بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
((خاطره من ماضي متجدد تبث روح الامل وتبعد الياس المحتوم ))
أوراق مبعثرة على الطاولـة ، وهو جالس على ذلك الكرسي وقلمه يتحرك على تلك الورقة ، وفنجال القهوة التركي بجانبه ، لم يبدأ بشربه بعد ، تلك الأوراق ما هي إلا عبارة عن جهده في السنوات الماضية ولكنه لم يصل إلى الهـدف فالمشوار مازال طويلا ، وفجـــأة ينسكب فنجال قهوته على جميع الأوراق ويضيع حلم الوصول للهــدف ، وتأتيه حالة من اليأس وفقدان الأمل ... ويسأل نفســـه لماذا انسكب فنجال القهوه ...!!؟؟
كلنا يجتهد ويعمل طوال حياته ليصــل إلى هدفه المنشود ولكن بعضنا يصـل إلى الهدف والبعض يكون قريبا من الهدف وفجأة يحدث أمر بسبب إهمال منه ، أو عدم مبالاته به ، فيضيع حلم الوصول إلى الهدف ..ولهذا انسكب الكبتشينو .. انسكب لإهمال الشخص له .. انسكب ليأس الشخص من العمل ... انسكب لأنه تركه مملوءا بجانب أوراقه التي هي نتاج عمل سنوات ..
نعم كلنا يحاول الوصول إلى الهدف ، فبعضنا فشـل أكثر من مرة ولكن في النهاية وصل إلى الهدف ، وآخرون حققوا النجاح ووصلوا إلى الهدف بسهولة ، والفرق هنـــا ، عدم الاهتمام أدى إلى الفشـل ، فمن أراد النجاح وتحقيق الأهـداف كل ما عليه أن يهتم ولو بأصغر الأمور لأن إهمالها سبب الفشـل ، ولكن فشل صاحبه يأس وفقدان للأمــل ، كيف نريد النجاح والإهمال موجود واليأس نال منا ما نال ؟ كيف بنا أن نصل إلى أهدافنا ونحن لا نستطيع مواجهة الصعاب ، والتحلي بروح الأمل والعزيمة مهما قابلتنا من صعوبات ، فلربما كان الفشل بداية لتحقيق النجاحات والسبب رئيسي في وصلنا للهــدف .
فلا يجب علينا وضع أهــداف نريد تحقيقها ويوجد في أجسـامنا كلمة يأس وفقدان الأمــل ، لا ننكر أن الإنسـان يمر بمرحلة اليأس ولكن يجب أن يقابلها بوجود الأمــل ولو كان الأمل معلق في شعــرة ، وأيضا الإهتـمام في جميع الأمور كبيرها وصغيرها لتحقيق الهدف لأن الإهمـال واليأس وجهان لعمـلة واحدة ، وانسكب الكبتشينوبسبب الإهمـــال من صاحبه ، فهو يعمل ويعمل ولكن لا يهتم بما حوله من أمور ، فانسكب الكبتشينو على أوارق عمله وجهده طوال سنوات ، معها ضاع الحلم وأصابه اليأس .
قصة أضعها لكم كمثال على عدم اليأس ، عائلة مكونة من أب وأم وطفل في الشهر التاسع ، كانت حالته جيدة ولكن أصابه مرض في صدره نقل على إثره للمستشفى وحالته تزداد سوءا كل يوم ومحاولة من الأطباء على إنقـاذه حيث كان المرض في قلبه الصغيرة ، والأم صابرة وراضية بقضاء الله وقدره ، ولكن لم يستطع الأطباء معالجته فتسافر به إلى دولة خارجية للعـلاج والسنوات تمر والأسرة في حالة صعبة ، وفجأة يقول لهم الطبيب إن الطفل بحاجة إلى عملية جراحية ولكن لا يضمن نجاحها ، فتوكل الوالدين على الله تعالى وتعلقا بشعرة أمـل ، وبعد ساعات يخرج الطبيب ويقول مبروك الطفل في حالة جيدة ، هذه قصة سمعتها وقرأتها ولكني لم أحفظها تمام ، ولو نظرنا إليها لوجدنا أن الوالدين لم يصبهما اليأس ، وكان الأمل موجودا لتحقيق هدف علاج ولدهما، وبفضل الله تعالى شفي الولد ، وضعت القصة لأنها تحمل الكثير من العبرة التي يجب أن نتعلم منها ، وهي الأمل وعدم اليأس بعد التوكل على الله تعالى .
ونعلم بان القنوط امر مكروة في شرع امة محمد
وفالكم طيب وحياتكم امل يالغالين
ابوداحم
« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
15-Jan-2008, 11:10 AM
((خاطره من ماضي متجدد تبث روح الامل وتبعد الياس المحتوم ))
العرض العادي
