تواصُل مسلسل الأغذية الفاسدة..

[سعود المغيري]

تواصُل مسلسل الأغذية الفاسدة.. غياب ضمير أم تحدٍّ للوائح
مخالفات بالجملة وعقوبات بالقطارة




لم يتبادر إلى ذهن سائق شاحنة من نوع "براد" كانت تحمل في جوفها أكثر من (10) أطنان من اللحوم الفاسدة أن فراسة رجال الأمن في إحدى نقاط التفتيش سوف تطيح بمخططه الرامي إلى سرعة إيصال الشحنة منتهية الصلاحية إلى الأسواق فوقع في شر أعماله.. وتم استدعاء الجهات المختصة وتوقيف السائق للتحقيق معه ومعرفة مصدر الشحنة التي تمت مصادرتها وإتلافها فيما بعد.. هذا أحد سيناريوهات عمليات ضبط شحنات فاسدة من اللحوم والأسماك والجمبري والكبدة أو مواد غذائية أخرى في مختلف مناطق المملكة.
تشير آخر الإحصائيات الصادرة من لجان التفتيش بوزارة التجارة إلى أنه تم ضبط أكثر من 798 طناً و 943231 وحدة من المواد الغذائية الفاسدة، فيما سبق ان أحبط فرع وزارة التجارة والصناعة في محافظة جدة ترويج أكثر من مليوني عبوة غذائية فاسدة كانت في طريقها إلى المشاعر المقدسة خلال موسم الحج وفي محافظة الخبر تم خلال الفترة الماضية ضبط أكثر من (1500) كلجم من الدجاج واللحوم الفاسدة وذلك بعد أن قادت الروائح الكريهة المراقبين الميدانيين للمستودع الذي كانت به هذه الأغذية الفاسدة.
ولأن رائحة السلع والمواد الفاسدة تفوح بين الفينة والأخرى مخلفة وراءها أسئلة حائرة عن أسباب تفشي هذه التجارة وما إذا كان الخلل يكمن في ضعف العقوبات أو أن قلة الكوادر التي تقوم بالتفتيش والضبط هي التي تجعل البعض يتمادى في ترويج هذه المواد المضرة بالصحة، كما يشتعل السؤال عن أفضل السبل لكبح جماح تجار الموت وعما إذا كان التشهير بهؤلاء عبر أجهزة الإعلام يعد آلية ناجحة لقطع الطريق عليهم، ونظراً لأن "الضبطيات" الفاسدة من اللحوم والأسماك والدجاج أصبحت تشكل هاجساً يومياً في بعض المناطق فماذا يقول رؤساء أمانات المدن والبلديات والمسؤولون في فروع وزارة التجارة والصناعة.
وكشف مدير دوريات أمانة الرياض التابعة لإدارة الراحة والسلامة عبدالله الرسيني أن الجهات المعنية بالأمانة قد تلقت بلاغاً من بعض المواطنين المتعاونين معها بوجود مستودعات بها كمية من اللحوم الفاسدة وبعد مراقبة المستودعات وضبطها وجد بأحد المستودعات "800" طن من اللحوم الفاسدة وفي آخر "153" طناً من اللحوم منتهية الصلاحية لافتاً إلى انه تم تحرير محضرين بضبط هذه اللحوم الفاسدة.
من جانبه قال مدير عام صحة البيئة بالرياض المهندس سليمان البطحي ان كمية اللحوم الفاسدة التي ضبطت في الرياض مؤخرا تم الكشف عنها قبل تسربها للأسواق مشيرا إلى أن توزيع مثل هذه اللحوم في الأسواق في حالة عدم ضبطها كان سيؤدي إلى حالات تسمم كبيرة بين مستهلكيها لافتاً في ذات الوقت إلى أن الأطعمة الفاسدة التي تم ضبطها بالرياض مؤخراً تصل إلى قرابة الألف طن من اللحوم الفاسدة. وأضاف: ربما أن دوافع الربح السريع من بعض ضعاف النفوس وراء ظاهرة تكدس اللحوم الفاسدة في بعض مستودعات بعض الشركات العاملة في هذا المجال المرتبط بصحة الإنسان.
وأكد المهندس البطحي أن العقوبات التي تصدر ضد أصحاب الشركات التي تحتفظ باللحوم الفاسدة غير كافية مطالباً وزارة التجارة والصناعة بإصدار العقوبات اللازمة بحق هؤلاء الذين يروجون للموت بين أفراد المجتمع إلى جانب التشهير بهم من خلال الصحف.
هذا ما ضبطناه
وبين مدير فرع وزارة التجارة والصناعة في منطقة جازان المهندس محمد عزي زبيدي أن الفرع استطاع خلال العام المنصرم ضبط (410) آلاف عبوة استهلاكية فاسدة في الأسواق والمخازن منها 312 ألف عبوة من المواد الغذائية وذلك عبر أكثر من 1079 جولة أي بزيادة 90% عن العام الماضي.
واستطرد قائلاً: ان أكبر ضبطية تم تسجيلها في مستودع كانت عبارة عن 200 ألف عبوة زيت منتهية الصلاحية كانت في طريقها للأسواق.
