![]() |
اختيار تصميم الجوال
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | |||
|
![]() بسم الله الرحمن الرحيم إن علينا أعزائي القراء مع نعانيه هذه الأيام من شدة حر الهاجرة * ووهج الشمس الحارقة ورياح السموم العاتية لا أقول أن نقف مع أنفسنا وقفات نحاسب ونذكر بها نفوسنا بل أقول أن ننتزع ونقتطف لأنفسنا وقلوبنا هذه الثمرات الموسمية قبل أن يحين موعد انتهاء الحصاد ،فالموفق من وفقه الله لسعادة الدارين الدنيا والآخرة ولا تجتمع إلا لمن صدق وآمن بالوحيين ،وقد قطفت لك أخي الكريم هذه الثمرات العشر من بستان ورياض الوحيين الكتاب والسنة وكذلك كلام سلف الأمة جعلنا الله من السائرين على خطاهم.آمين،، الثمرة الأولى:التذكر والاعتبار والاستعداد ليوم القرار: روى مسلم من حديث المقداد بن الأسود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( تدنو الشمس يوم القيامة من الخلق حتى تكون منهم كمقدار ميل، فيكون الناس على قدر أعمالهم في العرق: فمنهم من يكون إلى كعبيه، ومنهم من يكون إلى حقويه، ومنهم من يلجمه العرق إلجاما) ، فإذا كان العبد في هذه الدنيا لا يتحمل حرارة الشمس لبضع دقائق في هذه الحياة الدنيا ! فكيف به والشمس على رأسه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ،قال تعالى: ( إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ)عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"من سره أن ينظر إلى يوم القيامة كأنه رأي عين فليقرأ "إذا الشمس كورت" "وإذا السماء انفطرت" "وإذا السماء انشقت" رواه الترمذي ،عباد الله لنتذكر في هذا الحر الهجير يوم الرحيل ،للنظر إلى القبور فقط عند الظهيرة ويا حبذا لو ألجمت نفسك إلجاماً لتتبعها جنازةً وتدفنها في وقت الظهيرة لتعرف مدى الكرب الرهيب الذي ينتابك إذا تخيلت نفسك أنك أنت الدفين في هذا القبر الموحش! يا ترى من سيبرد عليك !ومن سيسقيك الماء البارد إذا ظمئت! أترك الجواب لك ولأعمالك وأقوالك وكتاباتك وحركاتك وسكناتك في هذه الدنيا التي أنت أعلم بها من غيرك من الخلق،واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله،،، الثمرة الثانية :تذكر النار وأهوالها والاستجارة بالله منها : قال الله عز وجل : (وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَّقْضِيًّا ) عن الحسن البصري قال: قال رجل لأخيه هل أتاك أنك وارد النار قال نعم قال فهل أتاك أنك صادر عنها؟ قال لا قال ففيم الضحك؟ قال فما رئي ضاحكا حتى لحق بالله تعالى، فهذا حال المؤمن الذي ما ذكر في نفسه أو ذُكر بالنار إلا وجف قلبه وارتعدت فرائصه ولان جانبه لذكر الله وما نزل من الحق، جاء عَنْ أَبِي هُرَيْرَة- رضي الله عنه-َ ، عَنْ رَسُولِ اللّهِ ، قَالَ: «قَالَتِ النَّارُ: رَبِّ أَكَلَ بَعْضِي بَعْضَاً. فَأْذَنْ لِي أَتَنَفَّسْ. فَأَذِنَ لَهَا بِنَفَسَيْنِ: نَفَسٍ فِي الشِّتَاءِ وَنَفَسٍ فِي الصَّيْفِ. فَمَا وَجَدْتُمْ مِنْ بَرْدٍ أَوْ زَمْهَرِيرٍ فَمِنْ نَفَسِ جَهَنَّمَ. وَمَا وَجَدْتُمْ مِنْ حَرَ أَوْ حَرُورٍ فَمِنْ نَفَسِ جَهَنَّمَ».رواه مسلم، فنحن نعيش هذه الأيام الحارة مع موعظة وعظها لنا ربنا تبارك وتعالى فهل نحن متعظون؟ فقلبُ المؤمنُ الحي أبسط شيء من هذه الدنيا يذكره بشبيهه في الآخرة فتراه قلما يغفلُ أو ينسى ذكر النار وسؤال الله النجاة منها - نسأل الله أن يحرمنا على النار-. الثمرة الثالثة: الاعتبار بما جرى لأمم الغابرة: قال تعالى مخبراً عن أصحاب الأيكة وتكذيبهم لنبيه الكريم شعيب: (فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ) قال ابن كثير- رحمه الله - في تفسيره : (ولهذا قال تعالى "فكذبوه فأخذهم عذاب يوم الظلة إنه كان عذاب يوم عظيم" وهذا من جنس ما سألوه من إسقاط الكسف عليهم فإن الله سبحانه وتعالى جعل عقوبتهم أن أصابهم حر عظيم مدة سبعة أيام لا يكنهم منه شيء ثم أقبلت إليهم سحابة أظلتهم فجعلوا ينطلقون إليها يستظلون بظلها من الحر فلما اجتمعوا كلهم تحتها أرسل الله تعالى عليهم منها شررا من نار ولهبا ووهجا عظيما ورجفت بهم الأرض وجاءتهم صيحة عظيمة أزهقت أرواحهم ولهذا قال تعالى "إنه كان عذاب يوم عظيم" وقد ذكر الله تعالى صفة إهلاكهم في ثلاثة مواطن كل موطن بصفة تناسب ذلك السياق ففي الأعراف ذكر أنهم أخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين وذلك لأنهم قالوا "لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا أو لتعودن في ملتنا" فأرجفوا نبي الله ومن اتبعه فأخذتهم الرجفة وفي سورة هود قال "فأخذتهم الصيحة" وذلك لأنهم استهزءوا بنبي الله في قولهم "أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء إنك لأنت الحليم الرشيد" قالوا ذلك على سبيل التهكم والازدراء فناسب أن تأتيهم صيحة تسكتهم فقال "فأخذتهم الصيحة" الآية وها هنا قالوا "فأسقط علينا كسفا من السماء" الآية على وجه التعنت والعناد فناسب أن يحقق عليهم ما استبعدوا وقوعه "فأخذهم عذاب يوم الظلة إنه كان عذاب يوم عظيم" قال قتادة: قال عبد الله بن عمر رضي الله عنه: إن الله سلط عليهم الحر سبعة أيام حتى ما يظلهم منه شيء ثم إن الله أنشأ لهم سحابة فانطلق إليها أحدهم فاستظل بها فأصاب تحتها بردا وراحة فأعلم بذلك قومه فأتوها جميعا فاستظلوا تحتها فأججت عليهم نارا وهكذا روي عن عكرمة وسعيد بن جبير والحسن وقتادة وغيرهم وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم بعث الله إليهم الظلة حتى إذا اجتمعوا كلهم كشف الله عنهم الظلة