الرئيسية التسجيل التحكم


اختيار تصميم الجوال

العودة   الهيـــــــــــــلا *** منتدى قبيلة عتيبة > المنتديات الأدبية > فنون النثر العربي

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: البيت لاعجبني اجاريه باحساس (آخر رد :الريشاوي)       :: كل عضو او شاعر يسجل بيتين غزل الفهاا من قصائده .. بشرط ان تكون غزليه فقط .. (آخر رد :الريشاوي)       :: ودي ولا ودي وابيهم ولا ابيه (آخر رد :الريشاوي)       :: واكتبي هذا أنا أنا ليلى العامرية (آخر رد :الريشاوي)       :: البيت لاعْجَبني اجاريه باحساس (آخر رد :الريشاوي)       :: أنـا لا تلوموني ولو ملـت كل الميل (آخر رد :الريشاوي)       :: اوافق .. واقول النفس صعبه مطالبها (آخر رد :الريشاوي)       :: الحب اقفى في ديانا ودودي (آخر رد :الريشاوي)       :: امير قبيلة المحاقنة قبل الدولة السعودية (آخر رد :متعب الوحيدب)       :: امير قبيلة المحاقنة قبل الدولة السعودية (آخر رد :متعب الوحيدب)      

إضافة رد
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
غير مقروء 23-Aug-2011, 09:16 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ابن العواتك
عضو نشيط
إحصائية العضو





التوقيت


ابن العواتك غير متواجد حالياً

Talking طوق الحمام

بسم الله الرحمن الرحيم

(( طوق الحمام ))
رجاء عالم


البيت الذي يحمل علامة إكس حمراء ، تعني معد للإزالة قبل أن يتحول قريباً لمواقف لإيواء هذه الكائنات العجيبة التي يبدو أنها سترث مكة كما جاء في الحديث عن أمارات قيام الساعة : (( يلقى الذهب في الطرقات)) وقد صار عدد البشر في طرقات مكة ، صرنا نرى الذهب مسفوحاً، وها هي الجبال تنقص وتتلاشى وتبتلع العمارة العريقة ، ومعها بيت جدي القائم على ما كان يعرف بشرفات الحرم بإسطنبول مكة . كل ذلك الماضي الساذج غاب الآن ولم يعد له وجود سوى في هذا الكتاب.
أقرأ هذا الكتاب لجدي الأول يوسف العالم المكي ، الذي كان يجسد الخبز تحت سجادة صلاته بالحرم ، الأمر الذي قد يبدو لنا الآن ( كسلاً مثالياً) هذا إذا سلمنا بأن ضغط زر لبعث رسالة من مكة للصين (كسلاً) ، نعم جدي كان من أولئك الذين يقطعون بلاداً بلمحة بصر.
العالم الذي آمن بأن العلم المنقول هو علم ميت عن ميت ، والموت مكتسب بينما الحياة الباطنية وهبية ، تفيض في روح العارف من بحر الحي .. لذا تجنب جدي كل ماهو قابل للنقل واعتكف بكل ما يفيض من بحر الحي حتى فاض بالخبز تحت سجادة صلاته ، وبالبلاد تحت قدميه ، وبالنور . الذي لوجوه أبنائه وفيهم أبي محمد ، يذهب بالأبصار للبصائر.

