في ورقة عن (صحافة الادب الشعبي) قدمها محاضرة بفرع جمعية الثقافة والفنون بمحافظة جدة همش الشاعر والصحفي المعروف نايف عبدالرحمن العتيبي رئيس قسم الادب الشعبي بجريدة الرياض سابقا ومدير تحرير جريدة الجزيرة سابقا الدور الذي لعبته (صحافة الغربية) في ادخال المهنية الصحفية الى الصحافة الشعبية من خلال صفحة(الذاكرة الشعبية) بجريدة عكاظ التي كان ييشرف عليها الزميل هاشم الجحدلي مساعد تحرير جريدة عكاظ حاليا وصفحتي (الديوانيةوسوالف ليل)التي كانا يعدانها سعد زهير وعبدالرحمن بحير بجريدة الرياضية وصفحتي(البلاد النبطية ومواسم) التي كان يعدانها عبدالله زهير الشمراني ومحمد النفيعي .. حيث جاء في الورقة :
في منتصف العام 1413هـ ومع انتقال جريدة الرياض إلى مبناها الجديد ومواكبة لتطوير شامل للجريدة حولت الصفحة الشعبية التي كانت أسبوعية مدعومة بثلاثة أعمدة يومية ... دمجت جميعها في صفحة يومية لتبدأ هذه المرحلة الجديدة من اهتمام الصحف بالأدب الشعبي لتتوالى بعد ذلك تحويل الصفحات المماثلة إلى يومية، في انتصار حقيقياً لهيمنة الأدب الشعبي جماهيرياً حتى أصبح واحد من ضرورات الانتشار للصحف جميعها يومية أو أسبوعية ووصل الأمر إلى بعض الدوريات الشهرية والفصلية ..
هنا .. بدأت في هذه المرحلة ممارسة أكثر جدية لمهنية العمل الصحفي في هذا الشأن واكبه تنافساً حقيقياً في أكثر من صفحتين أو ثلاث في أقصى الحدود وصاحب ذلك تفعيلاً حقيقياً لقضايا الأدب الشعبي فطرحت مواضيع مثل درامية القصص الشعبية والتفكير بالعامية والكتابة بالفصحى ودور الأغنية والنشر الصحفي في إذابة إقليمية اللهجات وغير ذلك كما أتيح في خضم هذا التنافس المهني الخلاق إخضاع كثير من النصوص والتجارب الشعرية إلى قراءات نقدية جادة ومنهجية من قبل أسماء نقدية بارزة مثل الأستاذ الدكتور/ سعد البازعي والدكتور/عبدالله المعيقل والدكتور/ معجب الزهراني والدكتور/ محمد صالح الشنطي وغيرهم .
وبالتأكيد عكست كل هذه الجهود أهتماماً مغايراً عن الأدب الشعبي وقضاياه ، وفتحت المجال أمام جيل من الشباب .. والقدرات الصحفية باختراق حاجز .. الأمية في الصحافة الشعبية .. فأصبحت فاعلة ومتفاعلة مهنياً وإبداع وإمتاع ، وأمتد هذا الوهج على منبريات أنشطة الأدب الشعبي في أشكاله المتعددة وأن بدت أقل مما يؤمل.. لسبب بسيط وواضح جداً .
وهو أن كل الإنجازات أو الجزء الأكبر فيها كان انحياز غير مبرر للقصيدة الشعبية ويمكننا أن نجير كل هذه النجاحات الإعلامية للنص الشعبي في صورته الأولية "النشر" فقط !
إلا أننا مع كل ذلك نستطيع أن نصف هذه المرحلة للصحافة الشعبية بالمرحلة الذهبية وهي استمرت تقريباً من عام1413هـ إلى عام 1417هـ .. وهي فترة قصيرة لكنها حققت حضور طاغياً ومؤثراً في المشهد الثقافي وأثرت بشكل كبير حتى في مستوى توزيع النشر وأتذكر هنا أن أحد رؤساء التحرير لجريدة مشهورة ومنتشرة ذكر أن الصفحة الشعبية في جريدته تشكل أكثر من 30-35% من أنتشارية الجريدة وذلك تعقيب على احتجاب الصفحة عدة أيام لظروف فنية وازدحام صفحات النشر فأمر بإيجاد بديلاً عن تأجيلها مشيراً للأهمية والنسبة السابقة وإذا قدر أن توصف للصحافة منهجية حقيقة فلم تكون قبل هذه ولم نرى بعدها حتى الآن ما يعزز هذه الرؤية .
في هذه المرحلة تحديداً أصبح للأدب الشعبي في الصحف قسماً حقيقياً يضم عدد من المحررين بقيادة رئيس للقسم .. بمكافآت منتظمة ... وعملاً مهنياً مشابهاً للأقسام الصحفية الأخرى في أي جريدة .
أستطيع القول أن هذه المرحلة وهذا التحول في الصحافة الشعبية ساهمت حتى في التقليل من تصعلك الشعراء الشعبيين وحققت لهم دخل ثابت وأحياناً أضافي وربما ساهمت في توفير عشرات الوظائف الصحفية وحينما تكاملت هذه المرحلة كانت هي الأرضية الصلبة والمناخ المناسب للانطلاق الحقيقي للإصدارات الشهرية والمجلات الشعبية .. التي هي أستثماراً حقيقياً لهذا التشكل الجديد وأستثماراً حقيقياً لرواج هذه الإصدارات التي كانت تطل على استحياء في هذه المرحلة .
« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
16-Jun-2007, 02:56 PM
نايف العتيبي يهمش صحافة الغربية !!
العرض العادي
