موسوعة عن قبيلة السمرة

[ابن مشيب]

بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة................

قامت صحيفة عكاظ مشكورة , في يوم ( الأربعاء - 1/8/1425هـ ) الموافق 15 / سبتمبر/ 2004 - العدد 1186 , بإفراد جزاء من الصحيفة لتحدث عن قبيلة السمرة من الروقة من عتيبة , سواء بالقاء مع الشيخ سعود بن دغيليب بن زيد السميري , وبعض مايخص هذة القبيلة العريقة , واليكم ماورد في هذة الصحيفة عن قبيلة السمرة:



شيخ قبيلة السمرة مؤكداً: انتهى زمن (القوي يأكل الضعيف)

القبيلة من التنظيمات الاجتماعية التي تستدعي الدراسة والاهتمام وخصوصاً في المجتمع الخليجي الذي يبرز فيه دور هذه المنظومة بشكل جلي, وقد برز دور القبيلة بشكل فاعل في العصور القديمة خاصة عند ابناء المجتمع البدوي الا ان هذا النظام بدأ بالذوبان في ظل ظهور الانظمة الحكومية الاكثر قدرة على ضبط المجتمع من خلال القوانين الصارمة والدقيقة ولكن المجتمع القبلي لا زال محافظاً على اهميته من حيث دوره في عملية البناء والنهضة لايجاد التكامل المنشود بينه وبين النظام الحكومي, وحول هذه المنظومة التقت (عكاظ) بالشيخ سعود بن دغيليب بن زيد السميري شيخ قبيلة (السمرة) من عتيبة الذي حدثنا عن اهم ملامح القبيلة في السابق وحياتها في الحاضر مسلطاً الضوء على ابرز العادات والتقاليد في حياة قبيلته ودور المرأة بالاضافة الى ايجابيات وسلبيات النظام القبلي.
في البداية سألناه عن قبيلته السمرة نسبها وفروعها الرئيسية ومناطق تواجدها فأجاب قائلاً السمرة احدى قبائل عتيبة وهم من طلحة من الروقة وفروعها الرئيسية هي: المسافرة, الجريات, الصقعان, الملقوين, الزوابعة, الحضر وهي فخذ كبير ينقسم الى عدة (خوامس) اهمها: القعوان الكواملة, الحبلة, المعاكمة وكذلك العواجين.
وعن المناطق التي تتواجد بها قبيلة السمرة اوضح الشيخ سعود ان هناك العديد من المواقع المشهورة لهذه القبيلة اهمها: دغيبجة المكان الرئيسي للقبيلة وهي عبارة عن موقع تكثر به العدود واراضيها صالحة للزراعة وكذلك منطقة الحلمة الجبلية ويوجد بها عد الخوارة وحلوان ورغوان ومن المناطق ايضاً ركبة المنبسطة.
وحول دور القبيلة في الماضي والحاضر اشار الشيخ سعود الى ان دور هذا النظام قد برز في زمن عدم الاستقرار لأن المجتمع في ذلك الوقت كان يتنقل من مكان الى آخر وكان ابناؤه يعتمدون على انفسهم في حماية مصالحهم وعند انتشار الأمن وتوحيد البلاد تحت حكم جلالة الملك عبدالعزيز بدأ هذا النظام في التقهقر حيث اصبح يساهم بشكل تكاملي في بناء وامن هذا البلد. وعن سلبيات وايجابيات النظام القبلي تحدث شيخ قبيلة السمرة قائلاً: يوجد في نظام القبيلة العديد من السلبيات اضافة الى ايجابياته حيث ان هذا المجتمع كان يعيش في حالة دائمة من التأهب والخوف وكانت ثقافة السلب والنهب هي الغالبة على افراده حيث كان يعتمد قانون (القوي يأكل الضعيف) ومن ايجابياته حفظ حقوق المرأة واعطاؤها دوراً بارزاً في المجتمع حيث كانت ترعى وتجلب الحطب وتزرع بخلاف ما تعيشه الآن حيث اصبح الرجل هو العنصر الفاعل الذي يوفر جميع متطلبات اسرته بينما انحصر دور المرأة في بيتها ورعاية ابنائها.
اما مظاهر الزواج والمهر عند السمرة فأفاد ان الزواج لديهم لا يختلف بشكل كبير عن القبائل الاخرى المجاورة حيث يتقدم الرجل الراغب في الزواج الى اهل العروس ويقوم بطلب الزواج من ابنتهم بعد ان يأخذ مواصفات الفتاة عن طريق امه او اخته او غيرهما من النساء المقربات اليه وعند موافقة اهل العروس تتم المِلْكة على كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - ويحدد وقت حفل الزواج وعند ذلك يقوم العريس بتوجيه دعوات الزواج الى الآخرين ومن العادات الجميلة ان افراد قبيلة العريس يجتمعون لتقديم المساعدة لاعانته على الزواج ويبلغ متوسط المهر عند قبيلة السمرة ما بين 30 الى 50 الف ريال........




