انتهجت سبلاً جديدة لأبحاث أمراض الفم والأسنان

[روقــــي عفيف]

لندن - طلال الحربي

تعد النقلة التي تعيشها المرأة السعودية للعيش في الغرب نقلة كبيرة من مجتمع محافظ بين الأهل إلى مجتمع غريب عليها في كل عاداته وتقاليده، إلا أن النماذج السعودية -والحمد لله- مشرفة. وهذه الزاوية تعرض لهذه النماذج المميزة التي ارتحلت من بلادها بلاد الحرمين للنهل من مناهل العلم. والدكتورة لبنى بنت ماجد بن طلحاب المغيري العتيبي واحدة من هذه النماذج المشرفة، متزوجة وأم لولدين، وهي حاصلة على نسبة 99.4% في الثانوية العامة، والمركز الخامس على المنطقة الوسطى من المملكة العربية السعودية، ثم البكالوريوس في طب الأسنان من جامعة الملك سعود عام 1997م بمعدل 4.66 وتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف (الأولى من بين 43 طالبة)، الطالبة المثالية لعام 1997م من قبل كلية طب الأسنان في جامعة الملك سعود.

حاصلة على درع من الأكاديمية لمواد طب الأسنان بالولايات المتحدة الأمريكية للتفوق في مادة مواد طب الأسنان أثناء الدراسة بالكلية وعلى لقب (طبيب الأسنان المثالي لعام 2000م) في مستشفى القوات المسلحة بالرياض والخرج ثم دبلوم في (طب الأسنان المتقدم) من جامعة جنوب كاليفورنيا عام 2001م بعد إتمام سنتين من الدراسة والتطبيق العملي ودرجة الماجستير من جامعة لندن عام 2003م في تخصص أمراض الفم ثم اجتازت امتحان الدكتوراه (المناقشة) التي تمت في شهر مارس 2008م، والآن في طور التسليم النهائي للرسالة للحصول على درجة الدكتوراه في طب الأسنان الإكلينيكي من جامعة لندن ومن الخبرات والنشاطات المختلفة:

* القيام بمهمة (ممثلة الدفعة) خلال سنوات الدراسة الخمس بكلية طب الأسنان.

* عضو في اللجنة التنظيمية للمؤتمر العالمي لطب الأسنان العاشر.

* المشاركة في (حملة طب الأسنان الوقائية الثانية)، المنظمة من قبل وزارة الصحة السعودية.

* قضاء فترة التدريب (سنة الامتياز) في مستشفى القوات المسلحة بالرياض وكلية طب الأسنان بجامعة الملك سعود خلال الفترة ما بين 4-8-1997م و 23-7-1998م.

* عضو في الجمعية السعودية لطب الأسنان منذ عام 1995م.

* العمل في مستشفى القوات المسلحة بالرياض منذ 3-10- 1998م (13-6-1419).

* عضو في الجمعية البريطانية لأمراض الفم.

بدايات التخصص:

وقالت ل(الجزيرة): حصلت على درجة البكالوريس في طب وجراحة الأسنان من جامعة الملك سعود عام 1997م بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف.

التحقت بعد ذلك للعمل بقسم طب الأسنان بمستشفى القوات المسلحة بالرياض عام 1998م.

ثم واصلت التدريب بمعهد الأمير عبدالرحمن بن عبدالعزيز للدراسات العليا لطب الأسنان - المتعاون مع جامعة جنوب كاليفورنيا- حيث حصلت على شهادة الاختصاص في طب الأسنان المتقدم عام 2001م.

أردت فيما بعد اتمام دراساتي العليا خارج المملكة العربية السعودية لكي اكتسب خبرات مختلفة خصوصاً في مجال أمراض الفم، وقمت باختيار جامعة لندن نظراً لتفوقها في هذا التخصص. فتم ابتعاثي من قبل الخدمات الطبية للقوات المسلحة إلى بريطانيا لإكمال الدراسات العليا (ماجستير ودكتوراه). لقيت الدعم والتشجيع من أسرتي بأكملها (والدي, والدتي, إخوتي وزوجي).

