(العيد فرصة لنشر معاني المحبة والتآخي والفرح).
بهذه الحقيقة أرخت كلمة المليك وولي العهد للأمة الإسلامية لوقع حضاري يستمد قيمته من المعنى الإسلامي الرائع والأصيل، الذي يجذر أسمى ما في الإنسانية من روح متسامحة، تسمو فوق الأحقاد والضغائن، وتغرس أصول التعايش ليس بيننا كأمة إسلامية فحسب، لكنها درس مجاني لكل البشرية.
فمعنى العيد، يستلهم جذوره من المسيرة الأخلاقية للدين الحنيف عبر عصوره التي جاوزت 1400 عام، حيث كان درس الرسول الأعظم لكل البشر منهاجاً لسماحة الدعوة، وترسيخاً لمبدأ التعايش السلمي بين الذات، ومع المحيط العملي، ومع المجتمع المحلي، ومع العالم الخارجي.
خادم الحرمين الشريفين وولي عهده، أكدا على ضرورة أخرى لا تقل أهمية عما سبق، وهي توطين المسؤولية الاجتماعية، وإعلاء دور الفرد الذي كرمه الإسلام خاصة، وجعله محور أية نهضة أو تنمية، لأن المجتمع الإسلامي الصالح لن يتحقق إلا بمشاركة الفرد الإيجابية في كل مراحل البناء، ونظرة خاطفة على التاريخ الإسلامي تؤكد هذه المقولة.
الفرد المسلم الذي تغير سلوكه بمجرد الدعوة الإسلامية، وتحول في أروع ملحمة للتغيير البشري إلى نموذج قدوة، فبعد أن كان في الجاهلية مجرد جسد بدون روح، وآلة بدون رسالة، حمل أعظم رسالة وسعى لنشرها في كافة الأرجاء، ورأينا الدعوة الإسلامية وهي تخترق الحواجز، وتقفز فوق صعوبات الجغرافيا وحقائق القوة السائدة في ذلك العصر، لتنهض هذه الأمة عملاقة بالرسالة المحمدية، وبإرادة أشخاص تحولوا إلى ملحمة حقيقية، معنوية وقيمية ودينية وليست مادية فقط.. ولهذا سادت الرسالة وجذبت الأمم، وتفوقت على إمكانياتها، بإيمان نادر، وتفانٍ أسطوري.
المليك وولي العهد، إنما أرادا بذلك الاسترجاع التاريخي، إضاءة الجانب المظلم في حياة الأمة المسلمة المعاصرة، نتيجة عوامل القهر والفقر والاضطهاد والعجز، ووجها رسالة أقل ما يقال إنها عالمية، تنهل من نبع الإسلام الصافي، تذكرنا بأهمية الإحساس بقيمة الهدف، ونبل الغاية، وإنسانية الوسيلة.
المليك وولي العهد، وضعانا بكلمات بسيطة أمام الحقيقة الغائبة الحاضرة، واستنهضا فينا كل تاريخنا وقيمنا وآمالنا وأحلامنا، وبقي الدور على هذه الأمة، أن تسترشد الطريق، لنكون حقاً خير خلف لخير سلف.
هنا كانــ مروريــ
معــ كلــ الودــ
التوقيع |
دنيــــا ومــن يـــــدري كلــــ شــــئ يصـــير فيهــــا |