كتبتها والنـاس تقــرا المكـاتيب ... وغنيتها والكـل يسمع صداها

[حمود غنام المرزوقي]

كتبتها والنـاس تقــرا المكـاتيب = وغنيتها والكـل يسمع صداها
وجنبـتها درب المناقـيد والعـيب = ورفعتها حتى ارتفع مسـتواها
لو ان كل(ن) قـادر يكسب الطيب = ما صعبت السلع على من شراها
ولو ان ما يوجـد عيوب وعذاريب = كل(ن) على وجه البسيطـة تباها
كم واحد يمشي على غـير ترتـيب = يرمـي بها واللـي يباها يباها
وكم واحد يخطي مع الدرب ويصيب = لو هو تمعن خطوته ما خطاها
لكـن انا جنـبتها الشـك والـريب = وأعطيتها من غير منّ لعطـاها
أعطيـتها قلب(ن) مثل تولهّ الطـيب = وأعطيـتها فكري وعيني وماها
وأعطيـتها تاريـخ كـله تجـاريب = يحمل مصابيح السنين وغلاها
أحيان أدربها علـى السر تـدريب = وأحـيان أعـممها وأدقق ورآها
لكن ليا ضـاقت دروب المشـاريب = أبجد بها البيدا ولا أحسب شقاها
أسريبها وارد مـثل مارد الـذيب = حـتى أوصلـها إلـى منـتهاها
لها على المبدع حقـوق ومواجيب = لكـنها ياحـيف يبحث خفـاها
دايـم سوات الضيف عند المعازيب = وعن الغثاء والغث تقصر خطـاها
في ما مضى ترقا بروس المراقيب = يسعد مساء الشاعر ويسعد مساها
ويوم صارت الأجواء سموم ولواهيب = تعمس عيون أصحابها وصدقاها
رفعـتها فـوق النجوم المـراقيب = وسـقيتها حـتى تبـدد ضمـاها
مفتاحها بين الضـلوع المحـاديب = وأسـرارها ما كل واحـد قـراها

حمود غنام المرزوقي