ولم تواجهني صعوبات قبل السفر ما عداء طول الإجراءات الروتينية وضرورة متابعة المعاملات من إدارة إلى أخرى, التي قام بها زوجي شخصياً، نظراً لعمل والدي, فقد أقمت في الولايات المتحدة أثناء طفولتي حيث تعلمت اللغة الإنجليزية.

ولقد زرت كثيراً من الدول الأوروبية بما فيها بريطانيا. ولكن كانت هذه أول مرة أقيم فيها في بريطانيا حيث كان التأقلم مع الحياة اليومية والأنظمة الكثيرة صعباً في بادئ الأمر, ولكن بمساعدة وتوجيه ممن سبقونا من مبتعثين ومبتعثات تمكنا من التغلب على الصعوبات. ولقد حصلت بتوفيق من الله على درجة الماجستير من جامعة لندن (UCL عام 2003م في تخصص (أمراض الفم).

ولقد اجتزت امتحان (المناقشة) الدكتوراه (التي تمت في شهر مارس 2008م)، والآن في طور التسليم النهائي للرسالة للحصول على درجة الدكتوراه في طب الأسنان الإكلينيكي من جامعة لندن.

تعريف بالتخصص:

تخصص (أمراض الفم) يتعلق بدراسة كيفية تشخيص وعلاج الأمراض التي تصيب الفم أو تظهر بالفم نتيجة لأمراض عضوية أخرى. وتعد دراسة الأورام المختلفة التي قد تصيب الفم وعلاقة الفيروسات بها أحد مجالات هذا التخصص. ومن هنا تم اختيار موضوع بحث الدكتوراه. وعنوانه دراسة اختلاف الإصابة بفيروس HHV- 8 بين عامة المجتمع السعودي والمصابين بأمراض الكلى المزمنة.

فقد فضلت أن أجري الدراسة على مجتمعنا السعودي حيث نسبة إصابة زارعي الكلى بغرن كابوزي (الذي تسببه الإصابة بفيروس HHV-8) تعد مرتفعة (5 %) وطريقة انتقاله مبهمة. وتشكل الإصابة بغرن كابوزي 88% من نسبة الأورام التي قد تصيبهم.

* ما يميز البحث:

يشتمل على فحوصات مختلفة ومتعددة للدم. فبالإضافة إلى إيجاد نسبة الأجسام المضادة يهدف البحث إلى إيجاد معدل تواجد الفيروس في الدم ومعرفة نوع الخلاية المصابة به.

? الفحص لا يقتصر على الدم, بل يتعدى ذلك, فيشمل اللعاب ومسحات من أنسجة الفم المختلفة التي قد تصاب بالأورام. وهذا ما لم تتطرق له البحوث السعودية السابقة.

* أهداف البحث:

معرفة نسبة إصابة السعوديين بفيروس HHV-8 من خلال تحليل مُفصل للدم واللعاب.

معرفة ما إذا كان اللعاب وسيلة لانتقال فيروس HHV-8 بين مرضى الكلى.

التحقق من وجود تفاوت فعلي في نسبة الإصابة بالفيروس بين الفئات المدروسة ومحاولة تفسير هذا التفاوت (إن وجد).

بحث إمكانية استعمال اللعاب أو المسحات من الفم كوسيلة تشخيص عوضاً عن أو إضافة إلى الدم.

معرفة سبب ارتفاع نسبة إصابة زارعي الكلى السعوديين بغرن كابوزي.

بحث إمكانية انتقال الفيروس من المتبرعين بالكلى إلى زارعي الكلى السعوديين عبر الكلية المزروعة.

دراسة علاقة بعض المتغيرات (كالعمر والجنس ومكان الإقامة وغيرها) بالإصابة بفيروس HHV- 8.

إعداد ونشر النتائج في مجلات علمية مرموقة ليعم النفع.

* خطوات تنفيذ البحث:

بعد اختيار موضوع البحث والموافقة عليه من قبل الجامعة, قمت يتقديم طلب للملحقية الثقافية السعودية بلندن بخصوص الذهاب إلى المملكة لأخذ العينات اللازمة. وقاموا بدورهم مشكورين بمخاطبة جهة الابتعاث وإدارة مستشفى القوات المسلحة بالرياض حيث تم جمع العينات فيما بعد. وقد وفرت جامعة لندن جميع المعدات والأدوات اللازمة لإجراء البحث.

