ما أسرع ما ننسى!!

[حسين بن عجب]

بسم الله الرحمن الرحيم

قال الله تبارك وتعالى : (وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ)
بالأمس القريب ثارت ثائرة الصليب متمثلة بدويلة حقيرة اسمها (الدنمارك) مستهزئة وساخرة من خير البرية وأزكى البشرية مظهرةً شيء يسير بما تكن صدورهم من الحقد والحنق الدفين لهذا الدين ورسوله الكريم صلى الله وسلم عبر رسوم كاريكاتورية تمثل شخص رسولنا الكريم في أوصاف وأحوال بشعة لا تليق بالمرء الشريف البسيط من البشر فكيف برسول رب البشر قال تعالى: (قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ) وقد تحركت في حينها قلوب الغيارى من المسلمين أجمعين وفاز بشرف الدفاع عن عرض نبيه الشريف المؤمنين الصادقين وتخلف عن نصرته الخاسر الذليل ،نعم كل من خذل نبيه صلى الله عليه وسلم فهو خاسر في الدنيا والآخرة وذليل لا يستحق عيش الكرامة أبدا والله، فمن أغلى عندنا وأحب إلى قلوبنا من الخلق سواه فداه أبي وأمي ،فكيف يطيب لنا معشر المسلمين عيش في هذه الأيام التي نستقبل فيها شهر القرآن الكريم ، شهر الصيام والقيام، شهر الطاعة والعبادة، شهر الفتوحات والانتصارات شهر بدر الكبرى وفتح مكة ،وجرحنا ينكأ من جديد عرض رسولنا الكريم ينتهك مرة أخرى ومن دويلة حقيرة أخرى يقال لها (السويد)يا للهول أهكذا تحترم الأديان! يا من تدّعون احترامها وتقديسها وهل الإسلام إلا سيدها و المهيمن عليها كلها أم أنكم ترون عباد البقر والحجر والشجر خير منا؟! يا أهل الكتاب أين كتابكم هذا الذي أنتم به تزعمون وهل أنتم به متمسكون ؟!إذن لاستجبتم للبشرى منذ القرون قال تعالى: (وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ) أهذه هي مكافأة البشرى؟!

يا مشعر المسلمين هناك منا من خذل رسوله صلى الله عليه وسلم في أدنى أنواع النصرة هذا اليوم ألا وهي المقاطعة الاقتصادية لمنتجات وبضائع القوم الذين يحاربوننا في ديننا ويستهزئون بنبينا ولا يعني قولي أنها أدنى أنواع النصرة بالضرورة أنها لا فائدة من ورائها ولا تأثير لها على العدو ونحو ذلك ،أقولك يا عبد الله المسلم:
أنك بمجرد صرفك لنظرك عن المنتج المقاطع داخل السوق وعدم شرائك له تجردا لله واحتسابا لثوابه قد خطوة خطوةً عظيمة في تحقيق النصر لأمتك المجيدة فقد انتقلت من واقع الأماني التي هي رأس مال المفاليس من البشر إلى واقع العمل المثمر والجاد الذي نحن اليوم بأشد الحاجة الماسة إليه في وقت كثر فيه الكلام عن الإصلاح وقل العمل ، فهل صلاح المجتمع يكون إلا بصلاح أفراده ،وماذا عساك أن تعد نفسك أنت؟! ألست من أفراده ؟!ألا تسعى لإصلاح نفسك يوم أن عجزت أو جبنت عن إصلاح غيرك من الناس .
وإن من المؤسف حقا أن ينبري لتخذيل الناس عن مقاطعة بضائع عدوهم ، ويرفع راية الإرجاف في أوساطهم بعض من ينتسب للعلم والديانة سواء كان ذلك بقوله أو بقول عمله عنه واقتداء الناس به بل زاد ببعضهم الشطط بأن أصدر صكوك الغفران للشركات والمؤسسات التابعة لهذه الدول الكافرة الفاجرة التي تحارب ديننا وتستهزئ بنبينا كالدنمارك على سبيل المثال لا الحصر ،بل وحظ الناس على الشراء لمنتجاتها من سبيل تأليف القلوب أو غيره من الشبه الهزيلة، وما هو والله إلا تأليف للجيوب لا القلوب! فأي قلوب هذه القلوب التي تريدون تأليفها للإسلام وأهله؟! هل تريدون بها التي سخرت بخير البرية وكابرت رب البرية وساهمت بأموالها على ذلك وعلى حرب الإسلام وتقتيل أهله في فلسطين والعراق وأفغانستان أم ماذا غيرها؟!
فإن قلت نعم :فنقول لكم خبتم وخسرتم ولا أتم الله لكم صفقتكم ،أعلى عرض نبيكم ودماء إخوانكم تفاوضون وتتاجرون إن الله غني عنكم وعما تعملون ،فتوبوا إلى بارئكم وأوقفوا صكوك الغفران عن القوم الظالمين والتحقوا بصفوف المؤمنين الصادقين المنافحين عن حياض الدين الذابين عن عرض خير المرسلين .
وإلى عموم المسلمين أقول لكم لقد أضلكم شهر كريم فيه ترفع الدعوات الصادقات وتتنزل الرحمات والهبات ،فألحوا على الله بالدعاء بالنصر لأمتكم والخذلان لعدوكم فهو سلاح المؤمن وعدته وعتاده والعاجز عنه أعجز عن ما سواه ،ولا تألوا بالاً ولا جهداً في نصرة نبيكم ومقاطعة بضائع عدوكم قال تعالى: (الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا) والله ناصر دينه ونبيه وعباده المؤمنين ولو كره الكافرون.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وسلام على عباده المرسلين،،،
أخوكم / حسين بن عجب
26شعبان 1428هـ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــ
اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة *** فاغفر للأنصار والمهاجرة