الرئيسية التسجيل التحكم


اختيار تصميم الجوال

العودة   الهيـــــــــــــلا *** منتدى قبيلة عتيبة > المنتديات الأدبية > فنون النثر العربي

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: البيت لاعجبني اجاريه باحساس (آخر رد :الريشاوي)       :: كل عضو او شاعر يسجل بيتين غزل الفهاا من قصائده .. بشرط ان تكون غزليه فقط .. (آخر رد :الريشاوي)       :: ودي ولا ودي وابيهم ولا ابيه (آخر رد :الريشاوي)       :: واكتبي هذا أنا أنا ليلى العامرية (آخر رد :الريشاوي)       :: البيت لاعْجَبني اجاريه باحساس (آخر رد :الريشاوي)       :: أنـا لا تلوموني ولو ملـت كل الميل (آخر رد :الريشاوي)       :: اوافق .. واقول النفس صعبه مطالبها (آخر رد :الريشاوي)       :: الحب اقفى في ديانا ودودي (آخر رد :الريشاوي)       :: امير قبيلة المحاقنة قبل الدولة السعودية (آخر رد :متعب الوحيدب)       :: امير قبيلة المحاقنة قبل الدولة السعودية (آخر رد :متعب الوحيدب)      

إضافة رد
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
غير مقروء 25-Oct-2011, 11:51 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ابن العواتك
عضو نشيط
إحصائية العضو





