الكرم وماقيل في العوازم عتيبة

[مخلد بن ماشع]

الكَــرَم وماقيل في العوازم من عتيبة








الكرم مِن الخصال الحميدة التي حثّ عليها ديننا الحنيف متمثلاً في قول الرسول صلّى الله عليه وسلّم)) من كان يؤمن بالله واليوم الأخر فليكرم ضيفه ومن كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم جاره )) وكان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أجود الناس كما جاء في الحديث .
والكرم من الصفات الحميدة التي اتصف بها العرب قبل السلام فأثبتها الإسلام وحثّ عليها.

وقبيلة العوازم كغيرها من قبائل الجزيرة العربية التي جعلت للكرم في نفوسها مكانة كبيرة من اكرام الضيف والجار وغيره من سبل الكرم الآخرى , وأولّ إكرام الضيف هو حسن استقباله ولقاءه بوجه طلق كما قال الشاعر:


بشاشة وجهِ المرء تُغني عن القرّى................فكيف إذا جاء القرى وهو ضاحكٌ




وكما قال دغيم الظلماوي:


أطــمـر لهــم وابدي كـلام المحبــة................إن شــــحّ بالهـيّن كبيــر العــلابـي




وكما قال بركات الشريف:


احذرتلقي الضيف مقـرن علابـيك................خلّــه محـــبٍ لك مودٍ اليا جـــــاك




والزمان الماضي كان زمان فقر وحاجة ويتبين ذلك الزمان من يكرم الضيف لوجود المشقة والشاعر يقول :


لولا المَشقةُ ســاد النّاسُ كلهمُ................الجودُ يفقِرُ والإقـــدام قتّـــالٌ




وفي ذالك قال قيس العازمي العتيبي:


أفرح بهم وان لفوا لو الليالي شداد................وآمر لهم بالدّفا والحايل ام العصيب




اما نويشي بن شامان العازمي العتيبي فيقول:


ذبحت للخطار حتى البعارين................أين القليل عن الكرم ماحداني




وذالك عندما جاءه الضيوف ولم يكن عنده إلا بعير واحد فذبحه لهم.





وكان من الكرماء المعروفين وصل بن قرينيس العازمي وفي اخر عمره اصيب بالعمى فقالت ضبيبة الغنامية:


ياوصل ياليت العمى عنك ينبـــــاع................يـابو طنـف يجلــب لسوق المبـيعه
ابيـه يشـرى للـردي طــايح النـــاع................اللــي مــع الظفــران مثــل التبـيعه
اللــي لياجـات المواجيــب يرتـــاع................وقلبــه علــى ذبــح الغـنم مايطـيعه

وقيل أنها لصيته بنت ناشي وهي بنت ضبيبة والله أعلم





وقال عواض بن قيس العازمي العتيبي هذه القصيدة في الكرم :