(قصر الملك عبدالعزيز) و(نظل ابن سعود) شاهدان على تاريخ السمرة


من الاماكن التاريخية المشهورة التي ارتبطت بها مضارب قبيلة السمرة منذ ما يزيد على 70 عاماً, (نظل ابن سعود) الذي يقع في الجهة الجنوبية من البلدة التي تقطنها القبيلة حالياً (دغيبجة) ويبعد عنها مسافة 15 كم, وبالقرب من موارد (عد الخواره, وحلوان, ورغوان) وهذا النظل عبارة عن (رجم) مكون من الحجر والرمل في اساسه ومبني من الحجر, يبلغ ارتفاعه عن سطح التل مترين ونصف المتر وتعود تسميته بهذا الاسم نسبة للملك عبدالعزيز رحمه الله حيث كان يخيم بجواره عند عودته من الحجاز مروراً بمنطقة عشيرة.. وكان يقيم في هذه المنطقة لملاقاة افراد القبيلة تقديراً منه رحمه الله لدورهم ومساهمتهم كسائر القبائل الاخرى في توحيد هذه البلاد, وكان في بعض الاحيان يبقى به لليوم التالي, يستمع خلالها لطلباتهم واحتياجاتهم الحياتية, وايضاً يستمع الى بعض القصائد من شعرائهم, كما كان يستقبل من خلاله بعض القبائل الاخرى التي تحضر للسلام على جلالته رحمه الله. ضارباً بذلك اروع الامثال في التلاحم بين القيادة والشعب منذ الازل, ومنذ تأسيس هذه البلاد الغالية.
وقد دأب رحمه الله على هذه العادة في الكثير من سفراته التي كان يمر خلالها بمضارب القبيلة, وفعل ابناؤه من بعده الملك سعود والملك فيصل رحمهما الله, حيث كانا يقيمان في نفس المكان عند مرورهما بهذه المنطقة اقتداء بما كان يفعله والدهما رحمه الله.
وقد قامت القبيلة آنذاك بتشييد هذا النظل كمعلم يدل على اهمية هذا المكان الجغرافي لارتباطه بمؤسس هذه البلاد رحمه الله حتى لا يكون عرضة للاندثار مع مرور الزمن وكإيضاح لافراد القبيلة بأهمية هذا المعلم التاريخي وارتباطه بتاريخ القبيلة, كما هو معمول به حالياً في الكثير من الاماكن التي شهدت مواقف ومشاهد تاريخية من تشييد قلاع وخلافه.
ولا يزال هذا النظل موجوداً حتى اليوم ويعد معلماً من معالم المنطقة الشاهدة على تاريخها, رغم انه تعرض للكثير من عوامل التعرية بسبب مرور عشرات السنين على اقامته, وهو معروف باسمه لدى الكثير من القبائل المجاورة, وعادة ما يشار اليه بقصد الاستدلال على معالم وجغرافية المنطقة لذيوع شهرته بين الكثير من القبائل.
كما يقع بالقرب من مضارب القبيلة ايضاً من الناحية الشرقية احد اهم المعالم التاريخية المشهورة بالمنطقة وهو (قصر الملك عبدالعزيز رحمه الله) الذي يقع بمنطقة المويه القديم التي تبعد عن مضارب القبيلة 30 كم.
هذا القصر شيد قبل ما يقارب الـ80 عاماً.. وكان جلالته رحمه الله يقيم به اثناء مروره بهذه المنطقة وهو في طريقه الى الحجاز او اثناء عودته الى نجد, وكان يستقبل به شيوخ القبائل التي تقطن المنطقة ومن ضمنهم قبيلة السمرة الذين كانوا يحضرون للسلام على جلالته والترحيب به وتجديد عهد الولاء والطاعة والانتماء لتراب هذا الوطن, حيث كان يستقبلهم ويستمع لطلباتهم ويأمر بتلبية احتياجاتهم في كل عام يمر فيه بهذه المنطقة.
ولا يزال هذا القصر الذي اعتمد في بنائه وتشييده على الحجر الخالص المستخدم من حجر المنطقة المحيطة به باقياً حتى يومنا هذا, ومعلماً تاريخياً من معالم المنطقة يحظى باهتمام كبير من اهالي المنطقة وزوارها ودائماً ما يتم تنظيم الرحلات والزيارات له بين فترة و اخرى للاطلاع عليه..........




امثال شعبية يستخدمها ابناء قبيلة السمرة


(ما كل يوم للنشاما عيد)

يضرب هذا المثل بين ابناء البادية ويدل على ان الشخص لايمكن ان يحصل على مبتغاه في كل مرة او يحقق اهدافه التي يريدها دائماً وهو ما يجسده المثل القائل (يوم لك ويوم عليك).

(من لايغبر شاربه ما دسمه)

يضرب هذا المثل للدلالة على ان تحقيق الهدف لا يأتي الا بالكد والتعب والشارب هنا يراد به الشنب وتعرضه للغبار دليلاً على الكد والمراد بالمثل ان الذي لايتعب لايمكن ان يحصل على الراحة..........





وشكراً