التوقيت


ابن العواتك غير متواجد حالياً

Cool الصفقة

بسم الله الرحمن الرحيم

(( الصفقة))
واشنطن، البيت الأبيض ، بدايات ديسمبر 1803م

في الطريق إلى البيت الأبيض استعاد المستر (( إيتون)) حواره مع صاحب الخارجية : عليه أن يعترف كم كان الرجل كيساً كان كيساً إلى حد تجنب فيه إن يومىء ولو مجرد الإيماء إلى ماضيه العسكري . لم يشأ أن يحرجه قطعاً فيقول إنه لا يعادي معشر العسكر بسبب الخلاف حول مدى فعالية استخدام شقيق الباشا ضد الباشا ، ولكنه يناصبهم العداء إشباعاً لروح الانتقام . لم يلمح مجرد التلميح إلى ماضيه مع هؤلاء الأوباش لئلا يحرجه وهو الذي ذاق الويل على أياديهم أعوام الصراع مع النذل (( هنري غيثر)) . وهو صراع أشعره دوما بالخزي لأنه هرم على يدي وغد في زمن كان الجميع يتشدوق فيه بالعدالة وسيادة دولة القانون. تخلى عنه الجميع برغم يقينهم ببراءته من التهم الموجهة إليه ، وبرغم المديح الذي يجري على ألسنة الجميع بما في ذلك أبطال الاستقلال . ولكنهم خذلوه جميعاً. تركه الجميع ضحية طغيان الكولونيل (( غيثر)) ليمضي في غيهب الحبوس سنتين اثنتين لا لشيء إلا لأنه شكك في ذمة الوغد المالية بالوثائق التي لا يأتيها الباطل، ولكنهم تخلوا عنه لسبب ظل مجهولا وقتها، برغم أن الزمن المخول بكشف كل شيء كشفه أخيراً ليعلم أن أولئك ((الأبطال)) الذين ظنهم أبطالاً والذين استجار بهم في خلافة مع رئيسه إنما تخلوا عنه لأنهم كانوا لعدوه الفاسد شركاء في الغنيمة!
فهل فقد الإيمان بالبطولة ؟ هل فقد الإيمان بوجود النزاهة؟ لقد تزعزع إيمانه بوجود قيم كثيرة كانت مثال البطولة ، أو خرافة النزاهة ، اقلها أهمية إذا قورنت بفقدان الإيمان بوجود الله! لقد خلع البزة العسكرية يومها ليستبدلها بالملابس المدنية. ذهب ليعمل موظفا في وزارة الخارجية ليجد نفسه بعد زمن قصير سفيراً للقارة الوليدة في تونس . ويبدو أن الصدمة التي تلقاها على يد العسكر ، بل وربت فيه يقيناً عميقاً بعدم جدوى محالفتهم في أي أمر سيما إذا تعلق هذا الأمر ببحث جدي عن الحقيقة ، لأنهم يخفون في الباطن غطرسة تضعهم في كفة واحدة مع غطرسة حكام بحر ليبيا، بل كثيراً ما يبرهنون على التفوق عليهم في ممارسة الطغيان ، والبرهان لم يتأخر كثيراً. فما أن هرع لنجدتهم بفكرة استخدام (( أحمد بك)) كصاحب شرعي للعرش لتركيع مغتصب العرش حتى اشمأزوا من الفكرة ، بل وسخروا منه جميعاً بداية ب((دل)) ونهاية ب((بينبريدج)) مرورا ب((بريبل)). حدث هذا برغم هزائمهم المتلاحقة التي توجت بنكبة ((فيلادلفيا)). لقد راق له أن يستفزهم يوم حصل على موافقة وزير الخارجية بجس نبض فكرته فارتدى بزة جنرال وتسكع بينهم وهو يترنم بوصية ((بنيامين فرانكلين)) القائلة بوجوب البحث عن خصم مطالب بالعرش إذا شئنا ابتزاز طغاة العروش ، ليجبرهم على أداء التحية العسكرية بوصفه أعلى رتبة من الكل فلم يجدوا مفراً من أن يمتثلوا بعد أن شلهم الذهول ! خارج البنيان وجد رجلاً بالانتظار . صافحة بمراسم إكبار قبل إن يذهب به عبر أروقة البيت الأبيض الذي أمر (( جورج واشنطن)) ببنائه ، ولكن الأقدار لم تمهله لدخوله.
وقف الدليل أمام باب موصد . قرع الرجل الباب مرتين قبل أن يطل من وراء الباب عجوز في العقد السادس . صافحه أيضا بحرارة ليأخذه من يده ويدخل به فضاء واسعاً ينتهي إلى مكتب متواضع مجلل في خلفيته بعلم الولايات المهيب . وراء هذا المكتب قبع رجل ضئيل الحجم ، وديع كطفل ، ينكب على رزمة قراطيس باسماً . ذاك كان الرجل الذي لم يتناسب حجمه يوماً مع صيته الأسطوري : إنه جفرسون ، الرئيس الثالث في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية.
تنحى الرجل عن رزمة القراطيس ، تطلع إلى ضيفه دون أن تفارق بسمة الغموض شفتيه كأنه مازال يجادل الأشباح التي جادت بها القراطيس . ولكنه تحرر من الرؤيا فجأة عندما صرح :
إذا أنت من خون رسولنا إلى بحر ليبيا مدعيا أن (( بربيل)) لا يحارب هناك عدو الوطن ، ولكنه يحارب الوطن بالنيابة عن باشا طرابلس؟
كان الدليل العجوز قد تخلى عنه فوجد نفسه أمام الرجل المهيب وحيداً . انتصب أمام الرجل مزموماً في وقفة تليق برجل يستبسل لإعادة الاعتبار لشرفه العسكري القديم ، ولكنه لا ينوي أيضاً أن يبدو في نظر الحكيم جفرسون مغامراً يتستر بتخليص الوطن ليروي الظمأ إلى الانتقام . قال:
ماذا نسمي ، سيدي الرئيس ، قائداً يتنزه بأسطوله في بحر الشموس منذ أعوام مستخدماً في معاقبة جنوده أساليب محاكم التفتيش بدل أن ينزل هذه العقوبات الوحشية بعدوه؟
فاستفهم الرئيس وهو لا يزال يجلس وراء مكتبه حائراً:
هل يفعل الكونيل ((بريبل)) بجنوده ذلك حقاً؟!
بالطبع!
وماطبيعة أساليب محاكم التفتيش التي تتحدث عنها؟
ماذا نسمى الجلد بالسياط ، أو قرع الأرجل بالعصا أو الإغراق في مياه البحر بوضع مقلوب غير أساليب تعذيب تليق بالهمج وليس بجنود البحرية الأمريكية؟
تعجب الرئيس:
هل يرتكب جنودنا خطايا تبرر مثل هذه الأساليب؟
لا أظن ، يا سيدي الرئيس ، ان حماقة كالسكر ، أو التورط في شجار أو اختلاس قارورة (( روم)) جريمة تستوجب هذا النوع من القصاص.
