![]() |
اختيار تصميم الجوال
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | |||
|
![]() السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا يفتأ العلمانيُّون يرسِّخون في أذهان الناس أنَّ الفكر العلماني هو الفكر المتقدم والمتنامي، المواكب للحضارة، والساعي للرُّقي والنماء والنهضة! وليس من شكٍّ أنَّ الدعاوى ما لم تقم عليها الدلائل والحجج لتثبتها، تكون أقوالًا هلاميَّة كالسراب يحسبه الظمآن ماءً حتى إذا جاءه لم يجده شيئًا! وفي هذا المقال أزعم بأنَّ حقيقة الفكرة العلمانية لا تنفك عن التراث القديم بكلِّ قيمه ومبادئه وأشكاله، وأنَّ حقيقة الفكر العلماني وجذوره ترجع إلى ما كانت عليه إيديولوجيَّة القرون اليونانيَّة الإغريقيَّة الكلاسيكيَّة القديمة، إلاَّ أنَّ العلمانيَّة (تتمظهر) بالروح العصريَّة المتجددة، فيعطيها أتباعها هالة من النفخ والظهور التنويري! نعم! قد يدَّعي العلمانيون خلاف ذلك من ناحية الجذور التأصيليَّة لفكرتهم، ولا بأس أن نلقي في كلِّ فترة حجرًا في البركة العلمانيَّة الآسنة؛ علَّها تفرز حراكًا ينقذ البعض من رجعية كاسدة. إذا تتبَّعنا كتب العلمانيين وأفكارهم فلا نجد غالبها يختلف عمَّا كتبه الفلاسفة والمناطقة السابقون، ذلك أنَّهم حين يستدلون أو يستندون إلى أقوالهم ومبادئهم، نلحظ أقوال أولئك الأعلام اليونانيين القدماء وغيرهم ممَّن أتى بعدهم، في رؤوس الاستشهادات في الخطاب العلماني، وحتمًا سنطالع هذه الأسماء في مدوَّنات العلمانيين (أرسطو ـ فيثاغورس ـ دوركايم ـ هيراقليطس ـ أفلاطون ـ لاماراك ـ دارون ـ كانط ـ فولتير) كما سنجد كذلك في كتاباتهم أسماء آباء الثورة الفرنسية (جان جاك روسو ـ دومونتسكيو ـ فولتير) ممَّن يحاولون الاستشهاد بأقوالهم. ولهذا فإنَّ المطالع لكثير من الكتابات العلمانيَّة الحاملة شعار التجديد والنهضة والتقدم الفكري، سوف يتفاجأ حين يجد أولئك المجدِّدين العلمانيين ينحصر كلامهم في شرح ما قاله أولئك الفلاسفة اليونانيون، أو شرح أدبيات المدرسة الأبيقورية؛ إذ العلمانيون مقلِّدون لتلك المدرسة، ولم يخرجوا عنها، وحقًا {كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ } [سورة البقرة: من الآية 118] ولهذا فإنَّا نسائلهم: لقد قلتم في أدبياتكم: "إنَّ أعيننا لم تُخلق في أقفيتنا للنظر إلى الوراء، بل خُلقت في وجوهنا للنظر إلى الأمام!" فلماذا تعتزُّون كثيرًا بتراث الإغريق واليونانيين؟ أليسوا قومًا متخلِّفين حضاريًا وتكنولوجيًا مقارنة بزمننا المعاصر؟ فلم الرجوع لأفكارهم والأخذ منها ما دام أنَّكم تقدميُّون؟! ثمَّ أليس هذا معناه أنَّكم تحجبون أعين الناس عن النور وتريدون إرجاعهم إلى الوراء؟! إنَّنا نحاكمكم بالمنطق نفسه الذي تحاكمون فيه المسلمين، حين تدَّعون زورًا وبهتانًا بأنَّهم متخلفون وظلاميون! وبالتأكيد فإنَّ بعض الغربيين اليوم مقتنع تمامًا أنَّ العالم الغربي، وإن ادَّعى العلمانيَّة والتقدميَّة، فما زال يعيش في قرون الظلام وعصور التحجر، فهذا هارولد فينك يقول: "إنَّ العالم الغربي لم يهضم بعد الديانات العظيمة التي نشأت في الشرق الأوسط إنَّه ـ أي: العالم الغربي ـ لم يخرج بعد من العصور المظلمة !". وسأذكر في ثنايا السطور التالية شيئًا من التلاقح الفكري بين دعاوى العلمانيين الجاهليين (التقدميين) اليوم، ودعاوى القرون السابقة الجاهلية (الظلاميَّة)، فالفكر هو الفكر. فقد التقت العلمانيَّة مع أفكار الجاهلية الرجعية في أشياء كثيرة، مثلًا: 1ـ حين نقرأ في كتاب ربِّنا ـ جلَّ وتعالى ـ سنجد أنَّه كان يصف الصراع العقدي الدائر بين الأنبياء ومن خالفهم من قومهم أو من بُعثوا إليهم، ومن ذلك قصَّة الصراع بين نبي الله شعيب ـ عليه السلام ـ وقومه أهل مدين. لقد آلَ بقومه، بعد استمراريَّة نبي الله شعيب ـ عليه السلام ـ في الدعوة إلى الله، إلى أن: {قَالُواْ يَا شُعَيْبُ أَصَلاَتُكَ تَأْمُرُكَ أَن نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَن نَّفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاء إِنَّكَ لَأَنتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ} [سورة هود: 87] وكلَّما قرأتُ هذه الآية ازددتُ عَجَبًا، لأنَّ منطق الجاهلية القديمة هو منطق الجاهليَّة الحديثة بجميع أبعادها، فقوم شعيب حين دعاهم نبيهم إلى الإسلام؛ رفضوا أن يكون للعبادة الوثيقة بالله صلة وتأثير على أرض الواقع، ودنيا الناس، فقالوا {أَصَلاَتُكَ تَأْمُرُكَ أَن نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا}. فهم لا يريدون للصلاة أن تحكم عاداتهم وطقوسهم الخاصة بهم، ولا يريدون كذلك أن يكون للإسلام تأثير في مجرى الحياة الاقتصادية والمعاملات المالية، ولهذا قالوا: {أَوْ أَن نَّفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاء} فهم لا يريدون أن يكون لصلواتهم وعباداتهم تأثير في مجرى السلوك الإنساني، بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وهذا أمر بيِّن وهو من الوضوح بمكان؛ فمنطق العلمانيين اليوم هو منطق أسلافهم بالأمس، فلم تتغيَّر جاهلية اليوم عن جاهلية القرون المتقدمة! 2ـ يقول ـ تعالى ـ وهو يتحدَّث عن المنافقين: {وَإِذْ قَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا} [سورة الأحزاب: من الآية 13]. حين يقلِّب المرء ناظريه عن سبب قول المنافقين: "يا أهل يثرب"، ولم يتنادوا بالوحدة الإسلاميَّة مثلًا مع ادعائهم بأنّهم مسلمون، لوجد أنّ السبب في ذلك أنَّ المنافقين كانت الوطنيَّة والانتساب للبلد مقدَّمًا عندهم على الدين، وفي هذا يقول الشيخ عبد الرحمن السعدي: "يريدون يا أهل المدينة؛ فنادوهم باسم الوطن المنبئ عن التسمية، فيه إشارة إلى أنًَّ الدين والأخوة الإيمانيَّة ليس له في قلوبهم قدر، وأنَّ الذي حملهم على ذلك، مجرد الخور الطبيعي". [تيسير الكريم الرحمن: 660]. وكذلك هم العلمانيون في عصرنا، تجدهم لا يطلقون ـ ألبتة ـ مصطلح الأُخُوَّة الإسلامية أو الإيمانية، بل المصطلحات الجاهلية؛ لأنَّ ولاءهم ليس للدين، بل للمصالح المشتركة أولًا وآخرًا! 3ـ يقول ـ تعالى ـ: {وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى} [سورة الأحزاب: من الآية 33]، وأمَّا الليبراليون فسنجد أفكارهم ترسِّخ الأفكار الجاهلية والرجعية القديمة، والتي تدعو للرذيلة وعدم الطهر وإظهار النساء بمظهر العري والفحش، ولهذا فإنَّ الله ـ تعالى ـ يقول: {وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيماً} [سورة النساء: 27]. بل كانت الجاهليَّة القديمة أعقل حيث كانت المرأة البغي حين تريد الذهاب للحج، تضع يدها على فرجها وتقول: اليوم يبدو بعضه أو كلُّه *** وما بدا منه (فلا) أحلُّه وأمَّا هؤلاء العلمانيون فإنَّ المرأة عندهم كائن مستخف به، فتُعْرَض في دور البغاء، وفي المسلسلات العارية، وكأنَّ حال تلكم النساء العاريات تقول: اليوم يبدو بعضه أو كلُّه *** وما بدا منه (فإني) أحلُّه! وهكذا العلمانيون فإنَّهم لا يريدون للإنسانيَّة إلاَّ أن تنحرف عن مسار ربِّها، ودينها وشريعتها، وتتحرر من القيود الفكرية! إنَّها حريَّة (جون لوك) تلك الحريَّة المنفرطة عن القيم والمبادئ. ولو قارنَّا بين بيوت الدعارة في العصور الجاهليَّة القديمة وقت أن كانت تُرتاد ويُصرَّح لها ويدخل فيها السُّقط من القوم، وكيف هي بيوت الدعارة والفجور في عصر القرن الغربي العلماني! لوجدنا تشابهًا كبيرًا في الأفعال والتصرفات بين علمانيي اليوم والجاهلية القديمة، وكيف أنَّ الرذيلة والفساد شيئان لا تنفك عنهما تلك الجاهليتين، بل تسمح لهما وتصرِّح لأوكارهما! أليس هذا قمَّة التخلف والرجوع لقرون العصور الكهفيَّة التي لم تكن تعبأ بانتشار الرذيلة، بل تحارب من يحاربها، كما هو حال القوم العلمانيين في هذه الأزمان المتحضِّرة! وهذا رجوع إلى الوراء؛ لأنّ العري بأنواعه كان من مظاهر التخلف الإنساني في العصور القديمة وحقًا: ما أشبه الليلة بالبارحة! 4ـ كثير من العلمانيين حين تقول لهم : قال الله وقال رسوله ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ ؛ يقولون ـ عياذًا بالله ـ: دعنا من الله ! هذه الدنيا نشأت مصادفة ، والطبيعة هي التي أوجدتها، وليس لله دخْل فيها، وليس هناك إله مفارق للطبيعة، ويتصرف بها كيف يشاء، ولن يكون هناك بعث ولا نشور، وإنَّما هي أرحام تدفع وأرض تبلع! على حدِّ قول الشاعر إيليا أبو ماضي في قصيدة له عنونها بـ (الطلاسم): جئت لا أعلم من أين؟ ولكني أتيت ولقد أبصرت قدامي طريقًا فمشيت وسأبقى سائرًا إن شئت هذا أو أبيت كيف جئت كيف أبصرت طريقي؟! لست أدري!!... إلى آخره من التخبط الذي يكشف حالة الضياع التي يعيشها الإنسان عندما لا يدرك الهدف من وجوده! لقد كان هذا الفكر هو فكر الدهريين، والفكر اليوناني الرجعي القديم! فهل يعقل هؤلاء أصول فكرهم التالد؟! حقًا... إنَّه ترداد لقول الله ـ سبحانه وتعالى ـ حين قال على لسان كفَّار قريش: {وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ} [سورة الجاثية: من الآية 24]. 5ـ من أشد ما يحاربه العلمانيون اليوم؛ الحكم بشريعة الإسلام، والتحاكم إلى النظام الإسلامي، حيث المبدأ لديهم يقول بالتحاكم إلى الديموقراطية، وهي الوجه السياسي للفكر العلماني. وحين ندقق في هذه الديمقراطيَّة نجد أنَّها تخلف وتعلق بالماضي، الذي وضعه ورسمه فلاسفة اليونان قبل أكثر من ألفين وخمسمائة عام، وبهذا الاعتبار نجد أن نظام الحكم الديموقراطي أقدم من النظام الإسلامي بألف سنة، فهم ـ إذن ـ بهذا أولى وأحق بكلمة التخلف والرجعيَّة والظلاميَّة التي تعود للقرون القديمة! 6ـ حين كان يدعو نبينا محمد ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ كفار قريش لدين الإسلام، كانوا يرفضون الدخول في هذا الدين، قائلين {أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ} [سورة ص: 5] فكفار قريش كانت حرية التدين لديهم مفتوحة؛ فمنهم من يعبد الكواكب، ومنهم من يعبد الجن، ومنهم من يعبد الأصنام، ومنهم من يعبد الملائكة... إلخ، ولكنَّهم حين بيَّن لهم رسول الله ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ أنَّ دين الإسلام هو الدين الحق، وأنَّ ما عداه باطل، انتفضوا ورفضوا دعوة الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ وقالوا {أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ}!. إنَّ هذا المنطق هو المنطق نفسه التي التقت به العلمانية مع أفكار جاهلية قريش، حيث إنَّ أقبح شيء لدى العلمانيين اليوم أن تقول: "إنَّ دين الإسلام هو الدين الحق، وما عداه من الأديان فهي أديان ضلالة وكفر لا تنفع معتنقها يوم القيامة!" أليس هذا رابط فكري بين جاهلية اليوم وجاهلية الأمس؟! نعم! إنَّها ثقافتكم أيُّها العلمانيون! وبؤسًا لها من ثقافة رجعية كاسدة في سوق المسلمين المتدينين! فمن الذي يعيش إذًا ـ لا أقول ـ بعقلية القرون الوسطى ـ، بل بعقلية القرون الظلاميَّة؟! وأخيرا: لقد ذكَّرني العلمانيون بمثل أحفظه من قديم، ينطبق على حالهم، إذ يرمون غيرهم بصفات هي ألصق وأولى بهم، "رمتني بدائها وانسلت"! |
|||
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 2 | |||
|
![]() جزاك الله خير على الموضوع يا اخي ابن بريم
الله يكتب اجرك ويرفع قدرك |
|||
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 4 | |||
|
![]() "الرجعيه العلمانية" وطغيانه في حياة الإنسان العربي، مشيرا إلى أنها تشكل خطرا على ثقافتنا وعاداتنا وتقاليدنا، وهو ما يتطلب التصدي له بكافة الوسائل حتى نحافظ على وجودنا وهويتنا ..
