[ابو ضيف الله]

فعلاً هناك فرق بين المدح والشحذه الصريحة خاصة اذا كان الشاعر غير محتاج
وللعلم فان الشاعر الاموي الفحل جرير اليربوعي عندما مدح عبد الملك بن مروان
بقصيدته المشهورة: (الستم خير من ركب المطايا) عاب عليه الشعراء كيف كانت
مقدمة القصيدة دنيئة النفس وكيف ادخل اسم زوجته فيها وكيف صرح بطلب المال

وهذا ما قاله :

تعزتْ أمُّ حزرة َ ثمَّ قالتْ = رَأيتُ الوَارِدِينَ ذَوي امْتِناحِ
تُعَلّلُ، وَهْيَ ساغِبَة ٌ، بَنِيها = بأنْفاسٍ مِنَ الشَّبِمِ القَرَاحِ
سَأمْتاحُ البُحُورَ، فجَنّبِيني = أذاة َ اللّوْمِ وانْتظِرِي امْتِياحي
ثِقي بالله لَيْسَ لَهُ شَرِيكٌ، = و منِ عندِ الخليفة ِ بالنجاحِ
أعثني يا فداكَ أبي وأمي = بسيبٍ منكَ إنكَ ذو ارتباح
فَإنّي قدْ رَأيتُ عَليّ حَقّاً = زِيَارَتِيَ الخَليفَة َ وامْتِداحي
سأشكرُ أنْ رددتَ عليَّ ريشي = وَأثْبَتَّ القَوادِمَ في جَنَاحي

وانا ارى ان قضية الشخذة لا تقتصر على الشعراء فقط بل على شريحة كبيرة من المجتمع
لو قيل ان هناك امير او رجل اعمال في النفوذ او الصمان يوزع صدقات لريت الناس طوابير
مع ان اكثرهم غير محتاج وقبل فترة اصاب بعض الديار سيل وقامت الحكومة مشكورة بتوزيع
خيام ومواد غذائية على المتضررين وللاسف رأينا مشهد قبيح من تجمع الناس غنيهم قبل فقيرهم
على هذه المعونات المتواضعة وما كنت اتوقع هل تلك الديرة تضعف انفسهم

التوقيع

قال الشافعي رحمه الله: أركان الرجولة أربع: الديانة والأمانة والصيانة والرزانة. قال الخليل ابن أحمد: التواني إضاعة, والحزم بضاعة, والإنصاف راحة, واللجاجة وقاحة. اللهم أنصر من نصر الدين وأخذل من خذل الدين