(( حقوق الإنسان ))
ها نحن نشاهد هذه الأيام احتفال جمعيات حقوق الإنسان العالمية بمرور ستين عاماً على تأسيسها ، و هذا أمر محمود و هو أن يجد الإنسان من يعينه على حفظ حقوقه ورعايتها في حال عجزه عن إيجادها و الدفاع عنها ، و مما يزيد سرورنا في بلاد الحرمين أن جعلت المنظمة في هذه البلاد آيات قرانية و أحاديث نبوية شعاراً من شعار الحملة الإعلامية لها ، و هذا من أعظم الأدلة على حفظ الإسلام لحقوق الإنسان و رعايته لها ، بل إن الإسلام قد سبق هؤلاء للحفاظ على حقوق الإنسان و رعايتها ، بل لو نظرت إلى تعاليم الإسلام لوجدته يحفظ حقوقك في السر و العلن ، ومثال ذلك : النهي عن سوء الظن بالآخرين مع أنه أمر سري بين الشخص و نفسه قال الله تعالى : { يا أيها الذين ءامنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم } ومنها أيضاً : النهي عن الغيبة فمن حق الإنسان ألا يتحدث أحدٌ عنه بما يسوءه وقد نهى الإسلام عن ذلك ، و النهي عن الظلم و منها الدعوة إلى توقير الكبير و العطف على الصغير ، و من مظاهر حفظ حق الإنسان في الإسلام الدعوة لكفالة اليتيم و ترتيب الجزاء العظيم لكافله لقوله عليه الصلاة و السلام : { أنا و كافل اليتيم كهاتين في الجنة } و هذه هي الصفات الجميلة التي نبحث عنها و ننطلق منها في تعاملنا مع الآخرين .
وحقوق الإنسان بالمملكة تنطلق من ثوابت الدين و القيم الحميد لأهل هذا البلد ، فهنيئاً لهم هذا العمل و هنيئاً لنا وجود أولئك الرجال المتميزين بالعلم و سعة الأفق و بعد النظر ، و بالمناسبة ندعوا جميع إخواننا للتعامل بتعاليم الإسلام الحقيقة و التمسك بثوابته فعندها تقل النزاعات و تنعدم الخصومات و كل ذي حقه يأخذ حقه .
نايف بن بدر المرشدي