ألمانيا 3 شباط/فبراير(د ب أ)- علقت صحيفة "لاوزيتسر
تسايتونج" في عددها الصادر اليوم الجمعة في مدينة كوتبوس في
ألمانيا على أزمة الرسوم الكاريكاتورية التي اعتبرها المسلمون إساءة
لنبيهم بالقول: "من إجراء مشكوك فيه لصحيفة فردية تولد صراع ان المسألة تخطت مجرد هذا الاجراء المنفرد لتمس مبدأ حرية الصحافة مقابل الخوف من الاله, التنوير مقابل العصور الوسطى وأصبح الزيت يصب بغزارة في كل مكان في النار المشتعلة".
وأضافت الصحيفة أنه رغم اندلاع هذه الازمة الكبيرة بسبب تلك الرسوم فإن بعض الصحف الاوروبية اعتبرت إعادة نشرها واجبا صحفيا ودفاعا عن حرية الصحافة.
وقالت الصحيفة إن من يفعل ذلك ينسى أن يلاندس بوستن
الصحيفة الدنماركية التي نشرت الرسوم للمرة الاولى) لم تجد من يشاركها في هذا الصراع بداية الامر. وأشارت الصحيفة إلى أن حرية الصحافة تعني أيضا الحرية في التخلي عن نشر أخبار معينة لاسباب مقنعة.
واعتبرت صحيفة نورنبرجر ناخريشتن الصادرة في مدينة نورنبرج أن نشر الصور الساخرة تسمح به حرية الصحافة وقالت إن نشر صور كاريكاتيرية تنسب للنبي محمد شيء لا يجرم ولا غضاضة فيه من الناحية الاخلاقية حتى وإن رأى فيها المسلمون طعنا في الذات الالهية وطالبت المسلمين بالاحتجاج على نشر هذه الصور بما وصفته بالشكل المعتدل عن طريق مقاطعة وسائل الاعلام التي تدعم نشر هذه الصور وانتقدت الصحيفة مطالبة منظمات إسلامية لمسئولين أوروبيين بالتدخل من أجل منع نشر هذه الرسوم.
كما اعتبرت صحيفة فاينانشال تايمز حرية الصحافة غير قابلة للفصال وطالبت الغرب بالحزم في الاعلان عن ذلك متوقعة أن يؤدي هذا الحزم إلى إعادة تهدئة النفوس وحذرت من التهوين من مبدأ حرية الصحافة أو التخلي عنه.
وأشارت صحيفة "زوددويتشه تسايتونج" إلى ما اعتبرته خلفية لهذا الصراع قائلة:"على خلاف أوروبا التي تحررت من الدين فإن المسلمين وإن كانوا غير متدينين على المستوى الشخصي قد حافظوا على الشعور بارتباطهم بالمعتقدات الدينية في حياتهم اليومية حيث أن الاسلام دين وشريعة, قواعد حياة وتقاليد وهنا تتسع الهوة بين الشرق والغرب, تلك الهوة التي لا يمكن تخطيها سوى بصعوبة وهنا يكمن سبب سوء الفهم."
وأضافت الصحيفة أن تحليل أسلوب الحياة الغربية وحرياته الجنسية والمثلية الجنسية المعلنة هناك لا يستثير سوى قلة قليلة من المسلمين ولكنه يثير الاضطراب والصدود لدى غالبيتهم."
كما اعتبرت صحيفة "تاجز تسايتونج" مسارعة رئيس الوزراء الدنماركي للاعتذار للمسلمين ليس بسبب خوفه على مقاطعة بعض المنتجات الاستهلاكية للدنمارك ولكن خوفا من أن تصبح الدنمارك بين عشية وضحاها دولة سيئة السمعة في العالم الاسلامي.
منقول من الالمانية(د ب أ)