الشيخ سلمان العودة يحذر من نزاع طائفي يدمر السنة والشيعة

[خلف القثامي]

حذّر الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة، المشرف العام على مؤسسة الإسلام اليوم، من خطورة اندلاع نزاع طائفي في المنطقة يدمر السنة والشيعة، داعيا لمواجهة نشر التبشير المنظم وتوخي الحذر والدقة في نشر أعداد الذين تشيعوا.

جاء كلام العودة في حوار مع برنامج "إضاءات"، الذي يقدمه الاعلامي تركي الدخيل على قناة "العربية"، ويبث الجمعة 21-11-2008، ويعاد السبت عند منتصف الليل.
وأعرب العودة عن تفائله بأن الأمور في المنطقة لا تتجه لحرب طائفية، ومع ذلك حذر من أن اندلاع أي نزاع طائفي من شأنه أن يدمر السنة والشيعة معا، ويحدث أضرارا بالنسيج الاجتماعي، خاصة أن الفريقين يتعايشان منذ 12 قرنا، مشيرا إلى "أن الشرارة قد تؤدي لهذه الحرب الطائفية كما حصل في العراق"، على حد قوله.

واستدرك الشيخ العودة، معلقا على موضوع "التغلغل الشيعي" الذي تحدث عنه الشيخ يوسف القرضاوي، أنه "لا يجوز لأي طرف أن يمتد بمشروع معين، وكأنه يرى أن الأخرين ليسوا في وعي إزاء ما يجري".

وتابع: "بحثنا ذلك في اجتماع مجلس أمناء اتحاد علماء المسلمين في الدوحة منذ أسبوعين، وقلنا إننا نرفض التبيشر المنظم الذي تدعمه الدول في إشارة إلى إيران".

وقال العودة إن الذين انتقدوا القرضاوي إزاء حديثه عن "التبشير الشيعي" لا يختلفون معه في الحقيقة، بل "يشككون بالمعلومات، ومنها تشيع 3 آلاف بالمغرب"، مشيرا إلى "تشكيل لجنة تقصي حقائق بعيدا عن المبالغة وبعيدا عن تجاهل الظاهرة".
وفي موضوع آخر، أجاب العودة على سؤال بخصوص انتقادات توجه له بأنه "يحن لتقديم آراء سياسية تذكر بزمن الصحوة".

وقال "الشخص الذي يتحدث في كل القضايا ليس من العدل أن يتجنب القضايا السياسية وكأنه لا وجود لها، وليست القصة تقصدّ أو حنين، ولكن عندما يتحدث الفرد، أليس من همومه قضية المشاركة السياسية؟".

وأضاف :" أنا لا أرغب الخوض في معركة بالنيابة عن أحد، والمعارضون السياسيون قد لا يتفقون مع ما نقول لأنهم يريدون الحديث بألسنتهم، ولذلك لم أتحدث برأيي في قضايا محددة لأن اتخاذ أي رأي يعني الوقوف في صف مجموعة ما".
وفي جانب آخر من الحوار، أكد العودة أن لاعب كرة القدم السعودي ياسر القحطاني، سأله حول الحكم الفقهي في ظهوره في إعلان، وهو يمسك موس حلاقة. وقال "أفتيت له بجواز ذلك وقلت إذا كان الموس لا يستخدم لحلق اللحية فلا مانع شرعيا في ذلك".
وتحدث العودة عن مفهوم الوطنية، ورد على رفض البعض لهذا المفهوم في السعودية، قائلا " الوطنية جزء من الانتماء القطري، والانتماء الوطني يعني الانتماء لمؤسسات هذا الوطن وإلى دينه، ووطننا في السعودية هو وطن الاسلام والتاريخ الاسلامي، ويجوز أن ندعو لفكرة الانتماء".

وأضاف "كل إنسان ينتمي لوطنه، وأما الدولة فهي عبارة عن تنظيم أو مؤسسة كبرى، وهناك حاجة لدوافع إضافة لأن يكون انتماء الإنسان للوطن والدولة، وهذا يعني أن الدول عليها أن تتكئ على ما تقدمه لشعوبها لكي تحصل على ولائها".

وبخصوص منعه من زيارة سويسرا، قال إنه رفع دعوى ضد الحكومة هناك، وتلقى ردودا "بأن الحكومة مستعدة لمراجعة موقفها". وأشار العودة إلى تقارير غير مؤكدة ربما تكون جهات عربية قد رفعتها ضده إلى الحكومة السويسرية، واتهمته بنشر الكراهية.