أطل مؤخرا اللاعب القدير الكابتن المعتزل لاعب المنتخب ونادي الهلال سابقا صالح النعيمة على قناة أبو ظبي الفضائية في البرنامج الحواري الحلم , والذي ناقش فيه المذيع العديد من الأمور الرياضية مع ضيوفه الذين كان من بينهم الكابتن صالح النعيمة, حيث تساءل فيه المذيع وضيوفه عن سبب ابتعاد قامة رياضية كصالح النعيمة عن الإعلام الرياضي , لكن الكابتن صالح الذي كان غاضبا فيما يبدو , فقد سيطرته على انفعالاته و ثارت ثائرته و تلخصت إجابته في أنه : لا يمتلك دخلا ثابتا ولا حتى سيارة!
ولا أجد تقاربا مابين السؤال و نوع الإجابة , بينما أجد الكابتن علماً رياضياً لا يستهان به , و لن نجد سعوديا إلا و يعرفه وسيرغب حتما بمساعدته , فلماذا لم يقم الكابتن ببث همومه بطريقة أخرى كانت ستحفظه من الوقوع في موقف كهذا؟!
يظل السؤال عالقاً غير أن هموم صالح التي قام بنثرها لم تأخذ وقتا طويلا لتتلاشى , إذ سارع أحد شيوخ دولة الإمارات بالتقاطها واستبدالها بهدية للكابتن صالح عبارة عن أربعة ملايين ريال سعودي ! ولا نملك أمام هذا الخبر الجميل إلا أن نقول عليك بالعافية يا كابتن.
وإن كان الكثيرون بيننا ممن يمتلكون عزة النفس وروح الوطنية قد قدموا للوطن كما قدم صالح وكل في مجاله , سواء كانوا أطباء , معلمون , جنود , مهندسون وغيرهم لم ينتظروا مقابلا , ولن ننسى الفقراء والمعدمين الذين تبنت صفحات جرائدنا المحلية عرض مشكلاتهم الصحية وتقاريرهم الطبية , والذين لن نشكك يوما في ولائهم لوطنهم.
فهل يتوجب على كل من أعطى لوطنه من روحه و جسده أن يتقدم بسرد شريف ماضيه و إنجازاته , و من ثم التحدث عن نواقصه بتسريبها وسط أحاديثه لوسائل الإعلام المختلفة خارج وطنه؟
فاتن اليتيم
كاتبة سعودية