وفي سياق ذي علاقة بالمواد الفاسدة قال أمين منطقة جازان المهندس عبدالعزيز الطوب ان إدارة صحة البيئة بوكالة الخدمات صادرت خلال الأشهر الثلاثة الماضية 2100 كجم متنوعة من الفواكه والخضار الفاسدة و3650 لتراً من المياه الغازية والألبان المنتهية الصلاحية و120 كيلو جراماً من الأسماك الفاسدة.
مليون ريال غرامة
ومن جانبه قال احمد معبر عضو لجنة الغش التجاري بفرع وزارة التجارة والصناعة في جدة أن الشخص الذي تتكرر منه المخالفات المتعلقة بالمواد الغذائية الفاسدة يتم شطب سجله التجاري ومنعه من مزاولة العمل نهائيا.
وفيما يتعلق بالعقوبات التي تطال المخالفين وما إذا كانت كافية لردع أمثال هؤلاء قال: إن الوزارة حسب علمه تقوم دائماً بدراسة الغرامات وتعزيزها حتى تتواكب مع المستجدات.
واستطرد: ان معظم المواد التي يتم ضبطها نجد أن من يقف خلفها هم من غير المواطنين ويتم تطبيق النظام بحقهم، وتابع متحدثاً أن الغرامات تختلف حسب الواقعة وتبعاً لنوعية المخالفة ورغم أنها تبدأ من (5) آلاف ريال لكنها قد تصل في بعض الأحيان إلى مليون ريال.
وعن أبرز المخالفات قال انها تتعلق بتغيير تاريخ صلاحية المواد أو بلد "المنشأ" وتوزيع السلع الفاسدة.
زيادة المراقبين
ولأن البعض يشير إلى أن الكوادر المكلفة بضبط السلع الفاسدة غير كافية خاصة في مدينة جدة قال المسؤول الإعلامي في أمانة المحافظة أحمد الغامدي أن هناك (150) مراقباً يقومون بمهام التفتيش على المستودعات والمنشآت الخاصة بالسلع الغذائية ليساعدهم في ذلك استشعار المواطنين ببلاغاتهم ووقفتهم مع الأمانة مؤكدا أن جميع المراقبين يخضعون لدورات تأهيلية مستمرة للتعامل مع الوقائع اليومية في مجال عملهم وأن هناك خطة لزيادة عددهم في المستقبل.
أسباب تكرار المخالفات
وعن أسباب تكرار المخالفات من الذين يبحثون عن الربح فقط بدون وازع أو ضمير قال: إن هؤلاء لا تهمهم صحة المواطن والمقيم.
لا قفز ولا تجاوز
وفي سياق الغرامات التي تطال مروجي الموت الغذائي أكد أمين جدة المهندس عادل فقيه أن هناك لوائح وانظمة تطبق منذ فترة طويلة ضد المؤسسات المخالفة ولا يمكن بأي حال من الأحوال تجاوزها أو القفز عليها.
واستطرد بأن القضية عقب الانتهاء من اجراءاتها يتم تحويلها الى وزارة التجارة والصناعة وهي الجهة المسؤولة عن قضايا الغش التجاري وهناك يتم التحقيق مرة اخرى مع أصحاب المؤسسات المخالفة ويتم تطبيق الغرامات واللوائح بحقهم.
وفيما يتعلق بضعف الغرامات قال: ان الغرامات فعلا ضعيفة وتحتاج الى اعادة نظر وان هناك حاليا دراسة لمضاعفتها من خلال رفع القضية الى الامارة ليتم تحديد عقوبة اضافية للحد من مثل تلك القضايا.
وفي سياق ذي علاقة بالموضوع فان أمانة جدة كانت قد أصدرت غرامة قدرها 32 ألف ريال ضد ثلاجة الكبدة الفاسدة التي تقدر بـ 100 ألف كلجم وسدد التاجر وهو عربي الجنسية الغرامة وتم اعادة فتح الثلاجة.
التشهير بالمخالفين
وإذا كان البعض يرى أن التشهير بالمخالفين وسيلة حيوية ومفيدة لردع كل من تسول له نفسه لتسريب السلع الفاسدة للأسواق قال: رئيس بلدية الخبر المهندس عصام الملحم أن التشهير ليس من اختصاص البلديات وأمانات المدن وإنما من اختصاص وزارة التجارة والصناعة.
واستطرد قائلاً: ان البلدية لديها برنامج زمني موزع على كافة مناطق المحافظة حيث ان هناك لجاناً تقوم بجولات ميدانية وفق البرنامج. مشيراً إلى أن الجولات أسفرت خلال الفترة القريبة الماضية ضبط منازل غير مؤهلة ولا مرخصة لتخزين المواد الغذائية فتم إغلاقها على الفور وإصدار الغرامات بحق أصحابها.
زيادة الغرامات