وأحمى عليهم الشمس فاحترقوا كما يحترق الجراد في المقلى وقال محمد بن كعب القرظي: إن أهل مدين عذبوا بثلاثة أصناف من العذاب: أخذتهم الرجفة في دارهم حتى خرجوا منها فلما خرجوا منها أصابهم فزع شديد ففرقوا أن يدخلوا إلى البيوت فتسقط عليهم فأرسل الله عليهم الظلة فدخل تحتها رجل فقال ما رأيت كاليوم ظلا أطيب ولا أبرد من هذا هلموا أيها الناس فدخلوا جميعا تحت الظلة فصاح بهم صيحة واحدة فماتوا جميعا ثم تلا محمد بن كعب "فأخذهم عذاب يوم الظلة إنه كان عذاب يوم عظيم" وعند محمد بن جرير عن يزيد الباهلي سألت ابن عباس عن هذه الآية "فأخذهم عذاب يوم الظلة" الآية قال بعث الله عليهم رعدا وحرا شديدا فأخذ بأنفاسهم فخرجوا من البيوت هربا إلى البرية فبعث الله عليهم سحابة فأظلتهم من الشمس فوجدوا لها بردا ولذة فنادى بعضهم بعضاً حتى إذا اجتمعوا تحتها أرسل الله عليهم نارا قال ابن عباس فذلك عذاب يوم الظلة إنه كان عذاب يوم عظيم.)انتهى كلامه،فإن كان الله عز وجل قد أهلك أولئك الأقوام بهذه العقوبات لما جرى منهم من الإرجاف للأنبياء والمصلحين والاستهزاء بهم ومعاندتهم ومحاربتهم والتسلط علهم والتجبر والتكبر على ما معهم من الحق والبينات ،فإنا كذلك في هذا الزمان لا نأمن على أنفسنا من عذاب الله ،ولاسيما وقد رأينا من يحارب الله ورسوله والمؤمنين ويستهزأ بالدين والدعاة المصلحين ويعادي أوليائه الصالحين ويمكر بهم في الليل والنهار –ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم- ،فقد جاء عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه : « أنه خطب فقال : يا أيها الناس إنكم تقرؤون هذه الآية وتضعونها على غير ما وضعها الله { يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم } ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن الناس إذا رأوا المنكر بينهم فلم ينكروه يوشك أن يعمهم الله بعقابه»رواه أحمد. الثمرة الرابعة : الحر والشدائد مؤشر الإيمان !!ومحك الرجال !!غزوة تبوك خير مثال!! : قال ابن القيم – رحمه الله – في كتابه القيم زاد المعاد عن غزوة تبوك والتي تسمى أيضاً بغزوة العسرة لما أصاب النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فيها من العسر والكرب الشديد : ( وكانت في شهر رجَب سنَة تسع، قال ابن إسحاق: وكانت في زمن عسرَةٍ منَ الناس، وجَدبٍ من البلاد، وحين طابت الثمار، والناس يحبون المقام في ثمارهم وظلالهم، ويكرهون شخوصهم على تلك الحال، وكان رسول الله قلما يخرج في غزوة إلا كنى عنها، وورى بغيرها، إلا ما كان من غزوة تبوك، لبعد الشّقة، وشدة الزمان. فقال رسول الله ذاتَ يوم، وهو في جَهَازه للجَد بن قيس أحد بني سلمة: «يا جَدّ هَل لَكَ العَامَ في جلاَد بَني الأَصفَر» فقال: يا رسولَ الله أو تأذن لي ولا تَفتني فوالله لقد عرف قومي أنه ما من رَجلٍ بأشد عجباً بالنساء مني، وإني أخشى إن رأيت نساءَ بني الأصفر أن لا أصبرَ، فأعرضَ عنه رسول الله وقال: «قَد أَذنت لَكَ»، ففيه نزلت الآية {ومنهم مَن يَقول ائذَن لي ولا تَفتني}. وقال قوم من المنافقين بعضهم لبعض: لا تنفروا في الحَر، فأنزل الله فيهم: {وقَالوا لاَ تَنفروا في الحَر} الآية. ثم إن رسول الله جد في سفره، وأمر الناسَ بالجَهَاز، وحض أهلَ الغنى على النفقة والحملان في سبـيل الله، فحمل رجال من أهل الغنى واحتسبوا، وأنفق عثمان بن عفان في ذلك نفقةً عظيمة لم ينفق أحدٌ مثلها. قلت: كانت ثلاثمائة بعير بأحلاسها وأقتابها وعدتها، وألفَ دينار عَيناً. وذكر ابن سعد قال: بلغ رسولَ الله ، أن الرومَ قد جمعت جموعاً كثيرة بالشام، وأن هرَقل قد رَزَق أصحابَه السنة، وأجلبت معه لَخمٌ، وجذام، وعَاملَة، وغسان، وقدموا مقدماتهم إلى البلقاء. وجاء البكاؤون وهم سبعة يستحملون رسولَ الله ، فقال: «لا أَجد مَا أَحملكم عَلَيه»، فتولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزناً أن لا يجدوا ما ينفقون. وهم سالم بن عمير، وعلبَة بن زيد، وأبو ليلى المازني، وعمرو بن عَنَمَة، وسلمة بن صخر، والعرباض بن سارية. وفي بعض الروايات: وعبد الله بن مغَفل: ومعقل بن يسار، وبعضهم يقول: البكاؤون بنو مقَرن السبعة، وهم من مزينة. وابن إسحاق: يعدّ فيهم عمرو بن الحمام بن الجَموح).فمما ذكره ابن القيم عن هذه الغزوة يتبين لنا مدى أثر وقع الغزوة في هذا الوقت من الزمان على النفس البشرية فهي مجبولة على حب الراحة والضلال الوارفة والثمار اليانعة وملذات الدنيا ونعيمها ولكن أنى لقلوب أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أن تفاضل بين نعيم الدنيا ونعيم الآخرة !كيف ولا، وهم صنيعة خير البرية الذين راباهم على الإيمان والبذل والعطاء في أحلك الظروف وأصعبها فما كان منهم إلا أن استجابوا لله ولرسوله لما سمعوا داعي الإيمان يناديهم حي على الجهاد،فخرجوا على قلة ذات يدهم زهاء الثلاثين ألف يتقدمهم رسول الله ولم يتخلف عنهم سواء المنافقين وأهل الأعذار الذين عذرهم الله تعالى وثلاثة من أهل الإيمان قد سولت لهم أنفسهم أمرا فعاقبهم رسول الله أشد عقاب لما علم بحالهم وتركهم لما أوجب الله عليهم من الجهاد دون عذر شرعي مقبول حتى أنزل الله عفوه عنهم وتوبتهم من فوق سبع سمواته قال تعالى: ( وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ثم تاب عليهم ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم ) وإننا في هذا الزمان الذي يعيش فيه بعض إخواننا في الدين الذين تربطنا معهم كلمة التوحيد لا إله الله محمد رسول الله يعشون قريباً مما عاشه رسول الله وأصحابه في هذه الغزوة العظيمة فقد أجلبت عليهم ممل الكفر والنفاق بخيلها ورجلها و عتادها وسلاحها وسلبت أراضيهم وعيث في ديارهم بالفساد والإفساد وهتكت الحرمات والأعراض وأسرت الرجال والنساء وبدلت ملة إمام الحنفاء فلا حول لهم ولا قوة لهم إلا الله تعالى ثم بإخوانهم في الدين بعد أن تخلى عنهم وخذلهم القريب والبعيد والصديق والرفيق،فقد قال النبي: «ما من امرأ يخذل امرأً مسلماً عند موطن تنتهك فيه حرمته، وينتقص فيه من عرضه، إلا خذله الله عزَّ وجلَّ في موطن يحب فيه نصرته، وما من امرأًٍ ينصر امرأًً مسلماً في موطن ينتقص فيه من عرضه، وينتهك فيه من حرمته، إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته».