بسم الله الرحمن الرحيم
الشعر حكمه في الإسلام حكم الكلام فما كان حقاً أو موصلاً إليه فجائز وما كان باطلا أو موصلاً إليه فغير جائز.
وسأتكلم عن الشعر النبطي ويسميه البعض(العامي) وهو الذي يقابل الفصيح، وليس المقصود هنا الكلام عن سبب تسميته هل هو نسبة إلى قبائل الأنباط، أو نسبة إلى وادي نبط إلى غيرها من الأقوال التي تحتاج إلى نظر وتحرير. كما أني لن أتكلم عن كيفية نشأته، وبدايته، وأوزانه. ومن أول من قال به، ومن هم رموزه ... إلخ. لأن الكلام عن هذه المواضيع يحتاج لبحث وتمحيص وتحرير ودقة في المعلومات ليس مجال البحث عنها هنا. علماً أني لست ممن يمنعون أويحرمون الشعر النبطي تحريماً ومنعاً مطلقاً ولاسيما إن كان نظمه في بعض الأحيان يحقق مصلحة أو دفع مفسدة لاتتحقق إلا بنظمه. لكني ممن يحب الشعر العربي الفصيح أكثر خصوصاً عندما أقرأ للشعراء من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم أمثال حسان بن ثابت رضي الله عنه وغيره، وكذلك من جاء بعدهم إلى يومنا هذا.
وإنما أقصد من هذا الموضوع أن هناك بعض الشعراء وخصوصاً الكبار منهم ممن ينظمون الشعر النبطي، لاينظمون الشعر العربي الفصيح، ومن وجهة نظري أن هذا مما ينتقد عليهم، فاللغة العربية معروف أهميتها ومكانتها فهي لغة القرآن الكريم. وهي أفضل من العامية.
علماً أن مسمى الشعر النبطي (العامي) عند بعض الفقهاء هو الأزجال وهو مكروه عند البعض منهم، قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله-: (كان السلف يؤدبون أولادهم على اللحن، فنحن مأمورون أمر إيجاب أو أمر استحباب أن نحفظ القانون العربي،ونصلح الألسن المائلة عنه، فيحفظ لنا طريقة فهم الكتاب والسنة، والاقتداء بالعرب في خطابها)، وقال عن الأزجال: (هذا الكلام الموزون فاسد مركباً أو مفرداً؛ لأنهم غيروا فيه كلام العرب وبدلوه..) مجموع الفتاوى (32/252(.
محور النقاش: أسباب عزوف بعض الشعراء عن كتابة الشعر باللغة العربية الفصيحة، والتوجه إلى كتابته بالعامية.
هل هي ضعف الجانب اللغوي عنده وفاقد الشيء لايعطيه، أم هي صعوبة نظم الشعر بالفصيح، أم هي خوف الانتقاد واللحن في اللغة، أم عدم معرفة أوزانه. أم هناك مآرب آخرى للعزوف والكتابة بالعامية،،،،