![]() |
اختيار تصميم الجوال
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | |||
|
![]() أيها الأحبة الكرام
ساءني أن أرى كثيرا من العرب متوجهين لخدمة اللغة الانكليزية والتي يسمونها فخرا حية ولعمر الحق انها لحية مسمومة تلسع لغتنا لسعات الموت وتُذيقها هوانا وذلة هم في ذلك يحيون لغة قوم كافرين أعداء مجرمين ولم يكلف أحدهم نفسه أن يخدم لغته مثلما خدم لغة الكافرين أوعلى الأقل يجعل واحدة بواحدة فان اضطر لعمل من هذا القبيل فليعطي للعربية مثلها وذلكم أقل الانصاف وأيسر اعتراف *** أيها السادة الكرام ألا تروا الى قواميس الانجليزية وغيرها ما أكثرها ولا تكاد تعثر على قاموس عربي ذي برنامج متطور كما للانجليزية فمابال الناس عن موروث أكرمنا الله به غافلون وعن خدمة هذا السفر متقاعسون لذلك أحببت أن أعرّف بموروثنا الذي أضعناه لأجل عرض من الدنيا قليل زائل *** العرب الأولى أيها السادة الكرام العرب قوم ملكــوا الأرض ولم تملكهم ولذلك لم يخلدوا اليها فتكون لهم فيها آثار تخلّد ذكراهم أو استبقوا شيئا غير لغتهم التي ورثوها وورثوها وحسنوها وجملوها بأذواقهم الرفيعة وحسن أدائهم لها ساعدهم في ذلك قرائح متوقدة وعقول ذكية مستنيرة وأفهام دقيقة وصفاء نفس وفطــرة وسجية *** والعرب أمّة من أكبر الأمم واعرقهم تباعد أفرادها وربطت بينهم وشائج وأوصر كثيرة من عرق ونسب ومكان وهواء وطبيعة جافّة تفرّدوا فيها واستوحش الداخل اليهم فلم يُستعمروا ولم يُسلّط عليهم طاغية وكانوا كلهم يدا على من سواهم من العجم فلم يدخل بينهم داخل الا من تخلّق بأخلاقهم وتعلّم لسانهم وخبر عاداتهم فتأثر بهم ولم يتأثروا به ولذلك لمّا بُعث النبي الخاتم صلى الله عليه وسلّم انتسب اليهم اجمعين وانتسبوا اليه اجمعين فبه افتخروا وبه انتصروا وعزّوا وما ذلّوا فكانوا سادة حيث نالوا الريادة والسيادة بدينهم الحنيف دون شئ آخر *** والعرب قبل هذا بأزمان مديدة أكرمهم الله بنبيّه اسماعيل عليه الصلاة والسلام فاختارهم له أهلٌ فتطبّع بطباعهم من الشجاعة والفروسية والصيد والظمأ والجوع والشّدّة والصبر والوحدة ....الخ اذ هي كلها صفات تطبع بها العربي من ذات الطبيعة ثم تفتق لسانه بالعبارة الجميلة ذات المدلول الواضح الصريح مع فطرة وسجية لم تتعكر بطبائع أخرى تُشينها ۩ ۩ ۩ ۩ ۩ والعرب الآخرة أتقنوا التجارة وعرفوا طرقها ومؤداها وهم سدنة البيت احتكت بهم خلائق ووفدت عليهم شعوب فأخذوا ما استحسنوه وراق لهم لفظه ومعناه وعذب في ألسنتهم فأحكموا قيده وتصرفوا فيه ثم لازال ذلك دأبهم حتى تولدت لديهم أسواق مشهورة معلومة فتسابق الشعراء وتنافسوا وتبارى الخطباء وتشقشقوا فحفزوهم بجوائز الشهرة ويقال علقوا معلقاتهم امعانا في الرفعة ونيل الشرف فاستعذبوا الألفاظ والمعاني من القصيد وازدانت لغتهم وتوسعت ومُدّت فتمدت وصارت أفصح الموجود حيث تحلّت بالأحسن فتحسنت وتحسنت معها أخلاقهم فازدادوا رفعة بالكرم والجود والشهامة والنصرة وقلّت فيهم الحدّة والجفاء والصلافة فلانوا وماهانوا بل تعزّزوا ببيانهم وفصاحتهم وحسن معشرهم فكانوا وفودا لدى الملوك وكلٌّ منهم سيد بمظهره ومنطقه يحالف بلفظه ويوالي لقومه وهم له تبع ويخفرون ويحاربون لأجل واحد منهم ولا تزال تلك المظاهر فيهم قمّة في الحضارة والرقي حتى استوت على سوقها واعجبت روادها ظهر القرآن الكريم فزادهم حسنا على حسن وجمالا على جمال وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم أيها الأحبة أفينبغي أن نرمي ذلكم الرصيد الهائل ظهريا أو لا