أبو الرووس
الشيء الوحيد الأكيد في هذا الكتاب هو موقع الجثة : الزقاق الضيق المسمى أبو الرووس ، برؤوسه المتعددة . أنا الزقاق الصغير بطرف ميقات العمرة بآخر مكة ، حيث يتطهر المعتمرون لأاء طقس العمرة بآخر مكة، حيث يتطهر المعتمرون لأداء طقس العمرة التي هي : غسل آثام عام سابق للتهيؤ لعام لاحق من الذنوب.
أنا أبو الرووس ، ملك التنفس ، اللقب الذي استحقيته من مهارتي في مواجهة المستحيل ، فحيث إنه لم يغتن بتنويري قط فلاقد تعلمت أن أجلس في العتم مخدراً وأسحب نفساُ عميقاً أحبسه لدقائق قبل إطلاقه بتأن على هيئة إشاعات وخرافات ومحظورات أخنق بها سكاني، الذين يبدأون في النبش عن مسكنات في تاريخهم ، لعجزهم عن احتمال واقعهم الكالح أو تفهم العصر الذي سيدوسهم. ربما لم أكن زقاقاً طالعاً من عهد جرهم والعماليق ، لكنني أتأكد بتاريخ يعبر من سقوط مملكة لقيام مملكة ، ومحمل بحروب ودماء ، استحقيت عليه أن أروى من أكبر وديان الحجاز ( النعمان) الذي هو في المنجد اسم من أسماء ال( دم) ، أو قناع من أقنعته .
اسم أبو الرووس لا بأس به ، وربما لا أحسد زقاقأ كما أحسد زقاق ( المرفق) والذي يعتقد أن به دكان أبي بكر الصديق كان يبيع فيه الخز وفيه داره ، يقابل هذه الدار جدار فيه حجر يمسه الناس يقال إنه يسلم على النبي – صلى الله عليه وسلم- كلما مس – ولعله الحجر الذي عناه الرسول بقوله : ( إني لأعرف حجراً بمكة كان يسلم على ليالي بعثت ) ويقابل هذا الحجر على يسار المستقبل صفحة حجر مبني في الجدار في وسطه حفره مثل محل المرفق ، يزوره العوام لاعتقادهم أن النبي – عليه السلام- اتكأ عليه فغاص مرفقه السريف في ذلك الحجر ، وهو يكلم الحجر الذي أمامه على شماله ويقال إن أهل مكة إذا أصابهم عقم يمشون من دار خديجة لهذا الحجر ، فيصيبهم الخصب وتكثر ذريتهم . نعم أريد أن أكون زقاقاً بمخيلة سحرية تخترع للجدران ألسنة وتسلم وتتحاور مع المارة وتستجيب للمساتهم . ربما لا استطيع منافسة أزقة بتاريخ أسطوري كتلك ، لكنني على الأقل أتفوق على أزقة كثيرة ، مثل زقاق ( عانقني) الرقيع الذي لا يسمح بمرور جسدين إلا عناقاً ، وكل حركة فيه تستحق الرجم . و لا أنا ( بدرب المهراس) الذي يسحق الرؤوس الهشة التي أشجع تكاثرها بحرية في زواياي ، وأترفع عن أكون (درب المساكين) الذي يجتمع على نيرانه متسولو اللقمة والخرقة والدراويش منشدو المدائح المستجدين لحقوقهم، ولا أنا درب ( الفحم) أو ( الحمرة) الذي يفخر بشجرة خروب وحيدة تطرح ثمراً دمويا أنا ( أبو الرؤوس) أتبرأ من كل ذلك.
أنا أبو الرؤوس : اسم علم على زقاق مجهول لكل المعلومين الذين يملكون القدرة عل تغيير مصيري ، وجعلي منظوراً على خارطة مكة.
أبو الرؤوس !! لماذا حملت هذا الأسم المتعدد والذي يوحي بمناطحة؟! فلقد حدث وفي زمن قبل ظهوري للحياة أن وجدوا في هذه البقعة من أطراف ميقات العمرة أربعة رؤوس مدفونة لأربعة رجال . انتبهوا فأنا لا أباشر الآن جثة المرأة التي وقعت من طوق هذه الرواية وأخرجتني من صمتي ،وإنما أورد هنا حكاية رؤوس الرجال الأربعة ، التي قطعت زمن شريف ما: ( الشريف عون) ربما . أو أحد الحكام الأتراك . الرجال الأربعة الذين استغلوا الاحتفال بموكب المحمل المصري القادم من مدينة ( تنيس) بكسوة الكعبة ، وانتهزوا خروج الشريف وعسكره لاستقباله مع أعيان مكة ، فسرقوا الكسوة القديمة ، التي كومها الأغوات على باب الفتح، بانتظار أن يحملها آل شيبة لسوق الصاغة ، لإذابة الأسماء العظمى المنقوشة بالذهب والفضة ، وبيعها للاعتياش على أثمانها ، إذ كانت تلك منحة مكة الحولية لآل شيبة ! ولقد فر الأربعة بالكسوة القديمة على ظهر بعير لطريق العمرة ، حيث أدركهم حرس الشريف ، وكانوا قد نصبوا تلك الكسوة خيمة ، وأقاموا تحتها واستضافوا أصحاب العسرة، والمجذومين والمجانين وأصحاب العاهات الذين كانوا يرقدون تحتها ويخرجون كما ولدتهم أمهاتهم متخفي من العاهات والأمراض والهموم وأحيانا من أجسادهم البشرية ! ولقد كتم خب السرقة والكرامات حتى لا تشيع البدعة ويحتذيها الطامعون ، وأشيع حينها بأن الأربعة قد دخلوا مكة متخفين بثياب حجاج كعادة الرحالة الغربيين والخارجين عن الملة فمنهم اليهودي والنصراني والمدعي النبوة ، وآخرهم من عبدة النار. ,وأجبر قاضي مكة على إصدار حكم سريع عليهم بالشرك ، أبيحت معهم دماؤهم وضربت رؤوسهم في ليل وألقي بأجسادهم ببئر ( ياخور) حيث تأوي السيول