الشيابين ..... والحيافة

[داهية عتيبة]

كتب الشيخ منديل:
اشتهر بني شيبان بالحيافة وهي أختلاس الأبل لشجاعتهم وقوتهم وشدتهم وجرأتهم والحيافة
تقتضي المشي على الأقدام مسافت طويلة مع حسن التصرف ولطافة الحركة وفي ذات ليلة
حاف أحد الشيابين أبلا وفك عقلها فنذر بة صاحب الأبل وقبض علية وسط الأبل وتصارعا
فأستطاع الشيباني الهرب عاريا لأن صاحب الأبل لشدة قبضتة خلع ملابسة فلحقة القوم
على الأقدام فلما عجزوا عن اللحاق بة طاردوة على الخيل فأختفى عنهم وحفر
(زرب حفرة) في جرف شعيب ونزل بة وسترة بشجرة عن البرد والسباع .
وحدث أن مر أثنان على ركابهمفنزلا عندة ليحجب الجرف عنهم الهواء .
فتحركت الشجره فخاف أحد الرجلين وقام عنها وجلس الأخر حولها وقال لا تخف إنما
حركها الهواء فرما الشيباني الشجرة بينهاما وهربا خائفين وتركا عشاءهما وركابهما وهربا
في الضلام وقال الشيباني هذة القصيدة:

رحت حايف يوم أنا راعــي حيافـة ... وابعدوني قوم ماجبت الكسيبة
جاني الرجال في وسط المخـافــة ... والتزمنا لزمة الهـــوش العطيبة
شدني قبل القدم يعطي أنحــرافة ... واختلف فكري على كبر المصيبة
والتهمت وصاة ابوي عن الضعافة ... قال ياوليدي لاتهـــاون للغليبة
واعـتزيت وشلت نفسي بأنحــرافة ... اطلب المخراج وأتركلة نصيبة
وانطلــقت ورجلــي أنحت بالنكافة ... ماغمضني كود ثوبي يكتسي بة
وطردوني قوم وأخذو بــي مسافة ... فوق خيل مدربة ولها عطيبة
واحمــدالله عــودوا منــي عيــافـة ... عقب ذبيت الزرايب والجذيبة
والتــجيــت بجــر من فـوقي مهافة ... وسطها دهلوس عن برد ألتجيبة
عــاضني ربــي بأهل هـجن هدافة ... في نصف الليل والديرة رهيبة
شــافــوا القشـعة يبون بها سلافه...عن لهيب البرد والطرقه تعيـــبه
واشعلــوا نار العشا باسرع حرافه...والركاب بروك ما للخوف رهيبه
وارتكى واحد على القشعه خلافـه...والتمـــست العرفجه عـــنده قريبه
قمت احرك عرقها واونس خفـافــه...واهتقى ان العرفجه ماهي قطيبه
واعتزي وأقف على طولي وقافة ... ولخوية قــال هالحركـــة غـــريبة
وانتــقــد عــلمــة خـوية وانصرافة ... قال قم وأحلس مكانك وارتكى بة
ثــم رميت العــرفجة مــثل الحـذافة ... لين هجوا مثل صيدا فية ريـــبة
العــشاء خــلوة أخــذتة خطــافــة ... والركاب وقشهن جني كسيبة
هــذة يــوم الــردي فــوقة لحافـة ... جبت هجنن جابها الوالي جليبة




المصدر: من آدابنا الشعبية ص 5/96