقاء

وقد روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قضى لحسان بالجنة مرتين في ساعة واحدة مرة قال له : جزاؤك عند الله الجنة لقول حسان: وعند الله في ذلك الجزاء

ومرة قال له: وقاك الله حر النار

وذلك بعد إنشاده البيت الاخير من القصيدة

ويبدو ان حساناً قد اعجب بشخصية الرسول صلى الله وعليه وسلم أي إعجاب فقد عاش عمراً طويلاً وانتقل كثيراً وقابل الملوك والامراء بكنه مع ذلك لم يرى أجمل من الرسول صلى الله عليه وسلم وأحسن فقال يمدحه :

وأحسن منك لم تر قط عيني=واجمل منك لم تلد النساء
خلقت مبرءاً من كل عيب=كأنك قد خلقت كما تشاء

وقال حسان يذكر غزوة قريضة ويمتدح رسول الله صلى الله عليه وسلم في أثناء ذلك :

غداة اتاهم يهوي إليهم=رسول الله كالقمر المنير
له خيل مجنية تعادي=بفرسان عليها كالصقور

(مدائح الشعراء المشركين في الرسول صلى الله عليه وسلم)

كما ان هناك شعراء مسلمين مدحوا الرسول الله صلى الله عليه وسلم أيضاً هناك شعراء مشركين مدحوا الرسول صلى الله عليه وسلم كاد الإسلام ان يلامس قلوبهم متأثرين بشخصيته وعظمة الصفات التي يمتلكها لكن أسباباً عديدة حالت دون ان يكتسبون نعمة الإيمان بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم

من هؤلاء الشعراء:

1- أبو طالب بن عبد المطلب :

احد الشعراء الذين أشادوا بالنبي صلى الله عليه وسلم ومدحوه وهو الذي وقف في وجه زعماء قريش يحمي النبي صلى الله عليه وسلم ويدفع الأذى عنه وكان فخوراً بابن اخيه فهو يعرف مكانته وصدقه فكتب السيرة تذكر له مواقف مشرفة مع الرسول صلى الله عليه وسلم ومع المسلمين والدفاع عنهم.

وتذكر هذه الكتب ان له قصائد في الدفاع عن الرسول صلى الله عليه وسلم فهو القائل :

إذا اجتمعت يوماً قريش لمفخر=فعبد مناف سرها وصميمها
وإن حُصلت أشراف عبد منافها=ففي هاشم اشرافها وقديمها
وإن فخرت يوماً فإن محمداً=هو المصطفى من سرها وكريمها

ويؤكد أبو طالب مرات عديدة إعترافه بصدق ماجاء به ابن اخيه من دين هو من أفضل أديان الدنيا ولكنه لا يستطيع إتباعه فيقول:

ودعوتني وعلمت أنك ناصحي=فلقد صدقت وكنت قدمُ أميناً
وعرضت ديناً قد عرفت بأنه=من خير أديان البرية ديناً
لولا الملامة أو حذاري سبة=لوجدتني سمحاً بذاك مبنياَ

2- أعشى قيس :

الاعشى هو الشاعر الجاهلي الذي عاش ردحاً طويلاً من الزمن قبل مجيء الإسلام وأفعمت حياته بأسباب المجون والميل إلى الشهوات والتهالك عليها فقد عرف بخير رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعد نفسه للقائه يريد الإسلام كما انه اعد قصيدته الدالية التي مدح بها النبي صلى الله وعليه وسلم :

متى تناخي عند باب ابن هاشم=تراحي وتلقي من فوصله ندى
نبي يرى ما لا ترون وذكره=اغار لعمري في البلاد وانجدا
له صدقات ماتغب ونائل=فليس عطاء اليوم مانعه غدا
أجدك لم تمسع وصاة محمدً=نبي الإله حيث أوصى واشهدا

فالشاعر في سياق هذه الوصايا عدداً من التعاليم الإسلامية المتعلقة بالحياة والموت وقيمة عمل الإنسان وحدود الحرام والصد عن عبادة الأوثان والدعوة إلى عبادة إله واحد

ولكن لم يعانق هذا الشاعر الإسلام حيث يقال انه عاد حين علم أن الإسلام يحرم الخمر

3-أبو عزة عمرو بن الجمح :

فقد أسر في بدر وقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بفك أسره فقال الشاعر يمدحه:

من مبلغ عني الرسول محمداً=بأنك حق والمليك حميد
وانت امرؤ تدعوا إلى الحق والهدى=عليك من الله العظيم شهيد
وانت امرؤ بُوئت فينا مَبَاءةَِ=لها درجات سهلةٌ وصعودُ
فإنك من حاربته لمُحَـاَرُبَ=شقيٌ ومن سالمته لسعيد

4-طالب بن ابي طالب:
يرثي قتلى قريش في بدر وهم لم يزل على دين قومه ويضمن قصيدته أبيات مدح في الرسول صلى الله عليه وسلم :

فما ان جنينيا في قريش عظيمة=سوى ان حمينا خير من وطى الترابا
اخا ثقة في النائبات مرزاً=كريماً ثناه لا بخيلا ولاذ ذريا
يطيف به العافون الغاشون بابه=يؤمون نهراً لا نزوراً ولا صرياً

وهو هنا يؤكد صفات عديدة حميدة توفرت في ابن عمه.

5-سراقة بن مالك بن جعثم :
الذي حاول اللحاق بالنبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه في أثناء الهجرة طمعاً في المكافأة التي اغرت بها قريش من يستطيع قتل النبي صلى الله وعليه وسلم أو أسره لكنه فشل في تحقيق مراده مما أثار غضب قريش ونقمتها عليه فقال يخاطب أبا جهل:

أبا حكم والله لو كلت شاهداً=لأمر جوادي إذ تسوخُ قوائمُهُ
عجبت ولم تشكك بأن محمداً=رسولٌ وبرهانٌ فمن ذا يقاومهُ
عليك فكف القوم عنه فإنني=أخالُ لنا يوماً ستبدو معالمه
بأمر تودَ النصرَ فيه فأنهم =وغن جمع الناس طراً مسالمه

وهكذا نجد العديد من شعراء الجاهلية لم يتمكن الإسلام من قلوبهم لكنهم أنصفوا الدعوة الإسلامية ورسولها وقد حاولوا هؤلاء الشعراء إلتزام العدل والإنصاف تجاه هذا الرسول الكريم.

في النهاية نقول

الا رسول الله صلى الله عليه وسلم

فداك مانملك يا أطهر من مشى على وجه الأرض

اخوكم

فيصل المسعودي