بمخلفات مكة ، ورفعت رؤوسهم على حزمة رماح كشواهد ببقعة القبض عليهم. الحبكة تقتضي أن أذكر هنا المرأة التي كانت تأتي قاطعة الطريق من مكة حافية على قدميها ، لتجلس تحت تلك الرؤوس تندبها بالأشعار وتلاوة سورة الملك أحيانا ، وقيل إنها كانت عاشقة لهؤلاء الرجال جميعاً ، لتظهر كل صباح بقدمين محترقتين برمل مكة ، وتجلس لتلاغي الرؤوس وتدفعها للتصارع على ودها . ثم تسري مع الليل راجعة أدراجها ، حتى لا تلوكها الألسن ! من مناغاة تلك المرأة الحاسرة قام الزقاق ولابد من الاعتراف بأنني كماء رغبة بحوض امرأة أو بقروح قلبها وكفيها ، رغم أن المرأة لم تذرف ولا دمعة على تلك الرؤوس . بل لم تكن تجيب إلا بالندب والنفخ ، حتى انشق الزقاق : بوسعي القول الآن إن هذا الزقاق شقته العواطف ، فأوله لوعة ( على مسجد رضوى) وأمواج المعتمرين ، وآخره نشوة بدكاكين الطرب، وأوسطه تاريخ يدفن رأسه في الرمل يرجع عزيف الجن ويتلاشى ، لتظل أطرافه مداخل مواربة للحزن ،ونوافذه مسمرة للوجد ، أما أكبر البوابات فتلك التي تتوسع في السر : بوابة الشغف والأشواق ، المتمثلة في هذه الأستراحة والبستان ، التي انشأها أول الأشراف أو آخرهم ( الشريف عون أو حسين لا فرق) وصارت أشبه ما تكون بغيضة بقيعة يحسبها الظمآن ماء تجذب طلاب الكرامات والعسكر لحماية طريق المعتمرين من طفرات الصعاليك المعاقرين للصمغ أو العرق المصنع في أحواشه المهجورة والأقبية.
قلت إن هذه الحكاية تبدأ بجثة ، ولأنها حكايتي فإنني اختار أن نهمل الجثة ، فلن نعبأ بالأموات هنا بقدر ما سنطارد الأحياء . وقد واظبت أخفي حبكات العشق والانتقام جيداً وراء الأبواب ، حتى فضحتنا هذه الجثة . وحين أورد ذكر عزة أو أفسح مجالاً لفضح عائشة لغرامياتها ، فلست أتساهل وأحصر فيهما هوية تلك الجثة التي تصلح أن تترشح لها كل بنات أبو الرووس . يجب أن أكون دقيقاً فلا أخلط الأسماء والأطراف والمسميات وأتعجل بتوجيه الاتهام لقاتل بعينه ، ليس قبل أن نفصل الحكاية ، ونوثقها بما جرى في عينه الرووس الأربعة التي تراوحت بينها الشبهة ، الرؤوس المشمولة بفحم ، بهذا الحجاب بيني وبينها :
فهناك يوسف الموسوس بالتاريخ ، والذي وقع العميد بالأخضر ، وختمت جامعة أم القرى بالأزرق غير القابل للتزوير . على وثيقة البكالوريوس التي يحملها في التاريخ . ولقد كان هو منارة العشق بأبوالرووس . يؤذن لعشقين : عزة ومكة . فلم يهبط من سطحهم ، ودخل في هذيان حتى ضمها في واحد .
وهناك معاذ الذي تدرب ليخلف أبيه في إمامة المسجد- بعد عمر طويل- فلجأ لسرقة الوقت للعمل صبياً باستديو مؤقت . وخليل ، بشهادة طيرانه الموقوفة وخطابات رفض التوظيف من شركات الطيران الخاصة . وهناك تيس الأغوات ربيب العشي الطباخ والذي يلقط الأطراف البشرية ليمارس معها شذوذه ... كل هؤلاء يصلحون لأن ترفع رؤوسهم على رماح كما يؤكد (( الشيخ مزاحم)) الذي جاء مع حملة ((ابن سعود)) 1926م بعد الاتفاق على تسليم ((الملك: علي بن الحسين)) لمدينة جدة بعد حصار طويل واستسلام مكة بلا حرب . الشيخ مزاحم ابن الخامسة عشرة الذي تيتم في موقعة تربة وشهد أكوام أظافر أهله القتلى تحملها الريح وتفضض تشكيلات الكثبان ، يحاولون الآن إعابة تاريخه وشيخوخته بتلك الفضة التي جمعها قبل أن يفر تاركاً بحجمها ثقوباً في ذيل نسبه الذي دفنه معها بأرض حانوته، وتفرغ يبيع فيه ((الأرزاق)) كما يسمي الأهالي أكيالس الطحين والأرز والقمح والسكر والشاي. الشيخ مزاحم هو باختصار تاجر أرزاق ، ومصاب بإمساك مزمن ، لا تريحه إلا تحميلة السبابة بزيت اللوز ، الأمر الذي يتحرج منه في رمضان فلا يرصد هلال شوال إلا ويكون قد تقرح شرجه وتحجرت أمعاؤه ، حتى صار همه البحث عن فتوى (بأن زيت اللوز في فتحة الشرج لا يفطر أو يجرح صيام الصائم)).
هكذا كان معاذ المصور المتدرب يقفز بين سطحين حين وقف مشلولاً في الهواء مسلوباً ينظر للأسفل . عميقاً في الشق بين البيتين لمح الجثة ، في موتتها ترقد المرأة لوحة تعرض عريها البديع : تربع ساقاً وتبسط أخرى، وفي لمحة تكاثرت العيون على دموية المتبرعم بقلب الأجمة .
(( يالكمال الموت في هذه الصورة)) ! هتف معاذ ملتقطاً صورة.
ظهرت امرأة كبطريق في أول الزقاق تخفق عباءتها عن ثوب عزائها الأبيض راحت وجاءت حول الجثة:
(( خافوا ربكم استروا عورة القتيلة )) كررت كوثر زوجة النزاح ، أم المهاجر أحمد تدافع الجمع حول حدبتها التي تحجب عنهم القتيلة.