نُبالي به وانه لعقوق للتاريخ وللكرامة وللأمجاد وللفضائل وللموروث الهائل المتراكم من قدم والذي يحتاج على مدى الدهــور الى ابراز واظهار فيتفتح للناظرين بنسيم وروده وأزهاره كلٌ يأخذ منه بعبق ويشمُّ ريحا طيبة ما اتفق ۩ ۩ ۩ ۩ ۩ أيها الأفاضل الكرام مابال أناس يهجرون لغة القرآن وهي التي تحملت عناء السنين وصابرت لسنين على ضيم أبناءها وبأس أعداءها لتُبقي على عنفوان شبابها قضا طريا فتبقى في أوج قوتها وفي أجمل حليها وحللها وأبهى منظر لها لم تتأثر بالغيارى ولم تهن عند أصحاب الهمم العالية والذوق الرفيع فبقية حية في الأحياء عذبة كأنها ولدت الآن مابال الناس عنها منصرفون وبلغات العجم مشتغلون وبالضرائر كلفون يدفع أحدهم أخاهم ويحرضه ويبالغ ويدفع لتعلّم العجمة المبالغ الطائلة تلو المبالغ وما ثمّت أجر أو مثوبة غير تحصيل أجرة لأجل دنيا لا يفتأ أن يكرر في وظيفته عشرات الكلمات يلوكها لا يكاد يجاوزهن وقد خلت من كل معان الرقة والعذوبة وسمو الروح وتشنيف الأسماع فضلا عن خلوها من النصائح واللطائف وما ثمت سجع ولا بيان ولا تطابق ولا جناس ولا ما يلفت الناس أيها الناس ان مما أكرم الله به العرب أن جعل لهم كتابا يحفظ لهم لسانهم ويُعلي من شأنهم فمابالهم عنه وعنها منصرفون وبغيرهما مشغولون يخدم أحدهم لغة العجم بجد واجتهاد من برامج لغوية وقواميس ودروس ونصائح وارشادات وهلم جرا ولم يشارك في العربية بمقال رصين فضلا أن يخدمها خدمة الضرة التي بهايفتخر واليها يحفز الناس ويدعو ويحث بجد واجتهاد بل ربما تجد أحدهم خصما لدودا للعربية منفرا ومبغضا يلفظها ركيكة ويصمها يالصعوبة وهي لغة الفطرة ومعدن الفكرة ينفر الناس عنها بأنها جامدة وهي في الأحياء تتجول أكثر منه وبين الأحياء تسير في السائرين اذ هي لسان أمّة وخطاب شعوب أيها الاخوة الأفاضل يتكلف أحدهم تعلم نحو وصرف وآداب لغات أعجمية ولا يكلف نفسه ساعة من نهار أن يرغمها للنظر في نحوها وصرفها وأدابها وأشعارها وقصيدها مابال أناس يكتبون ويلفظون بذي عوج فلا عجمة ولا عربية بل تكفر العربية بلفظه كفرا مبينا ثم يدعي أنه خريج جامعي أو دكتور أو مسؤول عن مناهج التعليم فبربكم أيعقل هذ? ومن الغرائب الغريبة أني التقيت مدرسا للغة العربية لا يفرق بين عمرو وعمر فأحرجته في الناس وهواهل للاحراج بنكتة ظريفة أوردت فيهاالاسمين معا ولم يتحرج أولعله لم يستوعب فظل على عماية يتبع غواية فبربكم أيُّ بلاء ابتلينا به أن يكون المسؤول الأول عن التوجيه واعداد البرامج والمقرارات لا يستجمع جملة صحيحة ولا يكاد يُبين وأعرفه شخصيا والأدهى أولئك المترجمون الذين يتقنون لغة الغير ويتشدقون بها وللعربية ضربة فأس وطعنة غادر حتى اذا فاتحت أحدهم أخطأ بأن المعنى الذي ترجمه لا يستقيم قال ياشيخ مشيها قلت لكنها لم تحبو على لسانك فتقوست ساقاها وقد لن تقوم بعد اليوم !! ومامثل هــؤلاء الا كمثل حفاري الأثار الذين يحفرون حفرة ليحيوا موات أفكار ولغات اندثرت وتلاشت ويميتون حيا من اللغات شاهدات يبرز أحدهم براعته برطانته أو ببرامجه ليميت لغة أمته فلئن درى فتلك مصيبة وان لم يدري فالمصيبة جلل فاللهم استخدمنا لنصرة دينك اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا اللهم اصلح حالنا وفرّج اللهم كربنا وارحم اللهم ضعفنا اللهم ارحم هواننا عند انفسنا وهواننا على الناس منقووووول |
|||
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
العلامات المرجعية |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |
![]() |