![]() |
اختيار تصميم الجوال
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | |||
|
![]() لا أظنّ أنّ أحدًا ممّن لديه أدنى اطّلاع بما يحدث في ساحتنا الوطنية في مداها الثقافي والفكري والاجتماعي يجهل ما يُسمّى بالليبراليين والليبراليّة .. ذلك الفكر الذي ينخر في ثوابتنا من : دينٍ حقّ عظيم ، وخلقٍ عذْب جميل ، وطبع حلو قويم .. ويُحاول أن يُبحر بنا بعيدًا في محيطات الشهوات ، وبحار الظلمات ، ومتاهات المسارات .. عن ديننا الكامل الحق ، وما عندنا مِن حسن الخلق ، وصفات الطهارة والصدق ، وطبائع الكرامة والعفّة وبغض الرِّقّ ! ولكنّ ـ فيما يظهر لي ـ أنّ هناك مَن يجهل كنه وحقيقة هؤلاء المنتمين إلى هذا الفكر القذر ، المُلتقط من نفايات الغرب ، وأوعية مخلفاتهم من ساقط أفكارهم .. وإن لم يجهل هو أفكارهم وأسماءهم وأشخاصهم ! .. فبمعرفة المَخبر لا المظهر يصل المرء ـ بإذن الربّ ـ إلى الحق والحقيقة مُبتغى ومطلب عالي الهمّة وكامل الخلِيقة في الحياة الدنيا المُعاشة . ولعلّني أفدْ بما يسّر ولا يضير ـ بإذن الله تعالى ـ في تالي التعبير ، بما ينكشف به عنهم الغطاء ، ويماط به عنهم اللثام ، ويُحَلّ به عنهم خيط الوكاء .. فهيّا على بركة الله فلنبدأ .. وعليَّ ـ مُحتسبًا ـ التسطير والانتقاء ، وعليكم ـ مشكورين ـ القراءة والدعاء لأخيكم بالخير من ربّ الأرض والسماء .. ولكم مع الشكر مثل دعائكم ـ بإذن الله ـ مَن له الأمر والحكم وإليه يصعد الكلم الطيّب وخالص العمل والدعاء . لا شكّ ولا ريبَ أنّ كلّ قارئ فطن ، وعاقلٍ مُطّلع على أقوال وأفعال وأحوال ، هؤلاء اللبيراليين واللبرلة .. دعاة الديمقراطية الغربية التحرُّرية من الديانة والشريعة والعبودية ، على ثقة ثابتة وقناعة راسخة أن كلّ مَن يدعو إليها ( الديمقراطية ) واحد من أربعة لا خامس مُنافس لهم ، ولا خامس واردَ عليهم ولا داخل بينهم : الأول : صاحب وطالب شهوة يريد أن يُمارسها كاملة لا عيب عليه بها ، ولا تثريب عليه منها .. في جوّ ومُناخ الحرية والشهوانية الذي يكفله له التشريع الإنساني الديمقراطي الشهواني الإباحي الحيواني ! الثاني : صاحب وداعي بدعة يريد أن يؤدّيها وينشرها في هذا الجو الفوضوي المُحيطيّ اللا لائي . الثالث : صاحب ومتّبع دين غير دين الإسلام أو مذهب باطل غير مذهب الإسلام الصحيح القويم يريد أن يتعبّد بدينه أومذهبه كاملاً بكل طقوسه ونحوسه في هذا البلد ( الإسلامي ) الذي يدعو فيه هذا الشخص إلى تطبيق الديمقراطية ؛ ليحقق لنفسه الحرّية الدينية ! الرابع : صاحب زندقة وردّة قد أبغض الإسلام وأهله ، وما جاء به الإسلام كله ؛ فهو إزالته من نفسه ومجتمعه وبلده ومن حياته كلها بالكلية ! ولا ريبَ أنّ دعاتها وعملاء الغرب في ذلك ( الليبرالية ) لا بدّ أنّ يندرجون تحت واحدٍ أو أكثر من هذه الأربعة . **ودعونا هنا نعرّج على بعض لا كلّ عجائب ( حماقات ) هؤلاء دعاة الديمقراطية / الليبرالية ( الإيباحية / التغريبية / التبعية / الاستذلالية ) ، ومنها ـ وما أكثرها ! ـ : أولاً : أنّ المسلمَ إذا ناقشهم وحاورهم أو ناظرهم ، فبيّن لهم حكم وأمر الإسلام بالأدلة البينة الواضحة السَّنِية من الكتاب المطهر والسنة المشرفة في الديمقراطية نفسها ، أو في بعض جوانبها ، وإنكاره ( الإسلام ) وتحريمه لها ؛ كالتبرّج والسفور ، والزنا واللواط .. صاحوا في وجهه ورددّوا عليه مقولتهم الخالدة ، وآيتهم الواحدة ، وعبارتهم المشهورة الممجوجة ، والمكرّرة المملولة : (( نحن نخاطب العقول ، ولا نخاطب الفروج ( ما تحت الحزام ) ))!؟ .. وكأنّ الإسلام ذلك الدين العظيم الكامل المُكمّل من ربّ العالمين اللطيف الخبير .. دين الحِجا والعقول ، والنفوس والقلوب ، واللسان والجنان ، والجوارح والكوادح ، والفرد والمجتمع ، والمرأة والرجل ، والصغير والكبير ، والابن والأب ، والحفيد والجد ، والقطر والبلد ، والقارة والأرض ، والدنيا والآخرة .. جاء لمُخاطبة الفروج دون العقول !؟ .. فسبحانك ربي هذا بهتان عظيم ، وكذب وضِيع ، وقول غير بليغ ، وزور وتلميع ، وكذب وتخييل ، وإفك وتضليل ، ودجل وعويل !؟ .. أفليس أوّل سورة وتشريع بليغ نزل من الحكيم الخبير كان لمخاطبة العقل والدعوة إلى ترقيته وتجليته وإعلائه وتقويته بالعلم الذي هو سلاح وامتياح العقل ، وهو قول العليم البصير السميع مَن خلق العقل ، وهو أخبر وأدرى به ، وأقدر وألطف به في كتابه الحكيم : (( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ )) ؟! .. أفالذين آمنوا بالإسلام السنيّ باللسان والجنان ، ورضوا به شريعة ومنهجًا ودستورًا وحبورًا وسرورًا قد آمنوا به بفروجهم ( ما تحت الحزام ) ، أم قد آمنوا به بعقولهم ( ما تحت العِمام ) ؟! .. ولكن : فوالله ما الأبصارُ تنفع أهلها ... إذا لم يكون للمبصرين بصائرُ ووالله ، ما الأقوالُ يبلغ نفعها ... إذا كان مَن يَهْذي بها مُتهاذرُ ثانيًا : وخذوا أعجوبة أخرى لا تقلّ عن أختها الأولى : حينما يُنكر مسلمٌ ( سني ) على داعية من من دُعاة الليبرالية ( التغريبية ) ، يقول له هذا الداعية : إنكم ( الإسلاميين ) لم تتنفّسوا الهواء النقي ! .. ولم ترَوا ضوء الشمس ! .. ولم تَفُكّوا القيد بعد !؟ .. فأيّ هواء غير نقي هذا الذي لا يتنفسه إلا الليبراليون ( الإباحيون / الاستذلاليون ) دون غيرهم ؛ فهل ( المسلمون ( السنة )) وحدهم هم الذين عائشون في كهوف ، أو عائشون تحت الأرض ؟! .. وأي ضوء شمس هذا الذي لم نرأه نحن الإسلاميين ـ ( السنة ) ـ دون كافة البشر ؟! .. فهل نحن في كوكب آخر لا تشرق عليه الشمس ؟! .. وأي قيد هذا الذي نحن مقيدون به دون غيرنا ؟! .. فهل نحن من جنس غير جنس البشر ؛ حتى لا يقيّد بهذا القيد الإ نحن فقط ؟! ..فياللعجب ! فإن تعجب ؛ فكلي عجب ... رأيتُ كثيرًا يُثير العجب ! وللتوضيح ؛ فهو هنا يلمز ويهمز ويقصد بعكس وخلاف الهواء النقيّ ، وخلاف ضوء الشمس ، وخلاف فكّ القيد >> الدين الإسلامي الحقّ بما فيه من سنة خير الخلق ، وأوامره ( الإسلام الحق ) لخيرية ونجاة الخلق !؟ .. وكأنّ الإسلام ـ في مفهومه ومقصوده ـ وإن ادعى بالإسلام لسانه ومنطوقه من دون فعله ومكنونه ـ هواء فاسد ، وظلام دامس ، وقيّد يابس !؟ فسبحان الله ! .. وأيّ بهتان عظيم قاله هذا اللئيم ؟! .. وأي إفك كبير رُمي به الإسلام بهذا الكلام ؟! فكيف يُكذّب قول رب العالمين ؛ فيجعل دينه وما جاء في كتابه وسنة رسوله قيودًا وأغلالاً ، وهو القائل ـ جل وعلا ـ : ((الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ )) ؟! .. وكيف يجعل دينه الذي هو نور وهداية ورحمة للبشرية ظلام دامس وليل حالك .. وقد قال ـ عزّ مَن قال ـ ((الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ * اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَوَيْلٌ لِلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ* الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ * وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ )) ؟! .. وكيف يكون دين العليّ العظيم هواء غير نقي فاسد ـ عياذًا بالله من كلام هذا المفسد الفاسد ـ وهو القائل ـ سبحانه وتعالى ـ : ((فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ * وَهَذَا صِرَاطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيمًا قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ * لَهُمْ دَارُ السَّلَامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )) ؟! **ولكن صدق وانطبق عليه هو وأمثاله قول الخبير الجليل اللطيف العليم : (( أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا )) ، وقوله سبحانه : (( فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ )) !؟ وغاب عنهم وغُيّب قوله وتذكيره وتنبيهه سبحانه لا إله غيره ولا حق وصدق إلا في قوله : ((حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ * فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ * تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ * أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ * قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ * رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ * قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ * إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ * فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ * إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ * قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ * قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلِ الْعَادِّينَ * قَالَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ * فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ )) !؟ .. فوالله ، وبالله ، وتالله ، لا يسمع هذه الكلمات الصادقات والآيات الباهرات مَن في قلبه ذرّة خردل من إيمان بالرحمن ، وبالنار والجنان ، وبالرسول والقرآن ، ثمّ يصف مَن يتمسّك ويستمسك بدين الله الإسلام ، ويطبق أوامره بتمام بأنه يومًا لم يتنفّس هواء نقيًا ، ولم يبصر ساعة ضوءًا سَنِيًّا ، ومقيّد طولَ عمره بقيّد معدنيّ !؟ .. ولكن ، قد جاء على لسان المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ هذا الحق والهَدى مِن أنّ آخر الزمان ينطق فيه بالأمر الجلل أحقر إنسان : ((وأن تنطق الرويبضة فى أمر العامة)) !؟ .. والرويبضة : هو الرجل التافه ـ ومع ذلك ـ ينطق فى أمر العامة ( الناس ) مما يهمّ من : الفتيا ، والتوجيه ، والعلم ، والحكم .. وغير ذلك مما هو داخل في الأمر المهمّ ! ثالثًا : ومِن أغرب عجائبهم ـ وما أكثرها ! ـ أنّهم يصفون ويرمون الداعي إلى الله ودينه ، والآمر بالمعروف والناهي عن المنكر بأنّه ( وفق ما تشرّب ، ثمّ تصلّب ، فتلبّك في عقولهم ) >> متخلّف عقله متحجّر أشد تحجرًا من الحجر ، وكأنه ليس من جنس البشر ؛ فلا عقل لديه ولا بصر !؟ .. وهم فقط الذين عقولهم ليّنة مستنيرة ، ورطبة عجينة ! .. وحقيقتُها :هي إلى عقول البهم والنعم أقرب ، وبها أليق وأطبق وأنسب !؟ فكيف يكون المُتثّل والمُمتثل لأمر ربّه ، والداعي لدينه وسنة نبيّه قاسيَ العقل والقلب ومتحجّره ؟! .. أفليس الله الجليل الخبير قد قال في عباده المؤمنين : ((اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ )) ؟! .. وهو القائل ـ جلّ وعلا ـ فيمَن آمنَ وصدّق ، ثم لِينَ على قلبه ؛ فكفر وكذّب ، مَن هم أجداد منشئوا هذه الديمقراطية اليهود الإنجيلية أبناء وأسياد وملهمو هؤلاء الليبراليين دعاة الديمقراطية اليهودية الغربية الكفرية ـ : (( فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ * ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ))! وحتى لا أظلمهم ، فأهضمهم حقهم ؛ فأنّ عقولهم لينة متفتحة رطبة عجينة متيقظة مستنيرة ، ولكن فقط بأقوال أرسطو ، وأفلاطون ، وهيجل وديكارت وغيرهم من هذه الذوات ، ، فحسب ، وليس غير .. وأما من كلام الربّ ـ جل وعلا ـ ومن كلام رسوله خير الورى ـ صلى الله عليه وسلم ـ ؛ فهم قاع صفصف ، وبلاط أنظف ، وحجر أملس ، وتيس أتيس ، وأحمق أخرق ، ومغبول أبكم ، ومعتوه أعمى ، وعجوز بلها ! >>( لفتة ) : وفي معتقدي لا ظني أنّ حال هؤلاء الذين انسلخوا من دينهم شرع ربهم ، وامتثلوا لشريعة أعدائه الملاحدة العلوج العجم البجم ـ فعلاً وواقعًا ـ بدعوتهم لتحكيم شريعة بشرية غير شريعة ربّ البشرية ، قافزين ومتجاوزين عامدين قاصدين قولَ ربّ وإله العالمين ـ سبحانه وتعالى ـ : ((أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ )) ، ((وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الكافِرونَ )) .. أقول حالهم مشابة تمام المشابهة ، بل مماثلة تمام المماثلة ، ومطابقة كلّ المطابقة لحال ومآل مَن قال فيهم ذو الجلال والإكرام ـ جلّ جلاله ، وتقدّست أسماؤه وصفاته ـ : ((وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ * وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ )) ! فحقيقتهم الماثلة ، وصفتهم الشاخصة : أنّهم كلاب لاهثة ، خلف الماسونية الحاقدة ، والليبرالية الفاسدة ، وأتباعهما الضالين الذين هم أنفسهم يلهثون خلف الشيطان ، وكلهم ـ بإذن عظيم الشأن ـ إلى النيران ! ** وهذه هي بعض أبرز صفاتهم ( أكرمكم الله وطهّركم ) ؛ حتى يستبين لذي لبّ وطالب للجق حقيقتهم ، وتنكشف به وجوههم الحقيقية المُخيفة البشعة .. التي كثُرَما أخفوا شدّة بشاعتها بأصباغ كلمات الثقافة والتحضّر .. وزادما غطّوا بكثرة رشّ عطور عبارات التقدّم والتطوّر على روائح أفواه هذه الوجوه النتنة العفنة !؟ أقول يلحظ الملاحظ الواعي ، والمتأمل العاقل لهم (الليبراليين / التغريبيين ) ، ولأمرهم أنّهم : 1- ذو سلاطة وعلم لسان ، ولكن مع رعدة جنان ، ودومومة خذلان ، ؛ كما قال الحنان المنان فيمَن شابههم بالمقال والحال والمآل بإذن العليّ المُتعال : ((وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ )).. وكما أخبر عنهم رسول الهدى ـ عليه الصلاة والسلام ـ : (( إنّ أخوفَ ما أخاف على أمتي كل منافق عليم اللسان )) . ( صححه الألباني وغيره ) 2- مِن جلدتنا ( اسمًا وانتسابًا لا نسبًا ثابتًا في أغلبهم كما سيأتي لاحقًا )، ويتكلّمون بلغتنا ، ويسكنون بلدنا ، ولكن لا يدينون بديننا حقيقة وواقعًا وعملاً ممارسًا مشاهدًا.. !؟ .. ومُصداق ذلك ما جاء عن رسول الهدى في هذا الحديث الثابت الصحيح : قال حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ :كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَنِ الْخَيْرِ وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنِ الشَّرِّ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِى فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا كُنَّا فِى جَاهِلِيَّةٍ وَشَرٍّ فَجَاءَنَا اللَّهُ بِهَذَا الْخَيْرِ فَهَلْ بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ شَرٌّ قَالَ « نَعَمْ » فَقُلْتُ هَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الشَّرِّ مِنْ خَيْرٍ قَالَ « نَعَمْ وَفِيهِ دَخَنٌ ». قُلْتُ وَمَا دَخَنُهُ قَالَ « قَوْمٌ يَسْتَنُّونَ بِغَيْرِ سُنَّتِى وَيَهْدُونَ بِغَيْرِ هَدْيِى تَعْرِفُ مِنْهُمْ وَتُنْكِرُ ». فَقُلْتُ هَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ قَالَ « نَعَمْ دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا ». فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا. قَالَ (( نَعَمْ قَوْمٌ مِنْ جِلْدَتِنَا وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا )). قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَا تَرَى إِنْ أَدْرَكَنِى ذَلِكَ قَالَ : (( تَلْزَمُ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ )) . فَقُلْتُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلاَ إِمَامٌ قَالَ (( فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ عَلَى أَصْلِ شَجَرَةٍ حَتَّى يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ )) . 3- يَدّعُون العلم والمعرفة ، ويتكلّمون عن نظريات الغرب العلمية ، ودراساتهم النظرية والتطبيقة ، ويحفظون أقوال الفلاسفة والمناطقة .. فإن سُئلوا في نفس الوقت ، وقبل أن يختفي صدى الصوت .. عن أبسط وأسهل مسألة في دين ربّ البرية ، حاروا في الجواب ، وعيوا عن الكلام ؛ فسكتوا وصمتوا ، وانكمشوا ومشوا ؛ فانكشفوا وفضحوا !؟ .. وما هذا الإ لإعراضهم عن كتاب ربهم ، وسنة رسولهم ، وأقوال علماء الدين الذين وصفهم ربّهم بقوله : (( إنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ )) ، وقوله تعالى : (( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ )) ! >>(لفتة) : أغلب مَن درَسَ مِن هؤلاء في الغرب درَس العلوم الإنسانية النظرية فحسب من : فلسفة ( هلوسة ) ، وسياسة ( تياسة ) ، وفنّ ( عَفن ) ، وأدب ، وتاريخ ... إلخ ، وأما العلوم العلمية التجريبة ؛ فقلة منهم قليلة هي درستها.. وهذا خلاف مَن درس من الإسلاميين في الغرب ؛ فإن أغلبهم يتخصّصون في العلوم العلمية التطبيقية النجريبية ؛ كالطبّ ، والصيدلة ، وعلم الوراثة ، والهندسة ، والفلك ، والفيزياء ، والكيمياء ... إلخ ! ولكن ، علامَ يدلّ هذا الإعراض منهم عن العلوم العلمية ، ولهثهم فقط خلفَ العلوم الإنسانية التنظيرية ؟! ** ولعلّ من بعض الإجابة أمرين : 1- أنّ عقولهم قاصرة عن إدراك مثل هذه العلوم التطبيقية التجريبية ؛ لضحالة الفهوم ، وسطحيّة الإدراك ، وقِشرية التفكير ! 