![]() |
اختيار تصميم الجوال
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | |||
|
![]() مرت الأيام ومضت السنين والأعوام ، وها هو شهر رمضان المبارك موسم التوبة والغفران يعود من جديد وكأنه لم يرح ولم يجيء ،ونحن الذين ودعناه بالأمس البعيد على أمل اللقاء به في السنة المقبلة، وكلنا ذاكرة ونسيان لما حل بنا في العام الماضي والذي قبله وقبل ثلاثة سنوات وهكذا دواليك، إلى أن نصل رجوعا لسالف الأمة المجيد ، بأحداثه ووقائعه التي لم يبقى منها إلا حبر على ورق أو أطلال نرمقها بين الفينة والأخرى، نبكي على سنن جيلها الذي خلص الأمة من براثين الكفر والطغيان ونبتسم أخرى ، وكلنا غبطة وسرور على أنفسنا لأنه بفضل الله ثم بفضل تلك الثلة الطيبة ، أعتق المولى جل وعلا رقابنا من النار وزيننا بنعمة الإسلام والإلتزام ، وبين هذه وتلك نتحسر على أنفسنا ونحن نقلب الأوراق ونقمش بين الكتب والرفوف ، نناغي الوجدان ونحاكي الأنا قائلين في كلام بلا صوت "يا ليت شعري لو كان لنا في تلك الأيام نصيب".
نعم ،هكذا يمضي الرجال ويمر الزمان ويبلو المكان ،ولا يبقى من السلف للخلف إلا عصر نرجسي وأخبار صنعت الحياة من جديد قوامــــــــها " حدثنا " و " أخبرنا ". أقول لك أيها المحب: قد يحتفظ التاريخ لكل الأمم والشعوب ما سوى هذه الأمة وهذا الشعب المسلم ، بتواريخ عزة وافتخار- فيما يحسبون - بداية من التطور التكنلوجي والتقدم الفضائي وحتى الطبي والفيزيائي ونهاية بالسيطرة العسكرية والثورة الصناعية ، ولكن تراك هل تضاهي فرحتمهم وبهجتهم تلك ما تذوقه المسلمون من نزوة إحقاق الحق ودمغ الباطل ؟ هل تراك ينعمون بالراحة النفسية والذهنية التي نعيشها وعلى أسسها جاءت رسالة الحق ؟ كلا وألف كلا، يوم أن ترى راية التوحيد ترفرف في العنان ، وكلمة " الله أكبر" مدوية في السماء تقبر ملحمة الكفر والإلحاد ، وتزيل معين الشرك من على الوجود، وقد زادهم المولى على عزة الدنيا عزة الآخرة ، مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على بال بشر. أقول: هانحن نستقبل رمضان ونحتضن شهر الفرقان ، ندغدغ ذاكرة التاريخ من جديد ونتذكر أحداث العمر المديد في محطات ومدارج، كان لها الشرف أن تقع بين جنبات وتقبع على ضفاف وقت أقل ما يقال عنه ، أنه مباركة فيه الأقوال والأعمال خصوصا إذا لامست نفس أقدس خير الأنام صلوات ربي وسلامه عليه، وزادته قوة ومنعة عصبة من الرجال رضي الله عنهم ورضوا عنه ، وكما يقول الحافظ ابن رجب رحمه الله " واعلم أن مضاعفة الأجر للأعمال تكون بأسباب: - ذكر منها المكان ثم قال - ومنها: شرف الزمان كشهر رمضان وعشر ذي الحجة " لطائف المعارف 208. وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ، ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه " البخاري 2014 ومسلم 759. قلت: هذا من عمل بالحديث واكتفى به فما بالك بمن زاد عليه علاوة عن الإيمان والاحتساب والقيام ، القيام على دين الله جل وعلا كله على بعضه ، دعوة ونصرا مؤزرا بفتوحاته وسراياه المظفرة وجهاده القويم،والصبر على مكاره الدنيا وحلاوة الدين