ابن قيس غنّى له بقافٍ جديـــــد بنــــــــاه................كـلام قليــل ولا يوالـف كثــير القــــــول
ولايبتدي بالقاف من لا عرف معنــــــــاه................يقع واحدً يمشـي المذاهب بغير وصــول
وانا امسيت قلبي مثل بـنٍ علــى مقـــــلاه................اهرّج ضميري في خفى مادرابــي زول
والا يالله انّـك مسندي ياعزيـــز الجــــــاه................بعد راحت الوزنـه بخمسة عشر مهلــول
وانا مرزقي عشرين مــابين عنز وشــــاه................مافيها جلب ولاّ جـلايب سمـــانٍ حــــول
وانا لـي وليـفٍ ماتجـــوز العلـــوم بـــلاه................هوى خاطري ماهـو هوى ناسع المجدول
وليفٍ ليـا غـنّى يجيب البعـــــيد غنـــــــاه................يجي له قطــيري مـاتعنّى لـه المرســـول
ألا يا معين الخلـق كلٍ علـــى مجـــــــراه................أحد باردٍ همّـــه واحد باركٍ مرحـــــــول
وأحد كـل يومٍ تكتلـف للضـيوف انثـــــــاه................وأحد سفرته لانثاه مرّة تعــــــدّى الحـول
وأحد لو معه دنيا حصيلـه عنـى دنيــــــاه................وأحدى يدهلونه مثل عد الروّى المدهـول
وأحـــد ما تحوّش لــــه يــده يجعلــه للــه................وأحد مرزقه دوبـــه ولا يشبعـه ماكــــول
وأحد عن دروب الطـيب قلبه عليه غطاه................وأحد خالــطٍ كل الطبايــع بزيــن دلـــــول
ومحل الصخى والجود من دوّره يلقـــــاه................ومحل الرّدى بيّن كمــا المربع المنـــزول
أوصيك ياقـــرمٍ تضمّ العلــــوم وصـــــاه................ترى ما لبنت الظفر عند الرخوم كمــــول
ولا واخسارة من صخر للّردي عـــــذراه................لو انـّه يفرّشــها طراريــح فـرع زلــــول
ترى من صخر بنته لرخو العظام وقــــاه................مثل من يحط الهمل باقصى الغنم مخيول
لقيت الردي بيّن عــسى تنكسر يمنـــــــاه................تفلّت وسوره مثل وسـر الحِنـى المبلـــول
يحب الــرّدي ويلقِـــي الطيــــبة علبـــــاه................وله مع دروب البخل مـدخال وله سبــول







ومن قصايد العوازم في الكرم والحكمة القصيدة التالية للشاعر المعروف قيس العازمي العتيبي :


واونّتـــي يــــاعوض ونّـــة ربــيط القــــــــاد................اللّــي مـا يـدري متـى يطلــق والايّــام غيـــب
ولاّ كمـــا يـاعوض ونّـة جضــيع الوســــــاد................اللّــي هلـــه طبّبـــوه وحــــار فيــه الطبيـــــب
مــن هجـــرةٍ بيّــدتني قبــــل وقــت البيــــــاد................مـن همّهـا شـاب راسـي قبـل وقـت المشيـــب
ناحيتهـــــا يـــاعوض بالجــــــد والاجتهـــــاد................ابـى الشّــكالة واثــر علــم الشــكالة صعيـــب
لــو المــراد الفنــى تفنـــى الثيـــاب الجـــــداد................والنبـت عقـب الزهـور يـروح ليـفٍ حطيـــب
بـلاي مـن حسّـــةـٍ فــي داخلـــــي الفــــــــواد................الظفــر يفطــن لهـــا والخبــل عنهـا يغيـــــب
وثــلاث مـن ســبع عنـــدي نطحهنّه عمــــــاد................والرّابعـــة نلتحقهـــا كــــان قــــام النّصــــب
الأولــــه لايــــذ المتنـــــين علـــــــمٍ وكــــــاد................اروح اصم عمـى دونه مـا اشوف ولااجيــب
وابشّره بالنّجـــــــاة ان كـــان شـــاء الله واراد................ومــن لا ينجّـــى دخيلـه مــا لبنتــه خطيــــب
والثانيـة حجّتـــــي يــوم اللّغـــــى والكيـــــــاد................اليــا علـى ركبـة القاضـي لزمنــي مصيــــب
ليـا راح ضـرب الدعاوي مثل ضرب الحــداد................مــاني ببـــرمٍ ليـــا منّــي نصـــيت الطليــــب
والثالثـــــة ســـــدتي والمــــــال زاد النفــــــاد................ليـــا نوّخــوا وقــت ليـــلٍ للسّـــويدا لسيـــــب
افــــرح بهــم وان لفوا لـو الليــالي شــــــــداد................وآمــر لهــم بالـــدفى والحايـــل أم العصيـــب
والرابعـــة بالحشــــادة للـــــرجال الحشــــــاد................ترى الّردى اسمّه ردى والطيب يجزى بطيب