![]() |
اختيار تصميم الجوال
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
أدوات الموضوع
![]() |
انواع عرض الموضوع
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | |||
|
![]() ( تأثرُ التلميذ بشيخه ) .
الحمدُ لله الذي أنزلَ على عبده الكتاب ، تبصرةً لأولي الألباب ، مودعا بالعلوم والحِكَم العجب العجاب . وأشهدُ أن محمدًا عبده ورسوله من أشرف الشعاب ، بعث لخير أمة بأفضلِ كتاب ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الأنجاب ، صلاة وسلاما دائميْن إلى يوم المآب ! وبعد : فالعلمُ أنصعُ المراتب ، وأرفعُ المناقب ، وألذُّ المشارب ، وأسهلُ المآرب ، خضْ في أزهاره ، واشرب من ينابيعهْ ، شرابا لا تظمأ بعده أبدا ، فتزال نهما عطِشا للنيلِ منه مدَدا . - لا أجملَ من أنْ تعملَ بعلمك ، وتنتفع بعملك ، حتى تذادَ عن أولِ من تسعَّرُ بهم النار ، ويلتحق بهم الخزي والعار ، وحتى يكون حجة لك ، لا عليك . - تخلَّقْ بمن بُعثَ بمكارم الأخلاق ، وفضُل على غيرِه وفاق ، ومنْ كان خلقُه القرآن ، فكانتْ أفعاله أهدى من أقواله ، وأعمالُه أبلغَ من رسالاتِه . هذا القرآن أمَامك فيه النصائح ، وفيه المفاضح ، فاخترْ أيَّهما شئت / طريقَ العفو والعرف والإعراض عن الجاهلين ، أو طريقَ من عاهدتُم من المشركين . وهذه السنة أمامَك فيها الصفات الحميدة ، والرذائل المميتة ، فاختر أيًّا شئت / طريقَ حياء العذراء في خدرها ، أو طريق الفاجر اللئيم في مُهجتِها . وثُلَّـةٌ من السلف ، وقِلَّـةٌ من الخلف ، قد خاضوا البلاد ، وعاثوا في التلاد ، هذه أخلاقهم منثورة ، وسيئاتهم مبتورة ، غاصتْ في لجِّ حسناتهم ، وبارت في أجِّ صفحاتهم . ( موازنة ) وهذا شيخُك الأريب ، الفطنِ اللبيب // ذو الخلُقِ الحسن ،-أو- شِرَّةِ اللسن ، ذو المناقب الرفيعة ، -أو- المثالب الدنيئة، ذو خِصالٍ وضيعة ، -أو- خصائلَ مقيتة . ليت شعري !!، من على سيره أنتهج ، ومن على ممشاه أبتهج ، -أو- بطريقه أطِّعج ، وعلى منوَاله أنعرج!.!.! كنتُ في جِنازة ممن نحسبهم على خير ، وقد عُفوا من الفجور والمَيْر ، فبصُرتُ أحد الشيوخ ، مَنْ على أخلاقهم أنوخ ! إشارتُه حكمٌ ، وطاعتُه غنمٌ ، عفيفُ اللسان ، عن الحدَّة والطغيان ، فقلَّما سلم مكثار ، من دحرجةٍ أو عثار ، إلا ثرثارًا في طيبِ الكلام ، ومشنِّفا لآذان الأنام . فأقبلتُ عليه ، وكلِّي إليه ، ورفعت رجلاي مقبلًا رأسه ، فأبى واستنكر ، وغضب وزمجر . ثم ذهب إلى أحد شيوخه مسلِّما ، مستبشرا فرحا مستسلما ، فرفع رجلاه مقبلًا رأسه ، فرضي وأذعنْ ، وقبل واستكنْ ، ذاكَ أنه مطبوعٌ على المنفعه ، ومِطواعٌ في الضيق والسَّعة ! السخيُّ بموجوده ، السميُّ عند جوده ! ( هنا توقف القلم ، فاللهم أعوذ بك من التكلف ) وأقبل على شيخ شيخي أحدُ شيوخه ، مفشي الإحسان ، ومنشئ الاستحستان ! ويكأني أنظر إليه جالسا جلسة التلميذ ، والطالب للعلم الذليل ، فكبُر أمرُه ، وعظُم خطبه . وإذا بهذا العلم العالم الكبير يتحدَّثُ عن معلمه وناصحه ، ورفيق دربه وأمره ! بكلماتٍ راقيةٍ واقيةٍ باقيةٍ ! فدلفتُ لهذا الخطب الجلل ، لأقتبس من فوائده ، وألتقط بعض فرائده ، فلم أرَ موقفًا نُسج على مِنواله ، ولا سمحتْ قريحةٌ بمثاله !! فخلُصت إلى مقال أسميتُه ( تأثر التلميذ بشيخه !! ) . ابذلِ الوصال -أيها الشيخُ - لمن صال ! لا تظلِم - أيها العالِمُ - حينَ تُظلم ! دارِ من جهلَ مقدراك ، وصافِ ممن يأبى إنصافك ، وأغمرْه جميلا ، وإن لم يكن خليلا ! الصدقُ نباهة ، والكذبُ عاهة ، الجوعُ شعارُ الأنبياء ، وحِلية للأولياء . أنتم أولوا الألبابِ ، والفضلِ اللباب ، لا يجرمنكم شنآن قوم أن تحاسدوا وتباغضوا وتدابروا ! السهر في الخرافات ، من أعظم الآفات ، آآهٍ كم فيه من افتآت ، وبُعْدٍ عن القربات ، وتنفيسٍ للكربات . سوءُ الطمع ، يبايِنُ الورع - - تطلُّبُ المثالبِ ، شرُّ المعايب ! تحاشي الرِّيَب ، تُرفع به الرٌّتب - تعدِّي الأدب ، يُحبط القُرب ! عند الأوجال ، يتفاضل الرجال ! ختامًا أقول : هذه موازنة بين الشيخ الدمث الخلوق ، والشيخ الخلِق المتخلِّق . فمن أيِّ الصنفين أنت ؟ ومن أي الطريقين كنت ؟ اتقِ اللهَ في تلاميذك ، وربِّهم تربية حسناء ، بعيدة عن التربية الحمقاء الخرقاء . اللهم اغفر لكاتبِ هذه المقالة ، ولمن قرأها ، واتعظ بها ، وغفر لوالديه ، ولجميع المسلمين . بقلم : أبو الهُمام البرقاوي |
|||
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 2 | |||||||
|
![]() اقتباس:
ولك الشكر على هذا المقال اللذيذ بسجعه ونفعه ، الذي لي ـ مع ذلك ـ ملحوظة على بعض ما جاء فيه من تعبير قد يشكل على القارئ ، وهو ما تحته خطّ فيما يلي : اقتباس:
وبارك الله فيك .
آخر تعديل عـاشـق الحقـيـقـة يوم 21-Apr-2011 في 02:31 PM.
|
|||||||
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
العلامات المرجعية |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
![]() |
![]() |