شيخ بلحية برتقالية اقتحم بعكازه المشهد، وسقطت عينه بمائها الأزرق حول الحلمتين تشقان كل لضفة ، يشله هاجس وحيد:
(( أعيذ ابنتي عزة أن يكون لها جسد كهذا لا يستحي حتى في موته )) ولكي يمنع الشيخ مزاحم القتيلة من تلبس ابنته كرر لنفسه : (( عزة بازية، البارحة حين صفعتها نهشتني عينها . عزة لاتحيا بمثل هذه النوابض ولاتموت بمثل هذا التهشيم للوجه! اللهم إني أسألك ميتة سوية ومرداً غير مخز وبعثاً بأحواض الحور العين)).
(( زم زم!)) من وراء النوافذ تمتمت النساء ونفخت الأمهات على الجثة ، حتى لا تتوسع بحراً من فتنة تلحق ببنات أبو الرووس.
ضابط وسيارتا شرطة وعربة إسعاف انبثقوا من الهذيان حول الجثة على مدخلي الضيق أنا أبو الرووس . كل الأصوات سكتت حين اتاجت اوراق الرسمية اسماً للقتيلة.
(( مجهولة)) لأول مرة رقدت تلك المرأة بلا حجاب في الزقاق وتحت كل العيون غطوها بالأبيض ورفعوها، انفلتت القدم اليمنى لتتدلى بساقها الممشوقة من حافة النقالة ، مسحت ترابي حتى عربة الإسعاف. حيث لملمها الممرض ودفع بها لجوف العربة المغزول بأجهزة الإنعاش.
ما تركت القتيلة من أثر غير جرة القدم تلك على ظهري ، بلمحة من أظافر مشذبة بتدوير وملمعة بماء الورد ، وبقعة دماء في الشق بين جدار الشيخ مزاحم وجدار المعلمة عائشة.
النقد الفني والبنائي للرواية :
قبل ذي بدء في هذا النقد نتذكر بعض الأحكام الشرعية والعرفية في مكة المكرمة – أعزها وحرسها المولى – ففي قوله عز من قائل في سورة البقرة ((وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ *وَإذْ قَالَ إبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمَ الآخِرِ)) البقرة125،126 يجب مراعاة المواقيت الزمانية ، والمكانية ، عند الدخول إليها عند الحج والعمرة ، وذلك للإحرام والتلبية : أما المواقيت الزمانية : فلقوله تعالى : - ( يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج ) البقرة 189 .ولقوله تعالى : - ( الحج أشهر معلومات ) البقرة 197 . وفي موضع آخر من نفس السورة قال عز من قائل (( وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ))وفي سورة الأنعام (( وَلِتُنْذِرَ أمَّ القُرْى وَمنْ حَوْلَهَا)) الآية 92 قال تعالى في الآية 96 من سورة آل عمران إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ ) وفي موضع آخر يقول سبحانه (وَإذْ قَالَ إبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أنْ نَعْبُدَ الأصْنَامَ) (إبراهيم: 35). وفي موضعين يؤكد على الآمن والرزق (أَوَلَمْ يَرَوْا أنَّا جَعَلْنَا حَرَمأً آمِناً وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ) (العنكبوت: 67). وقوله عز ناصر ((وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَانًا نَّصِيرًا )) سورة الأسراء الآية (80)وقوله عز من قائل (أَوَلَمْ نُمَكِّنَ لَهُمْ حَرَماً آمِناً يُجْبَى إلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقاً مِن لَّدْنَّا) (القصص: 57 )- وخاصة للناس اللي تجيئها هواجيس وتقول ليه تناكفنا على مشرافنا ههههه- وفي الآية 24 من سورة الفتح وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا) وقوله عز من قائل ((أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَآ آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا)) سورة النساء الآية (54) وفيها حكم ونفي بعض القدسية عن شيء وتقديم شيء أهم قال سبحانه وتعالى ((أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لاَ يَسْتَوُونَ عِندَ اللَّهِ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)) سورة التوبة الآية (19) حفظها الله نقية طاهرة بالإسلام ، وكل مدينة في شتى بقاع الأرض فيها أكثر من ديانة بين سكانها ، إلا مكة والمدينة . قال الله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا وإن خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله إن شاء إن الله عليم حكيم ) التوبة 28 . ولما لمكة من مكانة وفضل عند الله تبارك وتعالى فإنه يعظم الإلحاد فيها : قال الله تعالى : ( ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم ) الحج 25 . والإلحاد أصله : الميل والعدول عن الشيئ ، والمراد به : الظلم ، فيعم كل معصية كبيرة لله عز وجل سواء كانت في حق الله أو في حق عباده وفيها شارة النصر والتمكين لدين