ولأن الأسماك تعد طرفاً أساسياً في الضبطيات منتهية الصلاحية التي يتم اكتشافها أوضح الدكتور عماد العدواني المسؤول عن البنقلة في جدة أنه تم إحباط محاولات عديدة لبيع أسماك فاسدة داخل البنقلة. مشيراً إلى أنه في الشهر الماضي وحده تم ضبط (3) أطنان من الأسماك الفاسدة وقبلها ضبطت شحنة تقدر بحوالى (2800) كلجم. وأضاف أن 70% من المضبوطات التي تم كشفها هي عبارة عن أسماك فاسدة مستوردة و25% من المصائد المحلية و5% من الصيد البحري المجمد.
وفيما إذا كانت العقوبات التي تطال مخالفي بيع الصيد البحري الفاسد مناسبة لردع "هوامير" الأسماك منتهية الصلاحية قال: بالنسبة لي كمواطن أرى أنه لابد من إعادة النظر في لوائح الغرامات والجزاءات بحيث يتوجب أن تبدأ من (50) ألف ريال بدلاً من 5000 ريال.
وفي ذات السياق طالب الاقتصادي الدكتور حامد الدوعان بأهمية إيضاح أنظمة لائحة العقوبات للمواطن والمقيم حتى يتم تفويت الفرصة على المتلاعبين وشدد على ضرورة تفسير تكرار المخالفات رغم وجود لوائح للغرامات والجزاءات مؤكداً أن «الهوامير» في مختلف الأنماط التجارية لهم وجود ويتناهي إلى مسامع الناس إلقاء القبض عليهم.
وأضاف انه طالما يتم ضبطهم فانه لابد من الإعلان عن العقوبات التي تطالهم. مشيراً إلى أن قضية «الكبدة الفاسدة» في جدة انتهت دون أن يعرف المواطن ماذا تم بشأنها.
التشهير واجب
وعن التشهير بالمخالفين وهل يمكن أن يمثل رادعاً قال المحامي زهير مفتى ان التشهير بهؤلاء واجب وطني ليكون عبرة لغيره ممن تسول لهم أنفسهم بالتلاعب.
ولذلك فإن نظام الغش التجاري في المملكة حرص على أن يكون التشهير بالمخالف ضمن العقوبة المفروضة عليه وجزء منها بل ان المادة (13) من نظام مكافحة الغش التجاري الصادر بقرار مجلس الوزراء برقم (601) وتاريخ 1381/8/6هـ والمرسوم الملكي الكريم رقم (45) وتاريخ 1381/8/14هـ فرضت على المخالف أن يقوم بنشر العقوبة في جريدة رسمية محلية على الأقل وعلى نفقته الشخصية ولا يخفى علينا ما ينتج عن التشهير بالتاجر الذي سمح له ضميره بالغش في الأطعمة التي يتناولها المجتمع من آثار ايجابية تتمثل في الردع لغيره من الذين قد تسول لهم أنفسهم بارتكاب نفس المخالفة.
في حين أوضح المحامي نضال عطا انه إلى جانب الشحنات الفاسدة التي يتم ضبطها في المستودعات أو في البرادات فان ضعف الرقابة في المنافذ قد يتسبب في دخول لحوم فاسدة أو اسماك على سبيل المثال إلى أسواق المملكة.
وبطبيعة الحال فان السلع الفاسدة تسبب أضرارا للمستهلك وعن ذلك قال الدكتور خالد المدني استشاري التغذية بوزارة الصحة ان تناول اللحوم الفاسدة يؤدي إلى الإصابة بالأمراض المكروبية وهي إما أن تكون ناشئة من نفس الميكروب أو نتيجة للسموم التي يفرزها الميكروب مما يؤثر على أجهزة الجسم ويؤدي إلى التسمم الغذائي. وأضاف بقوله: ان اللحوم تفسد عادة نتيجة لتلوثها أما بالعناصر الكيميائية مثل المعادن الثقيلة أو بالكائنات الحية الدقيقة أو بوجود مصادر خارجية مثل ذرات التراب أو قطع الزجاج أو الحديد وأضاف أن التلوث الميكروبي ينمو ويتطور نتيجة لحفظ اللحوم أو الأطعمة في درجة حرارة غير متناسبة في الثلاجات.
وفي ذات السياق قال الدكتور خالد باواكد استشاري طب الأسرة والمجتمع ان تناول اللحوم الفاسدة يؤدي إلى تعرض الإنسان للإصابة بالتسمم مؤكداً أن هناك أنواعاً من التسمم منها التسمم الميكروبي والتسمم بـ «الاستافيو كوكس» وهذا أكثر الأنواع انتشاراً.



منقول للفائده





::::مودتي::::

[أبو فيصل]

حسبي الله عليهم و نعم الوكيل

الله يعز الحكومة و يعز الأمن

مشكور أخوي سعود على نقل هالخبر

لاهنت

تحياتي

التوقيع

لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

[سعود المغيري]

فهد الشيباني..



شرفني مرورك لموضوعي..





::::مودتي::::

[صقر الشيابين]

مشكور اخوي سعود على هالموضوع الجيد والمهم جدا

[نمر العتيبي]

سعود مشكور على الخبر والنقل

والله يكفينا شر المفسدين ويعز الحكومه والامن

وتقبل مروري ودمت بود