تناقضات تحيط بمصطلح " الفكر العلماني"، فبعض المعاجم تعرف "العلمانية" بأنها فصل الدين عن الدولة، وأخرى ترى أنها لتأكيد فصل الزمن والجمال عن الدين والمقدس، وهناك كتاب لـ"بيتر جراي" بعنوان "فرويد اليهودي الملحد"، يقول فيه إن العلمانية هي الإلحاد، ورأي آخر يرى أن العلمانية هي "عدم الاهتمام بالأمور النهائية". " اللهم ارينا الحق حق وارزقنا اتباعه وارينا الباطل باطل وارزقنا اجتنابه " ابن بريم المقاطي : موضوع واعي وهادف تشكر عليه يا الغالي . |
|||
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 5 | |||
|
![]() الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد:-
المقصود بطرق وأساليب الطرح العلماني ،بأنها الطرق والأساليب التي يقوم بها تعساء العلمانية للدعوة إلى باطلهم وأفكهم ،ويرى المتابع لأساليب الطرح العلماني بأنها ليست أساليب واحدة(بل هي متغيرة بحسب الزمان والمكان،وهذه التغيرات قد تشمل أساليب الخطاب وقد تمتد إلى أساليب عرض المبدأ العلماني نفسه ،فبينما تطرح العلمانية في قطر معين على أنها مضادة للدين (طرح كلاسيكي)،نجد أنها تطرح في قطر آخر على أنها موافقة للدين(طرح مُمَّوه)،وفى بلد ثالث تُطرح فيه العلمانية ببطء وحذر شديدين حتى لا تلفت الأنظار إليها إلا بعد كونها واقع لا مناص منه)(1) * إذن فهناك عدة صور للطرح العلماني يميزّها نموذجين وهما:- أ-الطرح الكلاسيكي التصادمي(العلمانية الاتاتوركية). ب-الطرح المموه الخادع. ج-صورة قد تجمع بين الطرحين ويتوقف الطرح على قوة أو ضعف الفئة المسلمة في هذا القطر من حيث الوعي بأسلوب الطرح العلماني واستراتيجة الرد عليه وتطويقه،وأبسط صورة على ذلك هي (أرض الكنانة)،ففي فترة من الفترات انتشر وساد الطرح الكلاسيكي وانتشرت الكتب والمقالات والمنابر التي تدعو إلى ذلك ،ومع انتشار المد الإسلامي وزيادة الوعي آنذاك،التف دعاة العلمانية حول الدين وحاولوا تقديم العلمانية من خلال الدين ومن خلال المنابر الدينية سواء كانت هذه المنابر صحف أو مجلات أو لجان دينية في بعض الأحزاب أو من خلال بعض الدعاة ممن من يطلقون عليهم الدعاة المستنيرين أمثال (ياسين رشدي)في تلك الفترة. -والآن إلى استعراض لبعض طرق الطرح العلماني:- أولاً:-الطرح الكلاسيكي الاتاتوركي:- (وهذا الأسلوب هو أسلوب العلمانيين الأقحاح (غلاة العلمانية)،الذي يستطيع المرء بأن يصفهم بالغلو العلماني بلا تردد وذلك لصراحتهم حول هذا المبدأ وهؤلاء أمنوا العقوبة،لأنهم في بلد تحكمه العلمانية والشرائع الجاهلية التي تسمح لهؤلاء بالانتقاص من قدر الدين والتعدي عليه في حين تكمم أفواه الدعاة الذين يريدون الدفاع عن دينهم)(2). ويلاحظ تسمية هذا الطرح "بالاتاتوركي" نسبة إلى "الصنم الطاغوت" كمال أتاتورك الذي كان أول من بدّل شريعة رب العالمين بشريعة إبليس اللعين وحارب القرآن واللغة العربية وكل ما ينتمي إلى الإسلام بصلة وعلى نفس الدرب سار أتاتورك الثاني(عبد الناصر)فقاتل الدعاة إلى الله وعلقهم على أعواد المشانق أمثال عبد القادرة عودة ،ومحمد فرغلي ،ومحمد يوسف هواش ،والحبيب قرة العين سيد قطب رحمهم الله رحمة واسعة هم ومن سار على دربهم إلى يوم الدين،ومن الشخصيات الأخرى التي انتهجت الطرح الاتاتوركي "الحبيب بورقييه"طاغوت تونس الهالك ،الذي أراد أن يجعل من تونس