رواه أحمد وإن مما كشفته هذه الغزوة المباركة أحوال المنافقين الصادين عن الجهاد في سبيل الله قال تعالى: (فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلاَفَ رَسُولِ اللّهِ وَكَرِهُواْ أَن يُجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَقَالُواْ لاَ تَنفِرُواْ فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ ) قال ابن كثير: (يقول تعالى ذامً للمنافقين المتخلفين عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك وفرحوا بقعودهم بعد خروجه " وكرهوا أن يجاهدوا " معه " بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله وقالوا " أي بعضهم لبعض " لا تنفروا في الحر " وذلك أن الخروج في غزوة تبوك كان في شدة الحر عند طيب الظلال والثمار فلهذا قالوا " لا تنفروا في الحر " قال الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم " قل " لهم " نار جهنم " التي تصيرون إليها بمخالفتكم " أشد حرا " مما فررتم منه من الحر بل أشد حرا من النار. وقال تعالى " إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارا كما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب " وقال تعالى في هذه الآية الكريمة " قل نار جهنم أشد حرا لو كانوا يفقهون " أي لو أنهم يفقهون، ولو يفقهون لنفروا مع الرسول في سبيل الله في الحر ليتقوا به من حر جهنم الذي هو أضعاف هذا ولكنهم كما قال الآخر: كالمستجير من الرمضاء بالنار وقال الآخر: عمرك بالحمـــــــية أفنيـــته خوفا من البارد والحار كان أولى لك أن تتقـــــــــي من المعاصي حذر النــار ) الثمرة الخامسة :لا،للهزيمة والانكسار ،والفرار إلى ديار الكفار: إن مما يدور في خلد كثير ممن ضعفت نفوسهم أمام شهواتهم،أو آثروا رغبات أبناءهم وزوجاتهم على الالتزام بحقوق دينهم وواجباته عليهم ،الهروب من الواقع الحاصل هذا الأيام من الحر الشديد والفراغ الكبير لدى الطلاب والطالبات بسبب الإجازة الصيفية فيسرعون الخطى نحو مكاتب السفريات لعمل الحجوزات إلى أين يا ترى؟! بيت الله الحرام؟! مدينة رسول الله؟! صلة الأرحام؟! لا ،كلا،-إلا من رحم الله- بل إلى بلاد الفجور والسفور(باختصار بلاد الصياعة )وليست كما يسميها بعض الناس بلاد السياحة لأن سياحة هذه الأمة المحمدية هي بالجهاد في سبيل الله كما تبين لنا من أسفار الرسول صلى الله عليه وسلم آنفاً وذكر ذلك علماء المسلمين في كتبهم ومؤلفاتهم وشروحهم لأحاديثه صلى الله عليه وسلم فمن ذلك ما قاله ابن كثير- رحمه لله- في تفسير سورة التوبة قال: (وجاء ما يدل على أن السياحة الجهاد وهو ما روى أبو داود في سننه من حديث أبي أمامة أن رجلاً قال: يا رسول الله ائذن لي في السياحة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «سياحة أمتي الجهاد في سبيل الله») وجاء عن عائشة رضي الله عنها قالت: سياحة هذه الأمة الصيام .وقد تكلمنا في المقال السابق عن حكم السفر إلى بلاد الكفار وأردفنا المقال بفتوى جمع من أهل العلم في هذه البلاد المباركة - فينظر للفائدة - وبقي أن نقول في الموضوع ما نعذر به إلى ربنا ونقطع به الشك باليقين ونستكمل به الحجة على الخصيم ،فقد قال الله تبارك وتعالى : (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالْوَاْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةً فتهاجِرُواْ فِيهَا فَأُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءتْ مَصِيرًا) جاء عند البخاري: عن محمد بن عبدالرحمن أبو الأسود قال: قطع على أهل المدينة بعث فاكتتبت فيه فلقيت عكرمة مولى ابن عباس فأخبرته فنهاني عن ذلك أشد النهي قال: أخبرني ابن عباس أن ناسا من المسلمين كانوا مع المشركين يكثرون سوادهم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي السهم يرمي به فيصيب أحدهم فيقتله أو يضرب عنقه فيقتل فأنزل الله "إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم ". رواه الليث عن أبي الأسود. وعند ابن أبي حاتم ،عن ابن عباس قال: كان قوم من أهل مكة أسلموا وكانوا يستخفون بالإسلام فأخرجهم المشركون يوم بدر معهم فأصيب بعضهم قال المسلمون كان أصحابنا مسلمين وأكرهوا فاستغفروا لهم فنزلت "إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم" الآية قال فكتب إلى من بقى من المسلمين بهذه الآية لا عذر لهم قال فخرجوا فلحقهم المشركون فأعطوهم التقية فنزلت هذه الآية"ومن الناس من يقول آمنا بالله" الآية. قال عكرمة: نزلت هذه الآية في شباب من قريش كانوا تكلموا بالإسلام بمكة منهم علي بن أمية بن خلف وأبو قيس بن الوليد بن المغيرة وأبو منصور بن الحجاج والحارث بن زمعة قال الضحاك نزلت في ناس من المنافقين تخلفوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة وخرجوا مع المشركين يوم بدر فأصيبوا فيمن أصيب فنزلت هذه الآية الكريمة عامة في كل من أقام بين ظهراني المشركين وهو قادر على الهجرة وليس متمكنا من إقامة الدين فهو ظالم لنفسه مرتكب حراما بالإجماع وبنص هذه الآية حيث يقول تعالى "إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم" أي بترك الهجرة "قالوا فيم كنتم" أي لم مكثتم هاهنا وتركتم الهجرة قالوا كنا مستضعفين في الأرض أي لا نقدر على الخروج من البلد ولا الذهاب في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة الآية: وعند أبي داود، عن سمرة بن جندب أما بعد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من جامع المشرك وسكن معه فإنه مثله " وقال السدي: لما أسر العباس وعقيل ونوفل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمه العباس " افد نفسك وابن أخيك " فقال يا رسول الله ألم نصل إلى قبلتك ونشهد شهادتك قال "يا عباس إنكم خاصمتم فخصمتم" ثم تلا عليه هذه الآية ألم تكن أرض الله واسعة " رواه ابن أبي حاتم. فانظروا أيها المسافرون إلى بلاد المشركين مدى خطورة المكث والإقامة في ديار الكفار والوعيد الشديد الحاصل لهم في الدنيا والآخرة،فهل من معتبر؟! وهل من منزجر عن التفكير بالسفر إلى بلادهم؟! فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم لم يعذر عمه الذي آمن به وصدقه، بل حاسبه وطالبه بالفداء شئنه شأن أي أسير قدر عليه المسلمون من الكفار لما قعد في أرض تعلوها مظاهر الكفر والشرك بالله فلا يستطيع المؤمن الجهر بدينه وإقامة شعائر الله فيها ثم هو لم يلحق بالمسلمين وديارهم وهو قادر على اللحاق فاستحق بذلك العقاب.وأنتم يا مسلمون وفي ديار الإسلام ترغبون في اللحاق بديار الكفار إن هذا والله لشأن عجاب! قال العلامة ابن القيم رحمه الله : [فصل مرور النبـي وجيشه في ديار ثمود]: وقد كان رسول الله حين مر بالحجر بديار ثمود، قال: «لا تَشرَبوا من مَائها شَيئاً، وَلا تتوضئوا منه للصلاة، وما كَانَ من عَجينٍ عَجَنتموه فَاعلفوه الإبلَ، ولا تَأَكلوا منه شَيئاً، ولا يَخرجَن أَحَدٌ منكم إلا ومعه صَاحبٌ له»، ففعل الناس، إلا أن رجلين من بني ساعدة خرج أحدهما لحاجته، وخرج الآخر في طلب بعيره، فأما الذي خرج لحاجته، فإنه خنق على مذهبه، وأما الذي خرج في طلب بعيره، فاحتملته الريح حتى طرحته بجبلي طيـىء، فأخبرَ بذلك رسول الله ، فقال: «ألم أَنهَكم أَن لا يَخرجَ أَحَدٌ منكم إلا وَمَعَه صَاحبه»، ثم دعا للذي خنقَ على مذهبه فشفي، وأما الآخر، فأهدته طيـىء لرسول الله حين قدم المدينة. قلت: والذي في «صحيح مسلم»، من حديث أبـي حميد: انطلقنا حتى قَدمنَا تبوكَ، فقال رسول الله : «سَتَهبّ عَلَيكم الليلَةَ ريحٌ شَديدَةٌ، فَلا يَقم منكم أَحَدٌ، فَمن كانَ لَه بَعيرٌ فَليَشد عقَاله» فهبت ريحٌ شَديدَة، فقامَ رجل فحملته الريح حتى ألقته بجَبَلي طَيـىء. قال ابن هشام: بلغني عن الزهري أَنه قال: لما مر رسول الله بالحجر، سجى ثوبه على وجهه، واستحث راحلته، ثم قال: «لا تَدخلوا بـيوتَ الذينَ ظَلَموا أَنفسَهم إلا وَأَنتم بَاكونَ خَوفاً أَن يصيبَكم مَا أَصَابَهم». قلت: في «الصحيحين» من حديث ابن عمر، أن رسولَ الله قال: «لا تَدخلوا عَلىٰ هٰهؤلاء القَوم المعَذبـينَ إلا أَن تَكونوا بَاكينَ، فإن لم تَكونوا بَاكينَ، فَلا تَدخلوا عَلَيهم لا يصيبكم مثل مَا أَصَابَهم». وفي «صحيح البخاري»: أَنه أمرهم بإلقاء العجين وطرحه. وفي «صحيح مسلم»: أنه أمرهم أن يَعلفوا الإبلَ الَعجينَ، وأن يريقوا المَاء، ويستقوا من البئر التي كانت تَردها الناقة. وقد رواه البخاريّ أَيضاً، وقد حفظ راويه ما لم يحفظه مَن روى الطرح. وذكر البـيهقيّ: أنه نادى فيهم: الصلاةَ جامعة، فلما اجتمعوا، قال: «علامَ تدخلون على قوم غَضبَ الله عليهم» فناداه رجل فقال: نَعجَب منهم يا رسول الله فقال: «أَلاَ أنبئكم بما هوَ أَعجَب من ذٰلكَ. رَجلٌ من أَنفسكم ينَبئكم بمَا كَانَ قَبلَكم وَمَا هو كَائنٌ بَعدَكم، استَقيموا وَسَددوا، فإن اللهَ عَز وَجَل لاَ يَعبَأ بعَذَابكم شَيئاً، وَسَيَأتي الله بقَومٍ لا يَدفَعونَ عَن أَنفسهم شيئاً».انتهى أقول والله المستعان أين هذا مما يفعله كثير ممن يسمون بالسياح من الذهاب إلى المواطن والبقاع التي عذب بها أقوامها الغابرين كديار ثمود قوم صالح والبحر الميت الذي عذب به قوم لوط والأهرام التي في مصر ديار الفراعنة الذين قال قائلهم : (أنا ربكم الأعلى) وغيرها من الأماكن والقبور والمزارات الشركية ثم هم ليسوا بالمعتبرين ولا الباكين عند رؤيتها بل من المتفرجين والضاحكين المستبشرين نسأل الله السلامة والعافية. الثمرة السادسة : التخشن وترك الترف والسرف والتنعم الذي لا يأتي بخير: جاء في مسند أحمد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال : « اتزروا وارتدوا وانتعلوا وألقوا الخفاف والسراويلات وألقوا الركب وانزوا نزواً ، وعليكم بالمعدية وارموا الأغراض ، وذروا التنعم وزي العجم ، وإياكم والحرير فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نهى عنه وقال : « لا تلبسوا من الحرير إلا ما كان هكذا ، وأشار رسول الله صلى الله عليه وسلم بإصبعيه » قال ابن بطال: من أخلاق الأنبياء التواضـع، والبعد عن التنعم، وامتهان النفس ليستن بهم ولئلا يخلدوا إلى الرفاهية المذمومة، وقد أشير إلى ذمها بقوله تعالى: (وذرني والمكذبين أولى النعمة ومهلهم قليلا) . وعند الحافظ أبو يعلى الموصلي في مسنده: عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إن من السرف أن تأكل كل ما اشتهيت». جاء في لسان العرب: (وتَـخَشَّنَ واخْشَوْشَن الرجلُ: لبس الـخَشِنَ وتعوّده أَو أَكله أَو تكلّـم به أَو عاش عَيشاً خَشِناً) التخشن شيمة طيبة يتحلى بها صناديد الرجال على مر الدهور والأزمان والعرب بطبعها تعشق هذه الطبائع والصفات وتذم من يتصف بنقيضها من صفات الميوعة والليونة والإسراف في التجمل والتزين ونحو ذلك من صفات الأنوثة التي لا تليق بالرجال أبداً ،وقد قال عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: اخْشَوْشِنُوا وتَمَعْدَدُوا؛وقد أجمعت العقلاء قاطبة على أن النعيم لا يدرك بالنعيم، وأن الراحة لا تُنال بالراحة، وأن من آثر اللذات فاتته اللذات.