من أيام العرب يوم الصليب

[حمود الشمري]

يجب ان لا نهظم حق احد فقبيلة تميم من اشد القبائل في زمن الجاهلية وفي زمنا هذا ( بنو تميم )

تنتسب تميم حسب النسابين القدامى إلى تميم بن مرّ بن أدّ بن طابخة ويعود نسبها إلى مضر بن نزار، و أقرب القبائل نسباً إلى تميم قبائل بني ضبّة و بني عكل وبني ثور في اليمامة. و تجتمع هذه القبائل في "الياس" مع قبائل خزيمة بن مدركة التي تضم فيما بينها قبيلة قريش، و بذلك تكون تميم من أقرب القبائل الكبيرة نسباً إلى قريش، و جميع هذه القبائل تنتمي إلى فرع مضر من القبائل العدنانية.

و كسائر القبائل العدنانية، جعل الإخباريون الأوائل أصل تميم في الحجاز، و منها نزح بنو تميم شرقاً، حسب هذا القول، إلى نجد (وسط و شمال الجزيرة العربية ) و إلى إقليم البحرين و حتى جزيرة أوال (مملكة البحرين الحالية). ثم انتشرت القبيلة في المناطق المجاورة مع الفتوحات الإسلامية، و خصوصاً في العراق و فارس.


عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : لا أزال أحب بني تميم بعد ثلاث سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولها فيهم : ( هم أشد أمتي على الدجال ) . وكانت منهم سبية عند عائشة ، فقال : ( أعتقيها ، فإنها من ولد إسماعيل ) . وجاءت صدقاتهم ، فقال : ( هذه صدقات قوم ، أو : قومي ) . الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: [صحيح] - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 4366

الفتوحات
قاد رجال بني تميم الكثير من الفتوحات الاسلامية منهم الاحنف بن قيس التميمي الذي ارسلة امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنة اثناء الفتوحات في بلاد فارس وخرسان وايضا القعقاع بن عمرو التميمي بطل القادسية وهو القائل :

حبوته جيــاشة بالــنفس *** هدارة مثل شعاع الشمس
في يوم أغواث قتيل الفرس *** انخس بالقوم اشد النخس

-------------------------------------------------------
من أيام العرب يوم الصليب
واجهت قبيلة تميم كثيرا من الوقعات كانت النهاية فيها إما نصرا مؤزرا وإما هزيمة مثل ما يحدث لغيرها من القبائل ولقد دونت هذه الوقائع وسميت أياما وأيام العرب كثيرة سواء بين بعضهم بعضا أو مع بعض القوى الأجنبية ولقد استغلت بعض القبائل بعض القوى الأجنبية أو بالعكس تماما استغلت بعض القوى الأجنبية بعض القبائل العربية لقتال بعض القبائل القوية والتاريخ يعيد نفسه.
وهذه الأيام بحاجة إلى دراسة من مصادر مختلفة تجد بعض المصادر أشارت إلى جوانب من هذا الأيام وعند دمج هذه المصادر يظهر لك استنتاجات كثيرة وعموما لا أريد الإطالة في هذه المقدمة وسأتحدث لكم عن يوم من أيام العرب واجهت فيه قبيلة تميم قوتين عظيمتين في وقت واحد الأولى قبيلة عربية معروفة وهي قبيلة بكر بن وائل وأما القوة الأخرى فهي قوة أجنبية من الاساورة من جيوش الفرس
موقع اليوم
وقع هذا اليوم في موضع يسمى الصليب بضم الصاد ولذا نسب اليوم إلى هذا الموضع والصليب كما قال ياقوت : الصُلَيبُ: بلفظ تصغير الصلب وقد تقدم اشتقاقه، جبل عند كاظمة . وكاظمة معروف موقعها في شمال شرق الجزيرة العربية
اجتمعت بكر بن وائل مدعومة من قبل الفرس بجيش من الاساورة لمهاجمة بني عمرو بن تميم وكان قائد بني عمرو بن تميم الفرس والشاعر طريف بن تميم بن عمرو العنبري التميمي وهو الفارس الوحيد من فرسان العرب الذي لا يتقنع إذا نزل سوق عكاظ .
دارت رحى المعركة بين بكر بن وائل والجيش الأجنبي من الاساورة من جهة وبين بني عمرو بن تميم من جهة أخرى والتقت الجيوش وصار الطراد والقتال بعد أن تقابلت الفرسان وقد واجه طريف العنبري كبير الاساورة فقاتله فارداه قتيلا فانهزمت الاساورة .
لم تستطيع بكر بن وائل أن تستمر في القتال بعد أن انهزم حليفهم الاجنبي فانهزمت أيضا بعد مواجهة أخرى مع فرسان بني عمرو بن تميم .
سجل طريف هذا النصر الساحق والذي واجهت فيه بني عمرو بن تميم قوتين عظيمتين وكان النصر فيها لقومه قال :
ولولا طرادي بالصليب لسوقت ... نساء أناس بين درتا وبارق
وقال الأعشى:
وإنا بالصليب وبطنِ فَلْج ... جميعاً واضعين به لَظَانا
المراجع
1- انساب الأشراف للبلاذري ج 7 ص 256
2- معجم البلدان ج 3 ص 104 رسم صليب

آخر تعديل حمود الشمري يوم 30-Jul-2008 في 07:51 AM.