[frame="10 80"]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة....
أحبابي في منتدى الهيلا ...
هل حقا نحن قوم لانحب التغيير؟
وإذا تغيرنا لانعترف بأننا فعلنا؟؟
وحين يأتي أحد منا ليغير فينا شيئا غير مستحسن..
أو نختلف في أمره...
جعلنا من دعوته ضلالة..وكل ضلالة في النار؟ كيف يحكم أغلبنا إن لم يكن كلنا على مغير ما أنه داعية ضلال وفساد وباطل ماكانوا يعملون قبل ان يستمعوا إلى مايريد قوله ...وربما جهزوا حججهم وردودهم قبل أن يعرفوا ما القضية؟؟ هل فعلا أننا بهذا القدر من اللاوعي الفكري؟ أم أننا لسنا أسوأ من غيرنا؟وبإمكاننا أن نكون أفضل وبمنتهى السهولة حين نريد؟ هل المشكلة لدينا في التغيير أم في آلية التغيير؟ لم ينظر إلينا العالم كبلد منغلق لايحب التغيير وينظر إليه كخطيئة مقززة رغم اننا دولة إسلامية تؤمن أن الإسلام كان رسالة تغيير عولمية عالمية مثلها مثل الرسالات السماوية الكبرى؟ لحظة واحدة أعزائي...هل فعلا البلاء منا في عقولنا... أم هو من مغيرينا؟ أم منهما معا؟ _لم نتغير أصلا؟
جزء من عملية التغيير هو تبديل لتصور ما في الدماغ حول العالم الخارجي..فيما يتعلق بأي قضية..أي شيء... هناك أشياء خاطئة من هذه التصورات...أشياء كثيرة...ليست حتى قليلة، وتنبني عليها حياة خاطئة كمن أسس بنيانه على شفا جرف هار، لأجل ذلك نحن بحاجة للتغيير حين نكتشف أن تصوراً ما في عقولنا هو خاطىء ولابد من تبديله إلى تصور جيد وصحيح نسبيا..
المشكلة حين يتحول التصور في العقل من مجرد تصور إلى إيمان..إلى تسليم واقتناع تام لامجال لنقاشه، أو قل ...نخاف من نقاشه...فإن أمر التغيير يصبح صعبا بقدر كبير ومؤلم في أغلب الأحيان..
السؤال الذي يتسلل لحديثنا عن التغيير...كم هو عدد إيماناتنا التي بحاجة إلى جهاد وقتال من أجل تغييرها..؟ قد يسأل أحدنا: اننا وحين نعيش قانعين راضين بحياتنا وعيشنا الرغيد، بكل ماتحتويه من قناعات وإيمانات وتصورات صحيحة أو خاطئة، فلم نتغير إذن ولأي شيء نتكلّف عناء النضال من أجل تغيير أمور هي راكدة في داخل العقل فقط؟
والجواب أنه لو أن هذه القناعات والإيمانات تبقى في العقل ولاتخرج منه إلى العالم الخارجي فإن الأمر سيكون بسيطا وسهلا وأمره واسع، ولكن ماذا حين تترتب على التصورات الخاطئة نتائج بالغة السوء وأمور سيئة ولئيمة نكتوي منها؟أليس التخلص منها داخل العقل وسيلة للتخلص منها خارجه؟
بمعنى، حين يؤمن مشركو قريش بأن الشركاء الذين يتعبدونهم من دون الله زلفى أباحوا لهم الربا والفواحش والطبقية الاجتماعية وتجاوز الحد في المحرمات والمباحات، حين يفعل التصور الخاطىء لوجود الشركاء لله تعالى كل هذا فإن دعوة النبي عليه الصلاة والسلام كانت وصفة علاج فورية بالغة الأهمية...وسريعة وفوق كل ذلك ضرورية ولامجال لتأجيلها.. كذلك حين يؤدي إيمان هتلر (مثلا) بتفوق الجنس الآري على بقية الشعوب (معمليا) ويثبت أن عملية التطور والارتقاء قد بلغت بالجنس الأبيض مبلغا يبيح له اكتساح العالم في حرب شاملة يموت فيها الأضعف ويبقى فيها الأقوى وفقا لنظرية الارتقاء...فإن هذا الخرط الفاضي يحتاج إلى من يغسله جيدا وينتزعه من عقل صاحبه قبل أن يؤدي بنفسه وبالآخرين إلى الهلاك.. لأجل ذلك كله نحن نتغير ونتطور ونرتقي، لابطريقة داروين...ولكن بطريقة الكتاب العزيز...
_ومن لايتألم...لايتغير.. (المغيِّر البغيض) بكسر الياء، هو اسم فاعل يدل على كل ناشط قلق يكره الكثير من الأمور في مجتمعه ويحدث قلقا مستمرا لأجل أن تتغير هذه الأشياء الكريهة.. هذا ال(مغيِّر) هو شخص بغيض في الغالب، مكروه وغير مرغوب فيه، لأنه وحده من يتألم في الوقت الذي تأقلم الآخرون على الألم أو ربما لم يكتووا منه أصلا ولايريدون شخصا يجيد الثرثرة أن يزعجهم بكثرة مطالباته وتغييراته..
القرآن الكريم حين قص علينا معاناة الأنبياء في سبيل دعواتهم نبّه في غير ماموضع أن من يعترضون ويكرهون النبي والرسول هم غالبا الناس المرتاحة، الناس المتمكنة، المولودة وفي أفواهها ملاعق الذهب وتسلّمت القيادة في كل الجبهات، فدينيا هم سدنة الفكر القديم العتيق الذي»وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها» لايأتيه الباطل من بين يديه ولامن خلفه، وهم من جهة أخرى ذوو اللحم المسموم الذين لاينطق بين أيديهم ولاينظم خيط بإبرة من دون شورهم، واجتماعيا هم علية القوم و(قبايلهم) ومن يرثون الاسم واللقب والشرف هكذا وراثة..والذين يقول لسان حالهم» أنؤمن لك واتبعك الأرذلون».. واقتصاديا هم من يستفيدون من عملية الفساد استفادة كبرى تضخ إليها الأموال الخاطئة، أموال قطع الطريق، والفساد الإداري، والسرقات الخفية والجلية، و:»ياشعيب أصلاتك تأمرك أن نترك مايعبد آباؤنا أو أن نفعل في أموالنا مانشاء؟» يجمع كل ذلك المزيج المزري من الإنسان العتل الجواظ المستكبر المكذّب والمناهض للتغيير وصف قرآني واحد: «قال الذين غلبوا على أمرهم» «قال الملأ الذين استكبروا من قومه» «وقال الملأ من قومه الذين كفروا وكذبوا بلقاء الآخرة وأترفناهم في الحياة الدنيا» إنهم (ملأ)...فكر كبير، قاعدة تصورية كبرى وشاملة لاتتألم، والذي لايتألم لايتغير...ولايريد لغيره أن يتغير لأنه لو فعل فلابد أن تضطرب منظومة الترف التي تضخ إليه وتصب في كرشه الكبير الذي لابد ألايتغير حتى لاتفسد الحياة الجميلة النظيفة والسعيدة والمليئة بالناس المتحابين والنزيهين والنظيفين والذين يعيشون في رخاء...تلكم الحياة التي لاتشرق إلا عليه وحده...ولايراها غير عينيه الضيقتين...ولله في خلقه شؤون.. التغيير قصة طويلة
.. سلّمكم الله جميعاً..
هنا كانــــ مروريــــــ
معــــ كلـــ الودـــ[/frame]
التوقيع |
دنيــــا ومــن يـــــدري كلــــ شــــئ يصـــير فيهــــا |