الله وتأييدا لرسوله-صلى الله عليه وسلم- ((إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا (1) لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا (2)وَيَنصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا (3) )) سورة الفتح وقوله عز من قائل ((إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً)) سورة النصر:1-3 هذا بعض الشيء في كتاب الله عن هذه المدينة المعظمة التي تتهكم عليها الكاتبة وترى بعض التصرفات الشائنة منهم ففي هذه الآيات رموز وأسرار لهذه المدينة المعظمة . والآن نعرج على بعض أحاديث الهادي البشير النذير-صلى الله عليه وسلم- فيها قدسها المولى بحرمته وعظمته . خير أرض الله تعالى ، وأحب الأرض إلى الله تعالى : اقتضت حكمته سبحانه أن تفوز بالحظ الأوفر من هذه الأمكنة مكــــة المكرمــــة . فكانت خير أرض الله تعالى ، وأحب الأرض إلى الله تعالى .فعن عدي بن الحمراء رضي الله عنه قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على الحزوّرة وهو يقول : ( والله إنك لخير أرض الله ، وأحب أرض الله إلى الله ـ وفي رواية : [ إليّ ] ، ولولا أني أخرجت منك ما خرجت ) صحيح الجامع 7089. أكرم الله تعالى أهلها وفضلهم بسبع خصال : فعن الزبير بن العوام رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( فضّل الله قريشا بسبع خصال ، فضلهم بأنهم عبدوا الله عشر سنين ، لا يعبد الله إلا قريش ، وفضلهم بأنهم نصرهم يوم الفيل وهم مشركون ، وفضلهم بأنه نزلت فيهم سورة من القرآن الكريم تحمل اسمهم ، لم يدخل فيها أحد من العالمين وهي : " لأيلاف قريش " وفضلهم بأن فيهم النبوة ، والخلافة ، والحجابة ، والسقاية ) صحيح الجامع 4208 . لا يدخلها الدجال : عن أبي أمامة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث طويل : ( يا أيها الناس ! إنها لم تكن فتنة على وجه الأرض ، منذ ذرأ الله ذرية آدم أعظم من فتنة الدجال ، وإن الله عز وجل لم يبعث نبيا إلا حذر أمته الدجال ........... إلى أن قال : وإنه لا يبقى شيء من الأرض إلا وطئه ، إلا مكة والمدينة ، لا يأتيها من نقب من أنقابها إلا لقيته الملائكة بالسيوف صلتة ، .... ) صحيح الجامع 2875 إليها يتجه المؤمنون بالحج والعمرة ، فعن جابر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الحجاج والعمار وفد الله ، دعاهم فأجابوه ، وسألوه فأعطاهم ) حديث حسن . الصحيحة 1820 . ولها المواقيت المكانية : فعن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال : إن النبي صلى الله عليه وسلم وقّت لأهل المدينة ذا الحليفة ، ولأهل الشام الجحفة ، ولأهل نجد قرن المنازل ، ولأهل اليمن يلملم ، وقال : - ( هنّ لهن ، ولمن أتى عليهن من غيرهن ، ممن أراد الحج والعمرة ، ومن كان دون ذلك فمن حيث أنشا ، حتى أهل مكة من مكة ) متفق عليه . فيها ماء زمزم طعام من الطعم ، وشفاء من السقم فعن جابر رضي الله عنه ، وعن ابن عمرو قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ماء زمزم لما شرب له ) الصحيحة 883 . حرمها الله سبحانه وتعالى يوم خلق السماوات والأرض . فعن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة : ( لا هجرة ، ولكن جهاد ونية ، وإذا استنفرتم فانفروا ، فإن هذا بلد حرمه الله يوم خلق السموات والأرض ، وهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة ، وإنه لم يحلّ القتال فيه لأحد قبلي ، ولا يحل لي إلا ساعة من نهار ، فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة ، لا يعضد شوكه ، ولا ينفّـر صيده ، ولا يلتقط لقطته ، إلا من عرفها ، ولا يختلى خلاها إلا الإذخر ) متفق عليه. هذه بعض فضائلها في أحاديث المصطفى- صلى الله عليه وسلم- وما خفي أعظم. لها من الأسماء الكثير ( مكة وبكة والماحية و أم القرى والبلد والبلدة والماحية والرأس والمدخل ألخ ...)).
ولها من عرف أهلها ومن الشعر والشعراء الشيء الكثير لو لم يتم الاستطراد في هذه النقطة ولها مثل شعبي مشهور وقديم ،هو (( دون مكة حز وحزم الحلاقيم)) ومعناه يلي جاي لمكة متشوق ومحب وخادم في صدق نية وكان قريب منها فدونك موضع يسمى ((حزم الحلاقيم)) وإن أتيت قاطع وحاد ومتشهف في شر وملحد بظلم فلك ((حز الحلاقيم)) وهذه حقيقة يعتقد فيها أهل البلد في حلو ولطف معشر وإلا جلافة وضيقة خلق (( بتجيك الحكة يا الأزدي في مكة ههههههه)) .