المتين، ولربما هذا ما سنعرفه من خلال هذه الوقفة، التي وقفتها لحوادث شهر رمضان في زمن المصطفى فداه أبي وأمي ،والتي أذكر إخواني من قبل الخوض في ثناياها والحكم على الراجح والمرجوح منها ، أنها تبقى وفقط تواريخ مهما كان ويكن يصعب التدقيق فيها والإجماع من حولها، وإنما ما على العبد الضعيف إلا الإستقصاء ما أمكن وجمع النصوص تمحيصا وتفحيصا ، سائلا المولى تعالى أن يقيض لتاريخ الأمة الإسلامية رجالا ينخلونه نخلا ، ليميزوا غثه من سمينه طارقين أبواب المحدثين ووالجين طرق الناقدين ببصيرة العدل والإنصاف ، وإلى صلب الموضوع الذي ابتدرته وفيه أقول على قوة وحولة من رب العالمين: 1/ نزول القرآن: وهي ليلة القدر المباركة التي أنزل في شأنها المولى جل وعلا الآيات والسور منها في قوله تعالى " إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (١) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (٢) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (٣) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (٤) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (٥) القدر 01 . يقول المباركفوري رحمه الله " وبعد النظر والتأمل في القرائن والدلائل، يمكن لنا أن نحدد ذلك اليوم بأنه كان يوم الإثنين لإحدى وعشرين مضت من شهر رمضان ليلا، ويوافق 10 أغسطس ( أوت ) سنة 610 م ، وكان عمره صلى الله عليه وسلم إذ ذاك بالضبط أربعين سنة قمرية وستة أشهر و12 يوم ، وذلك نحو 39 سنة شمسية وثلاثة أشهر و12 يوما " الرحيق المختوم ص56. وفي صحيح مسلم عن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم يوم الإثنين ؟ فقال: " ذاك يوم ولدت فيه ويوم أنزل علي فيه " برقم 1162. يقول صاحب الرحيق في هامشه " ويوم الإثنين في رمضان من تلك السنة لا يوافق إلا اليوم السابع والرابع عشر والحادي والعشرين والثامن والعشرين ، وقد دلت الروايات الصحيحة أن ليلة القدر لا تقع إلا في وتر من ليالي العشر الأواخر من رمضان، وأنها تنتقل فيما بين هذه الليالي فإذا قارنا بين قوله تعالى " إنا أنزلناه في ليلة القدر" وبين رواية أبي قتادة أن مبعثه صلى الله عليه وسلم كان يوم الإثنين ، وبين حساب التقويم العلمي في وقوع يوم الإثنين في رمضان من تلك السنة، تعين لنا أن مبعثه صلى الله عليه وسلم كان في اليوم الحادي والعشرين من رمضان ليلا " 56. إلا أن الشيخ الألباني رحمه الله ينحى في المسألة منحى آخر فيقول: " والمشهور أنه بعث عليه الصلاة والسلام في شهر رمضان، كما نص على ذلك عبيد بن عمير ومحمد بن اسحاق وغيرهما، واستدل بن إسحاق على ذلك بقوله تعالى " شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس " البقرة 185. وروى الإمام أحمد عن واثلة بن الأسقع: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " أنزلت صحف إبراهيم في أول ليلة من رمضان، وأنزلت التوراة لست مضين من رمضان ، والإنجيل لثلاث عشرة ليلة خلت من رمضان، وأنزل القرآن لأربع وعشرين خلت من رمضان " إسناده حسن كما في الصحيحة 1575. وروى ابن مردويه في تفسيره عن جابر بن عبد الله مرفوعا نحوه، ولهذا ذهب جماعة من الصحابة والتابعين إلى أن ليلة القدر ليلة أربع وعشرين " صحيح السيرة النبوية 89-90. 