ابن جامع يجمع الكل /مقال لمحمد ابو حمرا

جريدة الجزيرةالثلاثاء 18 جمادىالآخرة 1428 العدد 12696

ابن جامع يجمع الكل
محمد أبوحمرا





لم أكن في يومٍ من الأيام من المهتمين بما يسمى مزاين إبل قبيلة كذا أو كذا؛ وإن كنت أرى ألا ضير ولا بأس فيه بل أشجعه إذا لم يخرج عن العقل والمنطق والسمت وجمع اللحمة للقبائل والوطن كاملاً.

وفي ليلة من ليالي الأسبوع الفائت دعيت لحضور اجتماع لجنة التأسيس والمتابعة لمزاين إبل قبيلة عتيبة؛ وكان الداعي لهذا الحفل هو الشيخ عبدالعزيز بن جامع شيخ الروسان من قبيلة عتيبة؛ وكان الموقع هو (القرنة) وهي تقع قبل الدوادمي على يسار الطريق الذاهب من شقراء للدوادمي؛ وهي منطقة زراعية جيدة.

جئت قبيل المغرب؛ وكان بيت الشيخ كبيراً جداً يغري الفضولي مثلي أن يتمعن في ذلك السور الممتد على طول الشارع الرئيس في (القرنة) الذي تزينه أشجار النخيل وغيرها؛ وأمامه مسجد بني بعناية وإتقان؛ ورأيت عشرات السيارات تقف خارج المنزل قد ضاقت بها مسافة تزيد على 200 متر طولاً و50 متراً عرضاً؛ ورأيت رجالاً يدلفون للباب الكبير وعليهم العباءات العربية الجميلة؛ فكان لا بد لي لكيلا أكون نشازاً بينهم من أن ارتدي العباءة أو المشلح كما يسمى عندنا!!

بيت الشيخ ابن جامع كبير إلى درجة أنه لا يتورط مثلنا في الرياض في عدد الزائرين مهما كثر عددهم؛ وفناء البيت يتسع لحوالي الألفي كرسي عند إقامة المناسبات؛ وكان من عاداتنا النجدية بالذات أن تصافح كل من في المجلس مهما كان عددهم وإلا قالوا عنك ما لم يقله مالك في الخمر.

الشيء اللافت للنظر هو أبناء الشيخ عبدالعزيز بن جامع؛ وفي مقدمتهم الشيخ جامع الجامع؛ فهم يخجلون الزائر لهم بالحفاوة والترحيب والاستقبال الرجولي المملوء محبة وحكمة وكرم الكرماء؛ وحيوية الشباب تغريهم بالحركة واستقبال الضيوف ببشاشة قل أن تجدها عند غيرهم؛ ويبدو لي أن تربيتهم جاءت على هذه النوعية من الاحتفاء بالقادم؛ وتلك والله هي تربية الرجال للرجال.

والشيء الآخر اللافت للنظر في ذلك الاجتماع الذي حضره ما يزيد على 300 شخص هو أنك ترى الجميع بروح الفريق الواحد المتحابين والمتكاتفين كأسرة، ولعل للشيخ ابن جامع صاحب الحكمة والحنكة جهداً في هذه اللحمة والاجتماع الأخوي الذي كان ناجحاً تلك الليلة بكل المقاييس، وندعو بأن يوفق الله الجميع ونشكر الشيخ ابن جامع على جمع الجموع الكثيرة من قبيلة عتيبة التي هي جزء من وطن كبير ولله الحمد.

فاكس 2372911