القصة جرت على
عبدالله بن مفرح الغييثي الدوسري والمعروف بأسم
عبدالله الشمالي ، وكان له ذلول طيبه محسن في عسافها وموالفته ومسميها الهدية ، وكانت مشهورة بالجري ولايستنكر محبة صاحب الناقة لناقته ، وايضا بعض الابل تعرف راعيها وتعرف صوته وتحن اليه ، فعندما تذهب بعيدا يقوم راعي الابل بجر الصوت فترجع مسرعه اليه وتعرفه بالصوت ، وكذلك الخيل اذا اصيب راعيها وطاح من عليها وقفت عنده وقامت تشم رائحته ودليل على هذا القول قول الشيخ الفارس القائد
تركي بن حميد العتيبي :
ان جن بالميدان مثل الدواويس = وطار الغطا عن قانيات الرقومي
عرج باهلهن كنهن القرانيس = على الطريح مصوبرات كضومي
اراد الله ان يصاب عبدالله بن مفرح بمرض الجدري ولزم الفراش حوالي شهرين وكانت ناقته الهدية قد حست بفقد صاحبها ودائما تجي وتنهض يم البيت وتطل برأسها وتطالعه وتحن عندما تراه ، وبعد مده توفى عبدالله بسبب المرض ، فصارت الناقة كل ما وردت تجي الى البيت وتدخل رأسها مع رواق البيت ولاتجده كالسابق ثم تسري ، فصارت ابنته ساره تعقلها حتى لاتسري تبحث عنه في الليل ، ومضى نصف شهر وهي تجر الحنين عليه ، وكان عندهم جار اسمه
حصيبان من قبيلة عنزه وفي ليله من الليالي وهو جالس على مشب النار توقض وانتبه لها عندما سمعها تجر الحنين وهاضت قريحته بابيات طويلة من الشعر وقال يصف حالها وايضا حزنه على صاحبه:
مل قلب هيضه حس الهديه = هجرعت بالصوت من عقب الشمالي
ياذلول القرم حماي الرديه = اصبري عقبه على سقم الليالي
ذكرت بالحب من عينه شقيه = ذاكر في نجد خلان وغالي
عقب فقده ما توالف للرعيه = تطرده ساره على روس المفالي
عزتي للقرم حطوا له بنيه = عزتي للقرم من قبر(ن) هيالي
عادته بالكون يثني للرديه = ينسم الحفيات ريف للهزالي
وشكرا لكم وارجوا ان تحوز على ثنائكم
---------------------------------------------------------------------
زماننا غير زمانهم وحتى نتذكر الاولين
اخوكم ابن نجد