الرئيسية التسجيل التحكم


اختيار تصميم الجوال

العودة   الهيـــــــــــــلا *** منتدى قبيلة عتيبة > المنتدى الإسلامي > شريعة الإسلام

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: ياطيب راسك يالحافي (آخر رد :@ـايل)       :: نسأل الله السلامه والعافيه (آخر رد :@ـايل)       :: فيحان بن تركي بن ربيعان في ذمة الله (آخر رد :@ـايل)       :: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته (آخر رد :@ـايل)       :: ترا الخوي لاصار طيب ومحمود (آخر رد :ابو طارق الشمري)       :: اصحاب اللنميمه (آخر رد :ابو طارق الشمري)       :: مدح في قليلة شمر (آخر رد :ابو طارق الشمري)       :: منهم العرب الان هم السعودية (آخر رد :أبن ســنيّن)       :: نسب بعض الاسر من شتى القبائل العربيه (آخر رد :أبن ســنيّن)       :: معجم اللهجات المحكية في المملكة العربية السعودية (آخر رد :أبن ســنيّن)      

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
غير مقروء 24-Nov-2010, 02:05 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عمر بن عبدالعزيز
عضو نشيط

الصورة الرمزية عمر بن عبدالعزيز

إحصائية العضو






عمر بن عبدالعزيز غير متواجد حالياً

افتراضي رحل وإستقبلنا أخر

في وداع عام هجري مضى واستقبال عام هجري جديد

{ يُقلِّبُ الله الليل والنهار إنَّ في ذلك لعبرة لأولي الأبصار } جـ 2


الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد المرسلين ، وعلى آله وصحبه أجمعين ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، أما بعد : ــ

قال الله – تعالى - : {وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ * أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ * يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ * وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [النور 42 ــ 45].

إنَّ هذه الأيام والليالي هي بالنسبة لنا الحياة ، هي أغلى ما يملكه الإنسان بعد الإيمان، إنها موْرد محدود يمضي بنا سريعاً، فإذا ذهب لا يمكن تعويضه، إنها أنفاس معدودة، ومراحل نقطعها في سفرنا، تنتهي من بنا إلى الدار الآخرة، وكل يوم يمر بنا يبعدنا من دار الدنيا ، ويُقربنا من دار القرار .

إنَّ حركة التاريخ ، وسِيَر الحضارات والأقوام السابقين تؤكد أن مقياس تقدم الأمم، وازدهار حضارتها ونهضتها إنما هو في حسن استغلالها لوقتها – أي : وقت أفرادها، وحسن إدارتهم له -.

وإن من المهام العظام ما يمكن إنجازها بيسر وسهولة، حين يستغل الإنسان وقته بحكمة وكفاءة، ويعلم أهميَّة إدراك اللحظة المناسبة، واغتنامها قبل فوات الأوان، وكلَّما أحسن استغلال وقته زاد ذلك من قيمته.

ونحن أشد حاجة إلى ذلك في زمن يتقارب فيه الزمان، ويتسارع الليل والنهار، كما أخبرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقوله : (لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان فتكون السنة كالشهر ، والشهر كالجمعة ، وتكون الجمعة كاليوم ، ويكون اليوم كالساعة ، وتكون الساعة كالضرمه بالنار) حديث صحيح (رواه أحمد والترمذي عن أنس - رضي الله عنه -) و (ابن حبان عن أبي هريرة - رضي الله عنه -) انظر : (صحيح الجامع 7422).

هنيئا لمن تفكـّــر وتدبـّـر بتقلب الليل والنهار وشغل نفسه بالطاعات، واجتنب المعاصي، واغتنم الفرص، وعمر حياته بما يقربه من الله - تبارك وتعالى - في دار الابتلاء والاختبار .

قال الله – تعالى - : {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ} [الملك 1- 2 ].

إنَّ دار الابتلاء هذه هي خزائن للأعمال ، ومراحل للآجال، لا تثبت على حال، يرضى المؤمن بما قسم الله له فيها من حلوها ومرّها، فلا يفاجئ بكدرها، ويتَّعظ بما فيها من أمور وأحوال وأطوار، ويستدل بتقلباتها على ما لله - تعالى - فيها من حِكَم بالغة وعبر وأسرار :



{يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ} [النور : 44].

فهنيئا لمن تفكـّــر وتدبـّـر بتقلب الليل والنهار فراجع نفسه بعلاقته مع ربه ، ومع الناس، وراجع المبادئ والقيم التي أرشده الله – تبارك وتعالى - إليها بإنزال الكتب، وإرسال الرسل؛ لإقامة دعوة التوحيد على وجه هذه الأرض، وبذل الغالي والنفيس لتكون كلمة الله هي العليا.