مضى جفرسون يتوضح ضيفه بفضول . قال دون أن يتزحزح :
إذا ثبت ما تقول فإن رسولنا وقع تحت تأثير الباشا فاستعار أخلاقه بدل أن يبادر فيلقنه درساً كما يقضي الواجب!
فأضاف (إيتون):
أليس عاراً أن يفر جنودنا أفواجا ليستجيروا بأساطيل الإنجليز أو الفرنسيس أو حتى باساطيل الاتراك هرباً من فظاعات (( بريبل))؟
هب جفرسون كأنه تذكر شيئاً . صافح ضيفه بحرارة ثم دعاه إلى الجلوس على الأريكة الجلدية المجاورة ليقول بعدها :
آمل ألا يكون يأسك من عمل أسطولنا هو سبب فكرتك عن استخدام شقيق الباشا لتركيع الباشا!
إذا كان يأسي من فشل أسطولنا سببا فهو يقيناً ليس السبب الوحيد، سيدي الرئيس!
تطلع إليه ((جفرسون)) مستفهماً فأضاف:
الإيمان بفعالية فكرتي هو السبب الأول سيدي الرئيس .
ألا تبدو فكرتك معقدة عند التنفيذ ؟
لقد أعددت خطة ستجنبنا التعقيد الذي يتحدث عنه السيد الرئيس!
سكت الرئيس تأمل سيماء ضيفه لحظات قبل أن يتحفظ .
ولكن تنفيذ الخطط يكلف أموالاً، والأموال تستدعي استصدار قرار الكونغرس . وقرار الكونغرس يستوجب وقتاً. والوقت هو ما لا نستطيع أن نهبه لأننا استهلكناه.
تعجب ((إيتون)):
استهلكناه
أردت أن أقول أضعناه . ألم تسأل نفسك كم مضى من السنين على إعلاننا الحرب على طرابلس ؟ ألا تعتقد أن تنفيذ خطتك يتطلب أن ندير ظهورنا لما أنجزنا في سنوات لنبدأ من نقطة الصفر؟
تردد ((إيتون)) أجاب:
يجب ألا ندير ظهورنا لما أنجزنا سيدي الرئيس ، بل علينا أن نستكمل الإنجاز بالخطة!
ابتسم جفرسون . تمشى في فراغ المكان . عاد على عقبيه. وقف في مواجهة الضيف . سأل:
إذا كانت غاية الخطة هي زرع الفزع في نفس باشا طرابلس لإجباره على التنازل كما فهمت منك ومن الأعوان ، فما الذي سيضمن لي أنكم لن تتخلوا عن الشقيق الشقي الذي استخدمتموه في الصراع كورقة رابحة؟
سكت (( ايتون)) . سرح بعيداً . سأل :
الرئيس يريد أن يعرف عما إذا كان في طاقتنا أن نقدم لأحمد بك ضماناً ما، أليس كذلك؟
ولكن الرئيس تكلم بيقين :
أردت أن أقول إني لن أوافق على خطة لابتزاز الباشا بأخيه حتى إذا وفقتم في عملكم وتركتم المسكين لقدره ، هل يعرف السفير (( إيتون)) لماذا؟
لم يجب السفير السابق فأضاف جفرسون:
لأن خطة كهذه تنطوي على نية لاأخلاقية تأباها ثقافتنا المجيدة التي كافأتنا بالاستقلال!
ساد صمت مزموم . اقترح (( إيتون)):
يقيناً أننا لن نستطيع أن نضمن له الجلوس على العرش ولكننا نستطيع أن نجبر شقيقه على التخلي له عن عائلته ، وربما استطعنا أن ننتزع له من خزانة أخيه معاشاً شهرياً..
سكت (( إيتون)) فتكلم جفرسون:
أي أنكم تنوون أن تستخدموا الرجل بوعود زائفة ، ثم تحاولون إسكاته ببعض الحسنات المخجلة!
اعترض (إيتون)) .
نحن نهب يا سيدي ما نملك ، ولكننا لا نستطيع أن نغتصب صلاحيات الآلهة !
جلس الرئيس في مواجهة الضيف فتبدى في سيمائه تعبير جذاب كالطفولة ، لأن إيماء الطفولة وحده برهان بطولة . زم شفتيه فسطرت الحيرة في جبينه ألماً . تمتم :
كأني أشتم في هذا المنطق رائحة الصفقة!
سكت غائباً. أضاف:
أنتم لا تدرون أنكم تدفنون بهذا المنطق ، تلك التعويذة السحرية التي جاءت لهذه القارة بالحرية!
قال (( إيتون)):
ليس من حقنا يا سيدي أن نتحدث عن النزاهة ، لأن قدر جيلكم الذي مارس الكفاح في سبيل الحرية يختلف عن جيلنا الذي قدر له أن يمارس السياسة!
تأمله جفرسون طويلاً. غمغم بلهجة كآبة:
أعرف أن الحرية إذا تحولت دولة وضعت المقاليد بيد تلك الغانية التي تسمونها (( سياسة)) ولكن عليكم أن تنتظروا حتى يختفي جيلنا كي تفعلوا بها ما يحلو لكم!
سكت لحظة ثم انتصب واقفاً إيذاناً بإنهاء المقابلة:
أردت أن أقول إن بوسعكم أن تفعلوا اليوم ماتشاؤون بشأن حرب طرابلس ما ظلت حرباً في سبيل الوطن ، بشرط ألا تقذفوا بالشقيق الشقي على قارعة الطريق عند عقد الصفقة مع الباشا!






المصدر: رواية (( جنوب غرب طروادة جنوب شرق قرطاجة)) لإبراهيم الكوني ، إصدار دبي الثقافية ، سبتمبر 2011م ، الفصل 20



سبحانك اللهم وبحمدك أستغفرك ربي وأتوب إليك
وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثير طيب مبارك فيه















رد مع اقتباس
غير مقروء 08-Nov-2011, 05:26 AM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
محمد الذيابـــي

مشرف منتدى قصائد الاعضاء


الصورة الرمزية محمد الذيابـــي

إحصائية العضو






التوقيت


محمد الذيابـــي غير متواجد حالياً

افتراضي

لا هنت يالغالي















التوقيع
التوقيع

محمد الذيابـــي
رد مع اقتباس
غير مقروء 17-Feb-2012, 11:33 AM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
عزارم

رابطة محبي الهيلا


الصورة الرمزية عزارم

إحصائية العضو






التوقيت


عزارم غير متواجد حالياً

افتراضي

شكرا لك ياطيب















رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



الساعة الآن »05:10 AM.


 Arabization iraq chooses life
Powered by vBulletin® Version 3.8.2
.Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
اتصل بنا تسجيل خروج   تصميم: حمد المقاطي