نموذج من فرنسا النصرانية العلمانية ،فحارب الإسلام عقيدة وشريعة وحارب كل مظهر من مظاهر الإسلام ،وعمل على نشر الدعارة والفجور،حتى جزآه الله بانقلاب من أحد تلامذته وهو"زين العابدين بن علي"والذي سار على نفس سياسة سلفه بل وأشد غلواً وتنكيلاً وما تدنيس المصحف في السجون التونسية عنا ببعيد،وما التنكيل بالدعاة عنا ببعيد. -الذي نخلص إليه أن أبرز الحكام الذين تبنوا المنهج العلماني السافر واضح العداوة للإسلام هم "أتاتورك-عبد الناصر-بورقييه". -أما على مستوي المنظّرين لهذا الطرح فيلاحظ (أن كافة رجال هذا التيار مثل شبلي الشميل وفرح انطوان،وطه حسين،سلامة موسي كانوا ممن تتلمذوا على يدْ باحثين أوربيين متخصصين بالدراسات الإسلامية "مستشرقين" وأن عامتهم قد قضوا زهرة شبابهم أو جزءاً من المراهقة الفكرية –إن صح التعبير-في البلاد الأوربية ولا سيما "فرنسا" وهي ملاحظة لا غني عن دلالتها من الناحية النفسية)(3)هذا عن نشأة المنظرين لهذا الطرح،أما عن أهم المرتكزات التي يرتكز إليها هذا الطرح فهي:- (1)-مدح الغرب وإطرائه ،ودعوة الأمة إلى اللحاق بركبه والتأسي بتجربته في رمي الدين جانباً وعزله عن الحياة. يقول أحدهم وهو "فؤاد زكريا" في كتابه"الصحوة الإسلامية في ميزان العقل"ص34-40:يقول تحت عنوان"درس النهضة الأوربية...."...وهكذا نستخلص من استيعاب درس النهضة وموقفها من التراث حقيقتين على أعظم جانب من الأهمية وهي:- أ-هي أن من الممكن أن تقوم نهضة علمية فكرية رفيعة المستوي في مراحلها الأولي على أساس الرفض الحاسم للتراث،وذلك حين يكون انقطاع في التراث يمنع من استمراره في خط متصل حتى الحاضر وعندئذ لابد أن ترفع النهضة شعار "البدء من جديد"كعلامة على تحدّث التراث. ب-هي أن التطور والتقدم المستمر في المعرفة يساعدان على الوصول إلى نظرة تاريخية إلى التراث يختفي فيها التناقض بين تمجيده والاعتراف بتخلفه"(4). (2)إدعاء علمانية الإسلام:- "وأنه لا تناقض بين الإسلام والعلمانية،لأن الإسلام دين فرد لا دين دولة!،ويستدل هؤلاء بكتاب "الإسلام وأصول الحكم"لعلي عبد الرازق،وكتاب "الديمقراطية أبداً"لخالد محمد خالد،وخير مثال لهذا الإدعاء كتاب"العلمانية والدولة الدينية"لشبلي العسيمي"(5). (3)إدعاء عدم صلاحية الشريعة لكل زمان ومكان:- وأن الشريعة نزلت في وقت معين وظروف معينة ،وأنها لابد أن تتطور لتوافق النمط الاجتماعي الجديد ولوكان في هذا تجاوز لإحكام ثابتة غير اجتهادية لأن المصلحة مقدمة على النص عندهم ،وهؤلاء يدّعون أنهم يؤمنون فردياً بالدين وشعائره ،وإن كان معظهم لا يؤديها،ويستدلون بأقوال هي إما لمنحرفين كمحمد أحمد خلف الله،وعلى عبد الرازق،أو أقوال شاذة لبعض القدماء كنجم الدين الطوفي في قوله"إن المصلحة مقدمة على النص"فتجد أن هذا النص متكرر في كتاباتهم ونسوْا أو تناسوا القاعدة المشهورة"لا اجتهاد مع النص"ولم ينقل أحدهم قول أئمِة الإسلام فيمن يحدد المصلحة". (4)التركيز على قضية المرأة:- بدعوي أنها مظلومة في ظل الشريعة الإسلامية وها هو فؤاد زكريا يدّعي أن الشريعة الإسلامية تلعب على المرأة فيقول....."لو لم تكن المسألة في حقيقتها لعبة بارعة أتقنها الرجل لكي يخدر المرأة ،ويحقق بها مصالحه لاتجهت دعوته إلى أن يتحمل هو جزءاً من العبء على الأقل.......