أما وإنّنا نُودِّعُ في هذه الأيام عاماً هجرياً مضى علينا شهيداً، ونستقبل عاماً مقبلاً، وما قُدِّر لنا فيه من علم الغيب جديداً، حبذا لو حاسب كل منَّا نفسه، ونظر في أمره، ماذا أودع في عام مضى ؟ وبماذا يستقبل عامه الجديد ؟.
قال الله – تعالى - : {تبارك الذي جعل في السماء بروجاً وجعل فيها سراجاً وقمراً منيراً وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذَّكر أو أراد شكوراً} [الفرقان : 62].

حبذا لو تأمل كل منَّا وتذكـّـر وتفكـّــر، وحمد الله على ما منَّ به عليه من نعم وشكر ! حبذا لو تأمل في الحقيقة البشريَّة، حقيقة وجوده على وجه هذه الأرض !.

حبذا لو تأمل في حياته، وما بعد مماته، فانفرد خاليا مع الله - تبارك وتعالى - واستشعر لذَّة مناجاته، وعِظم حقه عليه، وانطرح بين يديه يرجو رحمته، ويخشى عذابه.

إنَّ طلوع الشمس في كل يوم ثم غروبها إيذان بأنَّ هذه الدنيا ليست بدار قرار، وإنما طلوع فغروب، ثم إلى زوال … تهلّ الأهلَّة في بداية الشهور صغيرة، ثم تكبر قليلاً قليلاً كما تكبر الأجسام، وما عمرها إلا أيَّام، حتى إذا اكتملت بدراً، أخذت بالنقص والتراجع حتى تتوارى وتختفي.


وهكذا الإنسان، وفي ذلك أعظم اعتبار { يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ } [النور : 44].

تتجدد الأعوام عاماً بعد عام ، فإذا دخل العام الجديد، نظر الإنسان إلى آخره نظر البعيد، وتمر الأيام سراعاً كلمح البصر، فإذا هو بآخره … وهكذا عمر الإنسان يتطلع إلى آخره تطلع البعيد، فقد كان يؤمل طول العمر، ويتسلى بالأماني، فإذا به قد هجم عليه الموت ... وحان الأجل، وانقطع العمل .


{وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد} [سورة ق : 19] .

وعن عبدالله بن مسعود – رضي الله عنه - قال : قالت أم حبيبة : (اللهم متعني بزوجي رسول الله، وبأبي أبي سفيان، وبأخي معاوية ) قال : فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (إنك سألت الله لآجال مضروبة، وآثار موطوءة).
وفي رواية لمسلم : (وأيام معدودة ) بدلاً من : (آثار موطوءة)، وأرزاق مقسومة، لا يُعجّـل شيء منها قبل حلِّه، ولا يؤخر شيئاً منها بعد حلِّه، ولو سألت الله أن يعافيك من عذاب في النار، وعذاب في القبر لكان خيراً لك) [مختصر مسلم 1846] .


هنيئاً لها - رضي الله عنها - رسولنا - صلى الله عليه وسلم - زوجاً ... هنيئاً لها صحابيان جليلان – رضي الله عنهما - والداً وأخاً، إنها لو دعت الله – عزَّ وجل - لهم بطول العمر، لم تكن خالفت شرعاً .

لكن رسولنا - صلى الله عليه وسلم- وجهها إلى ما هو خير وأسمى، وأعظم وأبقى، لعلمه أن هذه الحياة الدنيا ليست بدار بقاء وإنما هي إلى فناء، فوجَّهها إلى هدف عظيم ينبغي على كل منَّا أن يسعى لتحقيقه، ألا وهو :

" الفوز بالجنَّة ، والنجاة من عذاب النار ".
إنها التربية الإيمانيَّة التي ربى رسولنا - صلى الله عليه وسلم - بها نساءه، وكذلك أصحابه - رضي الله عنهم -أجمعين قال الله – تعالى - : { كلُّ نفس ذائقة الموت وإنما توفَّون أجوركم يوم القيامة فمن زُحزح عن النار وأدخل الجنَّة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور } [ آل عمران : 185 ].