• لك من الله الرجاء والتمني
وإن بعد عنك الطلب والتلاقي
• فلك في النفس مهجة فكاكة
أبت صرمها يد المواعدي
• على ورث قديم لك مورث
عي عنه حمام شام ويماني
• خطبناك غصبن وود فأتيتي
بقرآن من السماء وبالهادي
• ولك عن الحمى ذادت حياضه
أيدي لبني الفواطم والعواتكي
• في محامي لدين المولى
في ضربة يد سمر ولازبي
• لك عزت تفاصيل ومحارم
ل عقول جهابذة وحوداثي
• فلك (( الروم)) غدوا آية
بتجارة كانوا وإلا بحوادثي
• لك على العرب فضل مؤيد
إن شح الزمان لهم بالغنائم
• فضلت على القرى ((بأم ))
غدت لهم بالحنو والمحاملي
• فلك من المولى فضل
أبت تصريمه يد حسد وجاحدي
• وصلاة لك على الهادي
محمد ما سجع ورق الحمامي

والآن نعرج على موضوعنا الأصلي بعد هذه المداخلة الطويلة والمهمة ‘ حيث إن رواية ((طوق الحمام)) تمثل مرحلة مهمة في مدينة مقدسة ومهمة مثل (( مكة المكرمة)) وفي ظروف مهمة ومغايرة إن كانت سياسية أو اقتصادية أو رياضية أو اجتماعية على المنطقة إن كان بطريقة تفكير أو حتى سلوم وعادات متعارف عليه . بحيث إن هذه الكاتبة والراوية إن عرجنا على حالتها الأدبية من أسلوب وتناصية أو حتى حالة نفسية من القصص والروايات سنجد الشيء الكثير . الكاتبة من أسرة برجوازية ذات بعد ديني (صوفي) تجردت من هذا البعد لحالة نفسية وتعليمية وثقافية مرت به الكاتبة .تختص رواياتها بسردية رمزية صوفية/غنوصية – صوفية كثري منها- عميقة، وفق رؤى كونية مفتوحة. وهذا ما يتجلى في روايتها المختلفة مثل (ستر وحبي وسيدي وحدانة وخاتم ونهر الحيوان ومسري يا رقيب)) فكل هذا يجلي الحالة النفسية والوسوسة التي تعيشها الكاتبة. الكاتبة في هذه الرواية تكشف ما تخفيه مدينة (( مكة المكرمة)) من عوالم سرية تنضوي على عوالم سرية من المظاهر السلبية في حياة البشر من الرقيق الأبيض إلى التطرف الديني إلى استغلال العمال الأجانب في ظل مافيا من متعهدي البناء يقومون بتدمير معالم المدينة التاريخية . الرواية التي لن يستطيع البعض معها صبراً (566 صفحة مضغوطة، كان من الممكن أن تصل إلى 800) بالكثير من التفاصيل، وتتجاور فيها بشكل مركب الوقائع الحياتية المعاصرة مع الاساطير والأحلام والإحالات التاريخية، وتنتقل الرواية بين مكة وجدة والطائف، ومناطق أخرى حتى تمتد إلى مدريد في إسبانيا، فيما لا تتبدل لغة رجاء عالم التي تقدم الرمز والإشارة، والإبهام والتجريد والتركيب، على ما سواها، بغض النظر عن طبيعة الشخوص، طالما ميدان السرديات مفتوح، ولجنة تحكيم البوكر ترى في ذلك ما يستحق نصف الجائزة.
تؤرخ رجاء عالم بالسرد لأمكنة حجازية ذات خصوصية، ولساكنيها أيضا، مازجة بين الواقعي والأسطوري، والماضي والحاضر، فغير بعيد عن أنوار مآذن الحرم المكي، تدور حكايات رجاء عالم في «طوق الحمام»، في زقاق هامشي، يعد جزءاً من مكة لا يعرفها كثيرون، زقاق «أبوالرووس» الذي يتطهر المعتمرون فيه، على أطراف مكة المكرمة، والذي سمي بذلك بسبب واقعة شهيرة في عهد أحد أشراف مكة، إذ علقت في أطراف الزقاق أربعة رؤوس لرجال أدينوا بتهمة سرقة كسوة الكعبة، بعد أن استغلوا فرصة الاحتفال بموكب المحمل المصري، وخروج الشريف وعسكره لاستقبال المحمل مع أعيان مكة فسرقوا الكسوة القديمة، ولكن القي القبض عليهم، وعلقت رؤوسهم في الزقاق.

