بعد يوم واحد من الكشف عن وجود مفاعل نووي اسرائيلي يجري بحوثا عسكرية:
ليبرمان يعلن عن استراتيجية جديدة لمواجهة ايران النووية دون اسقاط الخيار العسكري
باحث اسرائيلي: العقوبات الاقتصادية لن تردع طهران ومن الخطأ الفادح الاقتناع بأنها تسير نحو نقطة اللا عودة
الناصرة ـ 'القدس العربي' من زهير اندراوس: بعد يوم واحد من سماح الرقابة العسكرية الاسرائيلية للقناة الثانية بالتلفزيون الاسرائيلي بنشر صور المفاعل النووي في منطقة (ناحال سوريك) بالجنوب، وتشديد التلفزيون على انّ تل ابيب تقوم باجراء ابحاث عسكرية داخله، قالت الاذاعة الاسرائيلية الرسمية باللغة العبرية (ريشيت بيت)، نقلا عن مصدر سياسي رفيع في تل ابيب، امس الاثنين، انّ وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان امر بإعداد تقرير عن كيفية الاستعداد لمواجهة ايران مسلحة نوويا، على حد تعبير المصدر. وفي مؤشر على ان الحكومة تبحث كل الخيارات قال المصدر السياسي الاسرائيلي الذي طلب عدم نشر اسمه لحساسية الموضوع ان ليبرمان امر واضعي الاستراتيجيات بوزارة الخارجية بوضع مسودة خطة عن ماذا نفعل اذا استيقظنا واكتشفنا ان الايرانيين يملكون سلاحا نوويا، وزاد قائلا انّ الحديث يدور عن سيناريو محتمل، يتطلب بلورة رد سياسي اسرائيلي منذ اليوم.
علاوة على ذلك، كشف المصدر عينه النقاب عن انّ مخططي وزارة الخارجية يعكفون في هذه الايام على وضع تقريرٍ عن الردود المحتملة اذا اعلن الفلسطينيون دولتهم من جانب واحد في جميع انحاء الضفة الغربية المحتلة، ويتم الاعتراف بها من قبل دول العالم.
وقال المصدر عينه انّه يجب الاستعداد لامكانية ان يناقش مجلس الامن التابع لهيئة الامم المتحدة الاعلان من جانب واحد عن دولة فلسطينية.
وبحسب الاذاعة فانّ ديوان رئيس الوزراء الاسرائيلي، بنيامين نتنياهو، رفض التعقيب على مبادرة ليبرمان، ولكن من ناحية اخرى، نُقل عن مصدر حكومي رفيع المستوى قوله انّ موقف الحكومة ينص على انّه يجب بذل كل المحاولات لمنع ايران من ان تمتلك سلاحا نوويا، على حد تعبيره.
يشار في هذا السياق الى انّ اسرائيل تتفادى التفتيش الدولي الاجباري لمنشآتها النووية، لكنّها بالمقابل لم تجر اي اختبار نووي علنا او تنشر اسلحة نووية، منذ افتتاح مفاعل ديمونة الاسرائيلي في صحراء النقب عام 1965.
وكان وزير الامن، ايهود باراك، قد اعلن في ايار (مايو) المنصرم، ان اسرائيل ستستمر في سياسة الغموض التي تتبناها بشأن برنامجها النووي. واضاف ان موقف الولايات المتحدة ازاء ذلك لم يتغير، وقال باراك: هذه سياسة جيدة ولا حاجه لتغييرها يوجد اتفاق كامل مع الولايات المتحدة حيال هذا الامر، وتابع قائلا: لا يوجد خطر ان يحصل مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية على حق تفتيش مفاعل ديمونة النووي الاسرائيلي، وزاد قائلا انّه ليس هناك خطر على الترتيبات التقليدية القائمة بين اسرائيل والولايات المتحدة بهذا الشأن، وشدد باراك على انّه التقى الرئيس الامريكي، باراك اوباما، ومسؤولين امريكيين اخرين مؤخرا، وكلهم اخبروه ان جهود نزع السلاح النووي تستهدف ايران وكوريا الشمالية.