2- أنّ قصدهم ليس نفع البشرية ـ لا البتة ـ بل قصدهم سلخها من الدين ، وتغطيتها بغطاء الإلحاد المشين ! >>>( وقفة ) : وهنا يظهر بجلاء ، ويبِينُ بلا خفاء أن فريق اللبرلة ( المزبلة ) هذا ، الذي يدّعي التحضّر و التنّور ادّعاء ابتداء وانتهاء ، واختيالاً بما لا يليق بهم ولا يناسبهم لا حالاً ولا ـ بإذن الله ـ مآلاً ؛ فما هذا التنوّر المُدّعى به والمُعتدى عليه ممّن لا يرضاهم ولا يتشرّف بهم إلا ( التحوّر والتعوّر والتخوّر ) بعينه وذاته .. و يلحق بهم في ذلك حكمًا في البلاهة والسخافة لا المعتقد الديانة كلّ مَن أيّدهم في ذلك دلاخة ، وكل من شجعهم فيه جهالة ، وكل من ركض خلفهم عليه بلاهة ، وهو لا يعرف شيئًا .. هؤلاء المتنوّرين ادعاء و( المتحوّرين / المتخوّرين ) حالاً .. ومَن دخل معهم في دائرتهم وحلبتهم وحظيرتهم ظاهرًا لا باطنًا لوسألتَ أحدهم : ما الحضارة ؟ لقال : هاه ، لا أدري !.. (( فلا دريت ولا تليت )) ، وبالمذلة قد اكتسيت ..!؟ فهل الحضارة ـ يا مسلوب اللبّ والطهارة ـ أن ننسف ما ضينا كله ، وننسلخ منه كله .. ما ضينا : ديننا وشرعنا ، ثوابتنا وفكرنا ، ثقافتنا وحضارتنا ، وتراثنا وأدبنا ، وأخلاقنا وصفاتنا ، وأمجادنا وأسلافنا .. ثم نستورد بنهكة وطعم الذلّ والاستذلال ، والجهالة والاستجهال ، والتحلّل والانحلال .. ما عند غيرنا من زبالات معتقادته ونفايات أفكاره ، وفضلات أوهامه ، ومنحطّ أخلاقه ، وممجوج أدبه وتراثه ، ومظلم ثقافته .. ؟ ! 4- يَنتمون ـ في عامتهم ـ ( وهذا أمر مهمّ جدًا ) إلى المذهب >> (( الشيعي )) !؟ .. سواء كان المذهب الشيعي : أ- الزيدي ( كما هو الحال عندنا في السعودية ) ؛ فأغلب أتباعها (اللبرلة ) في منطقة الجنوب ينتمون مذهبيًا إلى المذهب الشيعي الزيدي ! ب- الإثني عشري ( الصفويّ ) .. وهؤلاء ـ أيضًا ـ هم أغلب أتباع الليبرالية ( التغريبية ) عندنا في منطقة المدينة ـ بحكم استيطان بعضهم ( النخاولة منهم ) في منطقة المدينة ـ و ـ كذلك ـ في المنطقة الشرقية ! ج – الإسماعيلي ( المكرُمي ) .. وهذا ـ كذلك ـ موجود عندنا في جنوب السعودية ، و ـ أيضًا ـ في المنطقة الشرقية ، وبعض مناطق الحجاز ! ولذا ؛ فلا تكاد تجدُ ليبراليًا عندنا في السعودية ممّن ينتمون إلى القبائل العربية اسمًا .. إلا وهو مُنتمٍ في أصل معتقده إلى المذهب الشيعي بأنواعه المتعدّدة : زيدي ، إثني عشري ( صفوي ) ، إسماعيلي ( مَكرُمي ) ! >>( لفتة ) : فيظهر هنا أنَ سبب انتهاج هؤلاء المشار إليهم بالمذهب الشيعي واتّباعهم للفكر الليبرالي ( الإباحي ) نابع في أصله ومنشئه مِن معتقدهم الديني الذي هو أرض خصبة لكلّ انحراف في الفكر والفطرة .. وـ كذلك ـ نابع مِن أنّ ولائهم ليس لهذا الوطن ( السعودية ) .. لا فكرًا ولا معتقدًا ( مذهبًا ) ، ولا حتى سياسيًا له ( الوطن ) ! .. فهذا منهم ولاؤه لإيران ( وكر الشيطان ) ، وذاك منهم ولاؤه لليمَن ، والآخر منهم ولاؤه لمشايخ مذهبه في الهند وباكستان ! 