وبما أنَّ حياتنا الدنيا مرتبطة باالدار الآخرة، وعنها يوم القيامة غداً سنُسأل، والغد غير مضمون إدراكه، فينبغي علينا : ــ
1 : ــ إخلاص النيَّة لله - تبارك وتعالى - في كل عمل؛ لأنه المحرك الهام والدافع الرئيسي لحسن أدائه .
2 : ــ اتباع الهدي النبوي لرسولنا - صلى الله عليه وسلم - : كتاب وسنة ، على فهم سلفنا الصالح رحمهم الله - تعالى -.
3 : ــ عدم تعلق القلب بهذه الحياة الدنيا وزينتها، وشهواتها، والتزوّد بخير زاد ليوم المعاد.
4 : ــ علو الهمة في فعل الطاعات، وتحيُّن الفرص في المسابقة إلى الخيرات، وتقديم الأولويات بعد تحديدها فكلٌّ هام في موقعه، وهذا مما يجعلنا نتعامل مع إدارة الحياة والوقت بمعايير شرعيَّة على نور من هدي ربنا - سبحانه وتعالى -.

فعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (اغتنم خمساً قبل خمس: حياتك قبل موتك ، وصحتك قبل سقمك ، وفراغك قبل شغلك ، وشبابك قبل هرمك ، وغناك قبل فقرك) حديث صحيح رواه (الحاكم والبيهقي) - (صحيح الجامع 1077).

إنه حديث رائع علمنا إياه رسولنا - صلى الله عليه وسلم - للانتباه إلى حسن إدارة الوقت، وفقه الأولويات، وتحري الأوقات الفاضلة التي لها خصوصيَّة في الدعاء، والعبادات، والقربات، والطاعات.
فإن كانت مقيدة بعدد، أو زمان، أو مكان ، أو كيفية ، فيراعى كلٌّ منها بقيده ، وإن كانت مطلقة ، فالبدار البدار .... ولا تحقرنَّ من المعروف شيئاً .
عن أبي ذر - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (أحب الناس إلى الله أنفعهم، وأحب الأعمال إلى الله –عزَّ وجل - سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربه، أو تقضي عنه ديناً، أو تطرد عنه جوعا، ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إليَّ من أعتكف في المسجد شهراً، ومن كف غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غيظاً ، ولو شاء أن يمضيه أمضاه ، ملأ الله قلبه رضى يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له، أثبت الله – تعالى - قدمه يوم تزول الأقدام، وإن سوء الخلق ليفسد العمل، كما يفسد الخل العسل) حديث حسن رواه ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج والطبراني في الكبيرعن ابن عمر- رضي الله عنهما - ، انظر : (صحيح الجامع 176) و (الصحيحة 906).
وعن عبدالله بن مسعود ، وأبي أمامة - رضي الله عنهما - قالا : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من ضنَّ بالمال أن ينفقه ، وبالليل أن يُكابده فعليه بسبحان الله وبحمده) صحيح ، رواه طب وأبو نعيم في (المعرفة) عن عبدالله بن خبيب - رضي الله عنه -. [صحيح الجامع 6377].



وهذا غيضٌ من فيض فأبواب الخيرات كثيرة ، ووجوه المسابقة إليها عديدة .


إذ أنَّ في الحياة ميدان فسيح للمبادرة إلى الطاعات، والمسابقة إلى الخيرات، وكثير من الناس يضيعون أوقاتهم ، بمعاصٍ ومنكرات ، ولهو واحتفالات بأعياد ما أنزل الله بها من سلطان، وجلسات غيبه ونميمة ، وقذف أعراض، وعتاب وخصام، أو أفنوا أعمارهم في غفلة نيام، ثم عنها سيسألون.


ليتهم سألوا أنفسهم ماذا قدموا لأنفسهم ؟؟ ... ماذا قدموا للإسلام ؟؟ .
إنهم أضاعوا الوقت ، والجهد ، والمال ، وعنه غدا في يوم العرض الأكبر سيحاسبون .


فعن عبدالله بن مسعود – رضي الله عنه - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( لا تزول قدما ابن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يسأل عن خمس : عن عمره فيم أفناه ؟ وعن شبابه فيم أبلاه ؟ وعن ماله من أين اكتسبه ، وفيم أنفقه ، وماذا عمل فيما علم ؟ ) حديث حسن رواه : ت (صحيح الجامع 7299 ، الصحيحة 946).

من الناس من تضيق عليه الأرض بما رحبت ، إن لم يحقق هدفاً يسعى إليه ، فيصيبه الإحباط ، ويخلد إلى الأرض ، ويرضى بما هو عليه، وييأس لعدم تجاوب من حوله معه من أهل وزوجة وأبناء ، فيستسلم لواقعهم ، ويترك النصح ويسكت على ضلالهم، بل ويألفه، ولربما خالطهم فيه !!.



لو تذكـّــر، لو تفكّـــر !! ماذا لو ترك الرسل دعوتهم، ولم يُبلِّغوا ما كُلِّفوا به لِصدِّ أقومهم لهم وإيذائهم ؟ .