ولو نظرنا إلى ملذات هذا الزمان وملذات الأزمنة الماضية لرئينا البون شاسعاً جداً فمعيشة الفرد متوسط الحال تفوق بالراحة والرفاهية والخدمة مما عاشه ملوك وأثرياء أزمنة مضت في حقبة من التاريخ سادوا وعشوا في أنظار مجتمعاتهم عيشاً لا يضاهيه أحداً في النعيم! والآن في عصر التقدم والرقي ماذا عسانا نقول في أدوات ووسائل الراحة والرفاهية والترويح عن النفس التي لم تكن تدور بخيال . جاء في مسند الإمام أحمد عن ابن عباس : « أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليه عمر وهو على حصير قد أثّر في جنبه ، فقال : يا نبي الله ، لو اتخذت فراشاً أوثر من هذا ، فقال : مالي وللدنيا ؟ ما مثلي ومثل الدنيا إلا كراكب سار في يوم صائف ، فاستظل تحت شجرة ساعة من نهار ، ثم راح وتركها » . وفي صحيح ابن حبان عن أبي الدرداء- رضي الله عنه- ، قال: قال رسولُ اللَّهِ : «مَنْ أَصْبَحَ مُعَافًى في بَدَنِهِ، آمِناً فِي سِرْبِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا». فبهذه المعاني والأفعال والتشبيهات الجميلة يعلمنا حبيبنا ورسولنا الكريم كيفية التعايش مع متطلبات ومستلزمات الحياة التي بالغ الناس اليوم في تقديسها وجعلوها أولى الأوليات وألزم الواجبات ولو للأسف على حساب الدين والمرواءات فترى الكذب والغش والخداع والمعاملات المحرمة والضغينة والحسد والشحناء بين الإخوان والأقارب على ماذا؟! أعلى غير حفنة بخسية من دنيا حقيرة؟! لو ساوت عند الله جناح بعوضة ما سقى منها كافر شربة ماء،وإن مما يعنينا في هذا المقام وهذه الوقفة هو أن نعود إلى مجدنا وسالف عزنا باقتفاء أثر الرسول صلى الله عليه وسلم في زهده في الدنيا واستعداده للآخرة وترك السرف والتبذير المحرم فنرى هذه الأيام القصور والبيوت الشاسعة يقطنها العدد اليسير من السكان تعمل وتطحن بها عشرات الأجهزة من مكيفات وإنارات وسخانات و...و...إلخ من الأجهزة والأدوات الكهربائية دون أن يكون لها حاجة ماسة وضرورة حقيقة تستلزم إبقاءها تعمل كل هذه الأوقات وفي النهاية التكاليف الباهظات ثمن هذه الحماقات التي لو حفظت وأنفقت في وجوه البر والخير لكان فيها النفع العظيم الذي يعم كلً من الطرفين فهذا غني مسرف على نفسه لا يدري ما يصنع بأمواله وبغناه وهذا فقير معدم تنكسر نفسه على ما يراه،فإنه إذا شاهد مثل هذه المشاهد التي تكثر في أوساط مجتمعنا هذا الزمان يشعر بالنقص ويفكر بتعديل الحال والوصول إلى مآل إليه أهل الأموال وبأية طريقة وعلى أية أحوال وعندها تظهر العواقب ونرى الأهوال جرائم وسرقات ونصب واحتيال ،ثم نعود لأنفسنا ونقول من هو المسئول؟ وليت شعري هل يدري ذاك الذي أغناه الله ثم أغناه بما تخبأ له الأيام من جسوم وخطوب في الدنيا التي لا تدوم على حال ولا يثبت لها قرار،قال بعض السلف عن بعض أهل الترف: يعصون الله في أموالهم مرتين: يبخلون بها وهي في أيديهم يعني في الحياة، ويسرفون فيها إذا خرجت عن أيديهم، يعني بعد الموت، عباد الله: لنقول جميعاً ونعاهد أنفسنا من اليوم وحتى نوضع في قبورنا: وداعاً وبعداً يا حياة الترف والسرف ،واقبلي ورحبي يا حياة التأسي بالسلف أما أنتم أحبتي في الله يا من فاتكم التنعم والترفه في الدنيا وتعيشون بين الناس حياة الكفاف أو ما دون الكفاف حياة الشبع يوماً والجوع يوم،حياة الشدائد والنوازل البليات، فابشروا وأملوا بأنفسكم خيرا ،قال ابن كثير عند قوله صلى الله عليه وسلم : (فقراء المهاجرين يدخلون الجنة قبل أغنيائهم بخمسمائة سنة) فالفقراء في تلك المدة لهم حسن العيش في العقبى مجازاة لما فاتهم من التنعم في الدنيا كما قال تعالى: {كلوا واشربوا هنيئاً بما أسلفتم في الأيام الخالية} أي الماضية أو الخالية عن المأكل والمشرب صياماً أو وقت المجاعة . ولتكن أسوتكم خير البرية وصحابته الكرام الذين ما عاشوا أبداً عيشاً رغيداً كما يعيشه الكثير منا هذه الأيام فقد جاء في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: بينما أبو بكر وعمر جالسان إذ جاءهما النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «ما أجلسكما ههنا ؟» قالا: والذي بعثك بالحق ما أخرجنا من بيوتنا إلا الجوع. قال: «والذي بعثني بالحق ما أخرجني غيره» فانطلقوا حتى أتوا بيت رجل من الأنصار، فاستقبلتهم المرأة فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: «أين فلان ؟» فقالت: ذهب يستعذب لنا ماء، فجاء صاحبهم يحمل قربته فقال: مرحباً، ما زار العباد شيء أفضل من نبي زارني اليوم، فعلق قربته بكرب نخلة وانطلق فجاءهم بعذق، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «ألا كنت اجتنيت ؟» فقال: أحببت أن تكونوا الذين تختارون على أعينكم، ثم أخذ الشفرة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «إياك والحلوب» فذبح لهم يومئذ فأكلوا، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم «لتسألن عن هذا يوم القيامة أخرجكم من بيوتكم الجوع فلم ترجعوا حتى أصبتم هذا فهذا من النعيم» الثمرة السابعة :تذكر أحوال الفقراء والمساكين: إن على ذوي القلوب الرحيمة في مثل هذه الأيام الحارة استشعار عظيم فضل الله عليهم بما أمتن عليهم من النعم التي لو سلبوها لعاشوا والله في أضيق حال وأسوء مقال ،وإن من صور شكر نعم الله تعالى على عباده هذه الأيام خاصة التفات إلى الفقراء والمساكين والأرامل واليتامى فقد اشتد والله الكرب على كثير منهم فبعض بيوتهم لا يوجد فيها ما يكفي من المكيفات وأجهزة التبريد التي تخفف عليهم شدة وطء حر ووهج الشمس الحارقة وبعضها قد يكون معدومً منها بالكلية فتضيق عليهم بذلك بيوتهم الضيقة في الأساس بعد ما ضاقت عليهم الدنيا و ما ضاقت به نفوسهم قبل ذلك كله من شدة الكروب وكثرة الهموم والأوجاع فتذكر يا من أنعم الله عليك حين تقدم إلى منزلك بعد طول عملك فتسترخي على أريكتك وقد طاب لك جوك وملئت بما لذ وطاب جوفك،تذكر جارك المسكين الذي لم يتوفر لديه ما يسد به فاتورة الكهرباء!! أو ما يكسي به أبناءه وبناته في زمن الخيلاء!!أو ما يحفظ به ماء وجهه عند مالك العقار!! قال تعالى : (لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ) روى وكيع في تفسيره عن عمرو بن ميمون "لن تنالوا البر" قال الجنة ، وروى الإمام أحمد: عن أنس بن مالك قال: كان أبو طلحة أكثر الأنصار بالمدينة مالا وكان أحب أمواله إليه بيرحاء وكانت مستقبلة المسجد وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب قال أنس: فلما نزلت "لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون" قال أبو طلحة: يا رسول الله إن الله يقول "لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون" وإن أحب أموالي إلى بيرحاء وإنها صدقة لله أرجو بها برها وذخرها عند الله تعالى يا رسول الله حيث أراك الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم بخ بخ ذاك مال رابح ذاك مال رابح وقد سمعت وأنا أرى أن تجعلها في الأقربين فقال أبو طلحة: أفعل يا رسول الله فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه. وفي صحيح البخاري: عن أبي هريرةَ رضيَ الله عنه قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: (الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله، أو القائمِ الليلَ، الصائمِ النهار). وعند أبي داود : عن أبي سَعِيدٍ عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ، قال: «أَيُّمَا مُسْلِمٍ كَسَا مُسْلِمَاً ثَوْباً عَلَى عُرْيٍ كَسَاهُ الله مِنْ خُضْرِ الْجَنَّةِ، وَأَيُّمَا مُسْلِمٍ أَطْعَمَ مُسْلِماً عَلَى جُوعٍ أَطْعَمَهُ الله مِنْ ثِمارٍ الْجَنَّةِ، وَأَيُّمَا مُسْلِمٍ سَقَى مُسْلِماً عَلَى ظَمَإٍ سَقَاهُ الله عَزّ َوَجلَّ مِنْ رَحِيقِ المَخْتُومِ». وفي الصحيحين أن عمر قال: يا رسول الله لم أصب مالا قط هو أنفس عندي من سهمي الذي هو بخيبر فما تأمرني به؟ قال "حبس الأصل وسبل الثمرة" . فقدموا يا عباد الله لأنفسكم ما تحبون أن يقدم لكم وما ترجون أن تلقوا جزائه يوم الجزاء ،،، الثمرة الثامنة: الصلاة،الصلاة ، وما ملكت أيمانكم: إن مما يتأكد علينا مراعاته هذه الأيام التي تكثر فيها الإجازات وتحلو بها السهرات والسفرات مراعاة حق الله تبارك وتعالى الذي فرضه على خلقه من فوق سبع سماواته ألا وهو الصلاة فكم ضيعها المضيعون وكم غفل عنها الغافلون إن المؤمن الحق ليست عنده إجازة من الله أو عطلة يتوقف فيها عن عبادته سبحانه بل حياته في هذه الدنيا كلها عبادة وجعلت له الأرض مسجداً وطهوراً فأينما أدركته الصلاة فليصل وليتق الله في وقتها فلا يخرجها عن وقتها الذي فرضها الله فيه ،فنرى وللأسف النوم عن الصلوات يكثر في الإجازات لا سيما الفجر والظهر جاء في مسند أحمد: عن أم سلمة قالت: كان من آخر وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الصّلاةُ الصّلاةُ وما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ» حتى جعل نبيّ صلى الله عليه وسلم يلجلجها في صدره وما يَفِيضُ بها لسانه. أتضن عبد الله أن الأمر سهل وبسيط الذي جعل النبي صلى الله عليه وسلم يردده وهو في سكرات الموت إن الذي لا يصلي الصلاة الكتوبة ليس بالمسلم أصلاً كما في الحديث عند أحمد «يَأَتَيِ مَعَ قَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَأُبَيِّ بنِ خَلَفٍ». لأنه بتركه لها صار كافراً بالله ففي الحديث الآخر «العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر» ،قال تعالى: {فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُواْ ٱلصَّلاَةَ وَٱتَّبَعُواْ ٱلشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقُونَ غَيّاً * إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُوْلَـٰئِكَ يَدْخُلُونَ ٱلْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ شَيْئاً } قال ابن كثير-رحمه الله- : لما ذكر تعالى حزب السعداء وهم الأنبياء عليهم السلام، ومن اتبعهم من القائمين بحدود الله وأوامره، المؤدين فرائض الله التاركين لزواجره، ذكر أنه {خَلْفٌ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ } أي قرون أخر "أضاعوا الصلاة" وإذا أضاعوها فهم لما سواها من الواجبات أضيع، لأنها عماد الدين وقوامه وخير أعمال العباد، وأقبلوا على شهوات الدنيا وملاذها ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها، فهؤلاء