5- مَن خرج منهم من دائرة التشيّع والمذهب ، وقبلها من دائرة القبيلة والانتساب إلى العرب ؛ فهو ليس عربيّ الأصل ، ولا إليهم صالح الوصل ..!فهم في عامتهم ( الليبراليون الخارجون عن المذهب الشيعي عندنا ) .. خارجون عن العروبة لاختلاف البِذرة وأصول النطفة .. فهم إما أعاجم مِن نسلِ وصلبِ مَن قديمًا قد جاؤوا إلى هذه البلاد المطهرة لإداء حجٍ أو عمرة ، ثمّ طاب لهم المقام وحسنت لهم الإقامة في بلد الإسلام والعرب والكرم والشهامة ! .. وإما أعاجم جاؤوا لقصد التجارة ، والمنافسة في سوق المكاسب والخسارة ، وهؤلاء غالبيتهم من بلاد الهند والسند وبخارى وسمرقند ، والصين وتايلند ! .. وإما أعاجم كانوا عبيدًا أرقّاء ، ثم شملهم عتق الملك فيصل ـ رحمه الله ـ لكل الأرقاء دون استثناء ! .. وإما أعاجم مِن أبناء مَن كان قد نجا ممّن استجلبهم واستقدمهم الصليبيون النصارى من النوَر وغيرهم ممّن كان في ذلك الزمان يُماثلهم في قدرهم ؛ لمؤازرتهم في حروبهم الدامية الظالمة الجائرة الباغية ضد المسلمين السنة العرب .. وذلك عندما أمَمّ هذا هاربًا قاصدًا جزيرة العرب ، فالتجأ فيها واعتصم بمَن كان فيها وقت ذاك مِن العرب ! >>( لفتة ) : وهنا يَلمس ويُشاهد كلّ متأمّل فاهم ، ومَتبصّر عارف أنّ مَن فُقِدَ وانْعُدِمَ منه صحّة الانتماء بنسج ونوع وأصل الدماء .. قد يكون هذا منه وله سببًا رئيسًا ومهمًّا في ضعف ، بل انعدام الولاء .. لهذا الوطن العربيّ الأبيّ ! >> وهنا .. لا أعمّم عليهم كلّهم ممَن جاء في سابق الخطاب ( الأخير ) ، بل فيهم مَن هو عَلَمٌ في صحّة التديّن وقوّة الإيمان ـ ولا نُزكّي أحدًا على الرحمن ـ جلّ وعلا ، الحنّان المنان ـ .. وهو قامة في صِدْق الولاء ، وشامة في حسن وعظيم الخلق ، وهامة في التزيّن والاتَصاف بصفات الكرماء .. ولكن قصدي بما سلف مِن حرفي بلا خَلَف .. هو >> مَن اعتنقَ الفكر الليبرالي ( الإباحي ) ، ودعا إليه بكلّ صلف منهم عندنا وبيننا .. وهذا ما به أقرّ وعليه أحلف << 6- كره العرب كرهًا عميقًا ، والحقد عليهم حقدًا دفينًا .. به قد امتلأت نفوسهم ، وكدّست نقلوبهم ؛ ففاضت به ألسنتهم بتقاطر لعابها بشين وقبيح كلامها ، وتتابع أفوهها بتقيؤاتها بنتن وقذر عبارتها !؟ فتجدهم يهاجمون صائحين نابحين منتقدين رامين كذبًا وزورًا ، ودجلاً وجهلاً ، وظلمًا وبغيًا ، ووزرًا وتزويرًا بما يشين كلّ ما له علاقة بالعرب من دين ولغة ، وثقافة وحضارة ، وموروث وأدب .. بل غلا بعضهم فصار من طبعهم إلى أن فعل في كلّ مَن يُشار إليه بالمكانة عند العرب من العرب مِن حكامٍ وعلماء ، ودُعاة وأتقياء ، وأدباء وشعراء ، وصحفيين وكتاب .. وغيرهم من أولي الدين والعروبة والألباب !؟ >>>>( إضاءة ) : والحقيقة أن بداءة الحرب على الإسلام تبدأ ـ وهذا منذ الشعوبية الفارسية القديمة ـ بالسخرية والحطّ مِن مكانة القبيلة ، ثم ترتقي إلى العرب عامّة ، ثم إلى ـ وهو الهدف الحقيقي ـ الإسلام !؟ **ولعل سائل يقول : كيف ذلك ؟ فالإجابة بإجادة مختصرة منتقاة هي : أن الاستخفاف بالعرب ؛ سيؤدي قطعًا إلى الاستخفاف بحضارتهم وثقافتهم وأخلاقهم ، ولا شكّ أن الدين يدخل في ثقافة المرء .. ويضاف إلى ذلك أنّ العرب هم مَن حمل هذا الدين وبلغه إلى الناس ؛ فإذا كان هذا المستخفّ به ( العرب ) هو ناقل هذا الدين ، وقد جاء هذا الدين بلغته ؛ فحتمًا سينعكس هذا الاستخفاف به إلى الاستخفاف بكلّ ما معه وما عنده ،ومن ذلك دينه قطعًا وصدقًا وعقلاً . **** وتبقى حقيقة وقناعة كلّ مسلم سنيّ عربيّ نقيّ أبيّ الواثقة الثابتة الشامخة السامقة الراسخة الأبية .. أمام ترّاهات وخزعبلات وآهات وزفرات وفضلات هذه الماثلة والمتمثّلة في عبارات وكلمات هؤلاء الشعوبيين الليبراليين الانحلاليين التغريبيين .. أهل الخدر والخيانة والنشب ، والخور والدياثة والهبَب .. هذه الحقيقة والقناعة التي هي ما ثلة في هذا الشعر ، وممثلة به له أمام كلّ البشر : دُعاةُ الباطِلِِ كالرَّمْلِ عَدّا... ولكنْ أمرهمْ كالمَرْءِ فَرْدا لَهُمْ صَيحاتُ قِرْدٍ لا تُعَدُّ ... ويَبْقَى القِرْدُ بالصَّيحاتِ قِرْدا فما يُخشَى صياحُ القِرْدِ يومًا... وإن يَطغَى على الإحصاءِ عَدّا طويقٌ لم يُرَ يخشَ الهواءَ ... ولا يَخش ـ كذا ـ حرًّا وبرْدا وصَقرُ الجوِّ لا يُخشَى عليهِ ... من البُوماتِ مِخلابًا وهدّا وشَمْسُ الحقّ ما تُبقِي ظلامًا... وسَيفُ الحقِّ أمْضَى السِّيفِ حَدّا ولكنْ عَيبُ فهْمِ الحقّ قَلْبٌ ... تَسَرْبلَ بالهَوى قولاً وقَصْدا يُغَذّى مِن غِذاء الغرْبِ حتّى... تَنَجّسَ خِلْقَةً عَرْضًا وقدّا تَشَرّبَ مِن شكوكِ القومِ حتّى ... غَدا حَجَرًا مِن الأحجار صَلْدا فشَمْسُ الحقّ يُبصرُها سَليمٌ ... مِن الأهواءِ ما أخْفَى وأبْدَى ويُعلِي اللهُ بالحقّ رِجالاً ...كِراماً عَزّهُمْ بالحقّ وُدّا صلاة الربِّ ما أضْحَى نهارٌ ... على المُختار خَيرِ الخلْقِ عبْدا * *(مِن نظمي ) وهذه بعض صفاتهم وسماتهم لا كلها .. أوردتُها للفت النظر .. لا للإحصاء والحصر . >> وتبقى حقيقتهم التي بها هذه الأبيات تصفهم : عقاربُ لا تُرَى في الشمسِ يومًا ... وفئرانٌ تَنقّلُ في المَجاري أُصِيبتْ بالعمَى حتى ترَدّتْ ... على الهاماتِ في حُشّ القذاري فهمْ عِميانُ عينٍ وقلوبٍ ... وكلٌّ مِنهمُ في الحقّ عاري * *(من نظمي ) ***** وبهذا ـ بإذن ذي الجلال والإكرام ـ قد أمِيط وأزيل اللثام عن وجوه الليبراليين اللئام عندنا في هذا الزمان أمام عين كل إنسان يرى وينظر و يُبصر ويتبصّر بها من خلال رأي ونظر وبصيرة وتبصّر العقل لا من خلال دافع وسطحية العاطفة والدعاية الكاذبة ، ولا مِن خلال تنميق الكلمة والضبط بالشكل ، ولامن خلال البزّة وظاهر الشكل ! ***** وختامًا ؛ اللهم ، لا شماتة ، ونسألك ـ ربنا ـ بقاء الهداية ودوام العافية ، وحسن الخاتمة والنهاية ، وسلامة المنهج وحسن المقصد ،،، وأختم بالسلام على الكرام .. ولا إله إلا الله ونصر الله سنة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلّم ـ ــــــــــــــــــــــــــــــ * فارس نجد المجد * 26/7/1430هـ --------- تاريخ وضع الموضوع السبت 25/7/1430هـ (الإدارة ) |
|||
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
العلامات المرجعية |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |
![]() |