2/ إسلام خديجة أم المؤمنين رضي الله عنها: قال ابن هشام رحمه الله: " وآمنت به خديجة بنت خويلد وصدقت بما جاءه من الله ، ووازرته على أمره وكانت أول من آمن بالله ورسوله " السيرة النبوية 1/188. تلك الأسبقية التي أوفت لها الجزاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم " أمرت أن أبشر خديجة ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب " الصحيحة 1554. ويقول الحافظ زين الدين العراقي في ألفية السيرة النبوية 104: جاء إلى خديجة الأمينة *** يشكو لها ما قد رآه حينه فـثـبـتـتـه إنــها مـوفـقـه *** أول من قد آمنت مصدقة 2/ هلاك أبي طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم: احتدم الخلاف حول ضبط السنة التي توفي فيها عمه عليه الصلاة والسلام ، ففي حين نجد أن الحافظ الذهبي يذكر في سيره فيقول " وذكر أبو عبد الله الحاكم أن موتها - أي خديجة رضي الله عنها - كان بعد الموت أبي طالب بثلاثة أيام "1/123. وكذا قال البلاذري في أنساب الأشراف 1/ 406. نجد أن المباركفوري يفند ذلك فيقول " فلم يلبث أن وافته المنية في رجب سنة عشر من النبوة، بعد الخروج من الشعب بستت أشهر، وقيل توفي في رمضان قبل وفاة خديجة رضي الله عنها بثلاثة أيام " الرحيق 103. وقد رجح كما في الهامش التاريخ الأول. وهكذا فإذا كان آفة الأخبار رواتها فآفة التواريخ ضابطيها. 3/ وفاة خديجة رضي الله عنها: قال المباركفوري " كانت وفاتها في شهر رمضان في السنة العاشرة من النبوة ولها خمس وستون سنة ورسول الله صلى الله عليه وسلم إذ ذاك في الخمسين من عمره " الرحيق 104. وزاد في هامش الكتاب " نص على موتها في رمضان من تلك السنة: ابن الجوزي في التلقيح ص7 والعلامة المنصور فوري في رحمة للعالمين 2/ 1654 وغيرهما " قلت: وزد على ذلك حاشية الدكتور عبد المعطي أمين قلعجي على دلائل النبوة للبيهقي (2/353). 4/ سرية حمزة رضي الله عنه: قال المباركفوري " سرية سيف البحر في رمضان سنة 01 هـ الموافق لـ مارس 623 م ، أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذه السرية حمزة بن عبد المطلب ، وبعثه في ثلاثين رجلا من المهاجرين يعترض عيرا لقريش جاءت من الشام ، وفيها أبو جهل بن هشام في ثلاثمائة رجل فبلغوا سيف البحر ناحية العيص فالتقوا واصطفوا للقتال ، فمشى مجدي ابن عمرو الجهني – وكان حليفا للفريقين جميعا – بين هؤلاء وهؤلاء حتى حجز بينهم فلم يقتتلوا " الرحيق 178 وانظر أيضا البداية والنهاية 3/240. 5/ غزوة بدر الكبرى: وكانت يوم الجمعة 17 رمضان من السنة الثانية للهجرة، وقد سماها القرآن يوم الفرقان ، حيث كان عدد المسلمين فيها 313 رجلا معهم فارس واحد وقد استشهد منهم 14 ، أما المشركون فكانوا 1000 رجل، منهم 80 فارسا قتل منهم 70 وأسر 70 ، وشارك فيها 1000 من الملائكة مسومين نزل القرآن في حقهم وتكلم النبي صلى الله عليه وسلم في فضلهم ، بما لا يسع حشره في هذا المكين ، وليراجع في ذلك الرحيق 184- 209 وسيرة ابن هشام 209- 241 وغيرهما. 