الشيخ ناصر العمر يطالب بمحاكمة المنظمين لمعرض الرياض للكتاب

[ابو ضيف الله]

الإسلام اليوم/ طالب الشيخ ناصر بن سليمان العمر ـ المشرف العام على موقع المسلم ـ بمحاكمة المنظمين لمعرض الرياض الدولي للكتاب 2007 ؛ لما يحويه المعرض من "كتب فيها محادة لله ورسوله هي أقوى مسوغات الإرهاب." مؤكداً أن "هؤلاء الذين يحمون هذا المعرض ويشرفون عليه يدعمون الإرهاب من حيث أرادوا أو لم يريدوا، وأطلب أن يحاكموا، لأنهم يمنحون الشباب المبرر والتربة الخصبة لنمو الفكر المغالي، ونحن نجتهد كثيراً لإقناع الشباب وحملهم على الحكمة ثم يأتي هؤلاء فيهدمون كل ما نقوم به؛ فهم الذين يدعمون الغلو وهم الذين يدعمون الإرهاب وهم الذين يفسدون البلد."

وأكد الشيخ العمر ـ في محاضرة عامة ـ أن هذا المعرض "أضحى بؤرة فساد فكري، والخطورة في الفساد الفكري أعظم من فساد الشهوات، فكيف يسمح فيه بكتب لا يمكن أن يسمح بها في كثير من الدول حتى التي تدعي الحرية." مشيراً إلى تصريح أحد المسؤولين والقائمين على المعرض في الصحف الذي أكد بأنه لا توجد أي رقابة على كتب هذا العام.

وقال العمر: "إن دولاً ينتشر فيها الفساد، وتقيم معارض للكتاب لا تسمح بنشر مثل هذه المطبوعات، والأغرب أنه قد سمح لكتب في المعرض محظورة في دولها، ومنها كتب تروج لليهودية والنصرانية والبوذية والصوفية، وحتى كتب إلحادية وفيها سب لذات الله جل وعلا، وسب لرسوله صلى الله عليه وسلم، وكتب تطعن في عقيدة أهل السنة والجماعة كتلك التي تنكر رؤية المؤمنين لله عز وجل في الآخرة، وكتب السحر والجنس والشذوذ، وكلها مطروحة وغيرها بشكل علني في المعرض."

وأشار العمر إلى أن إفساح المجال لمثل هذه الكتب يخالف تماماً قيمنا وسياستنا، وأضاف:"إن تلك حقائق مزرية؛ أن تباع مثل هذه المطبوعات وما يرافقها من اختلاط وغيره، ستخلف مشكلات يعاني منها الجميع."

ودعا الشيخ العمر إلى إنكار "هذا التجاوز الخطير، عن طريق الكتابة والإبراق للمسؤولين، ومناصحة أصحاب المكتبات."
وحذر الشيخ العمر من الذهاب لمعرض الكتاب "إلا احتساباً ومناصحة وإنكاراً، فمن أراد أن يذهب للاحتساب والإنكار ورصد هذا الواقع من أجل تفعيل الإنكار فليذهب، لكن لا يذهب للاطلاع والترويح عن الأهل وقضاء الأوقات وما يرافق ذلك من اختلاط وتزاحم في الممرات." وأضاف: "إن مسؤوليتنا جميعاً كبيرة، وسكوتنا جريمة وكل منا مسؤول أمام الله."
يذكر أن معرض الرياض الدولي للكتاب قد بدأ في 27 فبراير الماضي بأكثر من 600 دار نشر تعرض 200 ألف عنوان للكتب والمراجع والمخطوطات المحلية والعربية والعالمية. وتشارك 16 دولة بأجنحة في المعرض إضافة إلى مشاركة ما يقرب من 70 باحثاً وباحثة من قارات مختلفة في فعاليات المعرض. وقد صرح وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية الدكتور عبد العزيز السبيل؛ بأن المعرض سيكون خالياً من الرقابة، سوى على الكتب التي تسيء للدين والوطن. وأنه سيُسمح بحضور النساء طوال أيام المعرض، على عكس السنوات الماضية.

واعتبر ناشرون من بينهم محمد العبيكان صاحب مكتبة العبيكان للنشر والتوزيع أن المعرض يسجل نجاحاً جديداً لوزارة الثفافة والإعلام، خاصة فيما يتعلق بالتسهيلات التي منحتها الوزارة للناشرين، ولسقف الحرية الذي رفعته أمام مشاركات الدور. كما أكد نبيل مروة من دار (الانتشار العربي) اللبنانية، أن معرض هذا العام يكاد يكون بلا رقابة فعلية، وأنه حقق للناشرين فوائد معنوية تمثلت في الارتياح الذي انعكس على عملهم، وفوائد مادية جراء دخول كتبهم بدون عوائق أو موانع.

وفي معرض هذا العام، شاركت "دار الساقي" بمجموعة مؤلفات؛ من بينها "ويبقي التاريخ مفتوحًا"، لتركي الحمد، و"لم أعد أبكي" لزينب حنفي، و"الآخرون" لصبا الحرز، كما نفذت رواية "بنات الرياض" لرجاء الصانع من دار الساقي رغم أنها وفرت كميات كبيرة في جناحها.

وعرضت "دار الجمل" مجموعة من مؤلفات الروائي السعودي الراحل عبد الرحمن منيف، وكذلك فعلت المؤسسة العربية للدراسات والنشر. ومن الدور التي لقيت رواجاً لكتبها "دار الفارابي" و"دار الآداب". ويمكن القول أن دور النشر اللبنانية قد حققت أكبر عدد من الزوار، وكسبت الريادة في معرض الرياض، في حين تراجعت دور النشر المصرية.

التوقيع

قال الشافعي رحمه الله: أركان الرجولة أربع: الديانة والأمانة والصيانة والرزانة. قال الخليل ابن أحمد: التواني إضاعة, والحزم بضاعة, والإنصاف راحة, واللجاجة وقاحة. اللهم أنصر من نصر الدين وأخذل من خذل الدين