أبوالرووس في «طوق الحمام»، الصادرة عن ((المركز الثقافي العربي)) في المغرب، كيان وشخصية وشاهد وراوٍ، وليس مجرد مكان يسجل ساكنوه انطباعاتهم عنه، بل هو الذي يرصد تحركات الناس، ويخفي حكايات العشق التي تدور خلف الابواب المغلقة، ويتعاطف مع أسرار البنات، ويتحرك عبر الماضي والحاضر.. يسجل ما كان عليه، ويئنّ من التشوه الذي يطال كل شيء في المدينة ذات القداسة، مكة المكرمة، بغرض الاستثمار والكسب تحت دعاوى التطوير، وتغيير الاسم من «أبوالرووس» إلى درب النور، وطمسه كما الحال مع معالم تاريخية كثيرة في «أم القرى»، ما يعتبره أحد أبطال الرواية «إبادة جماعية» تمارس ضد المكان وسكانه، ونهب منظم للتاريخ «التطوير هنا رهيب.. مليارات تصب مع كل طلعة شمس هنا، الشركات العملاقة هي دولة كونية خارجة عن قوانين الدول، آخرها عقد بثلاثة مليارات دولار لشركة الإيلاف القابضة لاستثمار جبل هنا وآخر هناك.. لو خرج أبوالرووس في نزهة بمكة سيظن أنه بعث بنيويورك».
في أحد تفاصيل الرواية الطويلة التي تتفرع تركز على نقطة مهمة لم تذكر في النص المذكور أنف وخاصة حول جثة ((عزة)) حيث أن كثيرات مرشحات لأن يكن صاحبات الجثة (هل هن مقتولات جميعاً؟)، فكذلك شخوص عديدون تحوم حولهم الشبهات، وأن يكون واحد منهم قام بتلك الجريمة من وجهة نظر المحقق على الأقل، وأول المتهمين يوسف الموسوس بالتاريخ، والحائز شهادة فيه من جامعة أم القرى، صاحب العمود في صحيفة سعودية، عاشق تفاصيل مكة وعزة حبيبته، والثائر الذي اتهم بالجنون والالحاد غير مرة، خصوصا بعد أن اقتحم المسجد في صلاة الفجر، واختطف مكبر الصوت من الإمام، وقال: «أنتم أهل الزقاق يا من أحب وأكرس مقالاتي لطرح قضاياهم الخاسرة. واخترقت عيناه في صفوف الوجوه المذعورة، أنت سرقتم حياتي. خنقتم كل روح شابة في الزقاق. انتم عصبة ضد الحياة، من المنافقين والكاذبين. تسموننا نحن شباب أبوالرووس، تحولتم لزقاق من الجواسيس تتجسسون على أشد نوايانا وأحلامنا حميمية، ولقد نجحتم في تحويل لحظاتنا الخاصة إلى جحيم، ومع ذلك تجرأون على الوقوف بين يدي الله في صلاة تذاع بمكبرات الصوت خمس مرات يوميا، تصلون متوسلين أن يدخلكم فسيح جناته وقد ضيقتم علينا الحياة.. موجهاً احتقاره إلى الشيخ مزاحم أنت بيسراك تبني سجنا وبيمناك تبني مسجداً وتخطب مبشرا بالإيمان، أي إيمان؟ الإيمان ببنت تئدها كل يوم، يعلم الله أنك ستحاسب أمامه يوم الدين على هذا الركوع والسجود.. لا احد منا يدرك معنى أن نكون مجاورين لبيت الله الحرام، وما يقتضيه هذا الجوار من أن نحتفل بالحياة أم نحاربها؟».