6/ مصرع أبي جهل ![]() 7/ وفاة رقية بنت النبي صلى الله عليه وسلم: في هذا الشهر من السنة الثانية ماتت الطاهرة بنت الطاهر رقية رضي الله عنها قال الإمام الذهبي رحمه الله " ومرضت قبيل بدر فخلف النبي صلى الله عليه وسلم عليها عثمان ، فتوفيت والمسلمون ببدر" السير 3/356. وقال الحافظ بن كثير" قال أسامة بن زيد: " فأتانا الخبر- يقصد خبر النصر ببدر- حين سوينا التراب على رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان زوجها عثمان بن عفان رضي الله عنه قد احتبس عندها بمرضها بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد ضرب له رسول الله بسهمه وأجره في بدر" البداية والنهاية 3/312 . 8/ فرضت الزكاة وشرعت صلاة العيد: في التاسع والعشرين من رمضان 2هـ الموافق لـ 24 مارس 624 م فُرضت زكاة الفطر، وفرضت الزكاة ذات الأنصبة وشُرعت صلاة العيد، قال الحافظ ابن كثير" قال ابن جرير: وفي هذه السنة أمر الناس بزكاة الفطر وقد قيل: إن رسول صلى الله عليه وسلم خطب الناس قبل الفطر بيوم أو يومين وأمرهم بذلك قال: وفيها صلى النبي صلى الله عليه وسلم صلاة العيد ، وخرج بالناس إلى المصلى فكان أول صلاة العيد صلاها - إلى أن قال - وفي هذه السنة فيما ذكره غير واحد من المتأخرين فرضت زكاة ذات النصب " البداية والنهاية 3/ 263. أما تاريخ فرض فريضة الجهاد ففيها تضارب كبير، والسبب هو أن آية القتال في قوله تعالى " أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ الحج 39 . لم يتبين وجه إنرالها من بعد الهجرة ، وفي أي شهر بالضبط ،وهذا ما جعل المباركفوري يتبنى هذا الإبهام في قوله :" والصحيح الذي لا مندوحة عنه، أن هذا الإذن إنما نزل بالمدينة بعد الهجرة لا بمكة ولكن لا يمكن لنا القطع بتحديد ميعاد النزول " الرحيق 177. فجل المراجع تقول بنزول الآية بعد الهجرة إلى المدينة ، ولكنها لم تحدد وقت هذه البعدية أهي قبيل رمضان أم في رمضان ؟. 9/ سرية قتل عصماء بنت مروان: وبالتحديد في يوم 25 رمضان 02 هـ ، و بعد عودته صلى الله عليه وسلم من بدر مباشرة " قام النبي صلى الله عليه وسلم ببعث سرية على رأسها عمير بن عدي الخطمي رضي الله عنه، لقتل عصماء بنت مروان من بني أمية بن زيد وكانت تعيب الإسلام ، وتحرض على النبي صلى الله عليه وسلم وتقول الشعر فجاءها عمير بالليل فقتلها غيلة " سير الذهبي 1/ 222. 10/ مولد الحسن بن علي رضي الله عنهما: في السنة الثالثة للهجرة، وبالتحديد ليلة النصف من شهر رمضان ولدت فاطمة كريمة النبي صلى الله عليه وسلم أحد سيدي شباب الجنة وشبيه جده الحسن بن علي رضي الله عنه ، يقول الإمام الذهبي رحمه الله " مولده في شعبان سنة ثلاث من الهجرة وقيل: في نصف رمضانها " السير4/ 128. وللتاريخ الثاني أنظر تاريخ خليفة (ص 66) وتاريخ بغداد للخطيب (1/ 140). 11/ زواجه صلى الله عليه وسلم بزينب بنت خزيمة (أم المساكين): تزوّجها النبي صلى الله عليه وسلم مواساة لها فيما أصابها من فقدها لأزواجها ، ومكافأة لها على صلاحها وتقواها ، وكان زواجه صلى الله عليه وسلم بها في رمضان من السنة الثالثة للهجرة بعد زواجه بحفصة رضي الله عنها ، وقبل زواجه بميمونة بنت الحارث. أنظر الطبقات الكبرى لابن سعد ( 8/115). 