سيلقون غياً، أي خساراً يوم القيامة، وقد اختلفوا في المراد بإضاعة الصلاة هاهنا فقال قائلون: المراد بإضاعتها تركها بالكلية، قاله محمد بن كعب القرظي وابن زيد بن أسلم والسدي، واختاره ابن جرير ولهذا ذهب من ذهب من السلف والخلف والأئمة كما هو المشهور عن الإمام أحمد، وقول عن الشافعي إلى تكفير تارك الصلاة للحديث «بين العبد وبين الشرك ترك الصلاة». فالأمر جد خطير ولا يسكت عنه ألبته فيجب أن ننصح ونعذر أنفسنا عند ربنا يوم القيامة أمام هؤلاء الذين لا يصلون ولا يحضرون الجمع والجماعات خصوصاً إذا كنا ممن يخالطهم بالليل والنهار ويعلم بأحوالهم التي لا يطلع عليها كثير من الناس. فالوصية إذا هي ما وصى بها رسول الله فعن معاذ بن جبل –رضي الله عنه- قال: أوصاني رسول الله صلى الله عليه وسلم بعشر كلمات قال: «لا تشرك بالله شيئاً وإن قتلت وحرقت، ولا تعقن والديك وإن أمراك أن تخرج من أهلك ومالك، ولا تتركن صلاة مكتوبة متعمداً، فإن من ترك صلاة مكتوبة متعمداً فقد برئت من ذمة الله، ولا تشربن خمراً فإنه رأس كل فاحشة، وإياك والمعصية فإن بالمعصية حل سخط الله عز وجل، وإياك والفرار من الزحف وإن هلك الناس، وإذا أصاب الناس موتان وأنت فيهم فأتيت، وانفق على عيالك من طولك، ولا ترفع عنهم عصاك أدباً، وأخفهم في الله».رواه الإمام أحمد قال تعالى : (أقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا) وإن مما اشتملته وصية نبينا صلى الله عليه وسلم بعد الصلاة - ملك اليمين – ويلحق به في الوصية بالخير وليس في الأحكام الشرعية الأجراء والخدم والعمال الذين تحت أيدينا وفي كفالتنا ،فنرى وللأسف اليوم كثير من أرباب الأعمال ورؤساء العمال من لا يراقب الله ويخافه في هؤلاء الضعفاء المساكين الذين قدموا إلى بلادنا بلاد الإسلام ومهبط الوحي ليبحثوا عن قوت يتقوتون به وأهليهم فيكلفونهم ويجبرونهم بأعمال شاقةٍ ومنهكةٍ للأبدان كالبناء والهدم وإصلاح الطرق و...و...إلخ في أوقات يكاد يذوب فيها الحديد من شدة حرارة الشمس ووهجها فكم سقط منهم ضحايا ومصابين جراء ضربات الشمس التي يتلقونها برؤوسهم المكشوفة وأبدانهم الشبه عارية كل ذلك خوفاً على لقمة العيش،فاتقوا الله يا أصحاب الأعمال ومدراء الشركات يوم الحساب قريب والدنيا ثمنها بخيس الجزاء من جنس العمل . الثمرة التاسعة: الفراغ الذي شاع بين الناس : إن الفراغ سلاح ذو حدين فقد يكون عوناً للإنسان على الطاعة ومقويً للعزيمة ورافعاً للهمة ومجدداً للنشاط إذا كان معموراً بالطاعات أو المباحات التي يبتغى بها وجه الله وتنسجم مع أولويات وقواعد الشريعة الإسلامية السمحة وأما ما يفعله كثير من الناس من التوسع فيها فهو من مفسدات القلوب والمبعدات عن علام الغيوب ،وما يفهمه كثير من الناس من ساعةً وساعة هو مغاير تمام المغايرة لمراده صلى الله عليه وسلم من الحديث فساعة الطاعة تقابلها ساعة المباح وليست ساعة الحرام التي يتشدق بها من لا يفقه في الدين شيء ولا يذكر منه إلا ما وافق هواه وهذا هو الحد الثاني لسلاح الفراغ الذي يدمر به المرء ذاته وأسرته ومجتمعه الذي يعيش فيه وأقرب مثال انظر لبعض أحوال الشباب وهم يقضون فراغهم في مثل هذه الأيام في التسكع في الأسواق وطرقات الناس ودوران والتفحيط في شوراع المدن وإزعاج المسلمين وأذية المارين هل هؤلاء استفادوا من أوقاتهم وإجازاتهم أم هم أضروا بأنفسهم وأموالهم ؟! الجواب يدركه والحمد لله كل ذي عقل رشيد؟ جاء عند البخاري – رحمه الله - عن ابن عباسٍ رضيَ اللّه عنهما قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: (نِعمتانِ مَغبونٌ فيهما كثيرٌ من الناس: الصِّحة، والفراغ ). َوقال تبارك وتعالى : (فإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ*وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ ) قال ابن كثير – رحمه الله – (وقوله تعالى "فإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب" أي إذا فرغت من أمور الدنيا وأشغالها وقطعت علائقها فانصب إلى العبادة وقم إليها نشيطا فارغ البال وأخلص لربك النية والرغبة ) فينبغي على أولياء الأمور الحرص على من ولاهم الله من الرعية كالأبناء والبنات وحفظهم من السوء وأهله الذين ينشطون هذه الأيام لإفساد الشباب وغوايتهم مستقلين فراغهم من الدراسة وعدم ارتباطاتهم بما يسد عليهم وقت فراغهم من الأمور النافعة في الدنيا والآخرة ،فمجالات الخير واسعة بحمد الله ودور تحفيظ القرآن ومراكز توجيه الشباب والاعتناء بهم كثيرة في بلادنا المباركة فلا تبخلوا على أنفسكم وتزهدوا في الأجر فإنه بها حفظ الدين والدنيا ،حببوا لهم الطاعة واشغلوهم بها قبل أن يشغلوكم بمشاكلهم التي يوقعهم بها قرناء السوء ،كونوا لهم الصدر المفتوح والقلب المشفق واللسان الناصح واليد الحانية ولا تنسوهم من دعواتكم الصالحات الخالصات . الثمرة العاشرة:نعيم الجنة لا يزول ولا يحول: بقي أن نقول اصبروا يا عباد الله على الحر فالدنيا دار ممر و ليست دار مقر ومهما تنعم بها المتنعمون إلا أنهم لن يذكروا منه شياً قط في دار الآخرة جاء في سنن ابن ماجه عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ – رضي الله عنه - ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «يُؤْتَىٰ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَنْعَمِ أَهْلِ الدُّنْيَا مِنَ الْكُفَّارِ. فَيُقَالُ: اغْمِسُوهُ فِي النَّارِ غَمْسَةً. فَيُغْمَسُ فِيهَا. ثُمَّ يُقَالُ لَهُ: أيْ فُلاَنُ هَلْ أَصَابَكَ نَعِيمٌ قَطُّ؟ فَيَقُولُ: لاَ مَا أَصَابَنِي نَعِيمٌ قَطُّ. وَيُؤْتَىٰ بِأَشَدِّ الْمُؤْمِنِينَ ضُرًّا وَبَلاَءً. فَيُقَالُ: اغْمِسُوهُ غَمْسَةً فِي الْجَنَّةِ. فَيُغْمَسُ فِيهَا غَمْسَةً. فَيُقَالُ لَهُ: أَيْ فُلاَنُ هَلْ أَصَابَكَ ضُرٌّ قَطُّ أَوْ بَلاَءٌ؟ فَيَقُولُ: مَا أَصَابَنِي قَطٌّ ضُرٌّ وَلاَ بَلاَءٌ». فأين تلك السفرات والسهرات والضحكات هل سيذكون منها شيئاً يوم القيامة ؟ وهل سوف تشفع لهم أموالهم وأنسابهم ومعارفهم عند الله شيئاً؟ قال تعالى : (مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاء حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءهُمْ) وقال تعالى: َ(بَشِّرِ الَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقاً قَالُواْ هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَابِهاً وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) . عن أبي هريرةَ رضيَ اللهُ عنه قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «قال اللهُ: أعدَدتُ لِعبادي الصالحينَ ما لا عَينٌ رأتْ، ولا أذنٌ سمعت، ولا خَطرَ على قلبِ بَشَر. فاقرؤوا إن شِئتم: {فلا تَعلمُ نَفس ما أخفِيَ لهم مِن قُرَّةِ أعيُن} فالبدار البدار إلى دار السلام ورؤية العلاّم ،،، وإِنما يحمد القوم السرى عند الصباح: فحيّ على جنـات عـدن فإِنـهـا منازلك الأُولى وفيها المخيــــم ولكننا سبى العـدو، فـهل تـرى نعود إِلى أَوطاننـا ونسلــــم وحى على روضاتهـا وخيامهـــا وحيّ على عيش بها ليس يســأم وحى على يوم المزيد وموعـد الــمحبين، طـوبى للذى هو منهــم وحــى على واد بهـا هـو أَفيحو تربته من أذفر المسك أعظـــم ومـن حولها كـثبان مسك مقاعـد لمن دونهم هذا الفخار المعظـــم يرون به الرحمـن جــل جلالــه كرؤية بدر التـم لا يتوهــــم أَو الشمس صحواً ليس من دون أُفقها ضباب ولا غيم هناك يغيــــم وبينـا فى عيشهم وسرورهـــم وأَرزاقهم تجرى عليهم وتقســـم إِذا هـم بنور ساطع قد بدا لهـــم فقيل ارفعوا أبصاركم، فإِذا هــم بربهم مـن فوقهـم وهـو قائـل:سلام عليكم طبتم وسلمتــــم فيـا عجبـا، ما عذر من هو مؤمن بهذا ولا يسعى له ويقـــــدم فبادر إِذا مـا دام فى العمـر فسحة وعدلك مقبول وصرفك قيـــم فما فرحت بالوصل نفس مهـــينة ولا فاز قلب بالبطالة ينعــــم فجدَّ وسارع واغتنم ساعة السـر ففى زمن الإِمكان [تسعى وتغنـم] وسر مسرعاً فالسير خلفك مــسرع وهيهات ما منه مفر ومهــــزم فهــن المنايا أي واد نزلتــه عليها [قدوم] أو عليك ستقــدم وإن تك قد عاقتك سعدى فقلبك الـمعنى رهين فى يـديها مسلـــم وقد ساعدت بالوصل غيرك فالهو يلها منك [والواشي] بها يتنعــم فدعها وسلّ النفس عنهــا بجنـة من الفقر فى روضاتها الدر [يبسـم] ومن تحتها الأنهار تخفـق دائـــماً وطير الأماني فوقهــا يتـــرنم وقد ذللت منها القطوف فمن يــرد جناها ينله كيف شاءَ وينعـــم وقد فتحـت أبوابها وتزينــــت لخطابها فالحسن فيها [مقســم] [أقام علي] أبوابهـا داعي الهـدى هلموا إِلى دار السعادة تغنمـــوا وقد طاب منها نزلها ومقيلهــــا فطوبى لمن حلوا بها وتنعــــموا وقد غرس الرحمن فيها غراسهن الناس، والرحمن بالغرس أعلـم فمن كان من غرس الإِله فإنــــه سعيد وإلا فالشقى متحتـــــم فيا مسرعين السير بالله ربكــــم قفوا بى على تلك الربوع وسلمـوا وقولوا: محب قاده الشوق نحوكـم قضى نحبه فيكم [تعيشوا وتسلموا] قضى الله رب العالمــين قـضيـة بأَن الهوى يعمى القلوب ويبكــم وحبكم أَصل الْهـدى ومـــداره وعليه فوز للمحب ومغنــــم وتفنى عظام الصــب بعـد ممـاته وأَشواقه وقف عليه محـــــرم فيا أَيها القلب الذى ملك الهـــوى أَعنتــه،حتام هذا التلــــوُّم وحتام لا تصحو وقد قرب المــدى ودقت كئوس السير والناس نــوم بلى سوف تصحو حين ينكشف الغطا ويبدو لك الأَمر الذى كنت تكتـم ويا موقداً ناراً لغيرك ضوئها وحر لظاها بين جنبيك يضـــرم أهذا جني العلم الذي قد غرستــه وهذا الذي قد كنت ترجوه تطعـم وهذا هو الحظ الذي قد رضيتـــه لنفسك فى الدارين لو كنت تفهـم وهذا هو الربح الذي قد كسبتــه لعمرك لا ربح ولا الأَصل يســلم بخلت بشيء لا يضـرك بذلـــه وجدت بشيءٍ مثله لا يقـــتوَّم وبعت نعيماً لا انقضاءَ لـــه ولا نظير ببخس عن قليل سيـــعدم فهلا عكست الأَمر إن كنت حازمـا ًولكن أَضعت الحزم إن كنت تعلم وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وسلام على عباده المرسلين ومن سار على دربهم إلى يوم الدين ،،، أخوكم الراجي عفوا ربه ثم دعواتكم الصالحات: حسين بن عجب،،، 28- جمادى ثاني - 1428هـ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ الهاجرة :هي شدة الحر نصف النهار وهو أول وقت الظهر،جاء في القاموس المحيط: والهَجِيرُ والهَجِيرَةُ والهَجْرُ والهاجِرَةُ: نصفُ النهارِ عندَ زوالِ الشمسِ مع الظُّهْرِ، أو من عندِ زوالِها إلى العَصْرِ، لأنَّ الناسَ يَسْتَكِنُّونَ في بُيُوتِهِمْ، كأَنَّهُم قد تَهاجَرُوا، وشدَّةُ الحَرِّ. |
|||
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 3 | |||||
|
![]() حسين بن عجب
جوزيت خيراً وبارك الله فيك تم النقل للمنتدى الاسلامي
|
|||||
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 6 | |||
|
![]() شكرررررررررررررررررررا جزززززززززززززززززززززيلا
|
|||
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
العلامات المرجعية |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
![]() |
![]() |