الخ" وكأن الشريعة رجل وليست شرعاً إلهياً(6)،وعلى ضوء هذا نفهم كثرة المؤتمرات التي تؤيد المرأة وتزعم أن حقوقها مهضومة وخاصة في ظل الشريعة الإسلامية"وهكذا قامت عدّة مؤتمرات للمرأة مثل "مؤتمر السكان في مصر"إذ كان من أهم أهدافه إباحة الإجهاض والشذوذ الجنسي،ومؤتمر بكين للمرأة الذي ظهرت فيه هو ومؤتمر القاهرة دعوة نسائية علمانية تسمي "الفمنزم"feminism""وهى نظرية المساواة بين الجنسين سياسيا واقتصاديا واجتماعياً(7)، وما تركيز الغرب في إعلان أهم أهدافه في الحرب على حركة طالبان في أفغانستان هو تحرير المرأة من ظلم رجال طالبان،ومنحها الحرية من نظرهم وهو حرية الإباحية والفجور. (5)جعل ثورة الرافضة في إيران نموذج لكل حكم إسلامي وعمل إسلامي:- بل أنهم يرددون بين الحين والآخر أنهم يريدون طهران أخري ،ولا يخفي بالفعل أن للرافضة أهداف في الدعوة إلى باطلهم والتوسع في حدودهم كما يحدث في العراق ولبنان حالياً،ولكن الذي لا ينبغي أن يخفي هو موقف أهل السنة والجماعة من الرافضة والذي يتمثل في الرفض التام لهم والبراءة التامة منهم ومن شركهم. (6)زعم أن التيار الإسلامي أما يريد بدعوته الوصول إلى كرسي الحكم فقط وليس الدعوة إلى الإسلام والتعبد لله بتطبيق شرعه،وأن حقيقة الإسلام هى" قبول شرع الله ورفض ماسواه"،وتركيز العلمانية على هذه الدعوي هو بهدف صرف الجماهير عن الدعوة الإسلامية التي تستجيب لها الفطر السليمة،وجعل الجماهير في موقع المتفرج على من يفوز في معركة الكراسي دون أن يكون لهذه الجماهير دور في تغيير الواقع العلماني والعمل لتطبيق الإسلام ،وينبغي على الفئة الإسلامية رفع الالتباس حول هذه القضية،وذلك بتوضيح أن دورها كمثل دور الغلام في قصة أصحاب الأخدود والذي قتل الدابة التي سدت على الناس طريقهم ليتسع الطريق للناس وليتبعوا الحق دون إكراه . (7)السخرية من الفئة المسلمة ونقدها:- ويتم ذلك عن طريق الرسوم الكاريكترية التي تهزأ من المنتقبات والملتحين ،وكذلك الكتابات الساخرة،والأفلام والمسلسلات التلفزيونية التي تسخر من مظاهر الإسلام وتفسير الالتزام بالدين تفسير نفسي منحرف هو أن الالتزام بالدين جاء نتيجة ظروف نفسية قاسية وضغوط اجتماعية قاهرة وأن معظم الذين يلتزمون بالدين هم من أبناء الفقراء"أراذلنا"،وأن العامل الاقتصادي له دور في الالتزام بالدين . هذه هي أهم المرتكزات التي يرتكز إليها المنظرين من أصحاب الفكر العلماني الأتاتوركي. أما عن الطرح المُمَّوه ورموزه من الحكام والمنظرين فيستكمل في المرة القادمة بأذن الله. مشكور على مقالك يا المقاطي |
|||
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 6 | |||
|
![]() (اللهم ارناء الحق حقا وارزقنا اتباعه)
مشكور يالغالي |
|||
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 7 | |||
|
![]() جزاك الله خير ياأخونا / أبن بريم على هذا الموضوع .. والعلمانيه هي داء الأمم الأسلاميه والسم الزعاف الذي ينخر في جسدها ... |
|||
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 8 | ||||
|
![]() اقتباس:
|
||||
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 9 | ||||
|
![]() اقتباس:
|
||||
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
العلامات المرجعية |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
![]() |
![]() |