12/ نزول براءة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: حادثة إفك أمنا رضي الله عنها أشهر من أن تذكر، إذ كان خروجها معه صلى الله عليه وسلم إلى غزوة بني المصطلق أو المريسيع لليلتين من شهر شعبان في السنة الخامسة أو السادسة من الهجرة ، أين وقعت حادثة فقدان العقد ورجوعها للبحث عنه مما يعني تخلفها عن الركب وعودتها مع الصحابي ، وبقي الناس يلوكون في عرض العفيفة رضي الله عنها شهرا كاملا، إلى أن نزل دليل براءتها من فوق سبع سماوات ، في شهر رمضان من نفس السنة، والدليل هو حساب الشهر من الواقعة إلى حد نزول البراءة بشهادتها رضي الله عنها حينما قالت " فقدمنا المدينة فاشتكيت حين قدمت شهرا ، والناس يفيضون في قول أصحاب الإفك لا أشعر بشيء من ذلك ....... " البخاري 4141. والآيات في سورة النور من الآية 11 إلى 26. كما تراجع القصة بحذافيرها في مصادرها المشهورة. 13/ سرية قتل سلام بن أبي الحقيق: وقد اختلف المؤرخون في تاريخ هذه الغزوة، فقد قيل: إنها كانت في ذي الحجة سنة خمس بعد الخندق، وفي البخاري " قال الزهري بعد قتل كعب بن الأشرف الواقع سنة ثلاث " ، وذكرها أبو جعفر محمد بن جرير الطبري في السنة الثالثة في النصف من جمادى الآخرة، وذهب الواقدي إلى أنها كانت في ذي الحجة من سنة أربع من الهجرة، والثابت أن سلام بن أبي الحقيق كان من الذين حزبوا الأحزاب في غزوة الخندق، وغزوة الخندق كانت في السنة الخامسة وكان سلام هذا ممن ذهب إلى خيبر بعد إجلاء بني النضير، ثم إنه بعد الخندق أخذ يحرض بني فزارة والقبائل الأخرى، ولهذه الإعتبارات يكون تاريخ هذه السرية كما ذكرها السيد دحلان فقد قال: " إنها كانت في رمضان سنة ست " (شهر ديسمبر سنة 627 م).وأنظر السرايا والبعوث النبوية حول المدينة ومكة ( 174 – 175 ). 14/ سرية زيد بن حارثة إلى بني فزارة: وفيها " حدثني أبو عبد الله محمد بن عمر الواقدي قال حدثنا عبد الله بن جعفر ، عن عبد الله بن الحسين بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، قال خرج زيد بن حارثة في تجارة إلى الشام ، ومعه بضائع لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فأخذ خصيتي تيس فدبغهما ثم جعل بضائعهم فيهما ، ثم خرج حتى إذا كان دون وادي القرى ومعه ناس من أصحابه لقيه ناس من بني فزارة من بني بدر ، فضربوه وضربوا أصحابه حتى ظنوا أن قد قتلوا ، وأخذوا ما كان معه ثم استبل زيد فقدم المدينة على النبي صلى الله عليه وسلم فبعثه في سرية فقال لهم اكمنوا النهار وسيروا الليل . فخرج بهم دليل لهم ونذرت بهم بنو بدر فكانوا يجعلون ناطورا لهم حين يصبحون فينظر على جبل لهم مشرف وجه الطريق الذي يرون أنهم يأتون منه فينظر قدر مسيرة يوم فيقول اسرحوا فلا بأس عليكم هذه ليلتكم فلما كان زيد بن حارثة وأصحابه على نحو مسيرة ليلة أخطأ بهم دليلهم الطريق فأخذ بهم طريقا أخرى حتى أمسوا وهم على خطأ فعرفوا خطأهم ثم صمدوا لهم في الليل حتى صبحوهم وكان زيد بن حارثة نهاهم حيث انتهوا عن الطلب ". وكانت في رمضان من السنة السادسة للهجرة. أنظر السيرة النبوية لابن هشام 4/215 – 216 4/215 – 216. 