وتعتبر اسرائيل القوه النووية الوحيدة في الشرق الاوسط، ويقدر خبراء اجانب ان ترسانتها تحتوي على ما يقدر بمائة الى ثلاثمائة رأس نووي، الا انّ اسرائيل تمتنع الى الان عن نفي او تأكيد ذلك متبعة سياسة التباس متعمد بهذا الصدد، لكن العالم الاسرائيلي المشهور، البروفسور عوزي ايفن، قال لصحيفة 'هآرتس' انّه ينبغي على اسرائيل ان تنهي الصمت الذي استمر عقودا بشأن قدراتها النووية وان تفتح مفاعلها النووي للتفتيش، وزاد البروفسور ايفن، والذي عمل سابقا في مفاعل ديمونة، انّ الحملة التي يقودها اوباما من اجل تخفيض الاسلحة النووية على مستوى العالم هي علامة على انّ الاوان قد تغير وانّ على اسرائيل التجاوب، وجدير بالذكر انّ اوباما دعا اسرائيل الى الانضمام الى معاهدة منع انتشار الاسلحة النووية، رافضا في الوقت نفسه التعليق على موضوع الترسانة النووية الاسرائيلية. وقال ايضا انّه ينبغي على اسرائيل ان تنهي الصمت الذي استمر عقودا بشأن قدراتها النووية وان تفتح مفاعلها النووي للتفتيش.
امّا في ما يتعلق بالبرنامج النووي الايراني، فقد انتقد دكتور افنير كوهين، مؤلف كتاب اسرائيل والقنبلة النووية، الذي سبب لمؤلفه الكثير من المتاعب مع الرقابة العسكرية الاسرائيلية، انتقد كيفية تعاطي اسرائيل مع مسألة التسلح النووي الايراني. ورأى انّه من الخطأ الفادح الاقتناع بان طهران تسير نحو نقطة اللا عودة، وهي ستعمل قريبا على انتاج كميات هائلة من اليورانيوم المخصب فتتمكن بالتالي من التهرب من التزاماتها الحالية للاوروبيين ومن ثم تتبع الخطوات التي اتبعتها كوريا الشمالية سابقا فتتخلى عن معاهدة وقف الانتشار النووي ويصبح في الشرق الاوسط قوة نووية كبرى تضطر اسرائيل الى مواجهتها بالطريقة المناسبة.
علاوة على ذلك، اكد في مقال كان قد نشره مؤخرًا بصفحة الراي في صحيفة 'هآرتس' على انّ هذا السيناريو، الذي يراود الكثير من المسؤولين الاسرائيليين مستحيل، كما اعتبر انّه بالرغم من انّه ما من شك ابدا في انّ هدف ايران الاساسي هو بناء قدرات نووية هائلة، لكن احدا لا يستطيع التنبؤ ما اذا كانت ايران قادرة بالفعل على تلبية طموحاتها النووية. وفي كتابه الذكور انفًا طرح الدكتور كوهين عددا من الاسلحة مثل: عما اذا كانت طهران ستتمكن من التخلي عن التزاماتها مع الاوروبيين؟ والى اي مدى هي قادرة على استئناف تخصيب اليورانيوم؟ ووفق اي شروط سياسية قد تعمد ايران الى الاعلان عن انها لم تعد ملزمة بالمعاهدة الدولية فتنفذ اختبارات نووية؟، لافتًا على انّ الاجابة عن هذه الاسئلة كلها رهن بعاملين. الاول هو تصميم المجتمع الدولي على المضي قدما في نضاله ضد قيام ايران نووية، والعامل الثاني هو نتائج النقاش الايراني الداخلي حول اهمية ان تطور ايران سلاحا نوويا وهي خطوة قد يترتب عليها فرض عقوبات قاسية على الايرانيين، لا بل انّه من الممكن ان يدفع قوى معينة لتوجيه ضربة عسكرية ضدها، لذلك اعرب كوهين، عن قناعته انّه طالما ان القوى الدولية لم تصل في سعيها لمواجهة البرنامج النووي الايراني الى طريق مسدود، كما انّ ايران لم تتخذ قرارا حاسما بشان نشاطاتها، لا يجب ان تسوق اسرائيل نظريات ليست اكيدة، وخلص الى القول انّ وجود نظام منع انتشار نووي قوي هو الوحيد القادر على ضمان على تحول امكانية امتلاك ايران قنبلة نووية الى حقيقة، لكنه بموازاة ذلك، عبّر عن اسفه، لانّ المشكلة برأيه تكمن في انّه لا وجود لهذا النظام القوي، ذلك لانّ النظام الحالي نظام ضعيف ومفكك لا بل من دون قيادة، على حد تعبيره.
« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
26-Oct-2010, 07:37 PM
ليبرمان يعلن عن استراتيجية جديدة لمواجهة ايران النووية دون اسقاط الخيار العسكري
العرض العادي