ها هو نوح – عليه الصلاة والسلام - لبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً، يدعوهم إلى دعوة الحق ... دعوة التوحيد، فتنكر له المقربين منه ... لكنه لم ييأس، ولم يكلّ ولم يملّ : {قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا * فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا * وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا * ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا * ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا * فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا * مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا * وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا} [نوح : 5 - 14].

فنصَرَه الله - سبحانه وتعالى - بطوفان عمَّ أعداءَه ، وسَلِمَ نوحٌ - عليه الصلاة والسلام - ومن آمن معه ممن كان بالسفينة ، وهكذا يؤيد الله – تعالى - بنصره أولياءه ، فلنسأل الله – تعالى – الثبات .
قال الله – تعالى - : {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَانْتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} [الروم : 47].

ومن الناس من يسب الدهر ، والزمان ، واليوم ، والساعة لضر أصابه ، فيتسخط على الاقدار وما يحدث بتقلّــب الليل والنهار ، والرسول - صلى الله عليه وسلم – نهى عن سب الدهر فقال : (لا تسبوا الدهر فإنَّ الله هو الدهر) حديث صحيح رواه مسلم عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعا. [مختصر مسلم 1814].

إنَّ الله – تعالى - بيده الأمر ، يُقلب الدهر بأيامه ولياليه، وما يحلّ فيه، وليست الأيام والليالي هي الفاعلة فتؤاخذ وتشتم، قال الله – تعالى - : {وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار ثم يبعثكم ليُقضى أجلٌ مسمى ثم إليه مرجعكم ثم ينبئكم بما كنتم تعملون } [الأنعام : 60] .
وعن عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - قال : خط هنا مربعاً ، وخط خطاً في الوسط خارجاً عنه ، وخط خططاً صغاراً إلى هذا الذي في الوسط من جانبه الذي في الوسط فقال : (هذا الإنسان، وهذا أجله محيطاً به – أو قد أحاط به -، وهذا الذي هو خارج أمله، وهذه الخطط الصغار الأعراض، فإن أخطأه هذا نهشه هذا، وإن أخطأه هذا نهشه هذا) رواه (أحمد والبخاري، والترمذي، وابن ماجه) انظر: [صحيح الجامع 6985].

إنَّ في الشباب قوة وعزيمة، فإذا هرم الإنسان وشاب، ضعفت قوته، وفترت عزيمته، وفي الصحة نشاط وانبساط، فإذا مرض العبد، انحط نشاطه، وضاقت نفسه، وثقلت عليه الأعمال، وفي الغنى راحة وفراغ، فإذا افتقر الإنسان، اشتغل بطلب العيش لنفسه وعياله، ناهيك عن مجاهدة النفس والهوى، والفتن وشياطين الإنس والجن.
عن أنس – رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (لا يأتي عليكم عام، ولا يوم إلا والذي بعده شر منه، حتى تلقوا ربكم) صحيح رواه : (أحمد والبخاري) [صحيح الجامع 7577].

إن كل آت قريب ، والأعراض بالمرصاد، فلنبادر بالأعمال قبل حلول الآجال، ولنغتنم مواسم الخيرات على مدار العام، بأداء ما شرع لنا ربنا من عبادات جليلة وميسرة، بلا إفراط ولا تفريط، مطمئنين لذكر الله – تعالى - وما أنزل من الحق، راضين بقضائه وقدره، قانعين بقسمه ، وحكمه ، وأمره .
فعن عبدالله بن محصن - رضي الله عنه - قال - صلى الله عليه وسلم -: (من أصبح منكم آمناً في سربه ، معافى في جسده ، عنده قوت يومه ، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها) حسن (البخاري في الأدب المفرد، والترمذي، وابن ماجه) [الصحيحة 2318] و [صحيح الجامع 604] و (صحيح الترغيب 826) .



نسأل الله – تعالى - أن يجعل خير أعمالنا خواتيمها، وخير أيامنا يوم نلقاه، إنه ولي ذلك والقادر عليه .



-.



******************
المراجع :

1 : الضياء اللامع من الخطب الجوامع . للشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى.
2 : تفسير ابن كثير رحمه الله - تعالى -.
3 : السلسلة الصحيحة . للشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله - تعالى .
4 : صحيح الجامع . للشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى.















رد مع اقتباس
 

العلامات المرجعية


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



الساعة الآن »11:31 AM.


 Arabization iraq chooses life
Powered by vBulletin® Version 3.8.2
.Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
اتصل بنا تسجيل خروج   تصميم: حمد المقاطي