يتملك الغضب جميع من كانوا بالمسجد، يصفون يوسف بالشيطان الرجيم، ويوسعونه ضربا، حتى يفقد الوعي، ويغطون وجه «الشيطان» كي لا يرونه، إلى أن تأتي أمه (حليمة) غير عابئة بالجميع، مخترقة الحصار حول ابنها، ولكنها تفقد وعيها هي الأخرى، وتسقط متداعية بين يدي عزة، حبيبة يوسف الذي ينقل إلى مستشفى للأمراض النفسية، تصور الرواية الجو المقبض للمستشفى، والعالم الصعب الذي يعيش فيه المرضى. يتعرض يوسف لقيد جديد في المستشفى، ولجلسات كهربائية كثيرة، ويخرج بعد فترة، وتتركه أمه «بين يدي الله» في الحرم المكي. ويبدأ بعد حين رحلة صراع جديدة لكشف مخططات تغتال المدينة المقدسة.
اللجنة للجائزة العالمية للرواية العربية 2011 وخاصة لجنة التحكيم لها في هذه السنة كان لها معايير مختلفة فإن أتيت على المستوى الأكاديمي والفني والثقافي والطرح العلمي فهي غزيرة وليست مناطقية بل أثرت إن تكون عالمية برئيس لجنة عراقي وأعضاء مكون من إيطالية وبحرينية وأردني ومغربي أحبت إن يكون الطرح مفتوح وذو رؤية كونية من وجهة نظرها ولكن لم تصل للمحظور – مثلا تطرح رواية عالمية عن الجهة أو البلد التي تدعمها – قد تكون مسيسة ، أو متملقة؟!!! فبعد الرواية الرمز (( عندما تشيخ الذياب)) – ضرب لبعض سلوم والأعراف في الحجاز – أتت هذه المرة للتدخل في النسيج النسائي لهذه المنطقة بحيث إن هناك تشوق للرواية في المملكة وخاصة من المنظور (( الهوية الوطنية )) والتي قد تشكله أيدي خارجية لها من المنطقة لها بعدها التنافسي أو حتى الاستعماري ، فحينما تكون روايات أدبية يتم فرزاها للفوز بجائزة فيدخل البعد السياسي والاقتصادي والاجتماعي ، وتتعضد بلجنة تدرس هذه القصص وواقع هذه المناطق من البعد الأنثروبولوجي والأنطولوجي ودخلت الفلسفة والأديان فالأمر خطير، وخاصة في دجل الشعبي والسياسي والهرمية الاقتصادية التي تستنزف مقدرات شعوب وتغبنهم في حقوقهم عسى إن يكون طرح هذه الرواية له هدف سامي وخاصة مثل هذه الجوائز والروايات أما إن تكون تواصل للشعوب والحضارات وإما تصريم للعلاقات والوشائج، فالله المستعان.

سبحانك اللهم وبحمدك أستغفرك ربي وأتوب إليك
وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليم كثيراً















آخر تعديل ابن العواتك يوم 23-Aug-2011 في 09:19 PM.
رد مع اقتباس
غير مقروء 09-Dec-2011, 01:46 AM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
محمد الذيابـــي

مشرف منتدى قصائد الاعضاء


الصورة الرمزية محمد الذيابـــي

إحصائية العضو






التوقيت


محمد الذيابـــي غير متواجد حالياً

افتراضي

مشكور يالغالي’’’















التوقيع
التوقيع

محمد الذيابـــي
رد مع اقتباس
غير مقروء 17-Feb-2012, 11:44 AM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
عزارم

رابطة محبي الهيلا


الصورة الرمزية عزارم

إحصائية العضو






التوقيت


عزارم غير متواجد حالياً

افتراضي

بارك الله فيك















رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



الساعة الآن »04:16 AM.


 Arabization iraq chooses life
Powered by vBulletin® Version 3.8.2
.Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
اتصل بنا تسجيل خروج   تصميم: حمد المقاطي