دعوة صادقة // فلنكن كالغيث اينما وقع نفع

[فواز الشيباني]

دعوة صادقة // فلنكن كالغيث اينما وقع نفع

--------------------------------------------------------------------------------


الصنف الأول .. لا يلبث ويتصدر مجلساً من المجالس إلا نطق بالدرر .. وكان لحديثه مفعول السحر ..
تتوق إليه القلوب .. قبل الأبصار .. وتطرب لحديثه الآذان ..
ننتشِ من كلماته .. ونستقي من عباراته .. أعذب الكلمات وأصدقها ..
فلا ينطق إلا بالمفيد .. ولا يتفوه إلا بالحسن المجيد ..
فنجده دوماً .. ذاكراً .. مسبحاً .. داعياً لكل خير .. وفضيله ..
ومندداً .. ومستنكراً لكل سيئة ورذيله ..
فنحلق معه في أجواءٍ روحانية .. بعيدة عن المنغصات الدنيويه من غيبة ونميمة ..

* * *
في حين نجد صنفاً أخر .. على النقيض تماماً ..
فما أن يتصدر المجلس .. حتى بدأ بالأحاديث التي لا تسمن ولا تغنى من جوع ..
فلا يتحدث إلا بالسخيف من القول .. والبغيض من الأحاديث ..
ولا يترك المكان إلا وقد .. سب ذاك .. وشتم ذاك ... وسخر من تلك .. وهتك عرض تلك ..
فلسانه دوماً مشغول عن ذكر الله ..

* * *

فأي الصنفين تحبذون أحبتي ..

وأي أثر تُردن أن يكون لكم بعد مغادرتكم أي مجلس .. قال صلى الله عليه وسلم :
" مثل الجليس الصالح والجليس والسوء كمثل حامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحا طيبة. ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد ريحا خبيثة "

فلنكن جميعاً ..
مثل الغيث أين ما وقع نفع ..

م

تقبلوا تحياتي