15/ سرية غالب بن عبد الله إلى الميفعة: قال صاحب الرحيق " سرية غالب بن عبد الله الليثي في رمضان سنة 07 هـ إلى بني عوال وبني عبد بن ثعلبة بالميفعة ، وقيل إلى الحرقات من جحفية في مائة وثلاثين رجلا ، فهجموا عليهم جميعا وقتلوا من أشرف لهم واستاقوا نعما وشاء وفي هذه السرية قتل أسامة بن زيد مرداس بن نهيك بعد أن قال: لا إله إلا الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " هلا شققت عن قلبه فتعلم أصادق هو أم كاذب " ص 351 . والسرية في:البداية والنهاية (4/248 ) وطبقات ابن سعد . والحديث في البخاري برقم ( 6872 ) ومسلم برقم(96). 2/199. 16/ سرية أبي قتادة إلى بطن إضم: وهي في أول شهر رمضان سنة ثمان قالوا: لما هم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بغزو أهل مكة، بعث أبا قتادة بن ربعي في ثمانية نفر سرية إلى بطن إضم وهي فيما بين ذي خشب وذي المروة ، وبينهما وبين المدينة ثلاثة برد ليظن ظان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توجه إلى تلك الناحية ولأن تذهب بذلك الأخبار وفيها نزلت قوله تعالى " ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلم لست مؤمنا " النساء 94. أنظر: سيرة ابن هشام 4/ 336 - 364 وطبقات ابن سعد 2/ 133. 17/ الفتح الأعظم لمكة: ما أجمل وما أعذب ما قال العلامة ابن القيم رحمه الله في هذه المناسبة الشريفة، من كتابه العجاب زاد الميعاد: " الفتح الأعظم " فتح مكة " الذي أعز الله به دينه ورسوله وجند وحزبه الأمين ، واستنفذ به بلده وبيته الذي جعله هدى للعالمين من أيدي الكفار والمشركين. هو الفتح الذي استبشر به أهل السماء وضربت أطناب عزه على مناكب الجوزاء، ودخل الناس به في دين الله افواجا ، وأشرق به وجه الأرض ضياء وابتهاجا ، خرج له رسول الله صلى الله عليه وسلم بكتائب الإسلام وجنود الرحمان سنة ثمان لعشر مضين من رمضان " 2/218. ولينظر في هذا جل كتب السيرة والمغازي فقد تحدثت عن الفتح باسهاب ، وكلام يتمنى معه المرء عند قراءته أنه لم يولد في هذا الزمان. 18/ سرية خالد بن أبي الوليد لهدم العزى: قال العلامة ابن القيم رحمه الله " فبعث خالد بن الوليد إلى العزى لخمس ليال بقين من شهر رمضان ليهدمها ، فخرج إليها في ثلاثين فارسا من أصحابه حتى انتهوا إليها فهدمها " زاد الميعاد 2/227. كذا قال المباركفوري ص 367. وابن سعد في الطبقات 2/ 145. 19/ سرية سعد بن زيد الأشهلي لهدم مناة: " وفي نفس الشهر من نفس السنة بعث سعد بن زيد الأشهلي في عشرين فارسا إلى مناة ، وكانت بالمشلل عند قديد للأوس والخزرج وغسان وغيرهم ، فلما انتهى سعد إليها قال له سادتها: ما تريد ؟ قال: هدم مناة قال: أنت وذاك، فأقبل إليها سعد وخرجت إمرأة عريانة سوداء ثائرة الرأس تدعو بالويل وتضرب صدرها قفال لها السادن: مناة دونك بعض عصاتك ، فضربها سعد فقتلها وأقبل إلى الصنم فهدمه وكسره ولم يجدوا في خزانته شيئا " أهـ. من الرحيق 377. والسرايا والبعوث (ص 285 - 289) 20/ سرية عمرو بن العاص إلى سواغ صنم هذيل: " وفي نفس الشهر من السنة بعث عمرو بن العاص رضي الله عنه ليهدم صنم هذيل برهاط ، على بعد ثلاثة أميال من مكة فلما انتهى إليه عمرو قال له السادن: ما تريد ؟ قال: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أهدمه قال: لا تقدر على ذلك قال: لم ؟ قال: تمنع، قال: حتى الآن أنت على الباطل ؟ ويحك فهل يسمع أو يبصر؟ ثم دنا فكسره ، وأمر أصحابه فهدموا بيت خزانته لفم يجدوا فيه شيئا ثم قال للسادن: كيف رأيت ؟ قال: أسلمت لله " الرحيق ص 377 و طبقات ابن سعد 2/ 146. 21/ عودته صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك: قال ابن اسحاق: " وقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة من تبوك في رمضان " البداية والنهاية 5/31. وقال صاحب الرحيق " وكان خروجه إلى تبوك في رجب وعوده في رمضان واستغرقت هذه الغزوة خمسين يوما أقام منها عشرين يوما في تبوك ، والبواقي قضاها في الطريق جيئة وذهابا ، وهي آخر غزواته صلى الله عليه وسلم " ص 401. 22/ قدوم وفد ثقيف على رسول الله صلى الله عليه وسلم: عنون ابن هشام رحمه الله في سيره " أمر وفد ثقيف وإسلامها في شهر رمضان سنة تسع " 4/145. كذا قال الحافظ ابن كثير في بدايته 5/31. 23/ قدوم وفود حمير وهمدان وبني فزارة: وكان مجيئهم بعد عودته صلى الله عليه وسلم من تبوك في رمضان، فلينظر في هذا الرحيق 413 وسيرة ابن هشام 4/190. 24/ دخول الصحابي جرير في الإسلام: وفي رمضان من السنة العاشرة للهجرة قدم جرير بن عبد الله البجلي إلى النبي صلى الله عليه وسلم معلنا إسلامه رضي الله عنه وأرضاه. أنظر لذلك الإصابة في تمييز الصحابة للحافظ ابن حجر 2/220. أقول في آخر هذه الجولة الرمضانية الميمونة على وقع أحداث أمتنا بتاريخها الإسلامي النير والشريف، الذي أدعو المولى جل وعلا أن يوفقنا لتدارك أمورا مهمة أبلورها في النقاط التالية: 1/ الإستفادة مما مضى والاستفاقة مما نحن فيه ، لنشيد مجدا ضائعا أساسه ما سلف وقوامه ما سيبني الخلف ويخلف للخلف. 2/ أجدد دعوتي للقائمين على تراثنا الإسلامي من الأكاديميين والمشاركين في هذا المجال ، أن يشمروا على ساعد الجد والكد لبناء صرح تاريخي إسلامي ، نسعد بالإنتساب إليه والعمل بعبره ، قوامه الأحداث الصحيحة والوقائع المليحة ، البعيدة كل البعد عن المزايدات والدسائس القبيحة. 3/ ليس الغرض من منادمة الماضي البكاء على الأطلال ولا التحسر على ما فات ، وإنما هو تصحيح ما أخطأنا فيه والتعلم منه وكذا العظة والاعتبار إستعدادا لما هو آت بعده . هذا ما وفقني إليه ربي ، إن أصبت فمن الله وحده لاشريك له ، وإن كانت الأخرى فمن نفسي ومن الشيطان ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين بقلم : ربيع بن محمد ميسوم منقول |
|||
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
العلامات المرجعية |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
![]() |
![]() |