أمضيت ثلاثة أشهر في السعودبة لجمع العينات, ومن ثم عدت إلى بريطانيا لإجراء الفحوصات المختبرية. فقمت بإجراء الفحوصات والتجارب في مختبرات تابعة لمنظمة حماية الصحة في بريطانيا Health Protection Agency) التي تعد من أفضل المختبرات من حيث التجهيزات والإمكانات. وقمت بتقديم بعض نتائج البحث في مؤتمرين محليين (لندن), بالإضافة إلى مؤتمر المنظمة الأوروبية لأمراض الفم (EAOM) الذي عقد بكرواتيا (Croatia. كما تمكنت من نشر بعض النتائج في مجلة علمية مرموقة, نتج عنه إعجاب وكالة رويتر الصحية بالموضوع وإجراء مقابلة صحفية معي.

* أما بالنسبة للتعامل مع الشعب البريطاني الذي في نظري لا يتقبل الآخر بسهولة، فكان لا بد من بذل مجهود خاص كالحرص على مشاركتهم مناسباتهم في حدود ما يسمح به ديننا، مع توضيح وشرح بعض تعاليم ديننا وعادتنا العربية في الفرص المناسبة.

ومن أكثر الأسئلة التي كنت أتلقاها، هي: هل أرغب في العودة إلى بلدي بعد أن عشت في بلد التطور والحرية على حسب قولهم؟ فكان لا بد من تسليط الضوء على ما وصلت إليه بلادنا من تطور وتوضيح وضع المرأة الإيجابي في بلدنا والتأكيد لهم بأنني أرغب وأنوي العودة إلى بلدي فور انتهائي من الدراسة.

ولقد تمكن أبنائي كذلك بحكم دراستهم في مدرسة بريطانية من الاختلاط بطلبة وطالبات من مختلف الجنسيات والأديان وتمثيل بلدهم في بعض الأنشطة المدرسية.

* دور كل مبتعث ومبتعثة في تغير المفاهيم الغربية حول المملكة و الإسلام:

- يجب على كل مبتعث ومبتعثة أن يكون سفيراً لبلده وأن يحرص كل الحرص على تعاليم دينه, والتقيد بالأنظمة, واحترام الغير. وذلك لكي يعطي صورة حسنة عن دينه وبلده تبقى في الأذهان حتى بعد عودته إلى أرض الوطن.

* أهم ما افتقدته في غربتي هو وجود الأهل ومشاركتهم في المناسبات والأعياد.

- نصيحتي لكل مقبلة على الابتعاث بأن تحرص كل الحرص على تمثيل بلدها في أحسن صورة والأخذ بكل ما هو إيجابي في بلد الابتعاث والاستفادة من كل ما هو متاح من العلم والخبرات المختلفة. وأن تستغِل الطالبة خبرات المشرفين والأجهزة المتقدمة المتوفرة في بلد الابتعاث لدراسة قضايا تهم الوطن والوصول إلى نتائج يمكن الاستفادة منها فتساهم في تحسين وضع البحوث العلمية العربية وإثرائها.

* ما أتمناه: أن يوفقني الله في إعطاء صورة مشرفة للطالبة السعودية بشكل عام والطبيبة السعودية بشكل خاص. مواصلة إجراء الأبحاث العلمية المثمرة بعد العودة إلى الوطن.

* أوجه شكري إلى: الخدمات الطبية للقوات المسلحة على منحي هذه البعثة الدراسية.

إدارة وأقسام مستشفى القوات المسلحة بالرياض وخصوصاً قسم الكلى, قسم الأسنان, بنك الدم ومركز الأبحاث لتعاونهم.

الملحقية الثقافية بالمملكة المتحدة لعملها كحلقة وصل بين الطالب وجهة ابتعاثه.

وأخيراً وليس آخراً, زوجي العزيز ووالديّ وإخوتي في المملكة العربية السعودية لدعمهم وتشجيعهم المستمر.


منـــــــقول من جريدة الجزيره